عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-10-2011, 11:37 AM
الصورة الرمزية C O F F E
C O F F E C O F F E غير متصل
سولاريتشا!
 
معلومات إضافية
الانتساب : Jul 2011
رقم العضوية : 102599
المشاركات : 8,882
   الجنس: الجنس: Male
Icon (55) دُمُوعُ لـِ رمَادِ حرْبٍ لَم تنْجَلِي .. فِي قلْبِها / ( مُشَارِكَة ) ~

آلسَّلام عليْكُم
صبَـآحكُم / مسَـآءكُم .. سَعـادَة !



~

وقَفتْ علىَ نافِذَتِها , تنْتظِرُ بزُوغَ فجْرٍ جدِيْد
يكُونُ فيْهِ لهَا ذكْريَاتٌ سعِيْدَة ..
وصلَتْ إِلى طريْقٍ مسدُودْ , لا تعْلمُ إلَى أيْنَ
ستَأْخُذُهَا الأيَّامْ ؟
هَلْ ينْتهِي ألمُهَا قريْباً أمْ أنَّها ستَغْرَق .. !
كَانتْ الأقْدَارُ قَد أجْبرتْهَا علَى التَّنكُرِ لِذاتِها
فتمنَّتِ الابْتِعادْ , تمنَّتِ السَّفَر بعيْدَاً
ومَع تسلُلِ خيُوطِ شمْسِ يُومٍ آخَر , وتلُوِّن السَّماءِ
بذلِكَ الأزْرَقِ الهادِيءْ .
آنَ لهَا الرَّحيْل , حزَمتْ أمْتِعتَها وَ انْصرَفتْ .

,,

تَتأمَّلُ إنْعكاَس وجْهِهَا الشَّاحِب علَى نافِذَة القِطارْ
تتجَاهُل كُل الضَّجيْجِ الّذِي يُسبِّبهُ المُسافِرُونَ خلْفهَا
وتُحلِّق بعيْداً , عَن جمَال الهِضَاب الخضْراءِ والحقُول
الذّهبيَّة خلْف النّافِذَة , لتعُود بِذاكِرتِها إلَى
يُومٍ مُظْلِم , مُمطِرٍ عاصِف كانَت تتنَاوُل طعامَها بِسَعادَة
والكُلُّ يتحلَّقُ حُوْلَ الطَاوِلَة الخشبيَّة الصّغيْرَة ,
وكُل الوجُوهِ تحْمِل ذآتَ سعادَتِها.
لَم تتوقَّفْ شقيْقَتُها عَن سرْدِ كُلِّ المواقِف المُضْحِكَة الَّتِيْ
مرَّت بِها هذَا اليُوْمَ فِي مدْرستِهَا .. !
وآستمرَّت والدِتُها بالابْتِساَم بهدُوءْ وسعَادِةٍ غامِرَة
أمَّا هِيَ فقَد كانَت تُقَهْقِهُ بِمَرْح .

,,

ولكِنَّ تلْكَ اللَّحظاَتِ لَمْ يأنِ لهَا أنْ تدُوم , فبركْلَةٍ
واحِدَةٍ مِن ثلَاثةِ ظلالٍ آتَّشحتِ السَّوادْ كَان بابُ منْزلِهُم
المُتواضِعِ مُسجَّى علَى الأرْض , وقَف الجميْعُ فزعِين احْتضَنتُهمَا
والِدتُها خلْفهَا , وقَفتْ أمَام الجنُودْ برِجاءْ
بإْصِرار بثقةٍ أنَّها ستحْمِي طفْلتِيهَا حتَّى النِّهايَة ,
دَار حديْثٌ قصِيْر , تلَتْهُ يدٌ قويَّة تسبَّبَت فِي إسْقاطِ والدِتهَا أرْضاً
هرَعت إلَى والِدتِها وأغْلفَت لِـ لحْظَة شقيْقتَها الصُّغْرَى
ولكِن دُوَى صُوْت النَّارْ مُعْلِناً النِهايَة .
سالَت دِماءٌ بِجانِبها فلَم تُرِد الالْتِفاَت ولكِنَّها فعلَت بتردُّدْ
ففُوجِئْت بوجْهٍ كاَن قْبَل لحظَاتْ فِي سعادَة غامِرَة , وجْهٍ
اعْتادَ الضَّحِك لا الغرَق فِي كُوْمَةٍ مِن الدِّماءْ
كَانتْ جاثيَةً علىَ الأرَض بفَزعْ , حاَولت الاسْتِنجَادَ بوالِدتِها
لكنَّ لا مُجيِب .
رحَل الجنُودْ سريْعاً , لم يبْقَ سواهَا وجُثَّة غارِقَة بدِماءِها
وجسْدٌ يحْتضِر .. لحظَـآت وفَارق الحيَاة .
,,

سَادَ صمْتُها , توشَّحتْ الحُزْن تنكّرت لِذآتِها الَّتِي لطَالَما
كَانتْ مُفْعمَة بالسَّعادَة , وطاَل بِها الهَمْ و لَم ينْجِلِي
حتَّى مَع انْجِلاءِ الحَرْب , فآنَ لهَا هذَا الفْجَر فقَط أنْ ترْحَل .









همْسَــــة .. :

آنْعِكاسُ وجْهٍ علَى نافِذة القِطار , شاحِبٌ فقَد الكثيْر رسَم
ابْتِسَامَة سُخْريَة وتسَاقَطت الدُّموع .. تسْتثيُر رمَادَ حرْبٍ
لَم تنْجلِي فِي قلْبِها .




~


تمَّـــتْ .. !

الموضوع الأصلي : دُمُوعُ لـِ رمَادِ حرْبٍ لَم تنْجَلِي .. فِي قلْبِها / ( مُشَارِكَة ) ~ || الكاتب : C O F F E || المصدر : منتديات أنيدرا


رد مع اقتباس