PART NO.2
لقد أتى يوم الجمعة ، كان ليتوك يقف خارج المبنى الثقافي بجانب سيارة كبيرة .. أحضرها لمن سيذهب معه .
شين دونغ وشيون وإيون هيوك ، حضروا كما وعدوا .. والأشخاص الأخرين معرفته قليلة بهم ( دونغ هي ، كيوهيون ، آمبير ، سونغ مين ، وطالب صيني يدعى هان كيونغ .. شعر بالمفاجأة عندما رأى لونـا هي وصديقتها جيوري يسيرون إليهم يحملن معهن حقائب
قال شيون : لونـا .. دعينا نذهب بسيارتي .. -وجه حديثه إلى ليتوك- سوف نلحقك إلى هناك توكي .
--------------------
الطريق كان طويل .. بالنظر إلى الحقول الخضراء .. تشعرك بأنها تسير مبتعدة عن الحرم الجامعي وكأنها تريد الذهاب إلى منزلها الثاني هي الأخرى .. إنها تجلب لك الشعور وتخبرك بأن عليك ترك كل شيء خلفها .
بدأت تشعر جيوري بأنها لم يكن عليها المجيئ ، ربما سيحدث شيء ما سيء بعد كل شيء .
قال شيون لكي يكسر حاجز الصمت : إن كل شيء واضح هنا .
سألته لونـا وهي تشير إلى الحقول الخضراء مع ابتسامة كبيرة على وجهها : اوبـا ، أليس المكان جميلًا هنا في الريف ؟.
توقفت السيارة فجأة ، وجعلت جيوري تكاد تطير إلى الأمام من مقعدها .. صرت لونـا بخوف .. وفي أذنيها صوت تنفس شيون بصعوبة ، السيارة التي كانت خلفهم هي سيارة ليتوك .. أصبحت بجانبهم الآن ، فتح شيون الباب ونزل من السيارة لكي يرى ما يحدث .. وعادت جيوري إلى مكانها لم تكن تريد أن تخرج للخارج وتعرف ما يحدث .. ليس الآن ! .
رأت شيون يسير نحو ليتوك الذي خرج للتو من السيارة .. بعد أن رأى أن الآخرين يتحدثون وعلامات القلق على وجوههم ،
قالت لونـا وهي تفك حزام الآمان من عليها وتفتح الباب لتخرج : أعتقد أن هناك شيء ما خاطئ ! .
شاهدت جيوري لونـا وهي تخرج للخارج وتقف بجانب الأصدقاء الذين خروج ووقفت هي بجانب شقيقها وهي تنظر لشيء ما على الأرض وظهر على وجهها تعبير القرف والاشمئزاز .. مع أن جيوري كانت بالسيارة وكل شيء مقفل .. إلا أنها حسبت أنها تستطيع سماع أحاديثهم الخاصة مع النوافذ المقفلة !.
الأصوات .. ثم الأصوات .. فكت حزام الآمان من عليها وفتحت الباب وخرجت أول ما أن وضعت قدميها على الأرض أشعة الشمس الحارة توالت بأن تمشي على قدميها كأنها كومة قش صغيرة .. سارت نحوهم وهم مجتمعون على شيء ما ما أن رأت بعض الدماء على الأرض حتى بدأ قلبها ينبض بسرعة
" إنها مريضة جدًا "
" مسكينة "
" بحق الله ، ماذا يفعل هذا الشيء هنا ؟ "
تقدمت جيوري من بينهم لكي ترى جيدًا هذا الشيء الذي يتحدثون عنه ، رأت قطًا أسود ميتًا على الأرض .. ثم وضعت يدها على فمها وابتعدت
" يجب أن يكون قد مات منذ أيام "
قالت فتاة شعرها أسود قصير : ليتوك .. هل توقفت من أجل هذا ؟ .
قال كيوهيون : ألا يمكننا فقط أن نمشي بجانبه فقط ؟
قال ليتوك : سيكون من الصعب جدًا علي ! .. إن الطريق ضيق جدًا .
حولت جيوري نظرها من على القطة الميتة إلى وجهه ليتوك لكي ترى ملامح القلق على وجهه ،
سأل دونغ هي بقلق هو الأخر : ألم تسمعوا يا رفاق أنه من سوء الحظ إذا رأيت قطة سوداء ميتة على الطريق الذي تمر به ؟
قال هان كيونغ : لكن هذا القط ميت ..
قال شين دونغ مطمئن وهو يضع يده حول كتف ليتوك : إنه مجرد شيء عادي ، يمكننا أن ننقل القطة جانبًا ونكمل طريقنا .. أليس منزل جدتك ينتظرنا ؟ أومأ ليتوك بصمت ..
ألتفت شين دونغ نحو سونغ مين ثم قالت : يـا!! .. سونغ مين-آه .. تعال لمساعدتي .
قال سونغ مين وهو ينظر حوله : ماذا!! .. لماذا ؟ .
مشى شين دونغ نحو أحد الحقول الخضراء وعاد بعصا بعد البحث لفترة طويلة ، وكان وهو يدحرجه بعيدًا عن الطريق يعتذر إليه إلى أن وصلت للعشب .
سألت آمبير : لماذا كنت تعتذر ؟ .. فكر ليتوك بالإجابة .. إنه هو أيضًا لا يعرف لماذا .
قال شين دونغ : حتى لو لم يكون إنسان .. يجب عليك إظهار بعض الاحترام لهم .. بهذه الطريقة ستكون مباركًا ..
نظر الكل بدهشة إلى شين دونغ .. قال شين دونغ لهم بنبرة جدية : ماذا ؟ أنا جاد بذلك .. عليك معرفة ذلك عندما يطارك شيء ما ! .. رفع شين دونغ رأسه ثم بدأ يحفر حفرة في الأرض .. قال له كيوهيون : ماذا تفعل هذه المرة ؟
قال شين دونغ وهو يكمل عمله : إني أحفر قبرًا .
سمعت جيوري صوت تنهد عالٍ يصدر من آمبير .. وقالت : سأساعدك ..
نظرت إليهم جيوري وهم يحاولون أن يحفروا بإستخدام العصي التي يجدونها .. إلتفت للوراء لكي ترى الشارع الخالي من الحياة .. لقد كان خاليًا .. لماذا لا تأتي أي سيارة من هذا الطريق ؟ .
شعرت وكأنها بوسط أرض لا مكان لها !! .
قال ليتوك : يبدو أني أبدو مثل الجبان بوقوفي هنا .. دخل صوت ليتوك بأذنها حولت نظرها إليه لكي ترى نفسها واقفة بجانبه لم يكن ينظر إلى وجهها حينما كان يتحدث معاها ، لكن .. كان ينظر ناحية شين دونغ وآمبير وفعلت جيوري مثله ، قال لها ليتوك : هل تعتقدين أنه من سوء الحظ أننا توقفنا بسبب هذا ؟ .
لم تجب جيوري عليه . إنها حتى لم تعرف بماذا تجيبه ! ، لكن الغرائز التي بداخلها كانت تقول لها وتملي عليها بأن لا تقف هناك لمدة طويلة .. عاد الكل إلى السيارات .. وبعد نصف ساعة إنتهى كل من شين دونغ وآمبير من دفن القطة الميتة وعادوا للداخل وأنطلقت السيارات لتكمل الطريق ، كانت جيوري واضعة مشغل الموسيقى الخاصة بها بأذنيها وتستمع إلى الراديو ، تستمتع إلى ألبوم أحد الفرق الذي خرج للتو ، أراحت الموسيقى أذانها .. ولكن ليس عقلها .. كانت بداية تساؤلاتها هي .. هل شعر ليتوك بشعور غريب مثلها عندنا توقفوا هناك بالخلف ؟ .. هل هو يعرف أي شيء عن ذلك القصر ؟
--------------------
كان يقود السيارة وتمر الأشجار الكثيفة التي في محاذاة الطريق المتعرج .. كان ليتوك ينظر إلى الطرق المؤلفة له .. لم تكن حية أبدًا في ذاكرته من قبل .. كان دائمًا جالس في الكرسي الخلفي .. عندما كان يقود والده عندما يرد أن يأتي إلى هنا ، لكن في هذا .. هو من كان يقود للعودة إلى القصر .. كان يشعر بشعور غريب .. لأنها المرة الأولى .. وأصبح بداخله حنين غريب ! ..
وأخيرًا وقف خارج المنزل .. أوقف السيارة بقي جالسًا بمكانه في حين أن الكل أصبحوا بالخارج .. وبدأوا يطلقون صيحات الاعجاب ، حدق ليتوك بالشجيرات الخضراء التي تميل للأمام .. ثم أمال رأسه للامام لكي يأخذ نظرة فاحصة على القصر .. كان بالضبط نفس الشيء .. كان قد بدأ بالشعور بالملل بالبقاء وحيدًا بالسيارة .. لكنه غير واثق بما يجب عليه فعله كان القصر بـ 3 طوابق .. يبدو وحيدًا وبنفس الوقت جميل .. كان عيب المنزل أن تصميمه كأنه متاهة .. رفع عينيه إلى الطابق الثاني .. أعتقد بأنه رأى شخص ما .. هل هي فتاة ؟ .. دفعت الستارة جانبًا .. ثم نظرت للأسفل لكي تلتقي عيناهما .. ، لكن أفزعه الطرق على زجاج النافذة وإلتفت لرؤية شيون .. الذي ما أن رأى وجهه حتى نسي الفتاة كليًا .. فك حزام الآمان من عليه ثم نزل من السيارة سأله شيون : مالذي تفعله بالداخل ؟ .
أعاد ليتوك النظر إلى المنزل .. كما لو أنه لم يره من قبل أبدًا ..
سأله شيون بتعجب : ماذا ؟
لف ليتوك وجهه على شيون وظهر على تعابير وجهه العبوس ثم قال : لا شيء .
قالت لونـا وهي تلتفت ناحية شيون : اوبتـا ! .. إنه رائع !-إلتفت للنظر لليتوك- لم أكن أعلم أبدًا أن جدتك كانت غنية جدًا! .
ابتسم ليتوك بوجهها بدون أن ينطق بكلمة ..
" تيوكي "
نادته والدته من المدخل وهي ترتدي بلوزة وتنورة طويلة بيضاء ..
كررت جيوري بإستغراب وهي تلتفت للنظر للوراء : تيوكي ؟
قال ليتوك وهو يسير نحوها : أمي
بعد دقائق لاحقًا وجد نفسه يقف في غرفة المعيشة مع الأرضية الخشبية المصقولة و سجادة كبيرة بوسط الغرفة .
وقف بجانب نافذة كبيرة مستندًا على الجدار .. ينظر في الجدران وكل شي يحيط به .. كل شيء به قديم .. قد يتصور المرء أن مفهوم هذا المنزل هو الخشب !.
عرف زملاؤه نفسهم بطريقة ودية ولطيفة لوالدته وجدته .. التي تجلس على كرسي هزاز ووالدته تقف بجانبه .
قالت والدة ليتوك : إنه من اللطيف جدًا معرفتكم جميعًا .. نحن حقًا ممتنون لكم لآنكم قد قررتوا بأن تأتوا إلى هنا مع تيوكي .. لقد كنت خائفة بأن أترك تيوكي لوحده بمكان كبير مثل هذا .
لمح ليتوك جدته وهي تضع يدها على ظهره كان شعرها لونه رمادي بالكامل .. والكثير من التجاعيد سببها كبر السن ..
تحدثت الجدة قائلة : المنزل كبير جدًا .. وهناك الكثير من اللصوص في الأنحاء ، إذا أختفى أي شيء من المنزل .. أنا لن أدع أي شخص يرحل من هنا !.
بعد ما انتهت جملة الجدة شاهد ليتوك وجوه أصدقائه وهي تشحب ..
قالت والدة ليتوك وهي تبتسم : سوف تكون هناك خادمة .. سوف تأتي مرة واحدة في الأسبوع لكي تملئ البراد بالطعام ، ولكن .. الفطور والغداء والعشاء سيكون عليكم إعداده لأنفسكم .
قالت جيوري : هل ... هل يمكنني أن أسأل سؤال ؟
أومأت والدة ليتوك رأسها بنعم لكي تجعلها تتحدث .. فأكملت جيوري قائلة : هل هناك شيء حول هذا المنزل ؟ .. إننا كنا جميعًا نتساءل عن سبب دعوة ليتوك لنا .
نظر ليتوك إليها وهو يشعر بالاحراج لعدم مقدرته على الإجابة على هذا السؤال ،
قالت والدة ليتوك مع ابتسامة على وجهها : إنه مجرد... إنه ليس آمنًا أن أبقيه لوحده .. لذا أخبرت تيوكي أن يحضر أصدقائه معه ..
أومأ الجميع رأسهم بتفهم .. ثم قال إيون هيوك : كيف سنتختار غرفنا ؟
أجابته : قررت الجدة أنه يمكنكم اختيار غرفكم بنفسكم .. لكن الطابق الثالث خارج الحدود .. إذا حدث أي شيء أبلغوا شرطة انتشون في أقرب وقت .. وأيضًا أرجو منكم أن تعتنوا بالمنزل .
هز الجميع رؤوسم بالموافقة .. ألتفت والدته إليه ثم قالت : تيوكي .. أريد أن أتحدث إليك على انفراد .