[C O F F E]

لَا تُخفِي اهتَمامَك بـ " الآخريْن ", فهُو ليْسَ عيْباً!. فِي فتَرةٍ غيَر بعيَدةٍ مِن حياتِي, اعتَدُّت أنْ أخفِي اهتمَامِي بـ الآخريْن, ظنَّاً مِنّي أنَ الحرَص الزَّائِدَ علِيهُم, يُفسِد العلاَقة! ويُحليَلها أشبَه بـ " تطفُّل " ممقُوت والتِصآق غيْر محمُود بـِ خصُوصيّاتِهم كُنت أحسِب حسآب أيْ سؤال أطرُحه, أو أيِّ اهتِمام أبدِيه, أو حتَّى أيِّ هديَة أو وقَت للزيَّارَة أو مدَىً للحديْث !. حتَّى طالَ الأمَر علاقَاتِي بـ أقرَب " النًّاس " إليَّ, واكتشَفت أنَّ صديْقاتِي اللَّواتِي كُنَّ يُفضَينَ لِي بـ الكثير مِن الأسرَار, انسَحبَن بهُدوءْ, بعَد أن انتابهُنَّ إحساسٌ بـ وجُود " عُمقٍ غيْر مُتبادَل " بمعنَى , هُنَّ فقَط مَن يقُمَن بـ الإفضَاء بـ أسرارِهنَّ وَ أنَـا لآ !. رُبَّما لَم ألحَظ ذلِكَ إلَّا مؤقَّتاً, أنَّ الأحاديْث بَدأت تتّسِم بـ الجمُود, والسَّطَحيَة بيْنَ صديْقات هُنَّ كـ " الكنزْ " لِي بسَببْ أنَّنِي لَم أوضِّح لهُنَّ ذلِك. لذَا, - لا تخجُلوا مِن إبداءْ اهتمامِكُم بـ الآخريْن, مِن الإفضَاء بالكلِمَة الجميْلَة والسؤَال عَن بعضِ المُنعطَفاتِ الحيَّاتِية والأمُور الهامَّة لـ أصدِقاءِكُم, وَ أفرَاد عائِلَتكُم!. لا تبُنوا حَاجِزاً يكبَح جِماح " إعجابكُم وَ قُربِكُم " مِن أصدِقاءِكُم, ابدَأوا بـ تجاهُل الرّسمِيَة مَع البَعض مِمَّن حُولَكم. قَد يظُنُّ البَعض - هُنا - أنَّي لسُت الشَّخصَ المُناسِب لـ أقُول ذلِكَ وأنُّه حرِّيٌ بِي أنْ أبدَأ بنفْسِي. ولكِن هذَا فعلاً ما اعتزِمُ فعَله, ما بدَأت المحاولَة بهِ منذُ عام تقريْباً بدَءاً بـ " عائلَتِي " مرُوراً بـ " صديْقاتِي ". لَم أنجَح فِي ذلِكَ حتَّى الآن لأنَّنِي أحاولُ تغييْر طبِع مُتأصِّل فِي ذاتِي وَ معرُوف عنِّي بيْنَ النَّاس. كَما أنَّني لا أحبُ شبكَة " العلاقَات الاجِتماعيَّة " الواسِعَة, لأنَّها تُشتِّت تركيزِي واهتمامِي أكَثر مِن كُوِنها مصدَراً لـ تُوثيق عرَى التوَّاصُل بينِي وبينَ مَن حُولِي. لكِن رُغمَ ذلِك " لا ضيْرَ مِن المحاولَة " فهُو يُمثِّل عَكسَ صُورَة الامِتنان الدَّاخلِي فِينا إزاءَ وجُود هؤلاءِ الأشَخاص مِن حُولِنا. - C O F F E!.