[C O F F E]

بدَأتِ الحكآيَة, برسَالة وَ حُزنْ
" حُزْن يُفتِّت القلَب " وما أعظَمه مِن حُزن
حيَن يطِوي " الدَّمُوع "!. هِيَ لعَنةٌ فعلاً.. يا أنابيْل وليَست هديَّة.


وفِي " رحلَة الاسِتشفاءْ " البَحثْ,
عَن ذاتِها, عَن دُموعها الِّتي سلَبتها إيَّاهـا
" هديَّة والدَها المُغلفَّ بالكثيْر مِن الحُب "
خطئاً, لـ سُوء أو ربَّما لُحسن الظرَّوُف نظراً لِمآ
آلتْ إلِيه النَّهاية السعَّيدة :

قادتها قدماها المتعبتان إلى قصر كبير مظلم و شبه مهجور أو هكذا ترائى لها نظراً لحالته و بوابته المكسورة ..
الاشجار ذابلة كان كل شيء قديم و مهمل ..

فولَجت لذلِك " العالَم الآخر " حيثُ
الطَّريْق, حيثُ الرَّحلة المحفُوفة بالكثيْر,
بكلِّ ما " يغيَّر المصيْر "


كانت بدايَة لقآءِها بـ " الوحَش "
آَسرة فاتِنة, حزيَنة كـ " اللَّحن الصَّادِر مِن ذلِك النَّاي " ,
ولفرِط حُزَنها لمْ نستِشعر كُونه وحشاً, إنَّما
صآرت الدَّمُوع بركَة شفَّافَه لرؤيَة ما بداخلِه,
اعتِقد أنَّ الدَّمُوع فِي " حكآيتكِ " هِيَ السَّر الفاتِن
والمرآة السَّريَة بيَن " أنابيْل والوحَش " :

" ليس سوى جمال يخفي وراءه ألم عظيم .. هذه المياه ليست سوى دموع خطاياي "
" أنها خطايا إقترفتها في الماضي تركت لي ما تبقى .. بعد أن ظننت أنها ما أبحث عنه "

ولكِن وفِي غمرَة حُزن " أنابيْل " :

"ماهذا ياقمــــر ؟! "
أهكذا تخونني ؟! .. ألم نكن صحبة الألم و لسنوات ؟! "
تقودني لقيد فوق قيدي! "

فقَد ظنَّت المصيْر الّذِي
يقُودها إلِيه " القمَر " خيانةً, وَ الوحَش
الّذِي بداخلها هُناك فقَط " على وجِه ذلِك الأميْر "

وبقدْر ما كانت يائسَة بقدرِ ما كانت
ضائعَة تائهة, جاءَها " اللَّحُن وعازفٌ غامضٌ مجُهول " :

_ عازف الناي لم تغادر ؟!
_♫ إنه قدري ♫
_ متى ؟؟ و إلى أين ؟!
_ ♫ غداً عند منتصف الليل ..
في سفينة تغادر إلى آخر الأرض ♫
_ إنتظرني .. سأرافقك
_♫ لا تنسي !! ♫

وما أبسَط ما نتعلَّق, بالمجُهول,
وما أبسَط ما يصَنع " الغمٌوض " هالة مِن
الجمآل حُول كلِّ بعيْد. ولفرَط ما نتعلَّق بـ " البعيد المجُهول "
نتنآسَى أقرَب القريْبيَن!, نتناسَى
حتَّى " الجمآل بداخلنا "



توالَت السَّطُور بقلقْ, فِي
تلك اللَّيلة العاصَفة, قلقْ وَ وَجل, مِن النَّهاية
الحتمَّية والمصيْر المجُهول. ولفرَط ما كان القلق
والخُوف والذَّعر والآمال المُعلَّقة على خيْط رقيْق واحد,
آن لـ " أنابيْل " أن تجِد الطَّريْق.. إلى
الدَّمُوع والجمآل الدَّاخلِي.

نزفت عينها أولى دموعها و تدلت كبلورة كرستالية من رموشها الجميلة
كانت دمعة مؤلمة .. ساخنة ..

حبــــك كان مرساتي و كل مرافئي ♫
تعلمت أن أحبـــك مع ضوء القمر ..
يا توأم القمر .. يا نجم النجوم

حبـــــاً حمله قوس المطر في يوم ربيعي مشمس ♫
في عالم تنزل فيه الدموع فرحاً

تعلمت حبـــاً .. حالة خـــاصة ♫
حلماً لقلوب غمرها اليأس و أرواحاً حزينة

لعينيك سأعزف اجمل الحاني
بـــقربــــك .. تنتهي كل الاشياء و تبدأ السعادة ♫

لآ جمال وراء ذلِك الجمال ليُقآل,
ولا خيْط ملوّن يُضآف إلى " خيُوط النَّهايَة الملوَّنة "
الِّتي اقتَادتنا لها حرُوفكِ الفاتِنَة,
كانت " قصَّة بلوَّريةَ رائعةَ " رآق لِي وصفُكِ
وأسلُوبكِ الَّسلِس, لديِك دُوماً ذلِك السَّر الفاتِن الصَّغير,
الّذِي يمَنح تلَك الكلِمة وذلِك السَّطر بريْقه, ورونقه
وسحرَه الخاصْ. !




سعيَدة أن مررَت ها هُنا, وانتصَف اللًّيل عليَّ بصُحبَة
هكذَا حكايَة!