[7ulm]

Part14

حقيقة مره

تبدلت فرحة الحفل في تلك الليلة إلى أحزان ,, أُظلم القصر وغادر الكل ليعم الهدوء
الذي كسره صدمة روز بما حدث لصديقتها بينما لم تكن تتخيل للحظة هذا المصير ,
كان صدى صوت بكائها الحار في حضن والدها الذي يحاول تهدءتها من دون جدوى
للحظة شعرت بأنها خسرت أشياء هامة في حياتها قد لا تعوض مرة أخرى
أفرغت ما في نفسها من بكاء وخوف على صديقتها وعلى ليلتها المظلمة بالامس
وعتاب شديد وغضب على ذاك الذي اشغل تفكيرها حتى شعرت بأن الصداع قد بدأ يهاجم رأسها
بعد لحظات كانت متقوقعة على الأريكة وقد أحضر لها أحد الخدم كوبا من النعناع مع حبة لتسكين الألم بينما ليوناردو كان جالسا ينظر أليها بقلق
حتى قال :" سأذهب للمشفى .. "
:" سأذهب معك .."
نهضت مسرعة لكن ليوناردو كان أسرع منها في الوقوف
وهو يقول سريعا :" لا ,, متأكد بأنها ستكون بخير , أبقي الليلة و سأأخذك غدا صباحا إليها,
أنا فقط سأطمئن على روي وأعود سريعا , ولا تجادليني في هذا !!"
تقوقعت مرة أخرى بقلة حيلة فهي في هذه اللحظة عاطفية جدا وغير متماسكة وهذا سيجعل الأمر صعبا عليها مع أنها قلقة بشدة ولن تستطيع النوم بسبب التفكير
لكن الأجدر أن لا تقلقهم أكثر من ذلك فـ استسلمت وهي تقول :
" أذن أتصل بي وأعلمني عن حالتها "
:" حسنا .."
غادر ليوناردو بينما روز لم تتوقف الدموع عن التسلل من عينيها للحظة
وهي تتذكر طلب كاثرين في مقابلتها والتحدث بينما لم تعرها اهتماما بل كانت منشغلة تماما بأشياء أخرى
* يآلي من حمقاء , لماذا يحدث كل ذلك *

--------------------------------------------------------------------------
في مكتب الشرطه كانت ملامح جيمس لا تفسر ولون وجهه قد اختفى وهو يستمع للنتائج التي توصلوا إليها بخصوص الحادث
:" لقد تتبعنا كاميرات المراقبة التي مرت عبرها سيارة الفتاة منذ أن خرجت من المنزل,
وتبين لنا بأن هناك سيارة مجهولة كانت خلفها طوال الطريق السريع ..
لكن سرعتيهما لم تكن عادية والمطاردة بينهم ملحوظة وهذا السبب الرئيسي للحادث ,
حتى الآن لم نستطع الحصول على معلومات عن صاحب السيارة او مكانها
فقد كانت بلا لوحة خلفيه أو أمامية ,,"

:" أتقول بأن شخصا كان يطاردها ؟؟!!!"
صاح جيمس للشرطي الذي أمامه بنبرة حادة وتعجب واضح
بينما قال كيفن :" جيمس أهدأ .. بالتأكيد سنكتشف من يكون .."
كان جيمس يدلك رأسه بحنق شديد وهو يفكر
بكيف حصل كل ذلك لها من دون علمه ...!!
ألذلك كانت تستنجد به .. من يكون ولماذا كاثرين , لماذا كاثرين بالذات
لم يكن عقله قادرا على التفكير بأي شيء أخر
ففتح هاتفه مباشرة إلى رسالتها ليقرأ احد العبارات من جديد
[ اذهب لوالدي , أنه يعلم كل شيء ..]
والدها ؟؟ اليس السيد روي , لماذا ؟ مالذي يعلم بشأنه ؟!
رفع رأسه نحو كيفن ثم قال :" سنبحث عن السيد روي , لقد قالت كاثرين بأنه يعلم شيئا ,
فلنرى ما الذي سيقوله لنا .."
فكر كيفن للحظات ثم قال :" لننتظر إلى الغد .. لابد بأنه منهار بسبب ما حدث لأبنته "
كان جيمس سيرفض لكنه تذكر بأنه والدها وبالتأكيد حالته لن تكون مؤهلة للإجابة عن أي سؤال أو أي تحقيق يحتاج للدقة وتسجيل كل كلمة يقولها ,
فقال :" مع انني لن استطيع الأنتظار لكن سنذهب في الصباح الباكر"


-----------------------------------------------------------------------------------

خلال وقت بزوغ الفجر وفي الصباح الباكر
بداخل شقة كريس كان جون نائما بينما كريس كان يقف أمام الخزانة يخرج معطفه ويضعه على السرير بنية الخروج لمكان ما وهو يرمق جون النائم على الأريكة حذرا من أن يستيقظ فجأة ..

لكن نيته فشلت حين شعر به يتحرك بضيق وكأنه يرى حلما مزعجا
لم تمر برهة حتى فتح عينيه بتكاسل شديد وأخذ يمسك برأسه ويهمهم بألم
و هذا ما جعل كريس يدخل معطفه في الخزانة من جديد ويتحرك باتجاهه
وهو يقول بابتسامة غريبة:
" = لماذا استيقظت ؟! هل راودك كابوس ما ؟ "
جلس جون على الأريكة وأخذ يعطس بتتابع ليقول كريس :
" لم يمضي على نومك اكثر من ثلاث ساعات , هل تشعر بالبرد ؟
هذا لأنك نمت بملابسك المبلله !!"
نظر أليه جون بحقد وقد سرت في جسده رعدة برد ثم قال بحده :
" لماذا لم توقظني ؟"
:" من الواضح بأنك كنت متعب , جرحك الذي في ذراعك سيؤلمك إن لم تجفف ملابسك وتعقمه جيدا "
نهض متجاهلا له وبدل ملابسه وفي غضون دقيقة كان قد عاد ليستلقي على السرير
بكسل في نية النوم مجددا لكنه نهض مرة أخرى ينظر لكريس الجالس من دون أن يفعل أي شيء وبهدوء تام
فقال بشك :" لماذا تجلس هكذا ؟"
ارتبك ثم قال :" لاشـيء ,ر ربما سأجلس قليلا فأنا لا أشعر بالنعاس "
زم جون شفتيه بتفكير وشك ثم قال بلا مبالاة :" حسنا أذن ,"

اخذ كريس يفكر * متى سيعاود النوم , هل أخرج الآن ..متأكد من أنه لن يدعني من محاضراته بخصوص الاختباء ,, والفضول سيقتله لمعرفة مقصدي ,
يبدو بأنني سأذهب في وقت أخر ..."

رمقه بنظرة ليتأكد من أنه قد نام لكن جون كان مستلقيا ينظر إلى الفراغ في السقف فقط
بنظرة وكأنه قد استرجع أحداث الأمس وقد بدا الندم على ملامحه
لكنه فاجأه حين قال بنبرة مهتزة عميقه :" لم أكن أعلم بأن حياة تلك الفتاة ستتأذى بسببي ,"

:" لا بأس .. المهم بأنك تشعر بالأسف على ذلك , لكن ما الذي ستفعله لاحقا ؟"
أجاب بحيرة كبيره :" لا أعلم .. كل شيء حولي يسيرني من دون إرادة مني ..
لا أشعر بأنني قادر على فعل أي شيء "
قال كريس باندفاع :" لا تكن هكذا , نستطيع الهروب بعيدا .. نستطيع ترك كل شيء فقط والعيش بسلام "

ترددت تلك الجملة في ذهن جون وكأنها تغريه للهروب والبحث عن الحرية
لكنه انقلب على الناحية الأخرى وهو يقول :" لا نعلم ما سيحدث في الغد .. "

أخذ يفكر كريس بما يشغله كل هذه الأيام , هل يخفي الأمر
و يتصرف وكأنه لا يعلم بأي شيء
يهرب و ينعم بالسلام ويخبئ ذلك السر في حجرة مقفلة بداخله
أم يطلقه كالقنبلة و يجعل الأمور تنقلب رأسا على عقب
أخذت الحيرة تقرصه حتى قال بتردد :" جـون , هنـ.."
:" سأنام قليلا أطفئ الضوء "
أرتبك وأبتلع كل تلك الكلمات والجمل المحظورة التي لا يستطيع البوح بها
ثم نهض وهو يسمع جون يقول :" هل كنت ستقول شيئا ؟؟"
لكن الأخير أطفئ النور وهو يقول خارجا :" لا أبدا .. "

--------------------------------------------------------------------------------------

:" ماذا تعني بأن السيد روي قد اختفى ؟!"
صاح كيفن بسؤاله للموظف الذي يعمل عنده والذي كانت ملامحه مقوسة بقلة حيلة وهو يروي ماحدث هذا الصباح
:" كنت قد اتصلت به مرارا من دون أن يجيب , ذهبت للمشفى واخبروني بأنه لم يأتي أي شخص لزيارة المريضة عدى السيد ليوناردو , بحثت عنه في الشركة وأخيرا في منزله فوجدت هذه الورقة
مكتوب فيها بخط يده " انا راحل , لن استطيع العودة مجددا , اعتنوا بابنتي "
أيضا لقد ترك كل أوراقه الشخصية بما فيهم بطاقة هويته وجواز سفره وهاتفه المحمول"
اتكئ جيمس على اول كرسي وجده وهو يحاول مقاومة تلك الصدمة التي اجتاحته
و يفكر بأن اكبر امل لديهم قد اختفى :
"لماذا قرر الاختفاء بهذا الشكل مع أن ابنته في خطر ؟؟ هل يعقل بأنه متورط في شيء محظور "
قال كيفن بعد تفكير :" سنحاول البحث عنه , سننشر صوره في جميع الأقسام , ما فعله دليل على انه يريد الهرب من شيء ما لا نعلم ما هو "
قال جيمس بإحباط شديد:" هذا سيء , يجب أن نعيد التحقيق من نقطة الصفر , فلا شيء نملكه الآن "

--------------------------------------------------------------------
امسك كريس هاتفه وقد ظهر أسم - انسه روز - على شاشته فأبتعد عن أنظار جون
ثم أجاب بلباقة :" مرحبا روزالين "
أتاه صوتها الجاد مع رعشة خفيفة تهز صوتها :
" أخبرني أين أنت ؟ وهل جوناثان معك الآن ؟؟"
تعجب كريس من الطريقة التي تحدثت بها لكنه قال مجيبا:
" اجل , لكن ربما يكون خطرا مجيئك إلى ..."
لم ينتبه للجملة التي قالها بشكل عفوي بأنه أفشى أحد أسراره
وهو بأنه "هارب"
سمع روز تردد :"خطر؟؟ "
لكم أن تتخيلوا صعوبة موقفه وهو يحاول التبرير بلا جدوى
أخيرا قال باستسلام :" سأخبركِ بالعنوان لكن اجعليه سر بيننا ولتكن المرة الأولى والأخيرة "
:" حسنا , أعدك "
-
بعد نصف ساعة من المكالمة سُمع صوت طرق على الباب
تعجب جون بينما نهض كريس سريعا وبصمت لأنه علم بأن روز قد وصلت
دخلت وهي متجهمة الملامح وتشد بيديها على حقيبة يدها وعينيها ترمق المكان بحثا
عن ذلك الشخص

خرج جون من الغرفة ولم تظهر عليه الصدمة حين رآها بل أشاح بوجهه
عنها وهو يأخذ مفتاح سيارته وهاتفه ليهم بالخروج
بينما صاح لـ كريس :" هل رأيت مفتاح الشقه ؟! يبدو بأنني أضعته "
:" لـ لا "
كان كريس قلقا بشأن الجو المكهرب فـأنشغل أمام الفرن بعذر إحضار الشاي

صاحت به :" توقف .."
تابع جون سيره نحو الباب بينما وقفت روز في وجهه بنفس الملامح الجادة
ثم قالت ونظرة عتاب تعتليها:" أليس هناك ما تود أن تقوله لي !!"
نظر أليها جون بعينين باردتين ثم قال :" لا يوجد .. , لذلك أفسحي الطريق "
لم تتحرك من مكانها ولم ترمش عينيها عنه بينما تشد أكثر يديها وتكز أسنانها
بحنق شديد حتى أدمعت عينيها بغزارة وأحمر خديها وهي لازالت تنتظر أن تسمع إجابة أخرى منه
لم يظهر صدمته حين رأى دموعها و انتابه شعور سيء حيال ما إذا كانت اكتشفت شيئا
فقال بملل :" لا أظن بأنني سأفهم شيء حين تقفين بهذا الشكل -"

:" ما حدث لـ كاثرين , هل لك علاقة به ؟"
اندهش من سؤالها لبرهة لكنه راوغ وهو يقول :" ما هذا الهراء "
عادت الدموع إلى عينيها واخذ كتفها بالاهتزاز وهي مطأطئة رأسها و تقول بصوت مرتجف :
" ا انا , لس,ـت ,مغفـ لـ,ـه "
ارتخت ملامح جون حين شعر بأنه قد حوصر ويجب أن يستسلم لها بطريقة أو بأخرى وهو يستمع لكلماتها
:" تظاهرت , تظاهرت بعدم فهم أي شيء .. أغلقت عيناي عما أراه وأذناي عما اسمع ,"
نظرت أليه بحدة وأردفت :" حتى أنني أسكت فمي لأحميك , لم أستطع قول شيء لـ جميس حينها بسببك ... في مركز الشرطة أيضا في ذلك المصنع , كنت دائما الشخص المطلوب لدى الشرطه , في النهاية , هذا ما فعلته بي "

زفر جون وهو يشيح بوجهه عنها ثم قال بلا مبالاة :" ما الذي تغير أذن "
دهشت روز من رده البارد , ثم صاحت به :
" لقد رأيتكم .., سمعتك جيدا وأنت تتحدث مع وليام ذلك الشخص الغريب الذي يلاحقني في كل مكان , لم أصدق أذناي , لم اعلم بأن تلك التي تتحدثون عنها هي صـ د يـقـ تي .. كيف كيفـ لـ.."
بدأت تشهق بالبكاء عند أخر كلمة وهي تضع يدها على فمها لتهدأ من نفسها المحطمه
قبض جون على يديه وقد كان أخر شيء يتوقعه هو أنها قد تنصتت على محادثته مع ويليام بالأمس , ما الذي سيقوله , هل يبرر لها , هل يشرح لها موقفه ,
ليس هناك ما يغفر له أو يجعلها تصدقه بعد الآن
انعقد لسانه حتى تدخل كريس أخيرا وهو يقول :
" اهدئي , لا أعلم ما الذي سمعته لكن أؤكد لكِ بأن جون لاعلاقة له"
نظرت أليه بعتاب شديد وقالت وهي تخفي ارتجاف صوتها بكل كبرياء:
" لا تحاول تبرير أي شيء .. كم انا غبيه , لقد كان كل شيء واضح أمامي
تسترت على مجرم مثله "
قالت أخر جملة وهي تكز على أسنانها وتنظر إلى عينيه التي كان نورها قد أنطفئ ولم يبقى منه سوى الظلام الدامس
استدارت لتخرج سريعا من هذا الجحيم لكن استوقفها شعور غريب بالدوار
كما لو أن الأرض قد انشقت من تحتها
لاحظ كريس ذلك فأسرع يمسك بذراعها ليساعدها على ان تتمالك نفسها لكنها عادت لتقف بشموخ وهي ترمق جون بنفس النظرة ثم غادرت مسرعة
وهي تمسح دموعها التي لم تتوقف للحظة منذ الأمس بخيبة أمل كبيره

حاول كريس منعها من المغادرة لكن يد جون أوقفته وهو يهز رأسه وبصوت كـ الجليد قال
:" أتركها .."
تنهد قلب كريس على هذه الحالة التي يعيش فيها كلا منهم ثم همس :
" لا أخشى بأن تخبر الشرطة لكن ... أكثر ما أخشاه من انكسار قلب قد بدأ يرى النور للتو "

--------------------------------------------------------

في المساء كان فريمان يناقش مع وليام خطتهم في سير السفينة المحملة بجميع الممنوعات
من أدوية و أثريات مزيفة إلى العميل المهم الذي سيستقبلها عند أحد الموانئ من جهة أخرى للبحر كان كل شيء مثاليا ويسير تبعا لما خطط كلا منهم
حال ما انتهى من مناقشته سار ليدخل إلى مكتب ريتشارد حيث قال باحترام :
" سيدي , كل شيء جاهز , سوف يقوم وليام بمراقبة البضائع بنفسه
بينما جون سينطلق مع السفينة هناك "
:" جيد , و أين جون هذه الأيام ! انا لا اراه !؟"
سأل ريتشارد سؤالا يعلم أجابته بينما فريمان الذي لا يعلم عنه أي شيء
أجاب بارتباك :" بـ بالجوار سيدي , انه مشغول فقط "
:" بالجوار , ههه "
قهقه بسخرية حتى تحولت لضحكات عالية بينما فريمان كان في أشد توتره حيث لا يعلم
ما الذي يفكر به سيده في هذه اللحظه
-------------------------------------------------------------
كان جيمس وكيفن واقفان في نفس مكان الحادثة في تقاطع بين اربعة شوارع
يحاولان البحث عن أي دليل جديد يساعدهم
وحين بدأ الإحباط يتسلل أليه , صاح كيفن له من بعيد:
"جيمس , انظر من أحضرت "
التفت الأخير ليجد صديقه وبرفقته أحد عمال النظافة بزيه الخاص بدا في الأربعين وما يناهزها من العمر , شعر مبعثر رمادي ووجه اسمر مستطيل ذو عظام خدين بارزة
تقدم إليه كيفن ثم قال مخاطبا الرجل :" أخبره بما رأيته ؟"
نظر العامل قليلا بارتباك ثم قال راوياً :
" لقد كنت انقل القمامات من هذا الشارع بالأمس حين انتبهت لسيارتين قادمتان بشكل مسرع , وقفت أراقب بأسى كيف أن إحداهما اختل سيرها لتصطدم بقوة في العامود الذي لا يبعد عني سوا بضع خطوات , لم ازح عيناي من الصدمة وقد كنت قلقا على صاحب السيارة
فـ اتصلت بالإسعاف وبدورهم أحضروا الشرطة , بعد برهة من الزمن أحيط المكان بسيارات الشرطة لإغلاق الشارع تماما ثم أتت بعدها سيارات الإسعاف لإنقاذها "
قال كيفن بشيء من الإثارة :" ماذا عن ذلك الشاب ؟! "
نظر الرجل إلى جيمس المنصت بدقة ثم قال :
" آه , أجل , كان هناك ذلك الشاب العابس الذي جرى ليتفقد الفتاة قبل وصول الإسعاف بلحظات قليله , ظننت بأنه صديقها أردت ان أتقدم إليه لأخبره بما رأيت ,
لكنه اختفى في ثوانٍ , تعجبت منه بشدة لكنني انتبهت إلى انه ترك هذه البطاقة
فظننت بأنه ربما سيعود ليبحث عنها "

لمعت عينا جيمس بحماسة وهو يقول :" هل يمكنك ان تصفه لي ؟؟!"
فكر الرجل قليلا ثم قال :" همممم, وجه وسيم ذو تقاسيم حادة لم يبدو ناصع البياض , بدا طوله بـين المائة والخمسة وسبعون والسبعة والسبعون ربما لا أتذكر جيدا , شعر بني قصير , كان يرتدي بزة أنيقة خلت بأنه رجل أعمال أو أبن عائلة مشهورة , وقف قليلا بشيء من الحزن على الفتاة ثم ذهب سريعا "
:" هل لك أن تريني البطاقة التي تركها ؟"
أخرجها الرجل ليأخذها جيمس بتلهف كبير وهو يقلبها جيدا ويتفحصها
ثم قال ببريق أمل : " أظن بأنها المفتاح الذي سيقودنا لحل اللغز "

-----------------------------
نظر للساعة ليجدها التاسعة مساءا فـ قرر التحرك فورا لمقصده الذي لم يستطع الذهاب أليه
ارتدا معطفه الزيتي الدافئ ووضع قبعته الأرجوانية وهم بالخروج
سار خلال ممرات الفندق ليصل إلى السلم وهو يفكر
" يجب أن أقرر سريعا ما إن كنت سأخبره بالحقيقة أم لا "
كعادته ذهب لمنزل صديقه العجوز الذي كانت زياراته له متعددة بالرغم من عدم الترحيب الذي يلقاه
جلسوا يتناوبون أطراف الحديث الجاد والنقاش بشأن موضوع يؤرقه
حتى شعر بتأخر الوقت فقرر العودة سريعا لشقته قبل أن يراه أحد ما
عند الحادية عشر كان قد صعد سلالم الفندق ب حذر لكن أنفاس كانت تتبعه وخطوات خفيفة خلفه
انتابه الشك فـ استدار سريعا ليرى ذلك المطارد

شحب وجهه واتسعت عيناه حين وجد ذلك الأشقر ذو الوجه الساخر وليام ينظر بتعالي
تعلو ابتسامته الشر و بوقفة غرور
:" مرحبا كريس .."
لم تمر بضع أجزاء من الثانية حين حاول قول شيء او حتى التملص منه بالتراجع
لكن شعر بشيء ثقيل يهوي بقوة ليضرب رأسه من الخلف بكل ثقله فأرتد ليتخدر كامل جسده بضعف
حيث أصبح كل شيء ضبابيا لعيناه حتى أُعتمت من حوله وهو
يحاول التماسك لكن هيهات من ذلك ,
فـ وقع بثقله كـ جثة هامدة على الأرض
نظر وليام إلى المستلقي أمامه بابتسامة ثم قال :
" أحسنت يا رولف , الآن ستنتهي مهمتنا أخيرا"
أسنده الأخير على كتفه بكل قوته مع غياب كريس عن وعيه تماما

:" هل هناك مشكلة يا ساده ؟!"
جاء صوت من خلف وليام الذي التفت للموظف بابتسامة ثم قال بتهذيب :
" صديقي أكثر من الشراب فأغمي عليه ,لا بأس , لا نريد إزعاجكم "
أعطاه الموظف ابتسامة ثم سار في طريقه لتتم خطة وليام بنجاح كامل
--------------------