عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2011, 06:08 AM   رقم المشاركة : 2
_apple_
أنيدراوي مجتهد
 
الصورة الرمزية _apple_





معلومات إضافية
  النقاط : 1300
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Egypt
  الحالة :_apple_ غير متصل
My SMS ولدت لأكون سعيدة ^_^


Icon (38) رد: أرض الأبرار (تونس)

د.عبازة : المسرح التونسي.. إبداع برؤية إفريقية، وعربية

رد: أرض الأبرار (تونس),أنيدرا



بمناسبة احتفال تونس, بمئوية المسرح التونسي, وهي تمثل ذكرى هامة للمسرح التونسي والعربي والعالمي, بإعتبارها تؤرخ لمرور قرن على هذا المسرح, أعيد طباعة كتاب «تطور الفعل المسرحي بتونس من النشأة إلى التأسيس», مع الجزء الثاني في طبعته الأولى, من تأليف الأستاذ المحاضر في جامعة تونس محمد عبازة, في طبعته الثانية المنقحة, كإحدى النتاجات الهامة لهذه الإحتفالية. وقد خصص الفصل الأول لبدايات المسرح التونسي, والثاني للتمهيد, بينما الثالث والأخير فقد خصص للتأسيس.
«الرأي» التقت الأستاذ المحاضر في جامعة تونس محمد عبازة, أثناء فعاليات مهرجان قرطاج, في دورتها الرابعة عشرة, وتحدث عن كتابه, , لجهة أهمية الكتاب, والتميز فيه, وما هي الإضافات الجديدة, و خصوصا الجزء الثاني في طبعته الأولى, والأهداف منه, والرؤية النقدية في تناول هذا المنجز, واللافت فكريا, وتاليا الحوار..
بمناسبة مرور مائة عام على وجود المسرح التونسي, لماذا هذا الكتاب بالذات, وما هو دور الرسالات الجامعية؟
اردنا ان نخصص هذا البحث للمسرح التونسي الذي مازال يشكو من ندرة الدراسات بالرغم من ان عمر هذا الفن في بلادنا يناهز القرن من الزمن, وقد قدم الباحثون العديد من الاطروحات والرسائل الجامعية سواء في اوروبا أو تونس أو مصر. كما قدم طلبة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، مجموعة من البحوث عباره عن رسائل تخرج.
لاكن ماهو المتميز في ذلك؟
هو ان كل هذه الاطروحات قد بقيت مخطوطات، ولم ينشر منها اي بحث اما ما نشر من دراسات، حول المسرح التونسي فهو قليل, اما الكتب التي نشرها اصحابها فهي قليلة ونادرة يكفي ان نذكر منهم الاساتذة المنصف شرف الدين, وحمادي بن حليمه, ومحمد عزيزه, والمنصف وناس, وماجد الحوسي, ومحمد المديوني, وبدره بشير, وعمر بن سالم, وعلي العبيدي, وعز الدين المدني, ومحمد السقلنجي، وآخرهم محمد ادريس، اضف الى ذلك أن بعض الدراسات قد تم نشرها في مجلات متخصصة أو ثقافية جامعة, كمجلة المباحث والعالم الادبي, والثريا, والبدر, والمسرح, والندوة, و»ابلا», والمسرح والسنيما, والفكر والحياة الثقافية, وفضاءات مسرحية, وفنون, ودراسات مسرحية.
الجزء الثاني من الكتاب ماذا يضيف؟
صححنا في هذا الجزء بعض الأخطاء التي وقع فيا بعض الباحثين, وخصصناه للتمهيد لنشوء هذا المسرح, وركزنا بحثنا حول ثلاث شخصيات, اعتبرناها فعلا مهدت للتأسيس, وهي: محمد الحبيب, ومحمد بن عبد العزيز العقربي, وحسن الزمرلي, وإن تركيزنا على هؤلاء, لا يعني إلغاء مجهودات الآخرين, من رجالات المسرح, ولكن البحث فرض علينا ضمن حدوده مسألة الإختيار, فوجدنا في الثالوث الآنف الذكر, المقاييس «العلمية» التي حددناها لعملية انتخاب الماهدين. كما وخصصنا لمرحلة تأسيس المسرح التونسي بتناول ما قام بإنجازه علي بن عياد.
ما هو الهدف من منتجك الكتابي هذا؟
امتدت مسيرة المسرح التونسي، على كل هذه المساحة الزمنية «1909-1996» تأليفا وترجمة وتمثيلا واخراجا، فكونت تراثا هاما, لم تصدر حوله الا هذه الدراسات القليلة التي اشرنا اليها آنفا, فاعتبرنا ذلك ظلما في حق رجالات هذا المسرح, فلا بد أن نسلط الضوء عليهم, وخصوصا أنهم اناس ضحوا بالكثير في سبيل جعل هذا الفن يكتسب شرعية الانتماء الى الثقافة العربية في حاضرة الثقافة بافريقيا.
هل أوضحت أكثر؟
ان رواد هذا الفن ضحوا بوقتهم وبراحتهم, وساروا بشرف في سبيل غرس هذا الفن النبيل وتنميته, الذي حمل أنبل رسائل مثقفي هذه البلاد في الدفاع عن الحق والحرية والعدل عن الانسان العربي التونسي، المهدد بالمسخ وةالتشويه بعد ان عانى الامرين من الاستغلال والكبت والقمع, كما وأن المسرح التونسي, في واقع حاله, أحال إلى الملأ دروسا في الوطنية بشتى فروعها ومكوناتها من الدين الى اللغة الى الهوية الى التسامح والتفتح.
أين الرؤية النقدية في تناول هذا المنجز؟
إن التونسيين عرفوا -عبر تاريخهم والى الان- بولعهم وشغفهم بالنقد والنقد ضرب من ضروب الفقه، على حد تعبير خليفه التليسي, اذن العقلية المغاربية عقلية فقهية-من محاضرة القاها خليفه التليسي, في خمسينية الشابي بتوزر سنة 1984 عندما تحدث عن الشابي الشاعر المؤسس للشعر في المغرب العربي.
لذلك وبعد ان حمل المسرح لواء هذه الرسائل النبيلة، الا يحق له ان يكرم من الدارسين التونسيين خاصة, كما وحاولنا ألا نسجن أنفسنا داخل منهج معين, فرأينا الإستفادة من مناهج البحث المتنوعة, وأولها المنهج التوثيقي, وأخذت بطرف من المنهج البنيوي, ودون أن نزيح عن من طريقنا المنهج النفسي الاجتماعي, مما يتيح قراءات أكثر تعددا واختلافا, فيحيا النص, أو الأثر على مر العصور, ولم نقم بعملية تشريع لما درسنا, حتى نترك لغيرنا إمكانية مخالفتنا.
هل أشرت إلى اللافت في هذا المنجز فكريا؟
أقول لك, إن هذه العقلية «الفقهية» الناقدة الهاوية للشرح والتهميش والتعليق, تخصص هذة الدراسات وما راكمت لقرن كامل من الاشتغال بالمسرح, نتيج مجهودات النخبة النيرة في المجتمع التونسي, لان رجال المسرح كانو في الغالب من خيرة مثقفي هذة البلاد, ويكفي ان نذكر منهم محمد الحبيب, ومحمد بن عبد العزيز العقربي, والهادي العبيدي, وحسن الزمرلي, وعبد العزيز الثعالبي, وحسن قلاتي, وعلي الخازمي, وفضيله خيتمى, ومحمود بورقيبه, وحسين الجزيري, والبشير المتهنى, وغيرهم كثير.
ان الكتب والبحوث والدراسات والمقالات والتعليقات المنجزة برأيي, لا ترقى الى مستوى هذا الكم الهائل من الاعمال المسرحية، ومن الفرق والمشتغليين والمهتميين بالفعل المسرحي في هذه البلاد. ومن البر بهم ان نعطيهم حقهم الطبيعي والشرعي، فنعرف بهم المثقفين في بلادنا وخارج بلادنا، وهذا واجبنا نحو مسرحنا, ونحو رواده، نحو ثقافة تونس ثقافة افريقية، التي ترنو بقلبها الى المشرق العربي, وتقف بقدميها راسخة فوق جبال الاطل، وهذا التوازن اعطى لإبداع الرؤية الإفريقية، نكهة خاصة في الثقافة العربية الاسلامية، نكهة الاصالة والتجذر والتحرر، والتوق الدائم لكسر القيود ايا كان مأتاه.

خليكوووووووا معايا



  رد مع اقتباس