عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2012, 05:07 PM   رقم المشاركة : 2
ḾịŜŝ ђỠρΣ
Miserable
 
الصورة الرمزية ḾịŜŝ ђỠρΣ





معلومات إضافية
  النقاط : 1775412
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
  الحالة :ḾịŜŝ ђỠρΣ غير متصل
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى ḾịŜŝ ђỠρΣ
My SMS 《≡°عِندَمَا تَهْتَّمَ بِالأَشيَاءْ ؛ يَنتَهِي الأَمرَ بِكْ بِالإِنهَاكْ °≡》


أوسمتي
Pix392 رد: غَابَةِ الأَحلاَمْ ..



و مشيت بخطوات سريعة وسط غابة الامنيات
لاجدني فجاة في سحابة مع جوارٍ فاتنات
وأفتح عيناي بعدها مكتشفاً انها ليست إلا احلاماً خلال السبات ..
عراةٌ ، حفاة ، غرابة ، جمالٌ، هي احلام المراهقون و المراهقات .


صوت صهيل الحصان ، ذلك ابيض اللون ذو الشعر المسترسل الطويل الذي يدل على قوته و دفئه ، ببنيته القوية التي يستطيع حمل بها عربة ذهبية اللون معلقة بكلا جوانبها يشمٌ خمري اللون تتخلله حبات الالماس الصغيرة التي كانت كـأضواء جميلة جراء انعكاس الشمس الدافئة عليها ، جعلت من ذلك الفتى الوسيم ذو الشعر بني اللون الذي كانت تتخلله بضع خصلات شقراء ؛ ان يفتح عيناه.. عيناه الجميلتان ؛ الناعستان المائلتان من كلا الجانبين مظهراً سواد عيناه البرَّاق داخل بؤبؤٍ واسع كـ بؤبؤ طفلٍ لم يتجاوز الثانية من عمره .. موجهاً نظره للشمس ؛ وهو لايزال مستلقياً على ذلك العشب الأملس المقلم بإحترافية تحت شجرة التفاح الكبيرة ؛ يانعة الثمار لتسقط تفاحة حمراء اللون لامعة لتستقر على كفة يده الحنطية المنبسطة لينظر لها بتعجب بعدما نهض و اتكئ على تلك الشجرة ماسحاً تلك التفاحة بمنديلٍ رصاصي اللون قد اخرجه من جيب قميصه العلوي و بعدها قضم قضمة صغيرة بأسنانة ناصعة البياض ؛ التي كانت تحتويها شفاه ممتلئة ذات لون خمري فاتح .. اغمض عيناهُ مستلذاً بطعمها الحلو مبتسماً بسعادة .. ليست تلك الابتسامة بسبب مذاق طعمها بل كان بسبب تلك الحسناء الجميلة التي أتت للتو من الضباب ترتدي فستاناً بنفسجي اللون بذيل طويل ؛ كانت فتاة بيضاء البشرة ذات عيون كبيرة واسعة بنفسجية اللون كلون رداءها ، تمتلك شعراً اشقراً مسترسلاً يصل إلى عنقها يتطاير بسبب الهواء الذي كان يتجول هنا و هناك ؛ نهض من مكانه بعيناه التي كانت قد تحولت الى قلوب حمراء؛ لتسقط تلك التفاحة من يده جراء ماشاهده ؛ لانه لم يستطع مقاومة جمال تلك الحسناء ؛ توجه إليها ماداً ذراعه لتمد هي ذراعها البيضاء الناعمة كذلك ؛ كان هناك بصوت رقيق مهتز ينادي من بعيد بإسم : سون وونغ ؛ سون وونغ ابعدا ذراعيهما مرة اخرى ؛ ليغضب ذلك الفتى سون وونغ من ذلك الصوت الذي افسد عليه تلك اللحظة بسبب مناداته ليبحث عنه بجنون لكنه لم يجد إلّا يداً موضوعة على كتفه تهزه بكل ما اوتيت من قوة ؛ أوووه مهلاً ! اليست تلك يد من هيون صديقي ..؟ ليشعر بكتفه الآخر يُهَزُ ايضاً ليكمل: وهذه يد الاحمق رين ؛ لقد عرفته بسبب نعومة ايقاظه لي كالفتيات .
قطب جبينه بعدما اغمض عيناه : اولائك الاوغاد ..! انهم يحاولون إيقاظي حتى لا أقابلها .. مد شفاهُ للخارج بغضب بعدما هز رأسه بعنف مكملاً: لن استيقظ لن اخضع لهما لن اخضع ابداً لكن بعد كل ذلك الحديث مع النفس الفاشل؛ فتح عيناه مرة اخرى ليجد نفسه في سريرٍ في غرفته تلك التي قد مَلَ منها و مَلَ ايضاً من هؤلاء الشبان اللئيمين اللذان اوقظاه من حلمه الجميل .. من هيون و رين .
نهض سون وونغ من مكانه ممسكاً بوسادته بغضب ليرميها على وجه رين لكنه تفاداها بسرعته البديهية لتستقر على وجه من هيون المسكين ؛ ليشهق رين بعدها و يبتسم سون وونغ ابتسامة خبيثة و كانه انتصر ليقول بعدما نفض يديه : لم اكن اريد ان اعاقبك هكذا من هيون لكن اعتقد بأن ذلك قدرك ؛ و انت ايها الصعلوك ..! قالها وهو ينظر الى رين : اياك و ان تتجرأ الهرب سوف تعاقب اولاً ثم اهرب كما تريد ، امسكه بسرعة من خاصرته ليضعه على السرير و بضربة قوية على اسفل ظهره تآوه رين قائلاً بصوت اشبه بشاحنة مهترئة : امـــــــــي..!
قوة ذلك الصوت كانت كفيلة بصنع صدى في كل انحاء شقتهما الواسعة ؛ كان حينها سون وونغ مغلقاً اذناه بقوة لانه كان يعلم ما سيحصل فهو معتاد على ذلك ؛ اما من هيون فقد خرج من غرفته بخطوات سريعة مع ابتسامة خبيثة ظاناً بأن اصدقاءه لم ينتبها لذلك لكن حدث العكس ؛ ليتوجه سون وونغ قافزاً عليه كالاسد المنقض على فريسته وهو يردد : لن اجعلك تنام لتحلم بعدما افسدت علي حلمي ؛ توجه رين اليهما بخطواته التي كانت تشبه البطريق وهو يدلك اسفل ظهره قائلاً: انا من اريد ان احلم بها اولاً تباً لكم .. ليحاول اغلاق الباب بخباثة لكن صوت تكسر عظام منعه من ذلك ؛ لينظر الى مصدر الصوت ليجد قدمين اثنين احدهما لمين هيون والاخرى لسون وونغ موضوعتين داخل الغرفة قبل اغلاقها ؛ ليقول اثنتيهما بعدما استنفدا كل طاقتهما من شدة الالم : قـ..د..مــ..ــي ..! ثم يهويان ارضاً و كل منهما تخرج عينه من مكانها كما في افلام الكرتون .. ليبتسم رين بانتصار مغلقاً الباب لكن شيئاً منعه مرة اخرى لينظر الى مصدره ليجد يد ـمين هيون وهو يقول : لن..تـ..حلم بها قبلي ؛ ثم ابتسم مخرجاً لسانه بعدما استلقى على الارض كالبلهان ؛ تنهد رين نافخاً وجنتاه بغضب قائلاً بصوته العالي: اوغاد اريد ان احلم ..!
حك سون وونغ اذنه من قوة صوته ثم عاد ليكمل غيبوبته ..
**
شاب متوسط الطول يمتلك عينان صغيرتان لكن واسعتان باللون البني الغامق راسماً اياهما بكحل ممتد لخارج حدودها لتصل الى جفونه المزدوجة اللامبالية، ذو شفاه وردية اللون يرتدي قميصاً ابيضاً ناصع اللون مع سروال اسود قصير ؛ يصل الى عرقوبه مع حذاءٍ بنفس لون قميصه ؛ كان يصعد كالقردة الى تلك الشجرة الوردية ؛ تبدو كشجرة الساكورا ؛ لم يكن يستطيع الرؤية جيداً بسبب خصلاتٍ من شعره الاشقر الطويل التي كانت تداعب وجهه وعيناه تحديداً ؛ لكنه صعد للنهاية؛ صعد بقوة الحب و اصراره على مواجهتها ذلك الـ(رين) ذو الصوت الجهور ؛ جلس بحجمه الصغير الخفيف على جذعها الممدود ؛ منتظراً قدومها من بين الضباب الكثيف لتظهر بالفعل مع ابتسامتها المشرقة متوجهة اليه لكن هذه المرة بفستان وردي كلون شجرة الساكورا ذاك ؛ نهض رين بابتسامة عريضة ليتوقف على ذلك الجذع ظاناً بأنه روبن هود لكن سرعان ما سقط ارضاً بعدما احس بأحدهم يدفعه للخلف فإذا به سعدان صغير كان يقفز وهو يضحك من كل قلبه ليغمض رين عيناه وهو يتمتم : آه اولائك الاوغاد لقد إقتحموا غرفتي ؛ فتح عيناه مجدداً موجهاً نظره الى الباب ليجد فوهة في وسط الباب كان قد عبر من خلالها سون وونغ و ـمين هيون بعدما قاما باختراقه بطريقتهما الخاصة فـ سون وونغ كان يحمل ذلك المنشار الحديدي الكبير ؛ و ـمين هيون ممسكاً بالمطرقة بإحكام وهو يبتسم بحدة
نهض رين من سريره قائلاً: آه لماذا ايقذتموني لم اكن احلم بها صدقوني ..!
قهقه سون وونغ قائلاً: ايها الصعلوك الكاذب لقد كنت تبتسم و تنطق بإسمها حينما كنت نائماً هه يالك من كاذب
نقر ـمين هيون بإصبعه على وجنته قائلاً: كاذب؛كاذب .
**
دخل ـمين هيون الى حمامه الخاص ناظراً لنفسه في المرآة قائلاً : اريد ان اقابلها ؛ يجب ان القى حلاً ، قطب مابين حاجبيه وزَمَّ شفتيه قائلاً بعدما ربط على رأسه عصبة ثم خرج من الحمام بعدما غسل وجهه بماء ساخن ثم خرج ليجد اثنيهما ينتظرانه خوفاً منه على ان يكون قد نام في الداخل او ماشابه ؛ نظر اليهما بعدما اختل توازنه ليمسكه سون وونغ بسرعة قائلاً بنبرة خوف : هل انت بخير ..؟
اومئ برأسه، ليقول رين بعدها : يجب عليه ان يرتاح ..
**
-آآآه و اخيراً انا هنا ..! و اخيراً انا في الحلم لمقابلتها بلا ان يزعجني اي احد منهم ؛ آه يا للراحة .. قالها ذلك الــمين هيون الذي كان يرتدي حينها قميصاً باللون الرمادي مع بنطال بذات اللون لكن بدرجة اغمق ، كان يناسب لون عيناه الرماديتين و بشرته البيضاء النقية مع شفاهٍ كَلونِ الورد يغطي نصف وجهه شعرٌ أسود اللون كلمعان ماء نهر جراء اشعة شمسْ عليه ؛ كان يضع أقراطاً فضية في اذنه ؛ فهو يحب ذلك ؛
كان يجلس ذلك المين هيون على سحابة بيضاء جميلة ؛ مثل القطن تماماً ؛ كان يتحسسها بلطف وهو يبتسم كالاطفال ؛ لكنه سرعان ما رفع رأسه بعد سمع صوت همسها وهي تقول : ها قد جئت ..
ابتسم ـمين هيون ثم نفخ على الغيمة لتكبر اكثر حتى تجلس تلك الفتاة بجانبه ؛ كانت ترتدي هذه المرة فستاناً قصيراً باللون الابيض الناصع مع ورود صغيرة فضية اللون على جوانبه؛ واضعة تاجاً فضياً فوق رأسها بشعر لولبي جميل ؛ كانت تبدو كأميرة حقاً في ذلك الحين ؛ خلع ـمين هيون احدى اقراط اذنه ثم اقترب من اذنها ليلبسها اياه وهي اقتربت ايضاً بعدما اتكئت على يده الاخرى ؛ لكن سرعان ما اهتزت السحابة ليسقط ذلك القرط و يختفي عن ناظريهما ؛ اغمض عيناه ثم تنهد بأسى ليفتحهما مرة اخرى ليجد رين جالساً بالقرب منه ينظر الى ملامح وجهه بحزن ؛ اما سون وونغ فكان يقف امام الباب ينظر الى ـمين هيون بغضب ثم قال بنبرة حادة : اذاً انت لم تكن مريضاً ..؟!
قطب رين جبينه مكملاً : لقد خفنا عليك بلا سبب ؛ و فوق ذلك لقد خنتنا انت لكثر شخص مخادع بيننا ؛ انهض من سريرك نريد ان نتكلم ؛ نحن في حديقة المنزل ..
**
امسك ببوقه الصغير ثم نفخ فيه قائلاً بعدها : اصدقائي ؛ اسمعوا وعوا لقد وجدت حلاً لكل ما نحن نمر فيه ؛ كما العادة فانا العبقري هنا ..
تثاءب سون وونغ قائلاً : لقد اخترعت لنا شيئاً يجعلنا نقابلها في المنام و لكننا لم نقابلها لاننا انانيون مع بعضنا ..
قاطعه ـمين هيون قائلاً: اجل اجل ؛ فأنا كل ما احاول مقابلتها انتم تفسدون علي حلمي و في الحقيقة .. في الحقيقة انا كذلك ايضاً ؛ لاطالما افسدت عليكم احلامكم ..؛ لذا نريد حلاً يجعلنا نقابلها بلا ان نفسد على بعضنا البعض..
تنهد رين بأسى مجيباً : لا ادري حقاً ما العمل ؛ لكن الشيء الوحيد الذي اعلمه هو انني اخترعت هذا الاختراع بسبب وفاءنا لبعضنا البعض ؛ لاننا احببناها في الحقيقة ؛ نحن الثلاثة فَتَحَتَمَ علينا التخلي عنها في الواقع لذا لجئنا للاحلام ؛ سوف احسم الامر الآن .
اجاب سون وونغ : ما هو الحل برأيك ..؟
-هيا اتحفنا قالها ـمين هيون ..
اجاب رين : سوف اقابلها انا اليوم ؛
وغداً يقابلها سون وونغ و بعد غد سوف يقابلها ـمين هيون ..
توقف اثنيهما و كانما لم ترق لهما الفكرة ليقولا معاً : ماذا..! انت اصغرنا فكيف ستقابلها اولاً ..؟!
تنهد رين ثم صرخ قائلاً: لانني انا من اخترعت غابة الاحلام ..! الا يحق لي ذلك ..؟
صمت سون وونغ اما ـمين هيون فتكلم قائلاً: وان كان ذلك ، لا اريد ..
- حسناً اذاً سوف يقابلها سون وونغ اولاً لانها يكبرنا سناً.. قالها رين مكملاً : سيتحتم علي ان اكون الثاني لأراها ..
صرخ ـمين هيون قائلاً : و لكني اكبرك سناً ؛ ماذا عني ..؟ لمَ انا الاخير دوماً ..!
- ولكنني انا من اخترعها !! صرخ بأعلى صوته
لكن ـمين هيون قاطعه قائلاً: لكنني انا من أحبها على ارض الواقع اولا. ؛ انا من رآها اولاً
تذمر رين قائلاً: افعلا ما يحلو لكم ؛ انا ذاهب ..
دخل الى المنزل بغضب ثم صعد الى غرفته يفكر في حلٍ آخر يرضي الجميع .. ثم استلقى على السرير قائلاً : سوف انام قليلاً لاقابلها قبل ان يكتشفون ذلك ..أولائك الحمقى لا يستحقون ما افعله من اجلهم
**
-رين رين رين ؛ اين ضميرك ..؟ لِمَ غدرتهم مرة ثانية ..؟ قالت تلك العبارة ذات الفتاة لكن هذه المرة كانت ترتدي قناعاً يغطي عيناها ممسكة بجرة الماء تحاول ملأها بذلك الماء العذب قرب شجرة الساكورا تلك .. اقترب منها قائلاً : لكنني انا من اكتشفك ؛ انا من اخترع ذلك ؛ الا يحق لي برؤيتك حتى ..؟
ابتسمت مجيبة بعدما وضعت الجرة على الارض : لكن انت فقط من اكتشفني في الاحلام ؛ من اكتشفني اولاً في الواقع هو ـمين هيون وليس انت .. لا تكذب على نفسك ..
اقترب منها ؛ استطاع لمس خصلات من شعرها المسترسل بانامله الرفيعة متساءلاً: اذاً ماذا على ان افعل ..؟هل..... و قبل اكمال تلك الجملة اختفت الفتاة ثم سقط فوقه شخص يتآوه مألوف الصوت ؛ كان رين يتآوه ايضاً من الالم فحجم ذلك الفتى ليس بصغير و يبدو بانه يتدرب كثيراً ؛ ليرفع راسه محملقاً عيناه ثم صرخ قائلاً : سو...سون وونغ ..! كيف جئت الى حلمي ..؟
نهض سون وونغ وهو يحك رأسه ثم قال بتساؤل : م..ما هذا..! انت كيف جئت الى حلمي ..! لا اصدق ذلك ..! حتى في احلامي اجدك ..! يا لك من وغد ..!
ركل رين سون وونغ على معدته قائلاً : انت هنا معي بسبب امنيتي الغبية التي طلبتها قبل ان انام ؛ بعثر شعره قائلاً لنفسه: اااه كم انا غبي؛ كيف تمنيت ان يدخلوا اصدقائي في الحلم معي..؟ ؛ لقد ظننت ان ذلك ممتعاً ؛ لكنه ليس ممتعاً ابداً.. لكن ...!
قالها ثم بحث في ارجاء المكان ليصرخ قائلاً : ـمين هيون ليس هنا ..!!
ضربه سون وونغ على رأسه مجيباً : ـمين هيون لم ينم لذلك هو ليس هنا ؛ هيا فسر لي ..لِمَ انت وانا هنا معاً ..؟
اجاب رين بعدما نفخ وجنتيه بأسى: لا اعلم ايضاً؛ فقط تمنيت ذلك ؛ ولكن لم اخترع شيئاً اخر صدقني ..
ضربه على راسه مرة اخرى قائلاً: ااه لماذا تمنيت ..؟ الا تعلم بان كل ما تتمناه انت بالذات تدركه فوراً ..؟ لماذا فعلت ذلك ..؟ كيف سنخرج الان ..؟ ماذا لو دخل ـمين هيون ايضاً ..؟ من سيوقظنا حينها ..!
وضع يديه حول راسه قائلاً وهو مغمض العينان : اصمت و دعني اركز ..
-بماذا ستركز ايها الغبي هيا بنا دعنا نبحث عن مخرج الان فوراً ..
ادار اثنيهما وجههما عازمين على الذهاب الى وسط الغابة المضيئة المليئة بالزهور البيضاء والصفراء و الوردية ؛ اما عما حدث وراءهما فهو شيء غريب حقاً .. فقد خرج من تلك الشجرة ـمين هيون بكل سهولة لكن لسوء الحظ لم يروه او يراهما لذا عبر ـمين هيون طريقاً اخراً مبتسماً يحاول البحث عن اميرته الجميلة .
**
-اذاً انتِ هنا ..؟ قالتها تلك الفتاة الحسناء التي كانت تجلس على ذلك الكرسي الفضي مقابل المرأة تسرح شعرها الاشقر القصير الجميل ؛ اقترب منها ـمين هيون ثم وضع يديه على كتفيها من الخلف ليظهر معها في المرآة مبتسماً ؛ نظر الى عينيها في المرآة لتحمر وجنتاها خجلاً ثم تطأطأ رأسه ؛ بادلها ذات الابتسامة ؛ ثم قال لها : هل هذا حقاً حلم ام انني اتخيل ..؟ هل انا وانت في الحلم معاً ام انني اهلوس ..؟
ادارت رأسها ناحيته ثم اومأت به بعدما امسكت بيديه المرتجفتين ثم نهضت مقتربة منه اكثر ، قربت شفاهها من أذنه ثم همست : انت من اكتشفني اولاً و يجب علي ان اكون امرأتك انت .. انت من شاهدتني في الواقع في مركز التسوق ذاك ؛ لقد وقع نظرنا على نفس الحذاء .. اغمض عيناه مرخياً كل جسده قائلاً بصوت مرتجف وهو يبتسم ببلاهة : اجل انا من كان هناك لاجلك ؛ انا من اكتشفك اولاً لذا ستكون القبلة الاولى لي حتماً ..
- لا..لن تكون كذلك قالها ذلك الرين وهو يلهث فكم بحث عنه راكضاً حتى يمنعه عن تلك اللحظة .. حملق ـمين هيون بعينيه الرماديتين قائلاً : مـ..ما الذي جاء بكما في حلمي ..! نظر ناحية فتاته فإذا بها تختفي شيئاً فشيئاً كالدخان ..
انكس رأسه بعدها بحزن ولم ينبس ببنت شفة.
**
كانو يمشون ثلاثتهما بأسى في غابة الاحلام .. يحاولون ايجاد مخرج لهم الى الواقع ؛ توقف سون وونغ قائلاً بغضب لمين هيون وهو يحرك يداه ليعبر : اتعلم بانك كنت املنا الوحيد لنعود على ارض الواقع ..؟ كيف سنخرج الان هاه ..؟ هلا اخبرتني ..؟
اجاب وهو ينظر اليه بعيناه اللامباليتين: انتم كذبتم علي ايضاً و قلتم بانكم لن تحلموا بها ، لست انا المذنب فقط ..
توقف رين بينهما قائلاً بصوته العالي : توقفا كلاكما ؛ فالذنب علينا كلنا ؛ انا لا ادري لِمَ نسمي نفسنا اصدقاء ؛ لقد خننا بعضنا لاجل فتاة مراراً وتكراراً لقد كذبنا على بعضنا من اجل فتاة مراراً وتكراراً ؛ اجل ..
طأطأ اثنيهما رأسهما وهما يستمعان الى كلمات رين ليكمل : اجل ؛ لقد كذبت انا عندما اخبرتكم بانني سادرس ثم نمت لاحلم بها ؛ مين يونغ كذب علينا اخبرنا بانه مريض ليحلم بها ؛ سون وونغ كذب قائلاً بانه يريد ان يتدرب لاجل ان ينام ويحلم بها ؛ كلنا كذبنا ؛ كلنا مذنبون في الحقيقة لذا ؛ لذا لا تلومون بعضكما رجاءنا ؛ عندما...عندما نعود الى ارض الواقع دعونا... دعونا...
-ننفصل ..قالها سون وونغ مقاطعاً رين
ليجيبه رين : هذا ما كنت اريد قوله
لكن صوتاً قد اسكته قائلاً: لكنني لا اريد ذلك ؛ لا اريد ان افارقكما ؛ قالها مين هيون ثم وضع يده على فمه بحزن بعدما اجهش بالبكاء ثم اكمل الطريق وحيداً ..
نظر رين و سون وونغ الى بعضهما بعضاً ثم كلاً منهما اخذ طريقاً مختلفاً ..
**
جلس رين وحيداً فوق جذع شجرة الساكورا كالعادة ثم قطف ورقة واخرج من جيبة قلماً واصبح يرسم رسوماً غريبة و لطيفة بنفس الوقت ؛ ثم قال وهو لا يزال يرسم : امل ان تنجح خطتي للخروج من هنا هذه المرة ؛ حقاً اتمنى ذلك ..
**
توقف ذلك الشاب الحزين مين هيون عن السير بعدما خطرت على باله فكرة ؛ كانت تلك الفكرة كفيلة بتجفيف دموعه و تحويلها إلى إبتسامة واسعة ، كانت كفيلة أيضاً ببفرد أجنحة بيضاء صغيرة كأجنحة الحمام ليطير بها لكنهـا لم تجدي نفعاً بسبب ثقل وزنه .. لذا قرر السير باحثاً عن أصدقاءه ؛ و عند إيجاد مين هيون لـسون وونغ توجه مسرعاً إليه وضمه بقوة قائلاً وهو يلهث : وجدت....الـ..حل ..
توسعت حدقة سون وونغ وهو يسمع كلام مين هيون و كأنه قد فهم بعضاً من كلامه .. فهم أن الكل عليه ان يحبها أو ألاّ أحد يحبها .. كانت تلك الفتاة بالنسبة لهم كل شيء و بدونها هم لاشيء..
**
نفخ وجنتيه بملل وهو يقف بخفة على جذع تلك الشجرة كالمعتاد كان ينتظر معجزة لتحصل حتى يستطيعوا العودة للواقع .. لكنها نزل من تلك الشجرة بعد رؤيته لأصدقاءه ؛ توجه إليهم واضعاً يده في جيبه والأخرى ممسكاً بها تلك الورقة .. توجه إثنيهما إلى رين بأقصى سرعة و قد بانت البشرى في وجوههم مما جعل رين فضولياً لمعرفة الامر ؛ إقترب سون وونغ منه ثم وقف بجانبه اما مين هيون فقد وضع يديه على كتفي رين قائلاً له : أليس عالم الأحلام عالم نستطيع الوصول من خلاله على كل ما نريد..؟
اومئ رين برأسه وعلامات التعجب بادية على وجعه لينطق بعدها: إذاً ماذا..؟ ماذا تعني بكلامك..
ضربه سون ونغ بخفة على رأسه قائلاً له: أيها الاحمق ماذا تعني بـ إذاً ماذا..
حك رين رأسه قائلاً بغضب : آششش..! لماذا تضربني دوماً أيها الأحمق..؟
ضحك سون وونغ مجيباً: لأنك غبي.. لا ادري حقاً كيف تصبح عبقري بأمور و غبياً بأمور اخرى..؟
أجابه رين: لانكما لم توضحان شيئاً مما قلتموه..!
قاطعهما مين هيون قائلاً: هلا صمتّما قليلاً ..؟ وجه نظره الى رين مكملاً : رين اذهب و اجلب ورقة من شجرة الساكورا تلك .. و انت سون وونغ اذهب مسرعاً الى ذلك النهر و اجلب قليلاً من ماء الأمنيات ..
نظر كلاهما لذلك الفتى الذي لم يفعل شيئاً الاّ إلقاء الأوامر لينطقا معاً: وانت ما الذي سوف تفعله ..؟
ضحك مين هيون بعدما حك راسه قائلاً بخجل: انا سوف تكون لي المهمة الأصعب بالتأكيد ..
فغر كلاهما فاهُ قائلين : هاه..؟!
**
بعد مدة ليست بطويلة ؛ كان كلاً من رين و سون وونغ جالسين فوق تلك الصخرة مستطيلة الشكل ينتظرون ذلك المين هين الذي لم يأتي بعد ؛ و كلاً منهم كان يضع بجانبه ما أُمِرَ به من مين هيون ..
ليظهر مين هيون من خلال الضباب برفقة شخص آخر كان ذلك الشخص كفيلاً بإنهاض رين و سون وونغ من مكانهم ..
كان مين هيون ممسكاً بذلك الشخص من يده بلطف ..و الإبتسامة لم تفارق شفتاه ؛ اما ذلك الشخص فقد كان يرتدي فستاناً ذو ذيل طويل؛طويل جداً يصل لآخر الغابة باللون الفضي اللامع .. ليصرخ رين و سون وونغ بصوت واحد: آيرين ..!
إبتسمت تلك الفتاة الجميلة آيرين مومأة برأسها ليجيب مين هيون : أجل فتاة احلامنا الآن معنا ؛ ثلاثتنا في نفس المكان ..
ابتسم رين وقد تحولت عيناه إلى العاب نارية قائلاً : لـماذا طلبت الورقة إذاً..؟
اومئ سون وونغ برأسه موافقاً كلام رين وقد نحولت عيناه الى قلوب و بعض الدماء تسيل من انفه : اجل..اجل لمَ طلبت منه ومني ذلك..؟
ضحك مين هيون مجيباً اصدقاءه بعدما اجلس آيرين على ذلك الكرسي الابيض الامبراطوري: لأننا نحبها سوف .. سوف نقوم بإستنساخ اثنين أخريين منها ..
قاطع كلام مين هيون ، صوتيهما بقولهما: ماذا..!
لكنه اكمل كلامه : لن نستطيع العودة للواقع ؛ لن نستطيع ان نتخلى عنها؛ اليس كذلك..؟ اذاً هذا هو الحل الامثل لنبقى معها كلنا ..
وجه نظره الى رين قائلاً بنبرة قائد لأحد طلابه: فلتكتب رقم3 على الورقة بسرعة .. وانت سون وونغ فلترمي بهذا الماء على الورقةعند انتهاء رين من الكتابة ..
**
بعد الإنتهاء من تلك المهمة كان مين هيون قد امسك بتلك الورقة المبتلة التي قد صنعوها متوجهاً ناحية آيرين ..
لكنه توقف بشكل مفاجئ قائلاً بعدما إلتفت الى اصدقاءه : يجب عليكم اغماض اعينكم الآن ..
اغمض اثنيهما عينيهما ؛ اما عن مين هيون فقد اكمل سيره متوجهاً الى تلك الاميرة الجالسة..اقترب من شفاهها كاد ان يطبق شفاهُ عليها لكنه لم يفعل ؛ بل وضع بتلك الورقة السحرية بين شفاهيهما ثم اغمض عيناه لوهلة.. احس بكهرباء تسري في جسده؛ شعر بأنه يدور في دوامة سريعة جداً .. وجد نفسه يسقط بشكل مفاجئ في حفرة سوداء مليئة بالكثير من الفتيات لكن بوجه
واحد فإذا به وجه آيرين؛ كان هناك اكثر من مئة آيرين ؛ ذلك المنظر قد جعل من مين هيون جماداً لا يتحرك ؛ صدم مما رآه لكنه استطاع ان ينطق بكلمتين فقط وهو يبتسم ببلاهة: إنه النعيم ؛ لكن ذلك النعيم لم يدم طويلاً ؛ لأن ضوءاً ناصعاً قوياً كضوء الكاميرات الرقمية قد وضع امام عينيه مما جعله يغلقهما بقوة ليعيد فتحهما مرة اخرى ويجد نفسه قد عاد الى نفس المكان امام اصدقاءه ولكن هذه المرة لم يكن هناك كرسي او آيرين .. بل كان ثلاثة كراسٍ و ثلاثة من آيرين ؛ فتح رين و سون وونغ عينيهما على لمسة يدٍ لطيفة كانت تتوشح يديهما ليجدا بالقرب منهما آيريين اثنين..! و بالقرب من مين هيون آيرين واحدة .. مما جعلهما يغيبان ثلاثتهما عن الوعي لفترة من الزمن ..
**
فتحا عينيهما ليجدا ان كل ما رآوه لازال امامه وان المستنسخات الثلاثة لازالا موجودين امامها يقفان بشكل منتظم و كلٍ منهما تلوح بيدها قائلة: مرحباً أنا آيرين..
كان جمال مظهرهما ونعومة صوتهما كفيلاً بجعل انوف اولائك الاصدقاء يسيل كينبوع من الدماء من هول الصدمة .. ابتسم ثلاثتهما ببلاهة من هول الصدمة .. بعد ذلك توجه رين ناحية مين هيون وضمه قائلاً: شكراً على شيء قد فعلته لنا ؛ اما سون وونغ فلم يقترب منه على الرغم من معزته لذلك الصديق الواقف مقابله ؛ لكنه كان شخصاً لايحب إظهار المشاعر بشكل مفرط و عملي نوعاً ما، لذا بقي بعيداً ولكنه لم يمنع نفسه من الابتسام بإشراق بشكل مريب؛ فهو اول مرة يفعل ذلك امام اصدقاءه ..كان مين هيون سعيداً بكل ذلك ؛ سعيداً لأنه كان السبب في اسعاد اصدقاءه؛ لكن في ذات الوقت شعر بإنقباض في قلبه، شعور بالاختناق قد حط على قلبه.. وضع رين في ذلك كفة يده مغطياً عينا مين هيون لكي يمنعه عن الرؤية وبعدها فقد مين هيون الوعي ولم يستيقظ إلا على صوت واحد .
فتح عيناه ليجد أمامه ظلاً يغطي عليه نور الشمس الذي كان قد تسلل من نافذة غرفتهما خلسة ؛ نظر الى مصدر الظل فإذا بها؛ فإذا بها : آيرين ..! نطق بها بنبرة بلهاء و بغرابة و كأنه لم يصدق عيناه ..
إقتربت آيرين منه ثم وضعت يدها على جبينه قائلة بقلق: انت تتصبب عرقاً؛ و حرارتك مرتفعة .. نهض مين هيون من مكانه كالعصفور الكسير ؛ لم يأبه بما يشعر به من الم رأس او دوار؛ لم يأبه حتى لوجود آيرين؛ هو فقط كان يبحث عن اصدقاءه او اي شيء قد يتعلق بهم لو من بعيد .. لكنه لم يجد أي أثر لهم .. فقرر التوجه الى منزلهم الذي اعتادوا على التردد اليه و المشاجرة فيه ؛ لكن حصل مالم يكن في الحسبان كان هناك الكثير من العمال يحاولون هدم المكان ؛ لكن مين هيون توسلهم ان يدخل الى ذلك المنزل قبل هدمه.. وفي الداخل لم يكن هناك اي اثاث ولا اي شيء قد يتعلق بهم إلا تلك الصور ؛ كانت هناك صورتين موضوعتين امام باب غرفتهم ؛ امسك مين هيون بهم وجد صورةً تجمعهم ثلاثتهم ، و الصورة الثانية كانت نفس الصورة لكن هذه المرة احدهم قام بقص رأس مين هيون فيها؛ ادار تلك الصورة ليجد بعض الكتابات في الخلف: إنه يشبه خط رين؛ أنه هو قالها مين يونغ الذي كانت يداه ترتجف وهو يمسك بتلك الصور ؛ لم يكن يريد القراءة لكنها تشجع لهذا : الى عزيزنا مين هيون ان قرأت هذا الكلام فستكون حتماً في ارض الواقع ؛ و سأكون حتماً قد استطعت اخراجك بذكائي وقوة سون وونغ ؛ فسون وونغ استطاع دفع تلك الصخرة الى عمق البحر؛ صخرة الامنيات اتذكرها ..؟ لقد كتبت فيها ما تتمناه لذلك اردنا تحقيقه لك ؛ هو الالتقاء بها ؛ فلك الحق في ذلك فأنت من قابلها اولاً ومن احبها اولاً ؛ اردنا ان نشكرك لانك منحتنا آيرين ؛ لا تحزن علينا ؛ نحن من يتوجب علينا الحزن عليك فغابة الاحلام احلى بكثير من الواقع ؛ شكراً لك على كل مافعلته لنا ؛ كانت اياماً جميلة لن ننساها؛ لا تكن كالطفل الباكي ايها الاحمق.. ضحك مين هيون ثم مسح دموعه مكملاً الرسالة : فقط كن سعيد معها وايقن باننا سعداء طالما انت كذلك .. نحبك يا صديقنا .. اصدقاءك {رين وسون وونغ} إبتسم مين هيون ثم خرج من المنزل بعدما وضع تلك الصور في جيبه؛ لم تكن مجرد صور بل كانت صندوقاً من الذكريات بالنسبة له ؛ يستطيع فتحه متى ما حن لذلك..
تذكر آيرين فجآة ؛ لكنه لم يسعد ابداً فبالنسبة له اصدقاءه هم الاهم وهي من كانت السبب في فراقه عنهم ؛ لكنه كلما كان يتذكر كلام اصدقاءه ومدى تضحيتهم لاجله يعود ليحبها من جديد؛ لذلك عاد للمنزل بعدما جلب من بائع المجوهرات خاتماً مرصع بالألماس و جعله يحفر الأسماء بداخله.. لم يطلب فقط من ذلك البائع ان يكتب اسمه واسمها بل طلب منه كتابة اربعة اسماء؛ لأنه أيقن بأن الزمان يستطيع محو كل مايمر امامه لكنه لن يستطيع محو ما حُفِر في خاتم صديق صادق ؛ اما آيرين فقد وافقت على ذلك؛ فعلى كل حال هم ليس لهم وجود في عالمها هذا وهم مجرد خيال ؛ ولا وجود لهم في الواقع .. بل لم يكونوا اكثر من ابطال لقصة كان يرويها مين هيون لها في كل ليلة يشتاق فيها إليهم .. وهي كانت تشعر بشعور غريب كلما تستمع لهذه القصة مما يدفع بمين هيون سردها بحماس اكثر و بسعادة اكبر ..
و بدموع اكثر.. دموع سعادة مختلطة بالحنين لاولائك الاصدقاء الذين لم ولن يجد احداً مثلهم في الواقع .. ولا حتى في الخيال









مهما تخيلنا الاحلام واقع
مهما تخيلنا الواقع احلاما
الأحلام هي الأحلام
و الواقع سوف يبقى واقعاً..

*تمت*

يُمنَعْ النَقلْ .. سِواء مَعْ الرَابِطْ أَو بِدونْ ..



  رد مع اقتباس