" مُرتفعات ويذرينج " ، أتَّذكر مشاعرِي المُتضاربة
وأنا أقرأ الرَّواية ، لم تعصف بِي رواية مثل هذِه من قِبل ،
شعرت بالحيرة بالغَضب بالشَّفقة بالحزُن ولن أُخفي شُعورِي
بالتَّشفي إزاء بعض الشَّخصيات وتقلَّبات مزاجي وأنا أقرأ فتارةً
أقف فِي صفّ هذه الشّخصية وتارةً ضدَّها تارةً أريد أن انتقم
مع
" هثيكليف " وتارةً أخرى أريد التَّوقف سيَّما حين يستبدَّ به
الشَّر والعنف فيظلم من لا ذنب لهم .
اقتباس:
الا أنني لم أتعاطف مع أي من شخصيات هذه الرواية !
جميع الشخصيات كان في نفوسها الشر و الخير متساويين ان لم يغلب عليها جانب الشر ...
جميع الشخصيات كان في نفوسها قدر من الغضب و الحقد ... ليست هناك شخصية بريئة !
|
وكأنَّكِ تتحدَّثين عنِّي ،
بالفعل لم أتعاطف معَ أحداً ، لم أحبَّ شخصيَّة ولم
أكره أخرى -حسناً ربَّما كرهت البعض- ولكِن لو فكَّرنا بذلِك
فكما قُلت كان الجميع متساوون فِي الشَّر والخير بين أجيال
العائلتين الواحدَة تلو الأخرى
أذُكر أنَّ شخصية واحدة سلِمت من
كرِهي وكان لها أقل نصيب من النَّقد أظن بأنَّها شقيقة
زوج كاثرين :
[ ادجار لينتون ] ، لا أدري بالضَّبط ما
كان اسمها ؟ ولكنَّني أذكر أنَّه كان هناك فتاة من منزل
عائلة
[ لينتون ] أثارت شفقتي لسببٍ مَّا لا أريد ذكره لئَّلا أفسده
على من لم يقرأ الرَّواية
ورُغم ذلِك , ورغم كلِّ التناقضات وتمازج
الخير والشر في هذه الحكاية والعُنف والصَّراعات والتقلبات
والظلمة الِّتي تطغى عليها بين الفنية والأخرى ، إلّا أنَّني
رأيت حيويَّة متقدَّة و عنُفوان وتمّرد واضحين
ميَّز مخيلة شارلوت عن شقيقاتها فـ إيملي حين كتبت
عن جين آير مزجت الخير بالشر ولكن ليس في كلِّ الشخصيات
فجاءت روايتها بوقعٍ أكثر دفئاً بعكس شارلوت الِّتي كان تحَّكمها وبناءها
للشَّخصيات قوياً ومحُكماً للغاية لدرجة أظَّن معها أنَّ من قال
بأنها رواية
[ متكاملة الأركان ] لم يُخطئ فأنا أتطلَّع لأكون يوماً
مَّا كاتبةً قادرة على بناء شخصيَّات واقعيَّة وقويَّة التأثير مثل ما فعلت هذِه الكاتبة الرَّائعة.
لن أطيل الحديث أكثر ،
فكلَّما قرأت سطراً من سطُور كلماتك وتقرير إزداد إعجابِي
بكلماتك وعادت لِي ذكريات قراءتي لهذه الرَّواية لذا
كلَّ ما أقوله لك الآن هو ، شكراً
جزيلاً لهكذا إبداع تفيضين به ولهكذا اجتهاد جميل
وتقرير آسر
أتمنى أن أرى المزيد من هكذا مواضيع لطيفة
بالتَّوفيق لكِ دُوماً