عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2012, 12:39 AM   رقم المشاركة : 15
C O F F E
سولاريتشا!
 
الصورة الرمزية C O F F E





معلومات إضافية
  النقاط : 3660462
  الجنس: الجنس: Male
  الحالة :C O F F E غير متصل
My SMS اللهم مَن أراد بِي سُوءاً فردَّ كيدَه فِي نحرِه واكفِني شرَّه


أوسمتي
Icon (39) وُلِدُّت هُناك, ولُدِّتُ هُنآ / مريَد البرُغوثي .. ~








" ثرَثَرةٌ جميَلةٌ عنوَانُها قهَوة ! "

يختلِفُ النَّاسُ فِي سرِّ القهَوةِ وَ تخْتِلفُ أرَاؤُهمْ: الرَّائِحَة, اللَّوُن, المَذاق, القوَام,
الخَلطة, الهالْ, درَجة التَّحمِيْص, شكَل الفُنَجان, وغيِر ذلِكَ مِن الصِّفَات.
أمَّا أنا فَأرَى أنُّه " التَّوقِيت ". أعظَم ما فِي القهَوِة " التَّوقِيت ",
أنْ تجِدَها فِي يدِك فُور أنْ تتمنَّاها.
فمِن أجمَل أناقَاتِ العيْش, تلكَ اللَّحظةُ
الَّتي يتحوَّل فِيها " ترفٌ " صغيْرٌ إلَى " ضرُورَة ". وَ
القهَوة يجِبُ أنْ يُقدِّمَها لكَ شخصٌ مَّا.


القهَوة كالورَد, فالوردُ يقدِّمُه لكَ سواك, ولا أحدَ يُقدِّم
وردَاً لنفسِه. وإنْ أعدَدتَّها لنفِسكَ فَأنت لحَظتها
فِي عزلةٍ حرَّةٍ بلا عاشِقٍ ولا عزيْز, غريبٌ فِي
مكَانكِ, وَ إنْ كَان هذَا اختياراً فأنت تدفُع ثمَن حُرِّيَتكِ,
وإنْ كَان اضطراراً فأنَت فِي حاجةٍ إلى
جرس الباب. والقهَوة ألوانها مذَاقات وأذواق,
الشَّقراءْ والغامقةُ والمحرُوقة والوسَط,

ومِن ملامِح مَن يُقدِّمُها لك, وَ ظرُوف تقدِيمها,
تكتِسب معانيْها المُختلِفَة. فقهَوة التَّعارُف الأوَّل غيَر
قهَوة الصُّلح بعَد الخصُومَة, وغيْر قهَوةٍ يرفُض الضَّيُف احتساءَها
قبَل تلبيَةِ ما جاءْ يطلُبه. وقهَوة
الكِتابَة غيَر قهَوة القراءَة, وهي فِي السَّفرِ غيَرها فِي الإقامَة,
وفِي الفُندقِ غيَرها فِي البيت,
وقهَوة الموقد غير قهَوة الآلَة. وهِيَ مِن وجْةٍ مرحٍ مليحٍ في المقهَى
غيرُها مِن وجهٍ مُتجهِّمٍ منكُود.

وَ إن قالَ لكَ زائرُ الفجَر وهُوَ ينتِزعُكَ مِن عائِلتكِ ويقْتادُكَ بلُطف رسمِّي وَ
ابتسامةٍ مُسلَّحةٍ, نرُيدَك
علَى فُنجانِ قهَوة " عندَنا " فهذَا أحد أنواَع الخَطف أو القَتل.
فالغبيِّ هو مَن يطمِئنُّ لـ قهوَة
الحكُومَة. وقهَوة العُرس غيَر قهَوة العزاءْ
حيثُ تفِقدُ " القهَوةُ السَّادَة " كُلَّ معانيها, يدُيرَها
علَى الجآلسِينَ المنكُوبيَن ساقٍ منكُوبٌ لا يعرِفُ ضيُوفَه
ولا يسألُهم كيَف يُفضِّلُوَنها, فلا السَّاقِي هُوَ
السَّاقِي ولا القهَوةُ هِيَ القهَوة وفُنجَانُها مخرُوطيٌّ بلا أذُنٍ,
لا يُعُيِنُكَ توقيَتها ولا مذَاقُها وَ هِي
آخر ما يهمُّكَ فِي يُومٍ كذلِكَ اليُوم كأنَّ اسمَها سَقط عَنها إلَى الأبَد.


- ثرَثرَة جميْلَة, هذَيان فلَسفَة
الكاتِب المُبدِع : مريْد البرغُوثِي عَن " القهَوة "
فِي إحدَى روايَاتهِ الرَّائِعَة .



* لا شَيءَ ينتمِي لقلِمي هُنا سوَى العنوان فِي بدآية التَّدويَنة !.



  رد مع اقتباس