عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2013, 02:34 PM   رقم المشاركة : 2
SHERRY ~
أنيدراوي مبدع
 
الصورة الرمزية SHERRY ~





معلومات إضافية
  النقاط : 4676819
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :SHERRY ~ غير متصل
My SMS Don't ever let me go


أوسمتي
Pix119 رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »





" إن عيناً لا تبكي ..
لا يمكنك الوثوق بها!

سامحيني يا إبنتي كل ما أردته لكِ هو السعادة المطلقة
لكن قصر نظري لم يسعفني لمعرفة ما يترتب على مافعلت
إبحثي عن لحنك الحزين ..
إلحقي بقلبك "



مدت يدها في الظلام .. لتزيح الستارة عن نافذة غرفتها علّها تجد مع القمر بعض السلوى
كانت عيناها تنظران للقمر بحزن .. هو أيضاً كان يشاركها حزنها
أرسل لها شعاعاً فضياً صغيراً يلهو بين يديها يسليها قليلاً
لكن كلمات والدها الأخيرة كانت تسكن قلبها .. حتى أنها كادت لاتسمع سواها
إن عيناً لا تدمع لا يمكن الوثوق بها ...



"آنابيل " الرائعة الجمال .. ذات الإبتسامة الساحرة , صديقة الزهور و الفراشات و الطيور .. أميرة الليالي المقمرة السعيدة
أمست وحيدة .. بعد وفاة والدها الحبيب الذي أفرط في دلالها
لكن لم تستطع أن تذرف عليه دمعة واحدة !

آنابيل الآن لا صديق لها سوى قمر حزين يرسل لها أشعته الفضية تداعب خديها و شعرها الجميل ليزيدها جمال فوق جمال حباها به الله.
لكن ماقيمة الجمال الوحيد الحزين؟!


كانت تردد هذه الكلمات سراً .. تلوم بها نفسها و لكن بأي ذنب ؟!
أين هو الخطأ؟؟





هو سر تحمله معها منذ أربع سنوات ..
كانت خلالها الوحدة و الحزن هما ملجأها .. و إبتسامة مصطنعة ترتديها عندما تقابل والدها أو أحد إخوتها
كان ذلك في عيد ميلادها السادس عشرة عندما تجشم والدها الصعاب في سبيل إيجاد تعويذة !!
هذه التعويذة من شأنها أن تبعد عنها الدموع مهما عصفت بها الأحزان

" آآه يا والدي الحبيب , أهدية هذه أم لعنة؟! "
لم تجرؤ هذه الكلمات من الخروج من بين شفتيها .. شأنها بذلك شأن كثير من كلمات الألم التي داعبت قلبها الصغير بكل إصرار


تغيرت حياتها كثيراً ..
بعد أحضان والدها الحبيب الذي أعياه البحث عن من يستطيع فك هذه التعويذة
حتى خر صريع المرض .. و مات أسفاً على فرط حبه لإبنته التي كانت تردد امامه كم هي سعيدة
و كم هي مميزة كونها قد نست معنى الدموع و أساها .. رغم كل إدعاءتها الكاذبة عيناها لم تستطع أن تجاريها الكذب

" بعض اللعنات لا يمكن فكها بمجرد الكلمات "



و ماذا الآن ؟؟!
الكل ينظر إليها بأنها فتاة والدها المدللة التي لم تسقط دمعة واحدة من عينيها لفقد والدها
عقدت العزم على المضي بنفسها للبحث عن تعويذة اخرى تكسر الاولى
خصوصاً و انه قد زادت الهوة إتساعاً بينها و بين إخوتها
و العيون اللائمة تلاحقها بنظرات تضربها بسياط لا تعرف الرحمة
كما أنه لا يمكن إفشاء السر و إلا فستكون هذه التعويذة أبدية لا مفر منها!


في اللحظة و بدون تفكير
إرتدت رداءً على كتيفها و فتحت الأبواب و خرجت تركض دون أن تنظر للوراء
كانت تركض و تركض كمن يهرب لينجو بحياته من خطر محقق
لأنها كانت تعلم أن نظرة واحدة للوراء ستكون كفيلة بأن تخمد نار الرغبة في الخلاص

قارب الليل على الإنتصاف
و هي مازالت تركض .. بلا دليل و لا وجهة محددة .. فقط هروب للمجهول
كان القمر يرسل لها سريعاً شعاعاً خلف آخر و كأنه يمدها بالقوة و الدعم و هي تلحق بالشعاع
أو الشعاع يلحقها .. لا أحد يعلم !




قادتها قدماها المتعبتان إلى قصر كبير مظلم و شبه مهجور أو هكذا ترائى لها نظراً لحالته و بوابته المكسورة ..
الاشجار ذابلة كان كل شيء قديم و مهمل .. لكن من يفكر بهذا الآن هي تكاد تسقط أرضاً من التعب بالكاد تلتقط انفاسها
و أشعة القمر تحدوها للتقدم لطلب القليل من الراحة بين جدران هذا القصر المهجور.

توغلت بوجل .. حتى وصلت لمدخل القصر , حتى هو كانت شبه مفتوح
دخلت .. كان البهو كبيراً جداً بسقف مرتفع تتدلى منه ثريا كبيرة قد فقدت أجزاء منها و بعض الاثاث هنا و هناك

كان قصراً مخيفاً كل ما يحتويه هو اثاث مخملي فخم مهمل قديم كل شيء هنا مصنوع من الخشب او المعدن غير المصقول!
" و كأن أحداً لا يرغب برؤية نفسه هنا " .. قالتها مبتسمة اتبعتها بصوت عالي " هل من أحدٍ هنا ؟؟ "
لثواني فكرت بالجملتين .. أرعبتها الفكرة التي توصلت أليه!
مشت بضع خطوات بسرعة لتجد امامها باباً زجاجياً هربت من خلال زجاجه بعض من أشعة القمر الفضية التي تعرفها جيداً

خرجت من هذا الباب المنقذ مسرعة فإذا بها تجد نفسها في عالم آخر ... !

أشجار غاية في الجمال , أزهاراً بديعة , كراسي أنيقة .. بركة ماء صافية تترقرق فيها مياه كأنها السحر!
شعرت بالعطش الشديد لرؤيتها بعد ليل طويل من الجري المتواصل
إقتربت من البركة و عمدت بيدها فيها التي غاصت في مياهها بكل سلاسة .. وضعت قليل من الماء بين شفتيها .. لكن لم تستطع على إبتلاعها

" آآه ما هذا ؟؟ " تساءلت آنابيل " كيف يمكن لمياه بهذه الروعة أن تكون مالحة حتى انها ليست باردة ؟! "





" إنه الجمال الســـــيء "

كانت كلمتين صدرت من صوت أجش غليظ
و من بين الأشجار ظهر كائن ضخم أشبه بإنسان و لكنه لم يكن كذلك
لم تتبين آنابيل ماهيه هذا المخلوق .. ربما خافت أشعة القمر ان تقترب منه !

" ليس سوى جمال يخفي وراءه ألم عظيم .. هذه المياه ليست سوى دموع خطاياي "
" أنها خطايا إقترفتها في الماضي تركت لي ما تبقى .. بعد أن ظننت أنها ما أبحث عنه "

مد يده الغليظة لشعاع صغير و أشار له أن يصعد على يديه
قفز الشعاع الصغير بعد ان أحس بالامان و تقافز معه بعض من أخوته الاشعة الصغيرة
عندها تمكنت من رؤيته .. تملكها رعب شديد
رجعت للوراء و المخلوق يقترب منها بهدوء لم تقوى على الهرب .. شلت قدماها عن الحركة
بل إنها لم تستطع أن تصرخ .. وقعت أرضاً فاقدة الوعي

قبل أن تلمس الارض إلتقطها الوحش بيديه الضخمتين و كأنها طفل صغير
حملها لداخل القصر و وضعها في أحدى الغرف على سرير وثير
توارى الوحش عن الانظار بعد أن اطمأن أنها نائمة و طلب من الخدم رعايتها




في الصباح
أشرقت الشمس و دخل نورها الدافيء لغرفة آنابيل .. نعم هي غرفة آنابيل
كان فيها لوحة زيتية تحمل صورتها !

هذا ما جعلها تتسمر امام الجدار الحامل للوحة دون أن تنتبه لخادمين واقفين بجوارها
أحدهم يحمل وعاء للماء لتغتسل به و الآخر يحمل مناشف عليها تطريز لشعار موجود في كثير من الأماكن في القصر

إلتفتت بعد أن قام احدهما بمناداتها بصوته الصغير المضحك
" سيدتي .. سيدتي "
عندما رأته إرتسمت علامات التعجب .. كانوا أقزاماً من الورق كالدمى تماماً
لم تحاول أن تستفسر عن شيء .. كانت خائفة من الإجابة!

" هناك في الشرفة على الطاولة تجدين إفطارك سيدتي " قال أحدهما و غادرا بهدوء تماماً كما دخلا
كانت تتضور جوعاً مما جعلها تلتهم إفطارها .. تسللت خارج غرفتها كانت تريد المغادرة على عجل
بيد أن صوتاً غليظاً أتى من آخر الممر الذي لم تعرف له بداية من نهاية
صوتاً سمعته قبلاً و ظنت انه حلماً فقط لاغير

" آنــــابيل , إلى أين ؟! "
صوت خشن ضخم .. كان للوحش من ليل الامس الذي لم يكن حلماً بل كابوساً حقيقياً
يسير على الأرض بقدمين , هذا مادار في خلد آنابيل عنرما رأته مقبلاً نحوها

" شكراً لضيافتك سيدي , سأغادر الآن " قالت آنابيل و قد إرتعدت فرائصها امام كائن مخيف
حجمه ضعف حجمها يحمل قبحاً منفراً


" ليس الآن .." قال الوحش بسخرية
" انتي الآن مدينة لي و عليك تسديد الدين "

وقفت آنابيل وقفة إصرار و قالت بصوت حازم " مدينة لك بماذا سيدي الفاضل؟! "
قال لها غاضباً
" دخلتي قصري دون أذن مني و سخرتي مني و شربتي من البركة ..
ألا تعلمين ان جزاء من يفعل ذلك هو الموت ؟! "


خافت آنابيل من صوته و غضبه و عينيه الحمراوين التي لم تطيق النظر اليهما مطولاً
وافقت على سداد الدين و الذي كان يحتم عليها البقاء في قصره لمدة شهر يبدأ من اليوم
على شرط أن تكون ملزمة بتناول طعام العشاء معه كل ليلة


" آنابيل , ما العمل أنه الآن أنتي و الوحش؟! "
صوت بداخل صدرها تردد أشبه بصدى لصوت خافت لليأس!





  رد مع اقتباس