عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2012, 11:32 PM   رقم المشاركة : 2
C O F F E
سولاريتشا!
 
الصورة الرمزية C O F F E





معلومات إضافية
  النقاط : 3660462
  الجنس: الجنس: Male
  الحالة :C O F F E غير متصل
My SMS اللهم مَن أراد بِي سُوءاً فردَّ كيدَه فِي نحرِه واكفِني شرَّه


أوسمتي
Icon26 1

أيْنَ أنَـآ ؟! ..
لطَـآلما سألْتُ نفْسِـي هذَا السُؤَآل
تاهَت رُوحِي , تَبعْثَرت أوْرآقِي


شظَآيا الألَـم آخترَقتْ قلْبِي
مزَّقتْ كُلَّ أمـآلِي فأحـآلتنْي


رُكـآماً منْ .. { آللَّـآشِيْء !
رحُلـُوا , فُودًّدتُ لـُو .. رحلْتُ معَهمْ .







" آلَـفَـصْـلُ آلـَأَوَّلْ : صُورٌ مِن آلمـآضِيْ "



أذِنْتُ لـ عيْنيَّ بأنْ تُفْتَحـآ , وسَط دمُوعٍ ترآكَمت أيَّاماً
حتَّـى وجَدتْ طريْقهَـآ لـ الخرُوجِ ليْلَـة أمْس , مِن الجيِّد أنَّهُ
كـآنَ يُومَ عُطْلَة وإلَّا فلَنْ أحْضَـى بوقْتٍ لأرْتَـآح .


رفَعَتْ أنامِلَها بكسَل , وسحَبتْ السَّآعَة المُنبِّهَة
الصَّفْرآءَ إلَى يسَآرِها كـآنَتْ تُشِيْرُ إلَـى آلتَّآسِعَة والنِّصْف .
لَمْ يكُن فِي غُرْفتِهَـآ شيْءُ مُميَّزْ سِوَى خيُوطُ شمْسٍ تلألَات لتُنيْرَ جُدْرآنَها
البيْضَـآءْ , عَآدت لتُغْمِضَ عيْنَيْهَـآ فقَد قضَت آلثمَآنِيَة ساعاتٍ
الأخيْرَة فِي سهَرٍ وأرَق , بيْنَ ذكْريَـآت حملَتْهـآ كـ ريْاحِ الشِّتـآءِ
إلَى أعْمـآقِ ماضٍ لآ تُريْدُ الغْوصَ فيْهِ , لكِنَّ طرْقاً قُويَّاً علَى غُرْفتِهَـآ منعَها مِن ذلِك



- ييَرْمَآآ ! سأسْبقُكِ إلَى آلحمَّـآمِ يـآ غبيَّة !


تأفْفَت بمَـللْ , وهِي تمْسَحُ جبيْنَهـآ مُزيْحَةً خُصْلـآتِ
شعْرِهَـآ الأسْوَد الفـآحِمْ ثُمَّ تنهَّدت لأنَّ آخِرَ مـآ كانتْ مُستعدِّةً لـ التَّعامُلِ
معَهْ هُوَ إزْعـآجاتُ مارْسِيل !


يالِي مِن غبيَّة آسْتلْقَيُت طُويْلاً حتَّى تركْتُ لـ تلْك الشَّقِيَةِ
فُرْصَةً لـ إزْعآجِي لُو أنَّنِي نِمْتُ قبْلَ سـآعةٍ مِن الآنَ مثلاً لتخلَّصْتُ مِنْهَـآ

ولِكنَّ صُوَتاً آخَر أقْوَى وأكْثَر صرآمَـةً أتَى ليهُزَّ أرْكآن المنْزِل


- قُلْتُ لكَ ألَّا تُنْفِقَ أمْوالِي علَى هذِه التَّفاهاتْ !

- أمُوالكِ ؟! هه .. يالكِ مِن ..!

- آصْمُت لَن تجْرُؤَ علَى التَّفُوهِ بكلِمَةٍ وإلَّا .. !


ولكِنَّ صُوَت البآبِ الّذِي قَد أُحْكِمَ قفْلُه , أعْلَن نهايَة الشِّجارِ الّذِي
كـآن ينْدلِعُ كُلَّ صبـآح بيْنَ ليُو وَ خالتِهَـآ .


انْتَهـى بـ آلْفتاةِ بعْدَ نصْفِ سـآعةٍ إلَى البقـآءِ مُسْتيْقظَة لـ تُكْمِلَ
ثمـآنِيَةً وعشْريَن سـآعَةً كامِلَة مِن السَّهر , همسَـتْ لنفْسِهـآ :



- رقْمٌ قيـآسِيٌّ جديْد ييرْمَـآ ! تهَـآنِيّ


ورسَمت آبْتِسَـآمةً ساَخِرَة , سُرْعَـآنَ ما بهُتَتْ لـدَى رُؤْيَتِهـآ لأنْعِكاسِ
صُورَةٍ علَى شـآشةِ حاسُوبِهَا , لَم تُكِن تلْكَ الصُّورَةُ سِوَى وجْهٍ باسِمْ
وملآمِحَ صاَفِيَةٍ تماماً لِـ شابٍ رسَمَت العشْريْنَـآتُ كُلَّ خطُوطِها الجميْلَة
علَى ملـآمِح وجْهِه وبُنْيَتِه ,


أغلَقتْ صُورَتُه سريْعاً حاوَلتْ تنـآسِي الأمْر ملأَت أرْجَـآءَ غُرْفتِهَـآ
صخباً , حاوَلت التَّرْكيَز فِيمَآ كانتْ تفْعلُه

آهَـ نعْم ! قِرآءُة رسـآئِليْ عليَّ قرآءَةُ رسائِل البريْدِ الالكْترُونِي
الوارِدَةِ إليْ !


وبأَنامِلَ مُرْتجِفَة أخذَت تُحرِّك فأرَة حاسُوبِها الصَّغيْر ,
آقْتَحمَت مـآرسيْل صَخب أُغْنِيتِهـآ بصُوتِهـآ الّذِي جـآءَ صارِخاً :



- هيييـه !! أنتِ أغْلِقي هذِه الأُغْنيَةَ السَّخيْفَـة !


تنهَّدت ييْرَمـآ فلَم تجِد فيْ جُعبتِهَـآ ردَّاً يُحاكِي رغْبَةَ
مـآرسيْل فِي الشَّجار , وَ يُشْبِعُ رغْبتَهـآ فِي إسْكآتِهَا اليُوَم فقَط
لذآ أغلَقت أُغنْيتَهـآ وارْتمَت فُوقَ سريْرهَـآ لتغُطَّ فِي نُومٍ عميْق
وكُل مـآ يدُور فِي خُلْدِهـآ هُوَ , حيْرَةٌ سبَّبْتهَـآ لهَـآ تِلْكَ الصُّورَة .


يغيْبُ عَن لسَـآنِي اسْمُه ولكِنَّهُ يحْتَلُ ذآكرِتي , يتمرْكُز بدآخِل
ذكْريـآتِي هُو .. وَ هُمـآ ! تاركِينَ لِي كُلَّ النَّدمْ لبقـآءِي حيَّةً
حتَّـى الآن ! لمـَا ذَا ؟!


وعلـَت نبْرةٌ مُرْتجِفَـة تحمِل أثقالاً مِن الحُزْن : لمـآذَا ؟!


- ييَرْمَـآ ! إنَّهُ العشـآءْ ! هَل ستأْتِين ؟! ييَرْمَـآآ !

كـآنَ الصُّوت بالنِّسْبَة لِهَـآ بعيْدَاً تماماً , لكنَّهُ فِي الوآقِع
كاَن أقْرَب بكثيْرٍ إليْهَـآ إذْ لـآ يفْصِلُ بيْنَـهآ وبيْنَهُ سوىَ بابِ غُرْفتِهَـآ
وسُرْعَان ما أدْرَكت أنَّهُ صُوت ليُو شقيْقَهـآ الأكْبَر .


أعلَنت آسْتِجابتَهـآ لندائِه بعَد عدَّةِ دقائِق
حيْثُ هبَطتْ درجاتِ السُّلَم بهُدوءْ


- يالكِ مِن كسُولَة ! يُومٌ كامِلٌ مِن النُّوم ! آعْتقدَتُ بأنَّكِ متِّ !!


كانَ ذلِك صادِراً مِن امْرأةٍ توسَطت طاوِلَة الطَّعامِ , الخشبيَّة
الصَّغْيَرةِ وسَط صالةِ المنْزِل المُتواضِعَة , كانْت تُوجِّهُ نظرآتِهَا بحدَّةٍ
إلَى ييَرْمَـآ , تلْكَ النَّظرَآتُ الَّتِي آعتادِت أن تُوجَّه إلَيْهَـآ وإلَى
شقيْقَهـآ , كانَت عيْنَـآ السّيْدَة مآرِي تُبْرُقَـآنِ لتكْشِفـآ عنْ خُضْرَةٍ

تتنـآسبُ مَع شعْرِهـآ الأحْمَرِ الّذِي آنسدَل حتًّى كتفْيَهـآ بانْتِظام
ليكْشَف هذَا المظْهرُ للـ السَّيْدَة مُتوسَّطِة الطُول والَوزْن عَن شخصيَّةِ
حـآدَّةِ الطِّبـآع , سلْيطَةِ اللِّسـآن تحْمِلُ بدآخِلَهـآ مِن الحقْدِ الكثَير
لِمَ ؟! هذآ مـآ لَم تجِد لهُ ييَرْمَـآ جُواباً فهِيَ شقيْقَةُ والِدتِهَـآ بعْدَ كُلّ شَيءْ !


لَم يجْرُوء أحَدٌ مِن القابعيْن إلَى جانبِ السّيْدَةِ مارِي للـ الدِّفـآعِ
عَن ييَرْمـآ حتًّى رُغمَ كُونِهمَـآ شقيْقيَهـآ فَقدِ آكتَفت مارسيْل بالأكْلِ بهُدوءٍ
لتغْرَق وسَط لآ مُبآلتِهَـآ , بعكْسِ ليُو الّذِي كـآنت كُلُّ تقاسيْم وجْهِه
تمْتلِيءُ غيْضاً لذَآ حاوَلت ييَرْمـآ محْوَهُـآ بقُولِهـآ :



- سهِرْتُ ليْلَة أمْسٍ أعْمَل علَى حاسُوبِي لذآ نمْتُ طُوآل النًّهار !


وآبْتسَمت وهِي تأكْلُ شيْطرَة الدًّجاِج أمامَها مُدَّعيَةٍ جُوعَها
القآتِل وأنًّ لديْهَـآ شهيَّة لَم تتأثَّر لـ ذكْر , آلمُوت ذلِك الّذِي
لآ تفْتـَأً آلخالةُ مـآرِي تذْكرُه عَلى نحْوٍ تعْلَم أنَّهُ يُسْكِتُ أبْنـآءَ


شقيْقَتـهآ المُتوافًّـآةِ قبْلَ سنُوآتْ , فلَآ يجْرُوءُ أَحدٌ مِن أبْنـآءِ عائِلَة بآكْستَر
علَى مُجآبَهةِ هذَا الشَّبحِ الّذِي سلَب والديْهمَـآ , شبَحُ المُوت
لذآ كانَت السَّيْدَةُ مارِي ترْفعُه بانْتِصـآرِ كُلَّما شعَرت بالغيْظِ تُجـآهَ
ييرْمـآ أو لِيـُو .



- ييَرْمَـآ ! هَل تريْنَ النُّجومْ ؟! آهـٍ .. لَو آسْتَطعْتُ الوصُول إليْهَـآ !
أتعْلَميْن !؟ الأحْلآمُ هكذَا تماماً مُعلْقَةٌ بعيْيداً .. فِي المُستْقبَل ولكِنَّ ضُوءَهـآ
ينْعكسُ علَى حاضِر أولئِكَ المُتفائليْنَ فقَط لذآ .. تفائِلي دائِماً !



وضَعت يدَهـآ البيْضـآء الَّتِي قُيَّدت بسوَارٍ أسْوَد علَى سُورِ سطْحِ المنْزِل ,
وقَد أنْكسَت رأْسَهـآ مُسْتَسلِمَةٍ لـ ذْكريآتِهَا الَّتِي غزْتَهـآ مُعلِنَةٍ أنَّهـآ لَم تنْسـآهُ لـ لحْظَـة


لكنَّهـآ لمَحت ليُو فجأَة وهُو يُغادِرُ منْزلِهُم المُتواضِعَ مَع صديْقِه الّذِي
سبِقَهُ بدراجِتهْ .. ليْلحَقُه الأخيْرُ علَى عجْل , بيْنَمـآ آستْدرَكت هِيَ أنَّ
المطْبَخ لَن يُنظِّفَ نفْسَهُ وعليْهَـآ تعْويِضُ الرَّاحَةِ الَّتِي حضِيَتْ بَها اليُوم
كمـآ قالَت الخالَةُ مـآرٍيْ .


ألَقتْ نظْرَةً علَى الأريْكَة الَّتِي تبْعُد عَن طاوِلَةِ الطَّعامِ بْضَع خُطواتْ
كـآنَت السَّيَدةُ مارِي قَد آسترَخت علَى أكْبَرهَـآ إلَى جانِبَها مارسيْل ويبْدُو أنَّهُمـآ


مُنغمْسَتـآن فِي فيْلمٍ مـآ , التفَتتْ عاِئَدةً إلَى المطْبَخ ولكِنَّ صُوَت السّيْدَة
مارِي آتَى لـ يقُول :



- إغْسـلِي أطْبـآقَ العْشَاءْ .. ونظَّفِي أرْضيَّة
المطْبَخ ثُم اذْهبِي لـ شرآءِ الحليْب

والبَيْضِ وبَعْضِ الخُبْز لـ فطُور الغَد ,
وآسْتدرَكت فجأْةً : آهـ .. بالمُناسَبة ! أيْنَ ليُو ؟!

ليأتِهَـآ جوابٌ هادِيءٌ : خرَج مَع صديْقِه


كآنت عقارِبُ سـآعةٍ توسَطت جِدار المطْبَخ ذُو اللَّوُنِ البُنِّي تُشيْرُ
نحُوَ الحادِيَة عشْرَة مساءً مُعْلَنةً آنْتهاءِهـآ مِن التنْظيْفِ ,

نظْرتُ حُولِي الأرْضيَّةُ البْيَضـآءُ نظيْفَةُ حقاً , المُوقِد والأوانِي فِي مكانِهَـآ
الآنَ فقَطْ علّي الذّهابُ لـ شراءِ فطُور الغَـد !


ولكِنَّ صُوَت القادِم للتَّوُ أفْزَعهآ , فخالتِهآ ومارسيْل خلدَتا
للنُّومِ قبْلَ ساعةٍ مِن الآن , إذَن مَن أتَـى ؟! , هكذآ سألَت نفْسَهـآ

لتأْتيِهَـآ صُورَة المُترنِّح أمامِهآ , ذُو الشَّعرِ البُنِّي والملامِح المُرْهقَةِ
لتُجيْبَ عَن سُؤالِهَا .



- ليُو ! أأَنْتَ بخيْر ؟!


ولكِن الأخيْرَ كَآن يهْمِسُ بالكثْير يعْلُو صُوتُه فجْأةً ليهْبِطَ
بعْدَ لحَظآتَ , فقَد كـآن يسيْرُ دُونَ وُجْهَـة مُحدَّدةٍ فِي أرْجـآءِ المنْزِل وقَبْل
أنْ يقُوم بتحْطيِم شَيءٍ مـآ أمسكَتْ ييَرْمَـآ بذرآعِه قائِلَةً :



- سـآخُذَك إلَى غُرْفتـِكْ ! آهْدَأ قبْلَ أن تأتِيَ خالتِيْ


ولكِنَّهُ ضحِكَ بسُخريَة , لآ بَل هستيريَّةٍ امتدَّت بعْضَ الوقْتِ وهُو
يُحاوِلُ صعُودَ الدَّرجِ أمامَهُ بعْدَ أن كـآدَ يسْقطُ عدَّةِ مرَّاتٍ لُولآ وجُود
الفتـآةِ الضَّئْيـلَة الَّتِي تُسْنِدهُ بيْنَ الفنْيَـةِ والأُخْرَى .


ترَكت تلْكَ اللّيْلَة مُساحَةً كبيْرَةً لِي مِن السَّهرْ , لـ أرَى
كيْفَ كُنـآ وكيْفَ أصْبحَنـآ ! أيْنَ نحْنُ من تلْكَ الأُسْرَة السَّعيْدَة الَّتِي
تظْهرُ فِي إيْطارِ الصُّورَة مُقابِل سريْري ؟! وأيْنَ نحْنُ الآن مِن هذِه
الأُسْرَة المُشتَّتةِ ؟!


أيْنَ ليُو لآعبُ التِّنسِ المُتفوِّق فِي دراستِه ! المُسْتقِيُم الّذِي يشْهدُ
لهُ الجميْعُ بمُسْتقبَل باهِرْ ؟! .. هه! لقَدْ صَآر بلآ مُسْتقبٍل الآنْ !
ومـآرسيْل أعنِي تلْكَ الفتـآةْ كانَت مُدلَّلةَ العائِلَة , كُونَهـآ لم تتجاوَز
الخامِسَة عشْرَة! ماذَا عنْهَـآ الآن ؟! فتاةٌ لآ تُبالِي بصبِّ جامِ ضغْطِهَا
وغضبِهـآ علَى منْ حُولَهـآ ؟!


أيْنَ أنَـآ مِن ييَرْمـآ الَّتِي فِي الصُّورَةُ , وييَرْمـآ الَّتِي فِي الواقِع ؟!
أيْنَ هُمَـآ احْتضَاننَا دائِماً , بحُبِّهمَـآ بحانِنهمـآ ؟! هكذَا فجْأةٍ يذْهبانْ
لآزلٍتُ أذكُر بيَـآضَ المُشْفَى وتلْكَ الأجْهِزَةُ الَّتِي احْتضنْتُهمَـآ حتَّى
اللَّحْظَةِ الأخيْرَة !؟ حتَّـى أعْلنَـآ أنَّهُمَـآ سيرْحَلآن .. إلَى الأبَدْ .



كَـآنَتِ العتْمَةُ قَد أحاطَتْ بسمَـآءِ اليُومِ التَّالِي رُغمَ أنَّ السَّآعَة
لَمْ تتجَآوزِ الخامسَة مسـآءً , إلَّا أنَّ الغيُوم قَد أفْصحَت عَن مطرٍ غزيْرٍ ملأَ الشَّوارِع
وأحاطَها بجوٍّ كئيْب .. لكنَّ كُلَّ ذلِكَ لمْ يشْفع لـ آلخالَةِ مـآرِي بأنْ
تُسآمِح ييرْمَـآ علَى نسْيَـآنِهَا شراءَ فطُور هذَا الصَّبآح , فأمرتْهَـآ بشرآءِ


عشَآءِ هذَآ المسَـآءْ , لتسْتسلِمَ ييرْمَآ وتخْرُجَ حامِلَة مظلَّةً سُودآءْ وَ معْطفاً أخْضَراً قاتِمَاً
امتدَّ حتَّى رُكبتيْهَـآ علَّهُ يقيْهَـآ هذهِ الرِّيآح البارِدَة


كانَت تسيْرُ فِي أرْجـآءِ المديْنَة لآ شَيءَ يغْزُو عقْلَهـآ ,
لـآ تسْمَعُ سوَى وقْعِ المطَر علَى رصيْفِ المديْنَةِ الَّتِي أضـآءَت أنُوار شوارِعَها
للتَّوُ , كـآنَ الصَّخُب قَد ملأَهـآ فالنَّاسُ يجْرُونَ مِن حُولِهَـآ عائِديْنَ إلَى بيُوتِهم
والبعْضُ احْتمَـى بصحيْفَتِه فُوقَ رأسِه ليجْرِيَ نحُوَ أحدِ المقاهِي تلْكَ
التِّي تناثَرتْ علَى أرْجـآءِ شوارِع المديْنَـة مُحْتضِنَةً ضحكِآتٍ وألآمٍ لـ أُنـآسٍ
احتمُوا بدفءِهـآ وفضَّلُوا الاسْتِمتـآعَ برآئِحَةِ القهُوَة الباعِثَة علَى الدّفءِ


علَى أنْ يُتابعُوا ركْضَهُم تحْتَ هذآ المطَر , كَـآنت تتردَّدُ علَى مسامِعهَـآ كلِمَاتٌ كثيْرَةٌ
تُوحِي بأنَّ الجميْعَ سئِمَ هذهِ الغزارَة , وبآتَ يشْعُر بالضِّيْقِ كُلَّما

تلبَّدتِ السَّماءُ بلُونِ الغيُومِ الرَّمادِيَة .. لَم يعْنِي لهَـآ كُل ذلِك شيْئاً ولَم يلْفتِ
آنْتباهَهـآ هذَا الكلآم ولكِنَّ مُحادثَة رجُليْنَ كـآنَا يحْتميْانِ تحْتَ مظلَّة إحْدَى
محلَّاتِ الأجْهِزَة كـآنَت قَد أجْبرَتْهـآ على الالْتِفـآتْ



- آنظُرْ ! يُجْرُونَ لقَآءً مَع إيْرِيكْ وآنْسفِيد !

- هذَآ الشَّابُ الماكِرْ ! كيْفَ اسْتطاعَ أنْ يَرْفَع نسْبَة أرْباحِ
والدِه إلَى الضَّعْفِ وُهوَ لآ يزَالُ فِي الثَّانِيَةِ والعشْرِين مِن عُمرِهْـ ؟!


- ههههه .. أمْثآلُ هؤُلاءِ يفْعلُونَ أيَّ شَيءٍ لجنْيِ المآل


كاَن الْتفَآتُ ييرْمَـآ بمحْضِ الفضُولِ فقَط , لترَى مَن نُعِتَ
بكُل هذَآ , ولكنَّها رأَت فقَط مـآ تتوقَّعُه , كـآنَ وجْهاً ارْستقراطيَّاً طبيْعيَّاً
لـ شآبٍ غنِّي تحْتدُ عيْنيِه الرَّماديَّتانِ وهُو يُلوّحُ بيدِه لـ عداسآتِ المُصوّريْن
وقَد اتسَّمت هيْئَتُه الرَّسْميَة بأنآقةٍ تامَّةٍ وصُفِّفَ شعْرُه الأسْوَد المُتمرِّدُ علَى بشْرتِه البيْضـآءَ
تماماً بعنآيَة , فابْتسَمتْ بِسُخريَةٍ ومضَتْ ! فهـَذآ نمْوذَجٌ اعْتيادِيُّ لـ تلْكَ الطَّبقةْ .






يتْبَـع . . . .



  رد مع اقتباس