عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-2011, 09:51 PM   رقم المشاركة : 4
Ďѓέάм
ترنيمة صمت





معلومات إضافية
  النقاط : 5227
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
  الحالة :Ďѓέάм غير متصل
My SMS إمضِ كأنكَ لم تسمع إصمت كأنكَ لم تفهم تجاهل كأنكَ لم ترى وإنسى كأنكَ لم تعرف فقط كي تعيش !!!


أوسمتي
رد: ღ قصة عالم جميل ღ



وجاء موعد السفر وكانت مجموعة السفر متكونة من خالي وزوجته وإبنته التي كانت في الرابعة عشرة وإبنة في الخامسة .

ووصلنا إلى المطار بعد مضي ثلاث ساعات ، وكنت حزينة متململة .

وخرجنا من المطار وإذا في استقبالنا الجو الحار الرطب والشوارع المزدحمة وأناس لا أفهم لغتهم .. وصلنا إلى محل إقامتنا في الفندق الذي كان يتميز بجماله وموقعه ونظافته .

كانت غرفتي مشتركة مع اسماء . وضعت ثيابي وأنا أحدث نفسي : إصبري إنها ستة أيام وتغادرين .. قضيت الليلة الأولى في سبات عميق من أثر التعب والارهاق ، وفي الصباح دق باب الغرفة وإذا زوجة خالي تلقي علينا تحية الصباح وتسألنا ما اذا كنا نريد الذهاب معهم لزيارة المخيمات ؟

وأجبت بسرعة دون تفكير : لا .. لا سنقضي اليوم هنا في الفندق ، قالت : كما تشأن ، ولكن أرجو أن تنتبها لنفسيكما ولا تغادرا الفندق ، وأما نحن فسنقضي النهار بطوله هناك ، وسنرجع قبل المغرب إن شاء الله .

وودعتنا ، ثم خرجنا إلى مطعم الفندق لنتناول وجبة الإفطار ، وقضينا اليوم الأول داخل أروقة الفندق نتنقل ما بين المقهى وحمام السباحة وصالة الاستقبال ومشاهدة التلفزيون ولعب الورق ... وكان النهار طويلا ومملا ، وكنت أعاتب نفسي على الموافقة على هذه السفرة وإنقضى اليوم ، وشطبت من مفكرتي يومين ، أصبح الباقي أربعة أيام ..

وفي صباح اليون التالي طرق الباب خالي وكان يطلب منا الذهاب معهم لزيارة مخيم ،قال : هيا .. إذهبا هذه المرة لن تخسرا شيئا ، واذا لم تعحبكما الرحلة فلا تذهبا ثانية .

قالت أسماء : هيا يا نورة كلام والدي معقول ، ماذا نخسر ؟

قلت على مضض : حاضر ، سأجهز نفسي خلال نصف ساعة .

إخترت فستانا قطنيا ، ومن ثم وضعت على وجهي كريم حماية البشرة من الشمس ، وجهزت حقيبتي وبداخلها الكاميرا والمسجل الصغير الهيدفون وأشرطتي المفضلة وعطري والمناديل المعطرة وكيس البطاطا وقطع الشكولاتة .. ومطارة ماء .

نزلت إلى صالة الإستقبال واذا هناك في إنتظاري ضيوف مع خالي ، عرّفني بهم وقال : نورة ، هذا العم عبد الغفار من الرجال القدامى ، له باع طويل في هذا المجال ، ويعرف مواقع المخيمات ، ويعلم بحال كل أسرة هناك ويتقن اللغة العربية فهو يعمل إمام مسجد ، وهذا محمد عز الدين يعمل طبيبا في المخيمات .

فرحبت بهم .. ثم إستقلينا السيارة في رحلتنا إلى المخيمات ..

كانت الرحلة طويلة قضيتها ما بين سماع شريط ما بين غفوة خفيفة وشرب العصير تقطعها المطبات على الطريق ..

كان تذمري وعتابي لنفسي قاسيا لموافقتي على هذه السفرة . وصلنا بعد جهد جهيد فتحت الباب حينما وقفت السيارة أريد الإنطلاق . نزل خالي وأصدقاؤه ، وقال : تريد أن ننقسم إلى مجموعتين : المجموعة الأولى سأكون أنا معها مع عبد الله ومحمد وعز الدين ، والمجموعة الثانية مكونة من العم عبد الغفار وأم عبد الله ونورة وأسماء .

قلت لخالي : وما الداعي لننقسم

قال : لكي ننجز عمنا بأسرع وقت ، فالمخيمات بعيدة بعضها عن بعض ، ولا نستطيع أن نصل إليها كلها بالسيارة ، فالمخيم الذي سأذهب إليه هناك .. وأشار بيده إليه ، والمخيم الذي ستزورينه في تلك الجهة .. هيا لنسرع قبل أن يحل الظلام ..

فتح العم عبد الغفار صندوق السيارة وسحب بيده حقيبة كبيرة ورفعها على كتفه وقال : هيا لنسر .. سرت في طريق وعر كنت أتحاشى ألغام الحجارة والطين والتراب .. وسرنا ساعة إلا ربعا ، ولا تمر دقيقة إلا وأسأل فيها العم عبد الغفار : متى نصل ؟ عجبت من العم عبد الغفار يسير تارة يقرأ القرآن الكريم وتارة يتحدث عن بلاده . وكنت أسير وأحاول الإسراع لألحق بالمجموعة وغطست رجلي في ماء راكد رائحته نتنة !!

فصرخت ، ووقف العم عبد الغفار خائفا : ما بك يا إبنتي ؟

قلت : رجلي غاصت في ماء وسخ ..

ضحك العم عبد الغفار وقال : إحتسبي الأجر .

نظرت إليه وانا غاضبة : يا ليتني لم أوافق على هذه الرحلة المزعجة .

وكنا نمشي والشمس تزداد حرارة ، ويزداد معها اعجابي بالعم عبد الغفار لكونه لم يتحدث بكلمة تذمر واحدة .

فقلت له : عم عبد الغفار ، منذ متى وأنت تعمل في هذا المجال ؟

ضحك وقال : ياه منذ زمن طويل ،

قلت : كم سنة ؟

فقال وهو يسير حاملا الحقيبة على كتفه وكله نشاط وهمة :

العمل الخيري لا يقاس بعدد سنواته وإنما بقبوله عند الله سبحانه .

أدهشتني إجابته وقلت : يا له من رجل عظيم .. تجاوز الستين من عمره ويقطع مسافة ثلاثة كيلومترات سيرا على الأقدام وهو يحمل على كتفه هذه الحقيبة ووجه مشرق بالإبتسامة .

يتبع



















 
التوقيع
حان الرحيل
حان الرحيل يا أيام العناء
حان الرحيل يا لحظات الشقاء
لا بأمري ولا أمرها
ولكن أمرتنا الكبرياء
حان الرحيل
هلم بنا يا قلب وكفانا عناء
ما كنا لنرجو من الغدر الوفاء
هلم نمضى فى خريف العمر
علنا ندرك منه الشتاء

[/center]
[/center]
آخر مواضيعي

My Sweet Totoro
تكريم فعاليات اليوم الوطني السعودي
تكريم مواضيع شهر سبتمبر 2013 م
اليوم ميلاك يا عسى أيامك كلها أعياد
مهرجان اليوم الوطني السعودي

 
  رد مع اقتباس