و بعد هذه الليلة الحافلة بالعواطف استيقظ نيرو من نومه , نظر حوله فوجد هيوري تنظر إليه و الدموع في عينها
نيرو : أنا لم أمت بعد ؟
هيوري بفرح : المهم انك بخير
نيرو : هيوري , اذهبي للنوم , يبدو انك لم تنامي
هيوري : حسناً , الآن و بعد تأكدت انك بخير سوف أنام , و حمداً لله على صحتك
خرجت هيوري من عنده و نامت من بعد التعب و الجهد المبذول في رعاية نيرو و استيقظت وقت الظهيرة , وجدت الرؤساء مجتمعين أمام الخيام و اليوم كان لمعلمة المنطق , جلست هيوري بجانبهم و شاركتهم الحديث , كان الجميع سعداء بوجود معلمتهم معهم و خارج جو الدراسة الممل لأنها كانت معهم مرحة للغاية , كانت هيوري مرتبكة , كلما وقعت عينها على نيرو تحاول تجاهله و النظر إلى شيء آخر , و بعد جو من المناقشة ذهب كل رئيس في حاله , و لم يبقى سوى هيوري و هيجي
هيجي بتودد : يبدو الخاتم جميل و هو في إصبعك يا هيوري
هيوري بجفاف : لا تمزح معي
هيجي : نعم أنا مزح لأن الحقيقة انه أنت من تكسبيه الجمال
هيوري ببرود : من أين تأتي بهذا الكلام العذب
هيجي : انه نابع من القلب
هيوري : آه الفن و المسرح اثر على كلاماتك
نظر هيجي إلى هيوري نظرة عاطفية مليئة بالمشاعر لكن هيوري لم تستطع قول شيء , كل ما فعلته أنها استأذنت منه للذهاب لاستنشاق بعض الهواء النقي لأنها شعرت بضيق في التنفس , تركت هيوري المخيم و سارت باتجاه البحيرة المجاورة تقريباً , و عند وصولها سمعت صوت يأتي من خلفها
نيرو : هيوري
هيوري : لقد أخفتني , اصدر صوتاً في المرة القادمة , لا تباغتني بهذه الطريقة
نيرو : أسف , لم أجد باباً لأطرقه , لكن أريد إخبارك بشيء , اخبرني توشيرو بما حصل لي منذ أن فقدت الوعي بعد اجتماعي مع الرؤساء , و قال بأنك أنت من كان يرعى حالتي حتى أفقت , أريد أن أشكرك على هذا العمل
هيوري بمرح : العفو , التمريض عمل شاق لكنه ممتع
نيرو : تذكرت , لقد اخبرني أيضا أني قد أتكلم و أتحرك و أنا نائم لكنه استغرب من أني لم افعل هذه الأشياء , ما أريد قوله لك هو هل قلت أو فعلت شيء أثناء مرضي ؟
جاء هذا السؤال كالبرق في مسامع هيوري
نيرو : أنا اعتذر إذا قلت لك شيء سيء لك
هيوري بابتسامة كاذبة : لا لا , لا عليك أنت لم تقل أي شيء لقد كنت هادئ حتى استيقظت
نيرو : هذا أفضل , سوف اذهب الآن
ذهب نيرو من هنا و اتجهت هيوري إلى البحيرة تحدق بصورتها المنعكسة على سطحها و تقول : هل كل ما عشته كان وهم لا يمكن أن يعود , كانت أسعد لحظات حياتي و الآن هو حلم متبخر , لماذا حياتي دائما سيئة و تزداد سوءً عن اليوم الذي قبله .
و في أثناء حديث هيوري إلى نفسها سمعت صوت أقدام قادمة إليها , مسحت دموعها و نظرت إلى الشخص القادم فقد كانت معلمة المنطق .
رأت المعلمة هيوري في حال لم تراها عليه من قبل
المعلمة : هيوري
هيوري : نعم
المعلمة : لماذا يبدو وجهك شاحباً و تبدين متعبة ؟
هيوري : لا عليك , أنا بخير
المعلمة : إذاً ما رأيك بمرافقتي ؟
هيوري : إلى أين ؟
المعلمة : سوف تعرفين , تعالي معي فقط
بعدما رأت هيوري إصرار معلمتها وافقت على الذهاب معها إلى المكان الذي لا تعرف أين هو , و بعد دقائق من المشي وقفت المعلمة أمام شجرة كبيرة
بعدما رأت هيوري إصرار معلمتها وافقت على الذهاب معها إلى المكان الذي لا تعرف أين هو , و بعد دقائق من المشي وقفت المعلمة أمام شجرة كبيرة
المعلمة : هذه الشجرة تسمى بشجرة المستقبل و منها تحدد مستقبل بعض طلاب هوكايدو , بالمناسبة هل تجيدين التسلق ؟
هيوري : لا ادري , لكني اعتقد أني استطيع
المعلمة : حاولي لن تندمي , سوف أكون أمامك و أنت اتبعي خطواتي
هيوري : حسناً
كانت المعلمة سريعة التسلق مثل القرود و هذا زاد استغراب هيوري لأنه لا يبدو عليها أنها رياضية , و أخيرا وصلت المعلمة إلى القمة و هيوري من بعدها
المعلمة : لقد وصلت و أنت لا زلت في منتصف الطريق
هيوري : سوف أصل
و بعد جهد جهيد وصلت هيوري إلى القمة و جلست بجانب معلمتها , رأت هيوري منظراً رائعاً لم تره من قبل , رأت هوكايدو و المخيم و الطلاب و كل شيء يمكن رؤيته
هيوري بانبهار : معلمتي , المكان هنا جميل جداً
المعلمة : معك حق لكنه ليس بجمال تلك اللحظة
هيوري : أي لحظة ؟
المعلمة : سوف أعود إلى الماضي , هيوري سوف أتكلم معك بانفتاح أكبر , و انسي أني معلمتك الآن , هيوري أنت أفضل طلابي و الذي أعجبني فيك أكثر انك تشبهينني كثير عندما كنت في سنك في كثير من الصفات و التصرفات , لقد كنت مثلك مثالية و طالبة في هوكايدو
هيوري : لحظة لحظة , أنت من خريجي هوكايدو ؟
المعلمة : نعم , و كل المعلمون أيضاً
هيوري بعد أن اتسعت عيناها : لم اسمع بهذا من قبل
المعلمة : توقعي الأسوأ
هيوري : حمستني كثيرا , ماذا كنت تحبي أن تفعلي ؟
المعلمة : كل ما تحبي أن تفعليه , أنت نظيرتي المصغرة لا أكثر
هيوري : سوف أسألك سؤال قد يكون محرجاً أو سيئة قليلاً , هل كنت معجبة أو مغرمة بأحد الطلاب في السابق ؟
ضحكت المعلمة بشدة و ردت : نعم و لم تصدقي من هو , انه أستاذ الكيمياء
هيوري بدهشة مبالغ فيها : كيف , هذا لا يصدق
المعلمة : قل لك توقعي الأسوأ
هيوري : حسناً , ماذا كان يعجبك فيه ؟
المعلمة : أسئلتك محرجة لكن سوف أجيب , كانت تعجبني ثقته الزائدة بنفسه , كان واثقاً و مؤمناً بكل شيء يفعله , كانت لديه ثقة لا احد يقف أمام اندفاعها , كان طيب القلب و ذكياً جداً بل كان الأول على دفعتنا , كان مثل نيرو عندكم , لكن لم أبح له بشعوري له أبدا لأني كنت متأكدة انه هذا الإحساس نابع من صداقتنا فقط
هيوري : آه أنا آسفة
المعلمة : لا عليك أنت لم تفعلي شيئاً و أنا لست نادمة على شيءٍ تركته
هيوري : ما هي تلك اللحظة التي تكلمت عنها في بداية حديثنا ؟
المعلمة : في مثل هذا اليوم كنت اجلس هنا و معلم الكيمياء مكانك , و من هنا اخترنا مستقبلنا و هو بناء الأجيال , و عندما نظر إلى هوكايدو من هنا عزم على أن يكون معلماً فيها , و حقق مراده و أنا تمنيت الشيء نفسه , لكننا لم نلاحظ وجود أصدقائنا بالقرب منا فعندما سمعوا حديثنا أعجبوا بمستقبلنا فحققناه معاً و الذين يعتبرون جميع معلميكم الآن , لقد كنا رفقة رائعاً فعلاً
هيوري : ما أجمل رفقتكم
المعلمة : فعلاً , الصداقة شيء يدوم مدى الحياة على عكس الحب الذي اسر عقول الكثيرين هذه الأيام
هيوري بغضب : معلمتي أنت على خطأ
المعلمة : لماذا ؟ الحب سرعان ما يزول
هيوري : لا انه أقوى رابطة تربط أحاسيس الناس ببعضها
المعلمة : هذا الكلام غير منطقي أبدا و لا يمكن تصديقه أو التعايش معه
هيوري : الحياة ليست منطق , بل إنها واقع نعيشه و الحب شيء لا يمكن لا للمنطق و لأي علم استيعابه بل هو شيء في كل شيء
المعلمة : أنا لا أفهمك لكن ما دمت مصرة على مبدأك لن أقف في طريقك و لن أقف معك لكن النتائج لن تكون متوقعة و سوف تكون سيئة كما هي الحال مع كل من فكروا بطريقتك , صحيح أني كنت في عمرك لكن لم أفكر أبدا بهذا السوء
هيوري : آسفة على وقاحتي و تقليلي من مكانتك معي
المعلمة : لا أنت فقط عبرت عن ما بداخلك و هذا جيد لك , أوه الشمس بدأت بالمغيب , لقد تأخرنا هيا لنرجع إلى المخيم
هيوري : فعلا هيا
و من بعد هذا الحوار الطويل نزلا من على الشجرة و سارا إلى أن وصلا إلى المخيم حيث كان الجميع في انتظارهم , بقت المعلمة معهم لبعض الوقت و من ثم ودعت طلابها للذهاب إلى المدرسة تاركتهم ليستمتعوا بوقتهم , جلست ميكا بجانب هيوري
ميكا : هيوري , أريدك في موضوع , تعالي معي
هيوري : إلى أين ؟
ميكا : إلى أي مكان هادئ , تعالي بسرعة
هيوري : حسناً
أمسكت ميكا بيد صديقتها و مشت بها إلى ضفاف البحيرة ثم طلبت ميكا من هيوري الجلوس بقبرها على إحدى الصخور التي كانت ضفاف البحيرة المطلة على انعكاس البدر على سطحها
ميكا : هيوري كيف حالك ؟
هيوري : لماذا هذا السؤال الغريب ؟ أنا بخير
ميكا : لا ادري , اشعر أني لا أعرفك , كنت في الماضي تتكلمين معي كثيرا لدرجة الثرثرة , لكن الآن صمتي بشكل مخيف, أشعر بأني بعيدة عنك , هل حصل لك شيء أنا لا اعلمه ؟
هيوري : آسفة لأني تجاهلتك لكن حياتي تمر بزوبعة قوية انتظر حتى تهدأ حتى أعود كما كنت
ميكا بتردد و خجل : حسنا سوف أتكلم أنا , .......................
هيوري : تكلمي ماذا تنتظرين ؟
ميكا : آه يا هيوري , لم أتصور أني سوف أعجب بفتى من المدرسة و لاسيما ذلك الفتى
هيوري : هذا محمس جداً , من هو ؟ يبدو انه توشيرو أو الرسام تاشكي
ميكا بانفعال : لا لا , الأول سوف يشرحني و الآخر ليس برجل حتى أعجب به
هيوري : إذا من هو ؟
ميكا : انه سيد الفنون المسرحية هيجي
جاء الخبر كالصاعقة لهيوري , كيف تقول لها بأنه يحبها هي ؟ و هل تضيع أول من أعجبت به ميكا بهذه السرعة ؟ , و احتارت كيف تخرج نفسها من هذا الموقف , إنها مسألة مصيرية بالنسبة لأقرب صديقاتها , فهل تتركه و تبقى مع ميكا أو تبقى مع المسكين هيجي لأنه أول من اعترف لها
هيوري : ميكا , فلنكمل حديثنا ونحن نسير
ميكا : لا بأس
و بعد دقائق من المشي تكلمت هيوري
هيوري : ميكا , اشعر أني غارقة في بحر و الأمواج تتخبطني من كل الجهات
ميكا : و هل أنت تعرفين البحر أصلا ؟ أنت لم تره من قبل , لكن قولي ما بقلبك , أنا صديقتك في النهاية
هيوري : لا ادري كيف ابدأ لكن عديني
ميكا : أعدك بماذا ؟
هيوري : عديني بأن تبقي صديقتي مهما حدث
ميكا : لا اعرف ماذا تعنين لكن أنا أعدك بذلك
هيوري : هناك من أنا أحبه و هناك من يحبني , فمن اختار ؟
ميكا : الخيار صعب , لا ادري لقد وترتني
هيوري : آه الفترة التي كنت فيها بعيدة عنك حدثت لي أشياء كثيرة , اشعر بالحنين إليك
ميكا : هيوري , أنا قلقة تكلمي ماذا حدث ؟
هيوري : سوف أتكلم و انتهى الأمر , انظري إلى يدي اليسرى و ركزي على الحرف الذي نقش عليه
ميكا : انه حرف H انه الحرف الأول من اسم Hiyuri انه جميل في يدك
هيوري : انه ليس اسمي , فكري
ميكا : لا اعرف , قولي لي هيا
هيوري : بصوت حزين : الم تعرفي بعد ؟
ميكا : لا تقولي لي بأن هيجي ........
هيوري : نعم هو كذلك
ميكا : و أنت ؟
هيوري : أنا ماذا ؟
ميكا : ما موقفك منه ؟ , ماذا قلت له ؟
هيوري : لا ادري أنا حائرة بينه و بين نيرو لأن اليأس بدأ يتسلل إلى قلبي و بدأت اشعر بالتعب من ملاحقته مثل الدمية
ميكا و بقوة : هيوري ! أكذبي علي لكن لا تكذبي عليه , انه في انتظارك , في انتظار أن تردي عليه , انه إنسان و كل ثانية تمر عليه يتألم فيها , هيوري انتهى الوقت الذي كنت تعيشين فيه لوحدك , يجب أن تحددي موقفك من الآن . إما نيرو أو هيجي , لا يمكن اختيار الاثنين
هيوري : لماذا كل هذا الانفعال ؟
ميكا : أنت السبب في كل هذا , لقد تشوه هيجي عندما ركله نيرو على وجهه لكنه لم يغضب بل كان واثقاً انك سوف تعودين للاطمئنان عليه لكنك جريت وراء نيرو و عدتي معه حتى دون التفكير فيه , لقد أهداك هذا الخاتم ليكون معه و تكوني معه لكنك فعلاً ساذجة , للعلم هيجي ترك المخيم منذ فترة
هيوري بحماسة : إلى أين ذهب ؟
ميكا : كنت سأخبرك لكن ابحثي عنه بطريقتك الخاصة , لا استطيع التدخل في حياتك أكثر من هذا , نحن أصدقاء و سوف نضل إلا في اختيار المستقبل فهذا حق لك , أنا متعبة سوف أنام الآن , ليلة سعيدة
و رجعت ميكا إلى المخيم تاركاً هيوري في حيرة و حسرة , جلست هيوري مع نفسها و بدأت في التفكير , من سوف اختار هيجي أم نيرو الأمر صعب و بدأت تشد شعرها و تصرخ لوحدها و الدموع تنهمر من عينها من الأحداث التي لا تعرف إلا الأبيض أو الأسود , كل ما فعلته بعد ذلك أنها رجعت إلى خيمتها و سلمت نفسها للنوم العميق متأملة على أن الغد سيكون أفضل .
استيقظت هيوري من بعد ليلة حافلة بالمشاعر الحائرة , غسلت وجهها و ارتدت ملابس التخييم و بدأت يومها الجديد على صراخ أومي
أومي بصوت عالي : هيوووريييييييي
هيوري و هي تغلق على أذنها : ما هذا الإزعاج ؟
أومي : كيف تأتيك الجرأة على فعل هذا العمل السيء
هيوري : و كيف عرفتِ ؟
أومي : و من لا يعرف انك تتغيبن دائما على التمارين الصباحية بأسباب واهية
هيوري وقد التقطت أنفاسها : لقد نجوت
أومي : نجوت من ماذا ؟ , الآن سوف تؤدين التمارين مضاعفة , هيا أمامي
رضخت هيوري لأوامر أومي الحازمة و ذهبت معها إلى التمارين الخاصة بالرؤساء و بعد من انتهت من التمرين قامت أومي بسحبها إلى المخيم المجاور الذي كان معد للطلاب المتفوقين من الصف الأول الثانوي و قامت بالتمارين الصباحية معهم و من ثم خيمة طلاب الصف الثالث و من صف إلى صف حتى انهارت هيوري من التعب و سقطت في مكانها على الأرض
أومي : هيوري تحركي لم يبقى سوى صف الابتدائية فقط هيا
هيوري : ...................... ( فقدت القدرة على الكلام من التعب )
أومي : هيوري قولي شيءً , هل أنت على قيد الحياة ؟
هيوري : وهل تعتقدين انك أبقيت بداخلي شيءً من الحياة أو طاقة لكي استعملها في الحديث معك
أومي : آوه آسفة لعلي بالغت
هيوري : أنت لم تبالغي لكنك تفقدين السيطرة على نفسك عند التدريب , تصبحين كالساحرة المجنونة
أومي بضحكة : فعلا , فأنا أحب التدريب و إلقاء الأوامر
هيوري : سوف ارتاح قليلا ثم أكمل هذا العذاب معك
أومي : حسناً سوف اجلس بجانبك حتى تستعيدي قواك
و جلس كلاً منهما بالقرب من إحدى الأشجار التي كانت هناك ليستنشقوا الهواء العليل و من ثم يكملا ما بدأوا به
أومي : هيوري , أنت غربية أو أنا الغريبة هنا
هيوري : ماذا تعنين ؟
أومي : فيك شيء غريب , أو انك فقدت ميزتك التي اشتهرت بها
هيوري : و ما هي ؟
أومي : التطلع للحياة , كانت عيناك تشع بالأمل , أنت مصدر إصرار غير منتهي
هيوري : شكرا , أنت تعرفين أين تضعين كلماتك
أومي : ليس هذا ما اقصده , لكنك تغيرت منذ قدومنا إلى هنا , أنت تتصرفين على غير العادة , كنت مرحة و متألقة و تجلبين السعادة معك , لكن الآن أنت هالة من الكآبة و الألم و السواد الداكن
هيوري : لا استطيع الرد عليك , و أنا آسفة إذا جرحت مشاعرك
أومي : أنت لم تفعلي شيئاً لكن ما بك ؟ ماذا جرى لك حتى تغيرت هكذا ؟
هيوري : (( قالت لها نفس الشيء الذي قالته لميكا ))
أومي : سوف أقول لك شيءً مختصراً جداً , ماذا يوجد هنا ؟
هيوري : عقل
أومي : و هنا ؟
هيوري : قلب
أومي : و هنا ؟
هيوري : .......................
أومي : يوجد روح مملوءة بالمشاعر , هذه الروح محبوسة لكن سوف تخرج من سجنها لتتكلم و تقول كل ما بداخلها , الزمن كافي لحل هذه الأزمة التي تمُرين بها
هيوري : ...........................
أومي : حسناً ما رأيك في أن تبقي هنا إلى أن أدرب صف أطفال الابتدائية و آتي إليك لكي نعود إلى المخيم لأنه فعلاً يبدو عليك التعب و الارتباك
هيوري : هذا أفضل
ودعت أومي هيوري و جرت قاصدة المخيم الابتدائي بينما جلست هيوري تحدق بالسماء , كانت هيوري تنظر إلى الغيوم و إلى الطيور التي تحلق فوقها حتى غلبها النوم .
نيرو : هيوري تحركي هيوري
هيوري بصوت ناعس : ماذا تريد ؟
نيرو : تنامين في وسط الغابة و تعتقدين أني سوف أمر هكذا انهضي هيا
هيوري : يا لك من مزعج
مشى الاثنين قاصدين المخيم و في الطريق قطف نيرو زهرة كانت نامية على جانب الطريق و وضعها في شعر هيوري و قال : لا اعرف من الأجمل أنت أو الزهرة التي على رأسك ؟ خجلت هيوري لسماع هذه الجملة التي عنت لها الكثير و الذي لم يكن في الحسبان انه قام بوضع يديه على كتفيها و قال : لا أتخيل مستقبلي بدونك . ثم قام بتقبيلها و قال : اضن أننا تأخرنا , فلنعد إلى المخيم و مشى نيرو و مشى إلى أن وصل إلى بوابة ضوئية شديدة الاستضاءة , حاولت هيوري الإمساك به لكنه اختفى داخلها , صرخت هيوري و صرخت لكن لم تشعر إلا بصوت ميكا تهزها و تقول لها : استيقظي يا غيبة نيرو ليس هنا , و أنت ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
هيوري بصوت ناعس : أين نيرو ؟
وجهت ميكا مجموعة من الصفعات السريعة و هي تقول
ميكا بصوت مرتفع : هيوووريييييييي استيقظييييييييي , هل هذه الحمى الاستوائية أم جنون البقر ؟
هيوري بعد أن استعادت وعيها : ميكا , ماذا جاء بك إلى هنا و أين أومي الم تأتي ؟
ميكا : رأيتها تركض من هنا قبل قليل , ناديتها و لكنها لم تجب علي , فجئت لأتفقد المكان فوجدتك نائمة هنا
هيوري : قالت بأننا سوف نعود سوياً إلى المخيم لكن إذا كانت تفضل الرياضة فمن المستحسن أن تركض لوحدها
ميكا : فعلاً , هيا لنعد نحن أيضاً
و رجعت هيوري مع ميكا إلى المخيم و قبل وصولهم إلى هناك كان هيجي يقف في انتظارهم على إحدى الأشجار المقطوعة ثم تقدم نحوهم عندما شاهدهم من بعيد
هيجي : ميكا , هيوري , كيف حالكم هذا الصباح ؟
ميكا \ هيوري : بخير
نظرت هيوري إلى رأسه و نصف وجهه فقد كان مضمداً بضمادة محكمة الشد
هيوري : لا اعرف كيف اعتذر لما حدث في ذلك اليوم ؟ أنا حقاً آسفة
هيجي : لا لا , لا داعي للاعتذار لقد حدث ما حدث لكني الآن بخير , يجب أن ننسى الأحقاد التي بيننا كي نستمر في صداقتنا
هيوري : لكنك تأذيت بسببي و لم .......................
هيجي : دعينا ننسى ما جرى الآن , لقد مضى على بقائنا هنا 4 أيام و بقي لنا 6 و نعود إلى الدراسة مرة أخرى
ميكا : فعلا , الأيام الجميلة تمضي بسرعة
هيجي : هيوري لقد جلبت لك شيءً قد ينفعك
هيوري : و ما هو ؟
هيجي : تفضلي
أعطى هيجي لهيوري كتاب ملون كان عنوانه [ كيمياء الأطفال ] و هو للمبتدئين في الكيمياء و لتعريفهم عليها
هيوري : شكراً
ميكا : هيوري , افتحيه إذاً و انظري ما بداخله
هيوري : واو , انه جميل و ممتع و مسلي للغاية , اكرر شكري لك يا هيجي
هيجي : لا داعي للشكر لقد كان من الكتب التي إعطاني إياها هانكو سابقاً و لم اعرف كيف استفيد منه , فقلت لعله ينفعك أنت بما أن الكيمياء لك
هيوري : انه فعلا رائع
هيجي : حسناً سوف أدعكما الآن لأني سوف أقدم اليوم آخر و أجمل عروضي لفترة التخييم هذه و أريدكما أن تحضرا و تشاهدوني
ميكا : سوف نفعل , أنا أعدك بذلك
هيجي : حسناً , إلى اللقاء
ميكا \ هيوري : إلى اللقاء
وبعد ذلك ذهب هيجي إلى المخيم و لوح بيده مودعاً لهما
ميكا بألم : انه فعلاً معجبٌ بك
هيوري : ......................
ميكا : حتى أنا يجب أن اذهب
هيوري : انتظري
ميكا : إلى اللقاء
و جرت ميكا باتجاه الغابة , استغربت هيوري من وجهة ميكا لكنها عرفت السبب , عرفت بأن هيجي لم يهتم بها يوماً رغم انه زميل غرفتها , و عادت حالة الكآبة إلى هيوري مرة أخرى , الجميع يُفقدون منها الواحد تلو الآخر و هي واقفة تنتظر أن تحدث معجزة تغير الأحوال لكن لا فائدة , لكنها قررت بأن الليلة سوف تحدد كل شيء .
مر الوقت سريعاً كالبرق و جاء و الليل و أشعلت النار تمهيداً لسهرة تخييم ممتعة , زورو حمل السيف الياباني و قام ببعض العروض الرائعة أما هانكو فهو بسيط , فقد قام بقراءة إحدى القصص العالمية التي أعجبته على مسمع من الجميع , أما ناتو فقد قدم مجموعة من الغاز الرياضيات التي أضافت البهجة على تلك الليلة , أما العرض المنتظر للسيد هيجي فقد كان في النهاية .
كانت بطلتنا حزينة و في حيرة من أمرها , الضغوط العاطفية لا زالت مؤثرةً عليها حتى في أوقات المرح , فمرة تنظر إلى نيرو و مرة إلى هيجي و على هذا المنوال حتى وقف هيجي لتقديم عرضه , في البداية كان يحتاج إلى ممثلة في دور الأميرة حتى تكمل العرض معه , أراد أن يختار هيوري لكن ميكا قفزت عليه قائلة : لا مانع لدي , فأنا موهوبة منذ صغري . لم يرد هيجي كي لا يجرح مشاعرها فوافق .
و بدأ العرض , كانت القصة تدور أن الأمير هيجي يحاول بشتى الطرق الوصول إلى أميرته ميكا لكن المسافة البعيدة و المخاطر التي في الطريق بين مملكتيهما حالت دون ذلك , لكن الأمير البطل يرفض الاستسلام بسبب هذه الأمور و يحاول المسير هو و الجيش الذي مات جميع جنوده من الجوع و العطش و بقي الأمير وحده على قيد الحياة , كل هذه الحوادث لم توقف الأمير بل استمر حتى وصل إلى قصر أميرته فصُدم بأن حفلة زفافها سوف تقام الليلة , فتثار ثائرة الأمير و يتقاتل و هو مخطوبها في الحفلة حتى يرديه قتيلاً و يهرب بحبيبته بعيداً على مملكتها ليستقر في إحدى الغابات .
كل هذه الملحمة الرائعة لم ترى هيوري منها شيء , لأنها انقطعت بالفعل عن الحياة من شدة التفكير , و لكن مع المشهد الأخير الذي سوف يختم به هيجي العرض وقفت هيوري أمامه و بكل قوة و قالت : أيها الأمير هيجي هل تتزوجني ؟ . استغرب كل الرؤساء من ما أقدمت به هيوري لكن هيجي رد بتعجب : هل نتزوج الآن ؟! , هيوري بمرح : طبعاً لا , بعد التخرج
هيجي : هذا من دواع سروري أجمل الأميرات (( جملة نهاية العرض )) .
من المفترض أن هذه الجملة سوف تُقال لميكا التي صعقت من ما شاهدته , فجرت ميكا باكية إلى الغابة و جرت أومي خلفها و من ثم وقف نيرو غاضباً : ما هذه المهزلة , هل كل هذا مدبر ؟ أم هل تريد أن أحطم عظام وجهك الأخرى ؟
هيجي بنظرة حادة : أنا لم افعل أو اقل شيئاً , لقد تكلمت من تلقاء نفسها
نيرو باستهزاء و هو يشير إلى هيجي : هيوري , هل أنت متأكدة أن هذا الشخص سوف يكون شريك المستقبل ؟
هيوري : و لم لا , على الأقل هو لا يخالف طبيعته في تجاهل الفتيات
نيرو : زواجاً سعيداً إذا
و ذهب نيرو عن المكان , الجميع ضن أن كل ما جرى من العرض فصفقوا بحرارة و شكروا هيجي و هيوري على هذا العرض الذي يعتبر من أجمل ما شاهدوه خلال فترة التخييم .
فرح هيجي لما سمعه من هيوري في تلك الليلة و سعد الجميع بالعرض لكن هيوري قلقت على ميكا و أومي فقررت الذهاب خلفهما , سارت هيوري في الغابة و سارت إلى أن سمعت صوت بكاء , اتجهت نحو مصدر الصوت فقد كانت ميكا تبكي بشدة و أومي تحاول أن تهدئها لكن لا جدوى
هيوري : ميكا لماذا أنت .............
ميكا و بغضب و صوت عالي : اقلعي من هنا , اذهبي من أمام وجهي , لا أريد رؤيتك بعد اليوم
هيوري : ميكا أنا ..............
ميكا : أسوء يوم مر علي هو اليوم الذي عرفتك فيه , لم اعتقد يوماً أن في هذا العالم خبثاء مثلك , كل هذه غيرة لأني معجبة به
أومي : إهدأن يا بنات , لن تحل الأمور بهذا الشكل
هيوري و بغضب : إذا كنت أنا السبب فلماذا لا تخبريه بحقيقة شعورك ؟ أو هل من الممكن أن يتجاهلك كما هي العادة ؟ , الأفضل أن تبتعدي عنه فهو لا يفكر بك
و بعد هذا النزاع الحاد غادرت هيوري المكان و الدموع تسيل من عينيها من الخطأ الفادح التي ارتكبته , تركت اقرب صديقتها من اجل فتى لم تعرفه إلى قبل 4 أيام , أكملت هيوري المشي إلى أن قابلت هيجي في الطريق