صباح جديد يمر على هوكايدو , فتحت هيوري عينها و أخذت حماماً بارد يجدد النشاط و لبست ملابس الدراسة , لكن عندما أمسكت بمقبض الباب قالت في نفسها : هذه آخر أيامي هنا , لم يبقى على الدراسة سوى أسبوع واحد و ننتهي من الشقاء و نيرو لم يعرف بحبي بعد , يبدو أني لن اخبره .
و أكملت مسيرها إلى الفصل , كانت ريزا (( رئيسة الموضة )) تقف مكان معلم الرياضيات لأنه لم يأتي اليوم و قالت
ريزا : أيها الرؤساء , لم يبقى على الدراسة سوى أسبوع واحد و أنا الوحيدة التي لم تقم بتحضير مسابقة إلى الآن , لكن اليوم أنا ادعوكم إلى نادي الأزياء للمسابقة الأخيرة على مستوى المدرسة , سوف يحضر المدير و جميع المدرسين هذه المسابقة , كل المدرسة سوف تشارك و سوف تفهمون الباقي عند حضوركم و شكرا لكم على الإنصات
ما إن أنهت ريزا كلامها حتى مشت ميكا باختيال و غرور و تكبر بين طاولات الطلاب , ثم قالت بنعومة لرئيسات النوادي في الفصل : هل أبدو جميلة ؟ . رفعت أومي و أوران و ماري ورقة كبيرة مكتوب عليها العدد 10 , قفزت ميكا كالأطفال و هي تقول : رائع أنا جميلة , لا يوجد من هي أجمل مني , أنا سندريلا هوكايدو . غضبت ريزا و صرخت : هل تسخرين مني أيتها الشقراء الفرنسية . عندها ضحكت ميكا حتى سقطت على الأرض
ريزا : لا اهتم لك
ناتو : هل سيشارك النواب ؟
ريزا : تذكرت الرؤساء و النواب مشاركون لكن ليس بشكل كبير
بعدها دخلت معلم الجيولوجيا و مر اليوم الدراسي كعادته , توجهت هيوري إلى ناديها و فتحت الباب و إذا بماكي يقفز على الطاولات كالعادة
هيوري : كل يوم ادخل فيه تقفز مثل القرود , ما بك هذه المرة ؟
ماكي بفرح : أخيرا يا هيوري ..........
احد الطلاب مقاطعاً له : ألن تتأدب و لو مرة
ماكي مستمر في الحديث : لقد ترقينا إلى المركز الثاني و لم يبقى لنا سوى مسابقة واحدة و نحصل على جائزة أفضل نادي
هيوري : لا اعتقد , فريزا أجمل فتيات المدرسة , دائما تفوز في مسابقتها
ماكي : لا بد من وجود تَحيُز لها
هيوري : لا , الطلاب هم من اختاروها و ليست هي التي قررت لكن استعد سنذهب الآن
و خرج الاثنان إلى نادي الموضة الذي هو عبارة عن منصة سير و أقسام للتصميم , عندها وقفت ريزا قائلة : هيا نبدأ . و إذا بهزة أرضية في كل النادي , و بعدها قام الطلاب لينظروا ما سبب كل هذا , فاكتشفوا أن نادي الأزياء قد التحم بنادي الفنون المسرحية بحيث أصبحت مقاعد الجمهور مطلة على منصة سير الاستعراض و خشبة المسرح .
ثم من أعلى المنصة
زيرا : مرحبا بكم يا رؤساء النوادي , اليوم ستقام مسابقة الأزياء
هيجي الذي كان بجانب ريزا : و سوف تكون أفضل المسابقات على الإطلاق , لكن الآن اذهبوا إلى غرفة تبديل الملابس و سوف تجدون هناك الكثير من الأزياء التنكرية , ارتدوا الأجمل و الأفضل و تعالوا إلى الساحة هنا لتعرفوا البقية
توجه الرؤساء الغرفة الملابس حيث كان هناك الكثير من الأزياء
ميكا : هذه الشمطاء دائما مع هيجي , سوف انتزع رمز ناديها بيدي و ارميه في اكبر حاوية قمامة في المدرسة
هيوري : لما الغضب , إنهما ثنائي جميل
نظرت ميكا إلى هيوري بنظرة حقد و غضب : ماذا ؟
هيوري بخوف و ارتباك : لقد نسيت , إنها شمطاء بالفعل
ميكا بعدما هدأت : جيد
نيرو : هل يجب علي التنكر على شكل الدب ؟
ميكا : نعم نعم , انه لائق لك
هيوري : دعك منها , خذ هذه , ملابس الفرسان تناسبك
نيرو : شكرا
ذهب نيرو لتبديل ملابسه و كذلك فعل الجميع و استعدوا كلهم و توجهوا إلى الساحة
هيجي : الجميع هنا , حسنا سوف اشرح لك قوانين التحدي الأول
هنا صرخت ميكا من الساحة : و ماذا تفعل تلك العجوز التي تقف بجانبك ؟ دعها تتكلم بدلاً عنك
ريزا و هي تكظم غيضها : التحدي الأول هو للرقص . و سكتت
هيجي : معذرةً , المدرسة بأكملها تشاهدكم , الساحة كبيرة و الهدف جلب اكبر قدر من الأنظار , لقد رُكِبَ كل المعلمون و الطلاب أجهزة تحدد أماكن نظرهم , و على ملابسكم أيضا أجهزة استشعار لتلك الأجهزة لهذا سيكون الأمر أكثر دقة و الثنائي الحاصل على اكبر نسبة أنظار لأكثر قدر من الوقت يربح , مدة المسابقة 45 دقيقة , و شكرا
ثم نزل هيجي و زيرا من المنصة إلى الساحة , و بدأا الرقص , نظر الرؤساء إلى الشاشة الكبيرة فوق المسرح فوجدوا أن اكبر نسبة أنظار موجهة لهيجي و ريزا و النسبة 80 % .
غضبت ميكا من توفقهم فلم تجد بالقرب منها سوى توشيرو (( رئيس الأحياء )) فشدته من يده و بدأت بالرقص معه , لم يكن توشيرو يعرف الرقص لهذا كانت النسبة 10 % لكن ميكا فكرت بفكرة ماكرة , لقد أوقعت نفسها على توشيرو و اقتربت منه و نظرت إليه بنظرة اعتذار حنونة و بريئة و قالت : أنا آسفة .
لم يستطع توشيرو الرد بل احمر وجهه كثيرا لأن ميكا كانت قريبة منه , عندها ارتفعت نسبتها إلى 79% و أصبحت ريزا 21% , ميكا في نفسها : هذا هو النصر .
كانت هيوري حائرة و لم تجد من ترقص معه , كانت تخجل كلما اقتربت من نيرو لكن نيرو لم ينتظر بل امسك بيد ماري و طلب منها الرقص معه فوافقت , كانا متناغمان في كل الحركات فأصبحت نسبتهما 88% و قلت نسب الباقين .
نظر نيرو لناتو نظرة تحدي ففهم ناتو الأمر فأمسك بيد أوران (( رئيسة الجيولوجيا )) و قام بالرقص معها , سيطر ناتو على الجمهور بحركاته المدروسة بعناية و جمال أوران ساعدها في ذلك , فارتعت نسبتهما إلى 85 % لكن قلت نسبة نيرو إلى 10 % .
غضبت هيوري من فعل نيرو فأمسكت بتاشكي (( رئيس نادي الفنون )) , طبعا تاشكي ماهر في التعامل مع الموسيقى فقد همس في أذن هيوري ببعض النصائح و فهمت هيوري المقصد , كانت حركاتهما رومانسية للغاية
سرق تاشكي و هيوري جميع أنظار الجمهور كلهم , و أصبحت نسبتهما 100% , و بدأ الحماس بين المتنافسين , كل منهم يبرز أفضل و أجمل ما عنده حتى أصبحت النتيجة كالتالي
ريزا - هيجي 20%
ميكا – توشيرو 20%
نيرو – ماري 20%
ناتو – أوران 20 %
هيوري – تاشكي 20%
في هذا الأثناء انتهى الوقت لكنه مدد إلى 10 دقائق , كان النواب أيضا متحمسين مثل رؤسائهم , أما بالنسبة لماكي فقد صعد بين الجمهور و طلب من ميري الرقص معه , و رقصا الاثنان و أُبهر كل الجمهور برقصهما حتى أن الجمهور صفق , هنا اعترضت ريزا لأن ميري ليست من المشاركين و طلبت منها العودة إلى مقعدها , لم تحزن ميري بل استمتعت بالمسابقة و لأن ماكي أيضا عاد معها , ثم حدث ما لم يكن في الحسبان , معلم الكيمياء و معلمة المنطق يؤديان جميع الرقصات التي قام بها الطلاب في المسابقة بكل دقة و سرعة
و هنا انتهت المسابقة بفوز المعلمين على الطلاب
معلم الكيمياء : لا زلت محتفظة بشبابك أيتها المنطقية
هنا أعلنت ريزا عن بدأ مسابقة جديدة و هي إبراز الجمال و الاستعراض به أمام الجميع و ذهب الجميع للتبديل ملابسهم و لبسوا ملابس أجمل من التي كانت قبلها و استعدوا للاستعراض , و عندما عادوا أخبرتهم ريزا بأن المسابقة مقسمة على الفتيان و الفتيات و الجائزة ستكون لأجمل ثنائي من بين الرؤساء .
بالطبع لقد كانت هناك أجهزة في أيدي الجمهور التي تعبر على مدى إعجابهم بالمتسابق , بدأ الرؤساء بالاستعراض الواحد تلو الآخر , صعد ناتو و حرك نظارته بغرور أمام الطلاب فحصل على نسبة 56 % إعجاب , أما هيجي فقد لبس ملابس الفرسان و لوّح بسيفه أمامهم و حصل على 78 % , و لكن الذي ابهر الجمهور هي الفتاة التي صعدت في وقت استعراض الفتيان التي ارتدت فستان احمر لامع و متألق , كانت في غاية الجمال بشعرها الأسود القصير و عيناها واسعتان , اقتربت ريزا منها و سألتها عن اسمها فقالت بضحكة : أنا تاشكي يا سادة , فحصل على نسبة 93 % من إعجاب الجمهور , لقد شد جمهور الفتيان بجماله كفتاة و شد الفتيات بوسامته كفتى , هنا أشرفت ريزا على إعلان فوز تاشكي لكن و بحركة مباغتة امسك نيرو بخصرها و نظر في عينها بنظرة ساحرة و قال بحنان : كيف تعلنين الفوز لغيري قبل قدومي إلى المنصة . عندها احمرت ريزا حتى أغمي عليها على المسرح و نظر نيرو إلى المسرح و قال بأسف : يبدو بأنني لن أفوز . فحصل على نسبة 97 % التي حطم بها تاشكي
ريزا و هي على الأرض : الأمير الأول نيرو و نحن في انتظار أميرته
و بعد انتهاء طور اختيار الأمير هناك طور اختيار الأميرة , دخل نيرو إلى غرفة اختيار الأزياء فوجد هيوري هناك تلبس احد الفساتين
هيوري بمرح : نيرو ألا أبدو جميلة ؟
نيرو بغرور : سوف تبقين هيوري التي اعرفهم مهما لبستِ
هنا أُصيبت هيوري بصدمة فغادرت هيوري المكان و هي تبكي , شاهدت ريزا هذا الموقف فتقدمت نحو نيرو و صفعته على وجهه
ريزا بغضب : أنت حقير , كيف تقول لها هذا , إنها تحبك من قلبها و أنت لا تشعر أيها الأحمق
ميكا تحاول تهدئتها : ريزا لا تفعلي أي شيء متهور الآن , لا زالت المسابقة قائمة
ريزا : أنا اعرف أيتها الفرنسية . ثم نظرت إلى نيرو : أنت أبشع من رأيت
و ذهبت ريزا لتبدأ الفترة الثانية من المسابقة و هي اختيار الأميرة , لقد اظهرن الرئيسات جمال لا يوصف , لكن الوحيدة التي تفوقت على الكل ريزا , لقد حصلت ريزا على أعلى نسبة إعجاب و قدرها 99% لكن قبل أن تعلن النتيجة , مشت فتاة على المسرح في غاية الجمال , كانت ملاكاً بالفعل , كان التألق عنوانها و السحر في خطواتها و الأمل يشع من عينها مرتدية ذلك الفستان الأبيض بياضاً ناصعاً لدرجة انه عكس أضواء المكان كأنها أميرة خرجت من كتاب قصص خيالية لتظهر للناس جمالها الأخّاذ , لكن لا احد يعرف من هي , لكن عند وصولها إلى نهاية المنصة طلبت ريزا منها أن تخبرها عن اسمها فقالت : هيوري .
لم يصدق احد أن هذه هيوري , حتى ميكا التي تعتبر اقرب صديقاتها لم تعرفها من شدة الجمال الذي لا احد من أين جاءت به , حصلت هيوري على نسبة 90 % عندها قالت ريزا
ريزا : هيوري هل تودين قول أي شي للجمهور ؟
هيوري : نعم
ريزا : إذاً خذي مكبر الصوت
أخذت هيوري المكبر و قالت : أعزائي الطلاب و المعلمون الحاضرون اليوم , أنا اليوم حاولت أن ابرز جمالي للشخص الذي أحببت لكني لم احصل على نسبة 0 % من عنده , أنا أشكركم لأنكم تحاولون أن تقولوا بأني جميلة لكن لا فائدة من إعجابكم ما دام ذلك الشخص لم يعجب بي حتى الآن
و عادت هيوري إلى الخلف لكنها صدمت عندما رأت أن نسبة إعجاب الجمهور بها أصبحت 100% لكنها لم تهتم و مشت لكن زيرا أمسكت بيدها و قالت
ريزا : هذا هو الجمال الذي ابحث عنه لكني لن احصل عليه مهما حاولت , هيوري أنت أميرة الجمال لهذه السنة
و قامت ريزا بوضع تاج الجمال على رأس هيوري الذي هو رمز نادي الموضة , لكن ريزا بحثت عن نيرو لكي تتوجه لكنها لم تجده و انتهت المسابقة على هذه الحال .
كانت هيوري تمشي متجهة إلى غرفتها و الدموع تملأ عينها , لكن قبل وصولها وجدت ميكا و أومي واقفتين أمام باب غرفتها و في أعينهما نظرة غريبة
هيوري بحزن : مرحبا بكما
ميكا : هيوري , نريدك في موضوع مهم , تعالي معنا إلى الحديقة حتى لا يسمعنا احد
و ذهبن جميعهن إلى الحديقة حيث الظلام الدامس و الأضواء الخافتة
ميكا : هيوري , نحن نعلم انك تعشقين الأرض التي يمشي عليها نيرو لكن إلى الآن لم تبوحي له بأي كلمة , هيوري تشجعي و اخبريه في هذه الأيام , سوف نتخرج قريباً
هيوري بحزن و الدموع الجافة على خدها : لا , لن أقول شيءً
أومي : لماذا ؟ أنت تحبينه من أعماق قلبك
هيوري : من قال ؟ لا يبدو ذلك حتى , كنت أعامله كصديق منذ أن عرفته إلى الآن و سوف أودعه يوم التخرج أيضاً كصديق
ميكا : هيوري سأقول لك شيء , جميع المدرسة تعلم بحبك لنيرو
هيوري : و من اخبرهم بذلك ؟
أومي : يا حمقاء كان هذا واضحاً في كل تصرفاتكما , كنتما تهتمان ببعضكما كثيرا , كنت دائمة السؤال عنه و هو كذلك
هيوري بحزن : لكنَ نيرو لا يحبني إطلاقاً
ميكا : انه يتظاهر بأنه لا يحب احد لكنه في الحقيقة مغرم بك
أومي : هل تذكرين أيام المخيم , لقد ضرب هيجي على وجهه و كان ينوي قتله عندما كان يمثل فقط , فكيف إذا كان اعتراف هيجي حقيقياً , كان سيعذبه طول حياته
ميكا : هيوري اتركي الخجل و لو لمرة و اخبريه عن الذي يدور في قلبك , اكسري الجدار الذي يحول بينكما المسمى الصداقة و ابني جسر الحب الذي سوف يمتد إلى قلبيكما إلى الأبد
كانت أعين ميكا و أومي تشعان بالحماس , و كأنهما هما اللتان تحبان نيرو و ليس هيوري , بعدها تذكرت هيوري جميع المواقف التي ساعدها نيرو فيها و هنا عزمت هيوري على الاعتراف له و اليوم , وقفت هيوري على قدميها قائلة
هيوري بثقة : سوف اخبره الآن بحبي له , و لن اهتم بما سيحدث
ميكا : هذا جيد و لكن بالمناسبة من أي جئتِ بهذا الفستان الرائع ؟
هيوري : انه لأمي عندما كانت في عمري
ميكا : إذاً حظاً موفقاً
و غادرت كل واحدة إلى غرفتها , تحركت هيوري إلى غرفتها لكنها تحجرت أمام الباب لدقائق , كان الخجل كالسلاسل التي تقيد حركتها و تمنعها من الدخول , لكن هيوري اليوم كسرت تلك السلاسل و دخلت الغرفة لكنها لم تجد نيرو هناك , فجلست تنتظره , لكنها عندما رأت مذكرته تحمست قليلا لرؤية ما كتب بداخلها , فتحتها و قرأت ما تحتويه من كلمات , لقد عرفت حقيقة نيرو , لكنها لم تستطع القراءة أكثر لأن عينها فاضت بالدموع , أغلقت المذكرة و أخذت تنظر إلى السماء , و في هذه الأثناء دخل نيرو الغرفة و جلس بجانبها و قال
نيرو : هيوري , أنا اعرف أني جرحتك كثيرا , لقد كنت جميلة حقاً , كنت فقط متعباً من حفلة ريزا الطويلة , أنا أسف يا هيوري , ماذا تريدين أن افعل كي اكفر عن ذنبي
هيوري ببرود : لا شيء
نيرو : هناك شيء أريد إخبارك به , هيوري أنا احبك , نعم احبك منذ زمن و ..........
هيوري ببرود اكبر : هل شدك جمال الفستان ؟
نيرو : لا أنا احبك كما أنت لأنك ........
هيوري مقاطعة : أنت صديقي و لا تطمح لأكثر من هذا و أيضاً أنا مرهقة أريد النوم الآن , تصبح على خير
و توجهت إلى سريرها و تركت نيرو لوحده , وضعت رأسها على الوسادة و هي تتألم , كانت تبكي بحرقة و مرارة حتى أن الوسادة ابتلت من كثرة الدموع التي ذرفتها , و أخذت تتمتم طوال الليل : لماذا يا نيرو ؟ لماذا أصبحت هكذا ؟ لماذا أنت ضعيف بهذا الشكل ؟ كنت أريد أن أبقى معك طوال الحياة لكن اليوم أنا سوف أنساك و أخرجك من خيالي الذي كنت ملكاً فيه .
اسلوب هذا البارت غريب , لأنه من كلمات نيرو , ممكن انا بس سويت الحوار لأني مستحيل اسلم البارت كله له , انا دائما احط لكم الوان عشان تكون الصقة حلوة و ما تكون كئيبة , بس نيرو كان يكتب بلون واحد , اضن فاهمين قصدي , على العموم اخليكم مع البارت الخاص
<<<<كلااام كاتبة الروايه
استمتعوا بالقراءة
Special part
(( نيرو ))
لاشك أن بعضكم تساءل عن نيرو , أو عن شخصيته الشريرة , أو صفاته الغريبة و عن غموض طبعه و أيضاً السبب الرئيسي الذي جعله هكذا ؟ , لأنه من غير المعقول أن تكون عجرفته فطرية .
كل هذه الأسئلة و أكثر سوف يجيب عنها البارت الخاص المسمى باسمه (( نيرو )) .
تذكروا يا أعزائي القراء انه عندما فتحت هيوري المذكرة و قرأت ما فيها , طبعاً لم يُذكر شيء في القصة الرئيسية لكن هنا سوف أتكلم بالتفصيل عن كل حرف قرأته هيوري ,
أترككم مع المذكرة .
((( عندما كنت صغيراً , لم يكن بجانبي أي احد , لم أعرف أبداً الشعور المسمى " حنان الأم " , و عندما انظر من نافذي الكبيرة المطلة على حديقة الأطفال التي كانت بالقرب من منزلنا كنت اسمع كل طفل يقول : أمي , أمي . فانطلقت في جميع أنحاء منزلي الواسع الذي كان يشبه القصر لأبحث عن شخص لأناديه بتلك الكلمة لكني لم أجد من أناديه حتى أناديه , كان البيت يعج بالخدم و الطباخين و العمال , كنت كالملك الذي لا يعصى له أمر مهما كان ذلك الأمر , لكن هذا الملك الصغير لا زال في مرحلة الطفولة المبكرة , أي انه يحتاج إلى المشاعر الصادقة و الأحاسيس الحنونة التي لن يحصل عليها أبداً من الخدم .
عندما بلغت العاشرة , سمعت بقدوم أبي إلى المنزل , ففرحت اشد الفرح لسماع ذلك الخبر لأني توقعت وجود أمي معه , و أسرعت إلى دولاب ملابسي الضخم و لبست أجمل و أبهى بدلة كنت املكها و وقفت خلف باب منزلنا العملاق على مسافة كي أثب معانقاً أبواي , انتظرت قدومهم و انتظرت , و فجأة , بدأت تتسلل خيوط الضوء من بين حواف الباب دالة على دخول احدهم , رأيت أبي يتقدم نحوي ممسكاً بيده الأولى حقيبة سوداء و كانت يده الأخرى ممسكة بيد سيدة حسنة المنظر ذات شعر احمر كالشفق , لِوهلة انتابني شعور قوي بأن هذه السيدة ليست أمي , أما أبي فكان يشبه جميع الصور التي عُلقت له في البيت , لم انطق بكلمة بل انتظرت حتى وقف أبي أمامي و وضع يده فوق رأسي و قال : ما بك يا صغيري نيرو ؟ ألست سعيداً لأن والدك هنا ؟ . لم اجب عليه لأني كنت أحدق بالسيدة التي جاءت معه , كل ما فعلته هو الجمود بعكس المرأة التي قامت بضمي إلى صدرها و قبّلت خدي و قالت : إن ولدك جميل يا آلفرد , و هو يشبهك في وسامتك حتى .
" إن ولدك " هذه الجملة أكدت لي بأنها ليست أمي , حزنت اشد الحزن فتركتهم لوحدهم و جريت إلى غرفتي و أنا اسمع كلماتهم الأخيرة
السيدة : هل ولدك اخرس أو به مرضٌ ما ؟
آلفرد : لا , لكنه خجول
رميت بجسمي الصغير على سريري الواسع الذي اقضي عليه اغلب يومي و أنا أفكر فيما حدث اليوم , أنا لم اعرف ما هي الأم , لكني اشعر بالحزن لأني هذه السيدة لم تكن أمي
.
.
.
.
لكن
.
.
من هي أمي ؟
.
.
و أين يمكن أن تكون ؟
.
.
.
هل من الجميل أن يكون لك أم ؟
.
.
.
ظللت اسأل نفسي من هذه الأسئلة حتى جاء الليل و نمت من دون عشاء .
لم اشعر بنفسي إلا في صباح اليوم التالي , جلب الطباخ لي فطوري إلى السرير , تناولته و نزلت إلى الصالة لأني توقعت وجود أبي هناك و لم يخب ضني , كان هناك و معه تلك السيدة الغريبة , جلست بجانب أبي بصمت و بعد مرور دقيقة تكلمت و قلت
نيرو : هذه المرأة ليست أمي , إذا لماذا هي هنا في بيتنا ؟
لاحظت أنها أنزلت عينها إلى الأرض و لم تنطق بكلمة
آلفرد بجفاء : لقد كبرت و أصبحت تفكر بطريقة جيدة يا ولدي , لكنك لازلت صغيراً لتعرف الإجابة على جميع أسئلتك
فرددت بغضب : أبي , أنا كبير , أنا اعرف كل شيء , لذا اخبرني الآن
آلفرد ببرود : اذهب و بدل ثيابك لأننا سوف نخرج للتنزه قليلاً
نفذت طلبه و خرجنا سوياً , كان سائق السيارة ينتظرنا لكن والدي اخبره بأننا سوف نسير مشياً على الأقدام .
مشينا بين عامة الناس , كان الأمر غريباً بالنسبة لي , لأني لا اخرج إلى المدرسة و لا أقابل إلا النبلاء .
و نحن نسير أمرني أبي بالتوقف و النظر إلى حيث يشير أصبعه , رأيت طفلا يبكي و أمه تحاول إسكاته حتى رضخ لها و بدأ بالضحك , عندها قال أبي
آلفرد : هؤلاء هم الضعفاء في هذا العالم , أناس تحركهم المشاعر و العواطف الداخلية , يخسرون ما عندهم لأجل أشياء تافهة منها إرضاء الآخرين , نيرو لا أريدك أن تكون مثلهم أبدا , فهم في النهاية حشرات لا حول لها و لا قوة .
رأيت أن كلام أبي صحيح و في قمة الصحة رغم أن كلماته كانت باردة كالثلج , فلو كانت الأم قوية لبكى هذا الطفل مرة واحدة في حياته , و إذا كانت الأم تسبب الضعف فأنا لست بحاجة إليها , و بعد ذلك عدنا إلى البيت و تلك المرأة لا تزال هناك , و عند دخولنا قفزت السيدة مجهولة على أبي و هي تعانه و تقبّله و تقول له : آلفرد , أين كنت يا عزيزي , لقد تأخرت , كان سيجن جنوني لو لم تأتي . استغربت من كلامها , لم نترك المنزل سوى 20 دقيقة , أكملت الطريق إلى غرفتي بينما بقي والدي معها إلى نهاية اليوم .
و في اليوم التالي , نزلت إلى غرفة الطعام و تناولت فطوري مع أبي , تعجبت من عدم وجود تلك السيدة معنا فسألت أبي عن السبب فقال
آلفرد : لقد أخذت ما أريد , فماذا أريد منها أكثر ؟
نيرو : أبي , أنت لديك أموال كثيرة , لا أظنك تحتاج إلى شيء
آلفرد : لقد شعرت مؤخرا بالملل فأردت التسلية قليلاً , و لم أجد وسيلة غير مرافقة هذه المرأة , و أنا الآن اشعر بالراحة و لا أريدها بعد اليوم
لم افهم معنى كلامه , لكنه كان يبدو انه وصل إلى غايته , و مرت الأيام و أنا لم أتعرف على أي قريب أو صديق , و أبي على حاله , كل يوم يأتي إلى المنزل بفتاة تختلف عن الأخرى , و ذات يوم كان مع والدي فتاة شقراء صغيرة في السن و هي تعتبر أجمل من جميع الفتيات اللاتي كن معه و أكثرهن في قضاء الليالي , كان دائم الملازمة لها و في يوم سألته
نيرو : أبي , هل تحبها ؟ أراك دائما معها و لا تريد مفارقتها
عندها ضحك أبي وضحك حتى بانت أضراسه
آلفرد : أنت أغبى من رأيت في حياتي , لا وجود لهذا الوهم المسمى بالحب , لا وجود للمشاعر , إنها نوع من الضعف البشري , أشياء وهمية و عبارات ليس لها من الحقيقة بد
نيرو : لكنك تنام معها كل يوم و .........
آلفرد مقاطعاً له : أيها الأحمق , أنا أتسلى بها لا أكثر , هل تفهم انه عمل , أموال والدك أتت عندما تخلص من المشاعر و الأحاسيس , نيرو جاء اليوم الذي أريدك أن تكون فيه مثلي حتى ترثني , و إلا سوف تنام بين الأرصفة مع الجرذان .
بدأت أفكر في كلام أبي الأخير , هل الناس أغبياء ليخدعوا بسهولة ؟ و هل يمكن أن ترك المشاعر يجلب المال و السعادة ؟
و استمرت حالي إلى أن وصلت إلى السادسة عشر من عمري و بالتحديد قبل دخول المرحلة الثانوية , و ذات يوم امسك والدي بيدي و قال : سوف نأخذ جولة قصيرة في إحدى الحدائق و فعلت ما أمرني به , ركبنا السيارة و سرنا إلى الحديقة المطلوبة , كان كل من كان بالمكان سعيداً بحياته , كل واحد يتمشى هو و رفيقته , بعد ذلك أجلسني والدي على إحدى المقاعد المنتشرة هناك و طلب مني الجلوس هنا لمدة ساعة و بعدها يأتي و يأخذني إلى البيت , انتظرت 5 دقائق و إذا بفتاة اكبر مني تجلس بجانبي
الفتاة : تبدو وسيماً جدا , الجميل انك صغير في السن , اخبرني عن اسمك ؟
نيرو : اسمي نيرو
الفتاة بفرح : اسم جميل كصاحبه
نيرو : حسناً و ما هو الجمال ؟
الفتاة بشاعرية : كل ما تملكه , عيناك الرماديتان و شعرك الرمادي و انفك المنسل و كل صفات وجهك
نيرو ببراءة : لكنك أجمل مني بكثير
الفتاة بابتسامة : أنت لطيف , يبدو أنك وقعت بحبي
نيرو : لم أعرفك إلا قبل دقيقة , فكيف احبك بهذه السرعة
غضبت الفتاة من كلامي و ذهبت و تركتي , و بعد 5 دقائق أتت فتاة أخرى
الفتاة : يبدو عليك الحزن , هل تريد مرافقتي إلى البحيرة القريبة من هنا ؟
نيرو : أسف , أنا انتظر والدي هنا
الفتاة بدهشة : هنا !!! إذاً أبقى إلى أن يعود يا ابن أبيك
و تركتني كسابقتها , و بعد 5 دقائق جاءت فتاة أخرى و استلقت على المقعد الذي كنت اجلس عليه و رأسها على فخذي
الفتاة بصوت حنون : أنا متعبة
نيرو : إذا كنت سوف ترتاحين هكذا فابقي على حالك
و بعد دقيقة من السكوت
الفتاة : لقد سُحرت بك , أنا احبك من كل قلبي , أنت وسيم و تستحق إعجابي بك
نيرو : و لكنك لا تعرفين عني شيئاً , فكيف تصرحين بحبك مبكراً
الفتاة بغضب : أنت فعلاً أحمق , لا استغرب عدم وجود رفيقة لك رغم وسامتك
و غادرت المكان و الغضب باديٍ عليها , و مرت الساعة و جاء والدي إلى حيث كنت و أصعدني إلى السيارة و عاد بي إلى المنزل , اكتشفت فيما بعد أن تلك الحديقة مخصصة للعشاق .
و على طاولة العشاء
آلفرد : نيرو , كيف كان يومك ؟
نيرو : أسوء ما يكون
آلفرد : لماذا ؟
نيرو بحقد : البشر أغبياء و حمقى و لا ينفعون لشيء , انه مجرد حشرات , كل الفتيات اللائي قابلتهم صرحوا بحبهم المباشر لي و هم لا يعرفون عني أي شيء بحجة جمالي و وسامتي
آلفرد و هو يضحك : هذا هو العالم الخارجي الكل يريد ما يريد و لا يهتم إلا بنفسه , الفتيات يردن من يدللهن و يساير نواتهن , هي لا تهتم بك سواء كنت تعيساً أو مريضاً , المهم هو مرافقة شخص وسيم و حسب , و غدا صباحاً سوف تباشر العمل معي , ارتدي بدلتك الرسمية و سوف اشرح لك عملك في الشركة
نيرو : أي عمل ؟
آلفرد : الخداع و الاستغلال , هذا العالم حاول استغلالك و اللعب بك لذا سوف تقابله بالعمل نفسه
نيرو بمكر : حسناً
و بعد هذا الحوار العائلي ذهبت إلى سريري و أنا أتحرى شوقاً للعمل مع أبي .
جاء الصباح , جهزت نفسي للعمل و ذهبت مع أبي إلى الشركة , دخلت إلى مكتب والدي الفخم و جلسنا على طاولة كانت موجودة في وسط المكتب
نيرو : أي قسم سوف أدير ؟ الميزانية أو شؤون المستودعات
آلفرد : هه , أنت بريء حقاً , سوف تعمل في قسم لن يعمل فيه غيرك , سمه ما شئت لكن سوف اشرح لك عملك الآن , يقف أمام باب شركتنا احد كبار تجار المجوهرات في فرنسا , و معه ابنته (( فيونا )) , عملك هو السرقة
نيرو : سرقة !! , تقصد المجوهرات التي مع ابنته ؟
آلفرد : أنت فعلاً مسلي , اسرق عقلها و قبلها ريثما اسرق أموال ولدها , أنا لا أحب الفشل , إذا لم تنجح فلا تعود إلى المنزل مرة أخرى , أنا لا اعرف الفشل فهل فهمت عملك الآن ؟
نيرو و هو يهز رأسه : اعتقد هذا
بعد حوار العمل سمعنا صوت طرق الباب , كان الطارق هو التاجر و ابنته الجميلة , عندها أذن لي والدي بمرافقتها في أرجاء المدينة ريثما ينهي هو مع والدها بعض الأعمال , و خرجت معها بعد أن ركبنا سيارة الشركة , كانت فيونا جذابة فعلاً , لكن أبي أوصاني بقتل الإحساس قبل حديثي معها
نيرو : فيونا , أنت لست من هذه البلاد , أليس كذلك ؟
فيونا : هذا صحيح , أنا من فرنسا
نيرو : يبدو هذا من شعرك و عيناك الجذابتان
فيونا و هي تبتسم : أنت لبق في الكلام و لكنك تبالغ
عندها أمسكت بخدها و وجهته صوبي و قلت
نيرو : لا , أنت حقاً جميلة و رائعة , لا أتمنى أن تأتي اللحظة التي تسافرين فيها إلى بلادك
رأيت أن الحزن بدأ يتسلل إلى أطراف عينها , فما كان مني سوى أن وضعت يدي على كتفها و شددتها نحوي و قلت
نيرو : لا أحب أن أراك بهذه الحالة , اخبرني عن سبب حزنك
فيونا : لقد حُبِست في المنزل طيلة حياتي , و لم يخبرني احد بكلمات عذبة ككلماتك
عندها بدأت فيونا تمسك بذراعي و تقول
فيونا : لا أريد أن ابتعد عندك , لا أريد الرجوع إلى فرنسا
قلت في نفسي بغرور : حقا من السهل السيطرة على البشر الحمقى , أنا ملك
نيرو : و من قال أني سوف أُرجعك الآن , سوف نقضي اليوم سوياً
فرحت فيونا لسماع الخبر فقفزت علي من الفرح , عندها أمرت السائق بتغيير طريق سيره إلى الاتجاه إلى البحر , و وقفت أنا و فيونا على إحدى المنصات المطلة على الشاطئ و انتظرنا إلى أن جاء الغروب بجماله و من ثم قمنا بأخذ جولة حول المدينة و من ثم إلى حديقة العشاق الملعونة , تسكعت أنا و فيونا هناك , كنت اسمع كلامات الفتيات الحمقى هناك و هن يقلن : يال جمال هذا الثنائي , إنهم أجمل من بالمكان .
كلمات الغيرة الغبية التي كانوا ينطقون بها لم تحرك بداخلي أي شي , و بعد هذه الجولات قالت لي فيونا بأنها متعبة فقمت بحملها إلى السيارة و أمرت السائق بالتحرك إلى الشركة , و في الطريق أثناء سيرنا
فيونا : هذا أجمل يوم قضيته في حياتي , شكرا على كل شيء
و من ثم نامت على صدري إلى أن وصلنا إلى الشركة , أيقظت فيونا و أنا أقول لها
نيرو : فيونا , رحلة الاستمتاع قد انتهت , والدك في انتظارك
حزنت فيونا لمفارقتي و لكنها لم تنتطق بكلمة
نيرو : إذا أردت قول شيء أخير لي فأخبرني به الآن
فيونا بخجل : نيرو , أنا احبك , و لا أريد النزول و الابتعاد عنك
نيرو : حتى أنا احبك لأنك تملكين قلباً طيباً , لكن لا بد من النزول , والدك في انتظارك هناك
فيونا بعناد : لن انزل , لا تحاول
لم اعرف ماذا افعل , قمت بوضع يداي على خديّها الناعمين و قمت بتقبيلها قبلة حارة , سالت دمعة دافئة من عينا فيونا فقلت
نيرو بصوت كله رقة : اذهبي , لا تدعي والدك ينتظر
فيونا : لكن .....
نيرو : من اجلي , أرجوك يا فيونا , لا تعذبيه أكثر
فيونا : حسناً
و بعد جهد جهيد نزلت فيونا يغمرها الفرح و ركب معي والدي يغرقه الغضب
آلفرد : ذلك الأحمق ذو العقل الحجري , رفض الاشتراك معي
نيرو : و ما المشكلة في ذلك الرجل هو ابنته الغبية ؟
آلفرد : وضعي المالي مضمحل جداً , كان يمكن أن أعود أقوى من ما كنت إذا قبل الشراكة بيني و بينه , المشكلة انه سوف يسافر في الصباح و لا وقت لإقناعه , و أنت ماذا فعلت مع ابنته طول اليوم ؟ لقد شارف والدها على البكاء لأنها ابتعدت عنه
نيرو : (( صفير ))
آلفرد : هل سرقت شيء أو عدت خاوي الجيوب ؟
نيرو و هو ينظر إلى الزجاج : اعتقد أني سرقت فرنسا بأكملها
آلفرد : سوف نرى غداً
و في الصباح دخل آلفرد إلى مكتبه و وجد والد فيونا يعرض عليه الشراكة , تعجب مما رأى فوقع الأوراق اللازمة لذلك ثم توجه والد فيونا إلى المطار للسفر , قفز آلفرد من الفرح و عندما عاد إلى المنزل
آلفرد و هو ينادي : نيرو , نيرو تعال إلى هنا
نيرو : ماذا تريد ؟ ليس لك عمل غيري ؟
آلفرد : ماذا فعلت لأبنته , لقد وافق على الشراكة
نيرو : هذا سر المهنة , أي فتاة حمقاء لا تحتاج إليها احضرها إلي
آلفرد : خذ هذه الرسالة , إنها من فيونا , أعطاني إياها والدها قبل خروجه
أمسكت الرسالة و مزقتها أمام والدي
نيرو : و ما حاجتي لها , لن أراها بعد اليوم و لا أريد ذلك
آلفرد : أنت ولدي الآن , لن أخاف على الشركة إذا ورثتني
نيرو : لا عليك , شركات العالم ملك يديك
و منذ ذلك اليوم تم تعييني موظف رسمي في شركة والدي , و بقيت على هذه الحال , أبي ينظم أعمال الشركة مع التجار و الشخصيات الكبيرة و أنا اسرح و امرح مع بناتهم , امدح في هذه و أتغزل في هذه و اسهر مع تلك و أنام مع الأخرى , كنت استمتع بالخداع و الاستغلال , و في اقل من شهر تمت ترقيتي إلى منصب نائب المدير .
و في يوم من الأيام , جاء أبي و الحزن بادٍ عليه و قال
آلفرد : هوكايدو مدرسة عادية بالنسبة للمرحلتين الابتدائية و الإعدادية , تذهب صباحاً و تعود عند الظهر و هناك إجازات صيفية و شتوية
نيرو : و ما المحزن ؟ , سوف اقفز كما فعلت في الابتدائية , لقد اجتزت اختبار الصف الأول و تم نقلي إلى الخامس من شدة ذكائي , و بسبب هروبي في الصف السادس أجبرت على البقاء في الصف الأول الإعدادي للتنظيف و القيام بالأعمال الشاقة , و في الصفوف الثانوية سوف اقفز إلى الجامعة
آلفرد : ليس الأمر هكذا , الوضع يختلف كلياً في القسم الثانوي , سوف تصبح المدرسة داخلية , و ليس هناك أمل في الخروج إلا بعد التخرج الكلي , و نظام القفز لن يفعّل في القسم الثانوي , كل هذه الأمور مكتوبة في هذه الأوراق
نيرو : اعرف أن عملك سوف يتعطل , لذلك لن أكمل دراستي و سوف أبقى إلى جانبك
آلفرد : أيها الأحمق , أدهش من ذكائك و أدهش من غبائك , و هل تظنني سوف اترك شركتي في يد جاهل
ليس لديه شهادة ثانوية حتى , للعلم هوكايدو و لاسيما في القسم الثانوي مليئة بأبناء و بنات أصحاب المؤسسات و الشركات و كبار الشخصيات في البلاد إضافة إلى أصحاب النفوذ الخاص , بأسلوبك الساحر سوف تكسب سمعة بينهم و سوف ينقلونها إلى أبائهم , سوف تذهب إلى هناك بعد 3 أيام لذا استعد من الآن
نيرو : على أمرك يا أبي
و على كلام والدي دخلت هوكايدو , و أصبحت أقيم علاقات مؤقتة مع بعض الفتيان و الفتيات ,فقط ليكون لوالدي سمعة جيدة بين اكبر عدد من الطلاب , استمرت إلى أن التقيت بتلك الفتاة التي عاملتني بطريقة مختلفة عن الجميع , عاملتني كما أنا , كانت اسمها هيوري , لقد أحببتها من كل قلبي لكن كنت اخجل في كل مرة اقترب منها أو تبدأ في الحديث معي , عندما غرقت في الابتدائية لم اقدر على السيطرة على نفسي اندفعت بدون شعور لأنقذها مع أني لا اعرف السباحة و اكره الماء , لقد بكيت في ذلك اليوم لأني تركتها وحيدة عندما جاءت لشكري , و نهاية الصف السادس كنت أحب السهر خارج المبنى لكني رأيتها تركض و الدموع تسيل منها , عرفت أني السبب فركضت خلفها حتى وجدتها و ساعدتها , لقد أقسمت ألا أعود إلا بها , وقفت أمام المدير بشجاعة في ذلك اليوم فقط لكي لا تُؤذى آسرة قلبي ( هيوري ) , كنت أنظف كل شيء في المدرسة التي تشبه القلعة من اتساعها , كنت أتألم كل يوم لكن عندما أتذكر هيوري اشعر بقوة تحركني , حزنت عندما عدت لوالدي لكني كنت متأكد بأننا سوف نلتقي في الثانوية , كانت هيوري اجتماعية و تحب جميع من حولها , لكني كنت اكره أن تكون مع غيري ..........................................
كان هناك مزيد من الكلمات لكنه هيوري اكتفت بهذا القدر و اغلقت المذكرة
البارت الاخير
((( تبدأ القصة عندما تنتهي , و تنتهي عندما تبدأ )))
صباح يوم اسود , الحزن يخيم على الجو , صحت هيوري من نومها لكن اليوم ليس كأي يوم , اليوم استيقظت بدون هدف , نسيت حيويتها , انطفئ نور أملها في الحياة , بدلت ملابسها و استعدت للخروج من الغرفة لكنها وجدت نيرو بابتسامة خلابة يقول : صباح الخير , هيا لنذهب سويا إلى الفصل .
لم تنطق هيوري بل تابعت مسيرها معه , و في الفصل جلس نيرو في الأمام و اخذ يسألها بعض الأسئلة في الرياضيات , كانت تجيب على جميع أسئلته لكن ببرود و كأنها أول مرة تلتقي به , جاءت فترة الأندية توجهت هيوري إلى ناديها و وجدت ماكي يرقص على الطاولات من الفرح
هيوري : يجب أن تحترق بالكبريت لكي تُشل عن الحركة
ماكي بضحكة : لا يا هيوري .................
احد الطلاب : ألن يعرف الأدب طريقاً إلى لسانك
ماكي مستمراً في الحديث : أنا سعيد لأن نادينا هو الأول بين الأندية
هيوري : حسنا حسناً
ماكي بعد أن غير نبرته : هل هناك ما يحزنك
هيوري : لا , انتهت نشاطاتنا اليوم , غداً سوف يعرض جدول الاختبار النهائي لذا استعدوا , أنا سوف أتخرج من هوكايدو و ماكي سوف يترأس النادي من بعدي , أرجو أن تتفوقوا في الدراسة , وداعاً
و خرجت هيوري من النادي , بعدها ذهبت إلى ميكا في النادي الفرنسي
ميكا : مرحبا هيوري , تفضلي
هيوري : مرحبا بك , كيف كان يومك ؟
ميكا بحزن طفيف : انتهى كل شيء , سوف نتخرج
هيوري : معك حق
في هذه اللحظة دخلت أومي
أومي : مرحبا بالجميع
هيوري : مرحبا بك , اشعر بالحزن في صوتك
أومي : نعم , لقد ودعت الفريق اليوم , لا ادري ماذا افعل , اشعر بأني بلا روح
ميكا : حتى أنا حزينة مثلك , لقد ودعت جميع الأعضاء اليوم
هيوري : هل أنتما حساستان لهذه الدرجة
ميكا : لأننا قضينا معهم أجمل أوقاتنا , ثلاث سنين لمدة سبع ساعات يومياً ألا تكفي لأن تسيل دموعنا
هيوري : لا أفهمكما لكني لم ابكي على طالب قط و لن ابكي
أومي : هذا لأنك رئيسة لسنة واحدة فقط , و أيضا ماذا فعلت مع نيرو ؟
سكتت هيوري قليلا ثم قالت : انه صديقي و لن يكون أكثر من هذا
ميكا : ماذا !!!!
أومي بعدما وضعت يدها على جبينها : هل أنت بخير ؟؟؟
هيوري : نعم , انسيا أني أحببته فقط
أومي و هي تضرب الطاولة و تصرخ على هيوري : أيتها الغبية هل قال ما أحزنك لدرجة انك لا تريدين الحديث معه , اذهبي إليه انه في انتظارك , لقد جلس اليوم بجانبك و كان ..............................
هنا أمسكت ميكا بأومي و قالت لها : هذه حياتها , دعيها تفعل ما تريد بها
لم تستطع أومي كتمان ما بها من غضب فخرجت من النادي غاضبة
ميكا : ماذا قلت له ؟
هيوري : لا شيء
ميكا : ماذا قال لكِ ؟
هيوري : قال بأنه يحبني
ميكا بانفعال : و ماذا تريدين أكثر من هذا
هيوري : لا أريده , فتىً مثل هذا لا أريد
ميكا : حسناً انه اختيارك في النهاية و لن أتدخل في شؤونك
بعدها خرجت هيوري من النادي و جلست في الحديقة و هي تستمتع بمنظر الأزهار المنتشرة هناك , في هذه اللحظة جاء نيرو
نيرو بحيوية : أهلا بك هيوري
هيوري : أهلا بك
نيرو : أنا ادعوك لشرب العصير معي , اليوم حار جدا
هيوري : موافقة
و ذهبا الاثنان إلى مطعم المدرسة , كان اللقاء بينهما عادياً جدا , حتى كلامهما اقتصر على الدراسة و الكلام عن النفس , لا شيء كان ملفتاً للنظر , و أتى المساء و عادا الاثنان إلى غرفتها للنوم .
و مرت الأيام و جاء الوقت الذي يتم فيه عرض المواد للاختبار , مر أسبوع الدراسة و كأنه لم يكن , مر كمرور الثواني , و جاءت الاختبارات النهائية التي تحدد مستقبل كل طالب , و في اختبار الفيزياء و تحديداً على ورقة هيوري , كانت هيوري تحدث نفسها و تقول : تذكرت هذه المسألة إنها من مسائل قوانين الجاذبية , لقد شرحها لي نيرو بالتفصيل و كأنه يقولها الآن في أذني , لكن لماذا ؟ , لقد نسيته , انه مجرد صديق مثل توشيرو و البقية , لماذا اذكره حتى في وقت الامتحان , يبدو أنها قوة ذاكرتي الخارقة . و تابعت الحل
و انتهت الامتحانات أخيراً و جاء موعد التكريم و تسليم الشهادات الرسمية , و النتائج الهامة كانت كالتالي :-
الطالب ........ الترتيب ........ النسبة
هيوري ....... الأولى ......... 99,99 %
نيرو ........ الثاني ........... 99,98 %
ناتو .......الثالث ......... 98,95 %
ميكا ....... الرابعة ....... 97,45 %
توشيرو ...... الخامس .......95 %
أما جائزة أفضل نادي فحصل عليها نادي الكيمياء و تم تكريم جميع أعضائه , و انتهى حفل الوداع على خير , لكن المدير عندما رأى تأثر الطلاب و تمسكهم ببعض حزن عليهم و سمح لهم بالبقاء لمدة 3 أيام فقط , لعلها تكون كافية لإرضائهم , فرح جميع الطلاب بقرار المدير و قام البعض منهم بالتقدم إليه و شكره شخصياً .
و بعد هذا اليوم المفرح المتعب توجهت هيوري مع نيرو الذي ساعدها في حمل الجوائز التي حصلت عليها كجائزة الطالبة المثالية و الطالبة الأكثر اجتهاداً و الطالبة المواظبة و جائزة أفضل نادي و غيرها الكثير الكثير , و عندما وصلا إلى الغرفة بارك لها نيرو من كل قلبه على كل الجوائز التي حصلت عليها
نيرو : أنا سعيد من أجلك , لقد فعلت ما لم يفعله المدير في صغره
هيوري : شكرا , و لكنك حصلت على الطالب الأذكى
نيرو : لكنك تفوقت علي و على نادي الفيزياء الذي يعتبر المرشح الأول لعشر سنين إلى الأمام
هيوري بضحكة : سبب هزيمتهم رئيسهم
نيرو بدهشة : ماذا تعنين
هيوري بضحكة اشد : لا شيء . و استمرت بالضحك
نيرو : تبدين جميلة و أنت تضحكين
هيوري بغرور : أنا جميلة في كل أحوالي , في الضحك و الحزن و البكاء
نيرو بابتسامة : ما كل هذا الكبرياء ؟
هيوري : لأني هكذا , لكن اشعر بشيء غريب
نيرو : ما هو ؟
هيوري : غدا , ماذا سأفعل ؟ كنت اذهب للدراسة و الآن انتهت