بسم الله الرحمن الرحيم . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . .
الساعة الثالثة و دقائق . . .
و اليوم هو الجمعة .. إجازة !
إجازة بموجب القانون .. إجازة بموجب جدولي الخاص بالمذاكرة ..
إجازة بموجب عملي الجاد و الشاق طوال الإسبوع !
لكن !!
من في هذا العالم يقدر عملي الشاق و الجاد طوال الأسبوع و يكافئني عليه ؟!
من الذي يحترم مشاعري و إرهاقي و يدعني أحصل على قسط الراحة المناسب لي ؟!
فالناس لا تقدر . . .
يستمرون في إزعاجك في أوقات راحتك ، و يطلبون منك أعمالاً تفوق طاقتك و يشغلونك طوال اليوم
ثم يأتي شخص سخيف !
ليعكر صفو مزاجك و أنت وسط أصدقائك الذين تحبهم ، و يطلق مزحة تخجل السخافة من أن تنسب
إليها ..
فتلعن اليوم من بدايته إلى آخره و تظل مقطب الجبين حتى يأتي شخص عزيز و يهمس إليك :
- لا تغضبي ، أولئك الأشخاص كثيرون و ستجدين منهم الكثير في حياتكِ .
يالهذا العالم الغريب !
تكون في حال سبيلك و تسير في أمان الله ليأتي من يقطع عليك طريقك و يعكر صفوتك و يضايقك !!
لماذا نحن هكذا ؟!!
لماذا نشغل أنفسنا دوماً بالقيل و القال ؟!
و لا نجلس في مكان إلا و أخذنا نتكلم في سيرة الناس و أحوالهم ؟!
لمَ لا يهتم كل شخص بأمره و حسب ؟!
لماذا تكثر في مجتمعاتنا النوادي و المقاهي و لا تنتشر دور العلم و المعرفة ؟!
نهتم فقط بالمظاهر الخادعة و لا ننظر إلى الجوهر ، و دوماً عندما نسأل عن السبب
نلقي العبء على الدهر و مشاغله و مدير العمل و أولي الأمر و و و ... إلخ
فلنعترف بالحقيقة !!
نحن ننفر من الحقيقة ، و نفضل أن نغرق في بركة الأوهام الموحلة عن أن نبقى في شمس الحقيقة
الساطعة التي تشوينا بحرّها ..
نحن نكره أن نعترف بأخطائنا و دائماً نحملها على عاتق شخص آخر و بالتالي تتوالى الأعذار
فـ س يحمل العبء لـ ص و ص يحمل عبئه و عبء س لـ ع و ع يحمل عبء س ، ص و عبئه لـ هـ و هـ يحمل عبء ما
سبقوه لـ ن ... و هكذا تتوالى الدائرة حتى تعود لـ س ، فـ يحمل العبء مرة أخرى لـ ص و قد صار أثقل
محملاً
بأعباء كل من سبقوه بالإضافة إلى عبئه الخاص و هكذا تظل المشكلة تلف و تدور و تتحور و تتقلب إلى
أشكال و صور
مختلفة لتتحول - بطريقة ما - إلى مشاكل و أعباء أخرى رغم انها مشكلة واحدة .. إلا و هي ..
إننا لا نعترف بالخطأ و نقر بالحقيقة !!
نحن بحاجة إلى أن نوقظ ضميرنا - حتى لو كان يقظاً فعلينا تذكيره بدوره-
اسألوا أنفسكم الآن ، هل قمتم بعمل خاطيء و حملتوه لغيركم ؟!
إذن ، عليك أن تعترف و تعتذر الآن ..
قد يغضب في البداية ، لكنه سيقدر ما فعلته و إنك اعترفت بخطأك و هكذا سيعترف هو بخطأه و
ستتوالى
الاعتذارات و حينها علينا أن نمزق هذه الصفحة و ليس أن نقلبها ، و نبدأ بالعمل الجاد و التفكير المنظم
في صفحة بيضاء شفافة كالماء من جديد .
و أنا أولكم !
فقد اكتشفت انني قد قصرت بالأمس في بعض المهام ، و لذلك سأذهب و أعتذر لـ كتبي!نعم لـ كتبي !
و سأطلب منها فرصة جديدة غداً ، فمهما يكن ...
اليوم إجازة رسمية !
(( انتهى في الرابعة و الربع ))
الموضوع الأصلي :
خوآآطر عآآبرة . . ~ || الكاتب :
luchia || المصدر :
منتديات أنيدرا