أسرع (يـوسـف) و (رزان) إلى السطح و أخذا يركضان بأقصى قوتهما ، حتى وصلا إليه ، فأسرعت (رزان) بفتح الباب و اندفعت إليه و هي تنظر في كل اتجاه باحثة عن الطفلة الصغيرة ، و فجأة صاح (يـوسـف) محذرًا :
- احذري يا (رزان) !
انتبهت (رزان) في تلك اللحظة و قبل أن تتحرك خطوة واحدة ، رأت قدم قادمة لتركلها بقوة من أعلى ، و لكن (يـوسـف) اندفع فجأة و دفعها بعيدًا عن تلك القدم ، فأخطأت هدفها، و هبط صاحبها على الأرض و التفت إلى (يـوسـف) في حنق ، ثم التفت إلى (رزان) و استعد ليضربها مجددًا ، حينما أوقفته يد (يـوسـف) الذي قال غاضبًا :
- يالك من جبان ! تختار القتال مع الفتيات لتثبت قوتك !
ثم انهمك معه في صراع متشابك بالأيدي ، فانتهزت (رزان) الفرصة ، و نهضت تتلفت حولها باحثة عن الطفلة الصغيرة ، و فجأة لمحت طفلة صغيرة مقيدة بالأحبال ، فهتفت قائلة :
- هاهي أنتِ !
و ركضت نحوها ، و لكن الحبل جُذب فجأةً إلى أسفل ، و اندفع جسد الفتاة في الهواء ساقطًا . أسرعت (رزان) نحو السور و أمالت رأسها ، فوجدت جسد الفتاة يهوي في الظلام إلى أحد الطوابق ، فصاحت في غضب ، ثم أسرعت إلى الرجل الذي يصارع (يـوسـف) و ضربته على مؤخرة عنقه فسقط فاقدًا للوعي ، و أسرعت تهتف في (يـوسـف) قائلة :
- هيا ! لابد أن نلحق بهم !
ثم أسرعا يهبطان و اتصلت (رزان) بـ(هـانـي) و قالت :
- لقد وجدنا الفتاة و فقدناها مرة أخرى ! هل توصلت إلى شيء ما ؟
أجاب (هـانـي):
- نعم ، لقد كانت الإشارة القادمة من السطح مجرد تشويش ، و قد استطعت الوصول إلى مصدر الإشارة الفعلية ، إنها تصدر من غرفة في الطابق الذي يقع أسفلنا بطابق واحد...
هتفت (هـدى) في توتر :
- يا إلهي ! انظروا ! إن الشاحنة تتحرك ، يبدو أنهم سيهربون الطفلة الآن !
صاحت (رزان) في غضب :
- يا إلهي ! علينا أن نسرع !
ثم التفتت إلى (يـوسـف) قائلة :
- يبدو أننا سنضطر للحاق بالشاحنة !
ثم عادت إلى الهاتف ، و صاحت في (هـانـي):
- (هـانـي) ! مهمتنا الأولية الآن هي إنقاذ الطفلة ، و سأترك بقية المهمة عليك أنت و أختك، اتفقنا !؟
صاح كلا من (هـانـي) و (هـدى) في صوت واحد :
- اتفقنا !
ثم أنهوا المكالمة .
* * *
زفر (هـانـي) في توتر و هو يضع هاتفه المحمول على الطاولة و فكر بأنها المرة الأولى التي يُعتمد فيها عليه و على أخته للإمساك بالقاتل ، و شعر بثقل المسئولية و لكنه تحملها بشجاعة ، و فجأة ، فُتح باب الغرفة و أطلت والدة (رزان) منها و هي تقول في هدوء :
- دع الطفلان الآخران يلاحقان الشاحنة ، و لنقبض نحن هنا على الجاني !
نظر إليها (هـانـي) و (هـدى) في دهشة ، فابتسمت قائلة :
- سنمسكه معًا هذه المرة ، حسنًا ؟!
* * *
كان كلا من (يـوسـف) و (رزان) يصارعان للوصول إلى الطابق الأرضي ، و صاح (يـوسـف) و هو يلهث :
- لماذا لا يمكننا استخدام المصعد ؟!
قالت (رزان):
- لن أتحمل المصعد الآن ، فهو مزدحم كما انه يسمح للأعداء باكتشاف موقعنا و الهرب سريعًا !
ثم أسرعت في العدو و تبعها (يـوسـف) حتى وصلا إلى الطابق الأرضي ، و هنا اتصلت (هـدى) فأجابت (رزان) و هي تلهث ، فصاحت (هـدى) :
- (رزان) ! لقد سمع رجال الأمن ندائنا و أغلقوا البوابة و لكن الشاحنة تستعد الآن لكسر البوابة ، أمامكما خمسة ثوانٍ للوصول إليها !
صاحت (رزان) :
- تبًا !
ثم التفتت إلى (يـوسـف) قائلة :
- علينا أن نسرع قليلاً !
ثم أخذا يركضان بقوة و سرعة ، حتى لاح أمامهما شبح الشاحنة ، و قبل أن يقتربا منها ، اندفعت ناحية البوابة ، فجذب (يـوسـف) (رزان) من ذراعها و صاح قائلاً :
- ابتعدي !
و قبل أن يُكمل جملته ، كانت الشاحنة قد اقتحمت البوابة و كسرتها و مرت من خلالها ، و لكن كلا من صديقينا استطاعا حفظ رقم الشاحنة ، فأسرعت (رزان) تتصل بالمفتش قائلة :
- سيارة المختطفين ، بيضاء نصف نقل بصندوق مغلق ، تحمل لوحة السيارات رقم (...) و تتجه شرقًا!
ثم صاحت في (يـوسـف):
- هيا بنا ! علينا أن نطاردها نحن أيضًا !
أومأ (يـوسـف) برأسه موافقًا و أسرع يركض بجانبها مرة أخرى !
تـُرى أوجدوا الصغيرة حقًا !؟ و ما هو موقف أبطال القصة هذه المرة ؟!