في البدايه اعتذر على تاخيري ^^
أما و قد رأينا الرسول صلى الله عليه و سلم و بعض صفاته .. لنرى حديثه و كلامه ، وما هي صفته وكيف هي طريقته! لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة و السلام ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسرد سردكم هذا ، و لكنه كان يتكلم بكلام بين ، فصل ، يحفظُهُ من جلس إليه ))
وكان هينا لينا يحب أن يفهم كلامه ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوارق بين الناس ، ودرجات فهمهم و استيعابهم .. وهذا يستوجب أن يكون حليمًا صبورًا ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (( كان كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم كلامًا فصلاً يفهمه كل من يسمعه))
وتأمل رفق الرسول و سعة صدره و رحابته وهو يعيد كلامه ليُفهم ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قالك (( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعيد الكلمة ثلاثًا لتُعقل عنه ))
و كان صلى الله عليه و سلم يلاطف الناس و يهدي من روعهم ، فالبعض تأخذه المهابة و الخوف !!
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فكلمه فجعل يرعد فرائصه فقال له صلى الله عليه و سلم: ((هوِّن عليك فإني لست بملك ، إنما ابن امرأة تأكل القديد ))
أذن لنا واستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمة عليه الصلاة و السلام ، لنُجيل النظر وينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش و أثاث و أدوات و غيرها !
ونحن نعلم أن لا ينبغي إطلاق النظر في الحُجر و الدور ن و لكن للتأسي و القدوة نرى بعضا مما في هذا البيت الشريف! إنه بيت أساسه التواضع و رأس ماله الإيمان .. الا ترى جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم ! فقد قال عليه الصلاة و السلام: (( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تصاوير )) .
ثم أطلق بصرك لترى بعضًا مما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستعمله في حياته اليومية.
عن ثابت قال: اخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب ، غليظًا مضببًا بحديد "أي مشدودًا بضباب من حديد لكي لا يتفرق الخشب" ن فقال: يا ثابت ، هذا قدح رسول الله صلى الله عليه و سلم .
وكان صلى الله عليه و سلم يشرب فيه الماء و النبيذ "وهو تمرات نقعت في ماء لاستعذاب الماء" و لاعسل و اللبن.
و عن أنس رضي الله عنه: (( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتنفس في الشراب ثلاثًا))
يعني : يتنفس خارج الإناء
ونهى عليه الصلاة و السلام: (( أن يتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه )).
أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم في جهاده وفي معاركه الحربية وأيام البأس والشدة ، فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل .. فقد رهنه الرسول صلى الله عليه و سلم عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير اقترضها منه كما قالت ذلك عائشة و مات الرسول والدرع عند اليهودي.
ولم يكن صلى الله عليه و سلم ليفاجأ أهله بتخونهم ن ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله ، وكان يسلم عليهم.
و تأمل بعين فاحصة وقلب واع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: ((طوبى لمن هدي إلى الإسلام ، و كان عيشه كفافًا و قنع )) وألق بسمعك نحو الحديث الآخر العظيم ((من أصبح آمنًا في سربه "أي نفسه و قيل قومه" معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها))
" نلقاكم في الجزء التالي و مع أقارب رسولنا الكريم "