كانتْ تتصفح كتابَها بملل , بينما تفكيرها يأخذها للكثير , اختبارها الأخير سيُكون بالغَد ,
وطوال فترة اختباراتها كانت تشعر بذنب الذي فعلته ,
أمسكت بهاتفها الذي كان بجانبها , ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تقرأ مقالا بأن حالة كايا مستقرة وأنه بخير الآن , ويمكنه أن يعاود لنشاطاته .
فتحت سجل الأرقام , ترددت ككل الأسبوعين الماضيين بالاتصال به , ( آه , حقا مالذي كنت أفكر فيه عندما أخبرته بذلك ) .
وضعت هاتفها جانبا وقررت أن تعود لمذاكرتها , لكن بعد لحظات إذ باتصال هاتفي , أخذت هاتفها فورا وهي تتمنى أن يكُون سكاي , ولكن لآ .. إنها روز .
إيمى ردت عليها : " أهلا روز , "
روز و يبدو على صوتها التعب : " أهلا إيمى , كيف حالك "
إيمى : " أنا بخير , ولكنني مللت من المذآكرة , ماذا عنك "
روز : " أنا لقد أنهيت المذآكرة , كل ما أريده الان هو النُوم , هل أنهيتي مذاكرتك أنتِ ؟ "
إيمى وهي تتصفح كتابها : " لا , ربما أحتاج لساعتين لأنهيه "
روز تعاتبها : " إيمى , لم يبقى على الاختبار سوى 5 ساعات , عليك أن تنامي , "
إيمى : " لا أدري , يشغل بالي الكثير حاليا , لا أستطيع التركيز "
روز : " هل تقصدين سكاي , هل اتصلتي عليه ؟ "
إيمى : " لآ , "
روز : " ماذا ! , هل تنظرين أن يتصل عليك بعد ما أخبرته به ذلك اليُوم , لديه كبرياءه هو الاخر "
إيمى : " لا أدري , إنه يتجاهلني كثيرا في المدرسة , ربما هو غاضب مني كثير ولا يريد أن نتقابل مرة أخرى "
روز : " أيتها المغفلة , بالطبع سيفعل ذلك , إنه ينتظر إعتذار منك , "
صمتت إيمى وهي تفكر , وقالت حينها روز : " هيا الآن فلتعوي لمذاكرتك , ولا تفكري في هذا الموضوع حاليا "
إيمى : " أجل , إلى اللقاء "
روز : " إلى اللقاء .. "
..
صباح ذلك اليُوم ,
بالتحديد في المدرسة , إيمى أنهت إختبارها , وقفت من مقعدها وهي تشعر بإرهاق , وضعت الورقة أمام مكتبة الأستاذة ,
لكن قبل أن تتجه للبوابة خاطبتها أستاذتها بلطف : " إيمى , يبدو عليك التعب , هل أنت بخير "
إيمى نظرت لأستاذتها , ثم قالت بهدوء : " أنا بخير , لم أنم جيدا فحسب " , بل إنها لم تنم البارحة أبدا .
خرجت من الفصل مغلقة الباب خلفها , لم تكن تشعر أبدا بما حولها فهي مرهقة جدا لتركز .
ارتطمت بأحدهم , اعتذرت قبل أن تعرف من اصدمت به " اوه .. أنا حقا آسفـة ! "
نظرت للشخص الذي ارتطمت به , فتحت عينيها بدهشة , أنه سكاي !
كان هو ينظر إليه بتمعن و في ملامح وجهه المتعبة الذي لم تسنح له الفرصة أن يراها بهذا القرب منذ مدة ,
فتح فمه ليتحدث ولكنه قرر ألا يتحدث بشيء , فقد ابتعد عنها فحسب .
مدت يدها للجهة التي ذهب إليها وهي تريد استوقافه : " انتظـ .. ر " لكنه ذهب بعيدا .
أنزلت يدها بخيبة أمل , وأمسكت كتفها حيث ارتطمت به ( عليّ أن أفعل شيئا ما , الأمور لا يجب أن تسوء أكثر )
قبل أن تخرج من مدرستها , اقتربت منها لُونا من الخلف وضمتها , " يآ له من شعور رآآآئع , لقد انتهت امتحاناتنا "
إيمى : " اوه , أجل رآئع .. " وابتسمت بهدوء .
لونا نظرت لوجه صديقتها الشاحب , وشهقت : " إيمى , تبدين متعبة جدا "
إيمى هزت رأسها نافية : " لا لست كذلك , أنا بخير , أحتاج للنوم قليلا فحسب "
لونا : " أجل , عليك ذلك "
..
" اوه , وأخيرا " قالتها بعدماا انتهت من تزيين كعكة كانت تحاول أن تعدها من ساعات ,
جلست على كرسي المطبخ بتعب , فهي لم تنم سوى لساعتين من عودتها من المدرسة , نظرت للساعة إنها السابعة مساء .
أخذت هاتفها المحمول ,
و أرسلت لسكاي [ مرحبا سكاي , أتمنى أن نتقابل الليلة الساعة الثامنة في منتزه الندى , وأرجوك ألا تدعني أنتظرك كثيرا , إيمى ]
وقفت و غلفت الكعك جيدا وو ضعت في صندوق المنتزهات لتحمله معها , واتجهت لغرفتها لترتدي ملابسها
خرجت من غُرفتها وهي ترتدي معطفها الزيتوني , وقد ارتدت فستان هادئ جدا باللون الوردي يصل لركبتها
نزلت للأسفل بسرعة وهي تنظر لساعتها , " إنها الساعة السابعة و النصف " قالتها بتوتر وهي تأخذ الكعكة
ارتدت حذائها الأسود , و أمسكت بحقيبتها .
..
عند سكاي ,
كان يقف وهو يضع يديه في جيبيه تحت الإضاءة البيضاء الخافتة في الحديقة التي بها عدد قليل من الناس ,
نظر لساعته و قد بدأ صبره في النفاذ , قال لنفسه ( لقد تأخرت .. )
نظر للفراغ أمامه , وبدأ في التفكيرعن السبب لطلبها منه للمجيء هُنا , هل تريد أن تعتذر منه ربما , أو ربما تريد أن تنهي كل شيء بينهما ؟
, هز رأسه رآفضا الفكرة الأخيرة
كان المطر بدأ يسقط بغزارة , لكنه كان في مكان محميْ تمام عن المطر , فكر في إيمى ( ربما لن تأتي بسبب غزارة الأمطار )
, ثم أخذ مظلته الكحلية وقرر الذهاب .
سمع صوت خآفت ورائه بدأ بالإرتفآع ولكنه لم يعره إهتمـآم حتى شعر بأنه أحد ينآديه إلتفت بإتجآه الصوت ..
إيمى وهي تجري نحوه بإرتفاع صوت الرعد :" سسكاي , إنتظر ! "
إيمى توقفت عندما إقتربت منه وهي وآضعه يديها على ركبتيها لتلتقط أنفآسها , وتضع مظلتها أرضا .
و هي تتنفس بصعوبه قآئله :" أعتذر بشده عن تأخري "
سكآي نظر إليها بخوف : "إيمى , لمآذا تأخرتي هل أنت بخير هل أصبت بشيء ؟ "
إيمى نظرت لعينيه الرمآديتآن الخائفتين عليها : "لقد فآتتني الحآفله فقط ! , أسفه لأني جعلتك تقلق علي "
سكآي ابتسم بهدوء :" لآ بأس , يا إلهي ملابسك مبللة "
إيمى : " لأنني كنت أجري , فالمطر بللني .. " نظرت إلأيه وهو يخلع معطفه " لا لآ دآعي "
" ارتديه , هيا .. اخلعي معطفك أولا فهو يبدو مبللا "
خلعت معطفها الزيتوني , وضع عليها معطفه بهدوء .
عم الصمت بينهم لثواني ..
قالت إيمى لكسر حآجز الصمت : " دعنا نذهب لتلك الطاولة "
جلس سكاي و جلست إيمى مقابله بالطاولة المستطيله الخشبيه التي كانت فوقها مظلة كبيرة تحميهم تماما من المطر ,
أخرجت إيمى من الصندوق اللذي كانت تحمله علبه بلآستيكه دآئريها بدآخلها كعكة .
كان سكآي ينظر لها بتمعن وهي تجهز الكعكه وتحضر الملاعق والصحون , أخذ سكاي يقراء ما بدآخل الكعكه لكنه لم يفهم شي .
" آه لقد لطخت تماما " إيمى تنظر إليها وأخرجت منديلا من حقيبتها وأخذت تمسح أطرآف علبة الكعك .
سكآي بإستغرآب : ما كآن مكتوب بها ؟
" آه لا تبدو واضحة بتاتا الآن " ثم قالت بهدوء وبعض الخجل : " آسفة "
نظر سكايْ للكعكة و قد لآحظ أن كتابة " sorry "
سكتت قليلا ثم أكملت وهي تنظر إليه : " كان يجب أن أعتذر لك من قبل , انا أعلم بأني قد جرحت مشاعرك جهزت هذه الكعكه لتسآمحني "
كان سكاي ينظر لملامحها وقد بدت متأسفة حقا .
أمسكت إيمى بحقيبتها وأخرجت هاتفها النقال وشغلت موسيقى هادئه , ووضعت هاتفها جانبا .
وأمسكت بالسكين لتقطع الكيكه قآئله :" سنحتفل لعودتنا كما كنا اليس كذلك ! "
سكاي ابتسم ونظر إليها : "دعني آقطعها "
أمسك سكآي يد إيمى أعلى السكين وإيمى أبعدت يدها عن السكين بلطف وهي تبتسم .
وجعلته يفعل ما يريد قآئله : "لم تجب عن سؤالي ! أعلم بأني فعلت شيء أحمق "
سكاي ببعض العصبية :" شعرت وقتها أنك لم تقولي إلآ الحقيقه "
وتوقف عن التقطيع ونظر إليها قائلا بجدية " ربمـآ أنا لم أكن غير عائق في حيآتك "
إيمى بإندفاع : " لآ لستَ كذلك ! "
ثم أكملت قائله :" فأنـآ لم أنسى جميلك أبدا .. لقد كُنت نآدمه طيل تلك الفترة عما قلته لك .. كما أنني لطالما أحببت الحديث معك "
أطلق سكاي ضحكه وأقترب منها قائل : " هذا يعني بأنك تحبينني ! .. "
نظرت جانبا وقد شعرت ببعض الخجل قائلة : " ماذا تقول , حسنا .. ربما .. لا أدري "
ابتعد عنها وهو يبتسم , بينما هي بدأت بوضع الكعك في الصحون .
وقف سكاي فجأة من على كرسيه وأقترب من كرسي إيمى ومد يديه إليها قائل : ترقصين ؟
إيمى ومازلت تشعر بأن تشعر بالحرج لما حدث قبل قليل , نظرت إلى يدها المتسخه بالكعك ومسحتها وهو مازال بإنتظارها قآئله : "حسـ .. ـنـآ "
أمسك بيدها وجذبها إتجاهه , ثم بسط كفه فوق كتفيها بهدوء ,
وأحاط خاصرتها بينما أمتد كفها على كتفه الأيمن وأحاطت بذراعها ساعدهُ الأيسر , ليرقصان على الإيقاع الهادئ .
كان شكلهما ظريف جدا هي بمعطفه الاسود الطويل , بينما هو لا يرتدي سوى قميص أبيض ثقيل .
كانت تتحاشى النظر لعينيه تماما ,
سكاي رفع بإبهامه وسبابته وجه إيمى بإبتسآمه قآئل :" إنظري إلي .. كم أشتقت إليك "
شعرت إيمى بأنها ليست قادره على الحراك ولم تعد عيناها ترمشان , وفي داخلها ( آه .. لا تكن هكذا )
سكاي قاطب حاجبيه: "لقد إقترب موعد سفرك أليس كذلك ؟"
إيمى أطلقت زفره قائله : "لآ , بل لم يتبقى شيء إنه بعد غدٍ "
سكاي بإندفاع :" هل أنت جاده ؟ "
إيمى هزت رأسها موافقة : " آجل " ثم نظرت إلى الطاوله .
" سكاي ! " كان سكاي يرقص وهو شارذ الذهن .
سكاي أفاق من شروذه قائل : ماذا ؟
إيمى : لم تتذوق الكعكة التي صنعتها ؟
سكاي : آه , هذا صحيح
أخذت بيده وجلسوا بإتجاه وآحد على الكرسي المستطيل يتسع لاكثر من شخص قربت إيمى له صحنهُ ..
تذوق سكاي الكعكه : " إنها لذيذة , هل أنت متأكدة أن أحد لم يساعدك فيها "
قالت ببعض التكبر الطفولي : " أجل لقد صنعتها أنا لوحدي "
ضحك عليها ثم قال : " أتعلمين , لست أنت الوحيدة من يصنع الكعك في العالم "
ضحكت على حديثه , ثم نظرت للفراغ وقد غلبها النعاس فجأة , نظرت إليه قائلة : " لم أنم اليوم سوى ساعتين "
أرخت جسدها للورى بتعب , لكنه أمسك رأسها بهدوء ووضعه على كتفه قائلا : " ارتاحي قليلا "
هزت رأسها موافقة فقد كانت كل ما تفكر فيه الآن سوى أن تعود لمنزلها وتنام بعد هذا اليوم الطويل .
..
إستيقظت إيمى محاولة فتح عيناها بجهد أفآقت وهي تنظر من حولها بعد تلك الليلة المتعبة
وجدت نفسها بغرفتها البيضاء وكالعآدة تتسلل أشعه الشمس من الستائر الخفيفه بدآخلها ..
وماتزال هي مستلقيه بسريرها تتذكر ما حصل البآرحه عندما طلبت من سكاي إرجاعها المنزل لتنآم بكسل
وكيف وضبطت أشيائها بإرهاق عندها كانت ممسكه بذراع سكاي طوال الوقت .
ذهبت إيمى إلى دورة المياة وعادت وهي تقول لنفسها (غدآ سيكون موعد السفر ..سأذهب إلى اليابان وأخيرا, هل حقا سأذهب ! لم أصدق حتى الآن )
أخذت هاتفها النقال لتتصل على صديقاتها لتتأكد معهم بخصوص موعد السفر ,
دقت على صديقتها روز ..
إيمى بإشراق :" روز "
روز : "أهلا إيمى .. مَا أخبارك ؟ "
إيمى :" انا بخير .. لقد خلدت إلى نوم عميق بعد اليوم الطويل , روز ! "
روز : "ماذا هناك ؟ "
إيمى :" لقد عدنا انا وسكاي أفضل من قبل .. "
روز:" ماذا حدث !"
إيمى بسرور وهي تتذكر الأحداث : "لقد جهزت له كعكه وإحتفلنا ورقصنا .. !"
روز : " هاه ! هل أخبرك بشيء !! ... عن حبه أو من هذا القبيل "
إيمى خجلت وتذكرت ما حدث : " يَ لك من فضوليه "
روز بصرامه :" إيمى ! صآرحيني بجديه هل تحبينه ؟ "
إيمى قطبت جبينها وتغيرت ملامح وجهها :" لآلآ أعلم , حقا لآ أعلم .. "
" روز ! دعينا نغير هذا الموضوع ونهتم بموضوع أهم .. لآ تنسي موعد الطائرة غدا الساعه 4 : مساءًا "
روز بحماس:" بالطبع , وسأتحدث مع لونا أيضا سوف أوضب حقيبتي وأتي إلى منزلك لنتمرن قليلا
كأخر تمرين لنا هنا ."
إيمى :" نعم , فكرة رآئعه وأنا أيضا حسنا إالى اللقاء الآن . "
روز :" لآتفكري بسكاي كثيرا إهتمي بنفسك وسوف أتي إاليك أنا ولونا إن إستطاعت بعد ساعتين
, إلى اللقاء يَ حمقاء ."
ضحكت إيمى على روز وأغلقت خط الهاتف ..
أغمضت إيمى عيناها البنيتان ورمت نفسها فوق سريرها وهي تنظر إلى سقف الغرفه تفكر
قائله لنفسها :( عند ذهابي إلى اليابان .. بإمكاني مقابلة كايا حقآ ؟ لآ لآ أظن ذلك )
أمسكت إيمى رأسها تهزه بقوه نآفيه .. (علي ان أبعد تلك الأفكار عن بالي وأفكر بالمسابقة أكثر وكيفية الفوز بهآ )
قامت إيمى مسرعه للنزول إلى أسفل تبحث عن أمها تريد أخبرها بأن صديقاتها سيأتونها..
إيمى وهي بإتجاهها نحو السلم قابلت وليم , قللت من سرعتها وتوقفت أمامه وهي تمسك شعره الناعم الرطب الذي يغطي جبينه وقد ظهر على وجهه الإرهاق .
قائلة له : أين كنتِ ؟ لما تتصبب عرقا ؟
وليم ينظر إلى عينيها وإنما اكتفى بهز رآسه ليبعد يدها عنه .
ثم قال وهو يمسك بيدها التي سقطت من أعلى رأسه وضغطها بقوة : " لقد كنت أرقص مع رفاقي أمام المنزل .. لآذهب معك ولكن أمي منعتي " وفلت يدها بقوة .
أيمى أمسكت بيده قائله بهدوء :" ماذا دهاك ؟ .. ومن أخبرك بأنك ستأتي معي "
أخذ وليم يمشي بخطوات غاضبة عائدا إلى غرفته , وإيمى إلتفت لتنظر إليه بحُزن قائله لنفسها (علي ان أهيئه لغيآبي عنه ) وأكملت طريقها ..
إيمى وهي تنظر في إتجاهات المنزل وتبحث عن امها ولكن لم تجدها .. " أمي"
" أظنها بغرفتها " دخلت إيمى إلى غرفت أمها المجاور للسلم طرقت باب الغرفة بهدوء قائلة : " أمي أنتي هنا ؟ "
والدة إيمى : " نعم إيمى .. "
إيمى :" أستطيع الدخول ! "
والدتها : " إدخلي عزيزتي .. "
دخلت إيمى كانت أمها قد أغلقت الستائر والغرفة كانت شديدة البروده فقط ضوء خفيف تسلل من خلف الستائر بنية اللون ..
الولدة : "انا أِستلقي قليلا .. لم تأكلي شيء أطلبي من المطعم فأن أشعر بإرهاق .. "
إيمى بلطف : "سأطلب لاحقا "
كانت والدة إيمى مرخية ظهرها على الوسادة ممدده أرجلها مغطاه فراش قطني دافئ
بالقرب من حافة السرير أقتربت إيمى إلى والدتها وجلست بالقرب من السرير ووضعت رأسها على حضن أمها ..
أمسكت والدة إيمى شعر إبنتها الناعم وومدته نحوها ..
إيمى وقد كساها الحزن : "أمي سأشتآق جدا وإلى حضنك الدافئ .. وإلى كل شيءهنآ " وخبئت عيناها بحضن أمها .
والدة إيمى بحنان : " طفلتي إيمى , مستقبلك سيبدأ هناك وسيزدهر
وستكون بدايتك ستواجهين الكثير من المصاعب وستتكسلين و تتراجعين لككني متأكدة أنك لن تتوقفي هناك .. ستكملين "
جلست إيمى على طرف السرير .. وأمسكت بيد والدتها قائلة : " ولكن سأشعر بالوحشة هناك , سأفتقدك وأفتقد وليم .. "
الوالدة وهي تبتسم :" أتظنين أننا لن نأتي ! بل سنأتي ولكن ليس معك سنبقى هنا فترة ونلحقك هناك ,
لرؤية أهل أبيك للإطمئنان عليهم بما انك باليابان علينا زيآرتهم , أليس كذلك "
إيمى إبتسمت إبتسآمه مشرقه قائله : " هل أنت جآده , هل سأرى جدي وجدتي وأسآقابل أقاربي عمي وعمتي وأبنائهم , يَ إلهي كم انا سعيده الآن ".
قبلت يد والدتها وأخذت تتجول حول الغرفه بسعادة غامرة , كانت جين تضحك على تصرفات إبنتها الطفوليه .
إيمى قائله وهي متجه إلى باب الغرفه بسعادة :
" آه أمي , لقد نسيت أن أخبرك سيأتون روز ولونا إلى المنزل وسأوضب ملابسي معهم كما أننا سنتمرن قليلا .. "
والدة إيمى : " هذا جيد , نعم ولآ تنسي بأن تدعي وليم يشآرككم لآنه حزين جدا لفرآقك له "
إيمى بإبتسآمه خفيفه وملامح حزينه لأخيها الصغير ..
ذهبت إيمى إلى غرفة وليم طرقت الباب ودخلت سريعا .. قآئله : "سأدخل .. وليم ! "
كانت إيمى تسمع صوت بكاء خفيف مكتوم نظرت إيمى بإتجاه السرير كان وليم غارق بالبكاء مخبئ رأسه تحت وسآدته ..
ذهبت إيمى إليه .. قآئله : " من أبكى أخي الشجاع ؟"
جلست إيمى على السرير بجانب وليم وأخذت تمسح على رأسه :" لا تبكي هذا سيحزنني ".
رفع وليم رأسه من الوسآده ولف ذراعه حول خآصرت إيمى .. قائل : " أترضين ان أبقى وحيدا كم أنت قآسيه !"
أحاطت إيمى ذراعها حول أخيها وقد أغلقت عيناها الدامعه المحمرتان حزنا ..
قائلة له : " وكم أنت قآسي تصعب علي الرحيل " .
وليم نظر إلى عيني أخته : "أتردين أن تذهبي , لكن عليك أن تعديني بأن تعودي إيمى "
إيمى أمسكت بدمعات أخيها المشتعله حزنا ومسحتها بلطف قآئلة له : " سأعود من أجلك ومن أجل أمي ولآن هذا موطني , وخذ هذا كوعد مني "
سرعان مَ مر الوقت وهما يقضيانه باللعب بألعاب الفيديو وقد تفوق وليم على إيمى عدة مرآت .
نظرت إيمى إلى السآعة التي في يدها .. قأئلة :" أه , ستأتين صديقآتي بعد قليل علي ان أتجهز سأهزمك بالمره القآدمه " قآمت إيمى من الأرض أمام الشاشه .
لف وليم رآسه تجاه إيمى قآئل : " لآ أعتقد ان هناك مره قادمه "
إيمى : " لآ تقل هذا ,آيهآ الأحمق إذهب الآن وبدل ملآبسك لتسآعدنآ " .
..
كانت روز تنظُر لحقيبة إيمى للتأكد بأن كل شيء بدآخلهآ , أمآ إيمى فكآنت تلملم بعض من أشرطتهآ المفضلة
بالنسبة للونا و وليم فكانا يلعبان خلفهما ,
صرخت إيمى : " وليم , توقف عن القفز على سرير , وإنتي أيضا لونا "
توقفت لونا وهي تقول بطفولة : " حسنا لا تصرخي "
أما وليام فظل بقفز وهو يتجاهلهآ .
روز بإرتياح وهي تغلق حقيبة إيمى : " اوه لقد انتهينآ . "
إيمى : " إنتظظري , لا تزال هناك بعض الملابس لم تضعيهآ "
لونا بعصبية : " أيتها الحمقاء لا تضعي كثيرا من الملابس , لا تنسي بأننا سنشتري الكثير منها في اليابان , آه آنآ متحمسة "
إيمى هزت رآسهآ موآفقة بعد أن اقتنعت .
روز : " والآن بعد أن انتهينا هل علينا التدريب قليلا قبل الرحلة غدا "
لونا بحماس : " لنذهب إلى منزل سكاي لنتدرب هناك " ثم تغيرت نبرة صوتها إلى الحزن : " ونودعه أيضا "
صرخ وليم فجأة : " وأنا سأذهب معكم "
نظرن إليه الفتيات , إيمى بإنزعاج : " وما دخلك أنت ؟ "
..
عند منزل سكاي ,
كان يجلس في أرضية صالة التدريب ذات الإضاءة الخافتة وحيدا , وبيده ظرف بينما يفكر بعمق ..
دخلت الخادمة قائلة : " سيد سكاي , جائت إيمى وصديقاتها "
استغرب مجيئهن ووضع الظرف في جيبه , وقبل أن يقف ليتجه إلى الصالة , كانت لونا وخلفها الفتاتين قد وصلتا لصالة الرقص , برفقتهن وليم !
لونا : " مرحبا سكاي , لقد جئنا "
ابتسم سكاي وقد فرح بقدومهن المفاجئ : " مرحبا بكن , هل أتيتن للتدريب أم لتوديعي "
أجابت إيمى وقد اقتربت منه بإبتسامة حزينة : " للإثنين "
" وآه , هذا رآئع " هذا ما قاله وليم وهو يدور حول الصالة بتفاجئ من المعدات .
قال سكاي بفرح : " وليم لقد جئت أيضا "
وليم اقتربت من سكاي وأمسك يده : " سكاي , هيا لتعلمني بعض الرقصات "
ايمى وضعت يده على رأسها بانزعاج : " وليم أنت ستبقى تلاحقني إلى موعد رحلتي أليس كذلك , كم أنت مزعج "
ضحك وليام واتجه ليشغل إحدى الاغاني ليبدوء بالرقص سويا : " بما أن قدمي بخير الآن , سأعلمكم بعض الرقصات , حسنا وليام ؟ "
هز وليام موافقا , أما إيمى فحادثت سكاي قائلة : " هل أنت متأكد أن قدمك بخير الآن "
سكاي : " أجل , أنا أفضل الآن "
عند روز ولونا اللتان كانتا تتهامسان , لونا :" انظري إلى سكاي و إيمى يبدو أن علاقتهم أفضل الآن "
روز : " أجل , هذا ما يبدو .. أتمنى أن يظلا هكذا حتى بعد أن تذهب إيمى لليابان "
علمهم سكاي عدة رقصات , وكانت إيمى أكثرهم اصرارا بأن تتعلمها جيدا ,
وليام كان قد استنفذت قوته وقد غفا نائما بعد عدة سويعات , لونا وروز قد جلسا ليرتاحا قليلا .
أما سكاي فمازال يدرب إيمى الرقصات , حتى وضع يديه على ركبته بتعب : " لقد تعبت , لنرتح قليلا "
إيمى التي كانت ترقص بإتقان الآن : " لترتح أنت , أنا سأتدرب قليلا "
أمسك إحدى يديها بهدوء : " فلتتوقفي , فغدا رحلتك عليك أن ترتاحي "
توقفت إيمى عن الرقص بعد حركته المفاجئة . إيمى بهدوء : " سأفعل , شكرا لك , الكثير من الفضل يعود لك "
بعد الكثير من التعب , قررن أن يعدن إلى منازلهن , إيمى التي كانت ممسكة بيدها اليسرى وليم شبه النائم ,
كانت تحادث سكاي قائله له وهي تبتسم بلطف : "أظن انه حان وقت الوداع .. اليس كذلك ؟ "
سكآي أنزل عينيه للأرض قائل بحزن : "هذا صحيح .."
أمسك سكاي يد أيمى قائل لها وهو ينظر إلى عينيها بتمعن : "إيــمـى "
إيمى نظرت إلى عيني سكاي الرماديتان الساحرتين
وقد شعرت أن قشعريرة تسري في جسدها بعد ان امسكها بيده البارده
قالت له بصوت مرتعش :" مآذا هناك .. "
أخرج يده من جيبه الخلفي ووضع بيدها ظرف ..
قائل لها وقد أغلق يدها حول الظرف : "لا تفتحينها إلآ إذآ أقلعتي عن لندن "
ضغط سكاي يده اعلى يد أيمى بقوه دون إدرآك :
"إنتبهي لنفسك إيمى .. ولآ تنسي ان تهاتفيني بعد وصلك لهناك "
إيمى بتعاسه ولكن تبتسم لتلطف الجو :"لن أنسى بالطبع ..
سأغير رقمي بالمطار و سأرسل لك وللبقيه رقمي الجديد قبل ان أذهب إلى اليابان"
إنزل سكاي رأسه وهو مازال ممسك بيد إيمى لآ يريد تركها لتذهب
مع صديقاتها كانت إيمى تنظر لصديقاتها هم يحملن معاطفهم ..
سكاي وهو مازال ممسك بيد إيمى ثم شهق بقوه وسقطت دمعه ثم دمعه تتلوها
وهو ينظر إلى لونا وروز وصرخ بأعلى صوته كان محاولا كبتها لكنه فشل .
عندها فآق وليم من صرخه سكاي قائل وعيناه مغمضتان
قائل :" مآذآ هناك " وسرعان ما رجع لموضع نومه .
نظرت إيمى إلى سكاي وقد فتحت عيناها بمصرعيها متفآجئه لآنها لم تكن تتوقع ذلك ..
إلتفت روز ولونا اللتين كانتا أمام الباب مستعدات للخروج لصرخت سكاي المفاجئه متفاجئتين وبعدها عم الصمت للحظات في الصاله ,
ذهبت روز بإتجاه وليم وامسكت بيده قائله لإيمى : "أعطيني هو سأتكفل بمسكه "
أخذت روز .. وليم من إيمى التي لم يتحرك منها ساكن كانت تنظر إلى سكاي متفاجئه هي أيضا ..
وإتجهت للونا الذي تعس وجهها وإحمر حزنا عند رؤيتها سكاي لأول مره هكذآ
قائله لها بصوت منخفض مهموس : " لندعهم لوحدهم "
خرجوا وأغلقوا الباب خلفهم لم يتبقى سوى إيمى وسكاي في صالة الرقص
التي بداءت بإصدار صدى صوت بكاء سكاي المكبوت ..
رفع يده اليسرى أمام عينيه ورفع رأسه إلى أعلى ليخبئ دموعه .
أمسكت إيمى بكلا يدي سكاي وألقتها قائله له :
" سكاي ,لآ تصعب علي السفر أرجـوك , إبتسم دعني أرآك سعيد قبل ذهآبي "
سكآي بصوته المكبوت وقد إحمرت عيناها بعصبيه : " وكيف أبتسم .. ! "
أحنى سكاي بكتفه وضع يداه ممدودتين في كتفي إيمى وإنزل رآسه ..
قائل لها : " إنِ أشعر بالضعف .. لآنني .. لآنني لآ أستطيع إيقافك إيمى "
إحمر وجه إيمى حزنا وسقطت من عينها دمعه حارقه .. لكنها تمالكت نفسها .. ومسحت دموعها التي لآ تريد ان تنهمر قائله لنفسها ( لآ أريد ان ابكي )
قائله له : " سكاي , توقف عن ذلك .. "
رفع سكآي رأسه ونظر إلآ عيني إيمى التي كانت قريبا جدا منه .. قائل :
" شيء أخير قبل أن تذهبين , لآ تنسين بأني سأحمل حبك دآئما في قلبي "
وأشار إلى قلبه " هنـآ " كانت ذراعه اليمنى مازالت معلقه على كتف إيمى .
ذهبت إيمى لأخذ معطفها من اعلى المنضده عندها سقطت يد سكاي من على كتف إيمى وعدل وقفته ..
وأسرعت بالخروج وإلتفت إليه قبل خروجها حينها كان واقف مكانه لم يتحرك فقط ينظر امامه ..
قائله له : إهتم بنفسك سكآي .. سأعود قريبا
ماذا تتوقعون عن رحلتها إلى اليآبآن ؟
وماذآ يحتوي الظرف ؟