هيا حسن لنغادر المكان بارد وطقس مثلج هيا....لنذهب لتناول الطعام.....خرجت نادبة من غرفتها
وذهبت لتشرب عصيرا...فهي لا تشعر بالجوع....عمتي...أنا لا أحس بالجوع سأشرب كوبا من
العصير وأعود لأنام أحس بالتعب....لم تناقشها وطلبت منها أن ترتاح....بعد يومين خرج حسن
للذهاب لعيادة الدكتور ياسر.....دخل عليه وبدأ بجلسته.....أخبره عن قصة تلك الفتاة التي رآها...
كانت نادية بالخارج تنتظر دورها إلى أنها ملت الإنتظار خرجت لتستنشق الهواء....بعد دقائق
غادرت المكان وعادت إلى عيادته.....أنتظرت حتى خرج حسن من عيادته ونظرت إليه بإمعان
واتى فهد ببالها....أحست بدوار...وأغمي عليها...أمسكها حسن بعد أن نظر إليها....أدخلها
عند ياسر....وطلب منهم الخروج فهي مريضته........بعد لحظات أتسيقظت من نومها ونظرت إلى من حولها....فرأت حسن وتقدمت محوه
بسرعه وتتلمس كل شيئ فيه...وتبكي وهي تقول
أنت فهد صح....هيا قل...أحس حسن بالخوف....فهي تقول فهد وأسمه حسن....لا يتذكرها
كثيرا....إلا انه أحس بالصداع....وغادر الغرفة.....دخل ياسر ورآه يخرج من الغرفة..دخل عليها
وقال لها....هل تعرفينه...كانت مرتبكه....وتتلعثم بالحديث.....نعم أنه فهد..أنا متأكده....أمسك
يدها...أجلسها على الكرسي وقال لها....أسمعي...أعتقد أنه هو...فهو يتحدث عن فتاة ويقول أسمها
فسألته عن أسم الفتاة...فقال أسمها نادية على أسمك ولم اتوقع أن تكوني أنتي من يقصد....فلقد مر
بحالة صعبه....ولكن أتمنى أن تتريثي قليلا ولا تضغطي عليه فهو مريض ولا يعرف نفسه
حتى.....أبتسمت ووعدته...أهم شيئ عندها أن فهد عاد إلى الحياة وسيتذكرها قريبا........
أبتهجي
فهو بخير مع الأيام سيصبح بخير...إن شالله....خرجت من غرفته...نظرت إليه أقتربت منه....
وضعت يدها على وجهه تتلمسه....فهو فهد ولكنه لا يعرف نفسه....أمسكت يده وبكت ....وعانقته
بقوة.....قال لها....آنسه ما بك....لماذا تبكين.....هل هناك شيئ يحزنك...لا تقلقي سيزول الحزن
من قلبك....كان يتحدث بهدوء....ويبتسم...أبتسمت...فخرج ياسر وطلب منه الدخول....أتصلت
نادية لعمها لتبشره....عمي كانت تبكي وهي سعيده...فهو لم يفهم ما بها...كانت تتلعثم بالحديث....
عمي فهد ما أن قالت أسمه....حتى نهض....وأمطرها بالأسئلة...أين هو وكيف...ومتى....لم يتسنى
لها أن تجيب عليه بكل تلك الأسئلة...طلبت منه المجيئ...إلى عيادة ياسر...جلس فهد...وقال له..
الطبيب...كان يخاف من ردت فعله...أسمع بني...هل تعرف تلك الفتاة التي تجلس...بالخارج...
نظر وبدأ بالتفكير....لا أعلم ولكن أحس بأني أعرفها...أتعلم فهي جميلة وطيبه... هي حزينه
لا أعلم لماذا عانقتني.....أسمع أنت أسمك....تردد ياسر بأخباره....تنهد وقال....أنت أسمك فهد...
والفتاة التي بالخارج تكون خطيبتك....وستأتي أفراد عائلتك إليك....تسمر وأحس بالرجفه...
والخوف....جآئته نوبة...أسمكه الطبيب ولم يدع أن يدخل عليه....وبدأ بتهدئته.....بعد ساعة
وصل والده...خرج له ياسر....ويشرح له حالت أبنه....سعدت العائلة.....جلسوا جميعهم بالخارج
حتى تتحسن حالته....فالصدمة...قوية بالنسبة لحالته....أتصل والده إلى سليم كي يعلمه...ما أن
علم ...حتى قطع تذكرة للعودة....خرج فهد من الغرفة ونظر للجميع الكل وقف ونظروا إليه....
تقدم نحو الطبيب وسأله من هؤلاء...ولماذا ينظرون إلي بتلك الطريقة....أخبره أنهم عائلته...
يجب أن تعيش معهم حتى تسترد ذاكرتك....تقدم والده وهو يبكي....بدأ بلمسه من وجهه حتى
كتفيه...كان يريد أن يتأكد من أنه هو فهد....
وعاقنه بقوة ووالدته...عانقته...أما نادية كانت تراقبه من بعيد فهي سعيده لانه بخير.....تردد من أن
يذهب معهم إلا أنه فضل أن يأتي خالد معه....
....فهو يريد أن يحس بالأمان....علم خالد فتوجه...
إليهم بسرعه...وتحدث إليه وطمأنه من أنهم عائلته...وهم يبحثون عنه منذ زمن....تقدم ياسر
وطلب الحديث لوالده على إنفراد....ما بك هل هناك شيئ...أرجوك لا تضغطوا عليه فهو للآن
مريض....وأخبرني أي شيئ يتذكره أو أي حدث....طمأنه وخرجوا جميعهم...توجهوا بالبدايه
إلى بيت خالد....وبعدها إلى منزلهم....صعد إلى سيارة خالد....فهو للآن لا يحس بالأمان
معهم....كان فهد ينظر إلى الشارع والى البنايات والحدائق وإلى المراكز....حتى الشارع الذي
يوصله إلى بيته...كان مئلوف بالنسبة له...إلى أن ذاكرته تخونه....أحس بأن هناك شخص عزيز
يحبه...ويحلم به...مع أنهم أخبروه أن نادية هي خطيبته وحبيبته...إلا أنه لا يحس بأي مشاعر
أتجاهها....وصلوا إلى المنزل....وأمسك فهد ذراع خالد....كانت نادية تنظر إليه....مع أنه
فهد إلى أنه مختلف....فهو لا يقترب منها ولا ينظر إليها...دخلوا إلى الصالة الجلوس...
وشربوا القهوة...كان الجميع سعيد..أما....نادية طوال الوقت وهي تنظر إليه...وقلبها يفطر من
الحزن...
كادت الدموع تنزل من خدها....إلا أنها تحملت وغادرت المكان وعادت إلى غرفتها...نظر إليها
فهد وهو يشعر بالحزن لأجلها....دخلت إلى غرفتها....أحست بالغربة...وكرهت نفسها....لا
تريد أن تكون علاقتها به بتلك الطريقة...بكت وهي واقفه خلف الباب...تتذكر أيامها معه...ولحظات
الفرح وسعادة....أدخلوه إلى غرفته...ونظر إلى المكان فوجد صورته مع نادية ومع العائلة...أبتسم.
جلس على السرير...سلم عليه خالد وقال له....هيا حسن...أقصد فهد سأذهب...أسمع أي شيئ تريده
أخبرني...ولا تنسى أنهم يحبونك....ولا تنسى خطيبتك....تفهم وأشار له بالموافقة....غادرو االجميع
كي يرتاح....وضع رأسه على الوسادة....وأغمض عينيه....لدقائق..طرق الباب إلا أنه لم يقل
شيئ...دخلت نادية وجدته نائم....تقدمت نحوه...وجلست ببطئ...ومدت يدها نحوه....ولمست شعره
وجبهته وجبينه...وفمه...فهي تقول في نفسها...أنه فهد حقا...كانت دموع تنهمر....قدمت وجهها
نحوه...ففتح عينيه...ففزعت....ووقفت أرادت أن تخرج...أمسك يدها..وقال لها....أنا آسف ولكنني
لا أتذكرك....سامحيني....أفلتت يدها...وستدارت نحوه وقالت....بعد أن مسحت دموعها...لا عليك.
ليست غلطتك...أنا آسفه لقد دخلت عليك وأنت نائم....سأذهب.....قال لها....آنسه....لم يكن يتذكر
أسمها...فقالت نادية...أسف لا أذكر أسمك.....لا عليك...أحس بالجوع...أريد أن آكل....فرحت
قال لها...أعدي أي شيئ...للأكل....حسنا....بعد دقائق العشاء يكون جاهزا....شكرا لك...أغلقت
الباب...وذهبت إلى المطبخ...:كانت الساعه تشير إلى الحادية عشر ليلا....كانت تعد له العشاء...
وتبكي...نظر من بعيد إليها...وهي تمسح دموعها...علم أنه هو سبب...لم يكن يقصد...ذالك....
دخل عليها خلسه...لم تلاحظ أقترابه منها...فهي سارحه....أمسك يدها...تسمرت....وأستدارت
للخلف....ونظرت إليه...وقال لها....أرجوك لا تبكي...أنا أسف....كانت عينيه...فيها كل الحب
والحنان...فهي تحب النظر إليه....بقيا هكذا لثواني...إلا أنها...عادت لوعيها وقالت له...وهي
تتلعثم...لقد أعددت لك العشاء....نظر إلى الطاولة...وجلس على الكرسي...نظر إليها وهي تريد
المغادرة...أسمعي أن ذهبتي لن آكل الطعام...هيا أجلسي....لم تغادر...جلست...وبدأ بالأكل...
كانت تنظر إليه...فهو أمامها ولا تستطيع أن تجلس بجانبه وتتحدث معه بنفس الطريقة...كانت
تحس بالجرح وهو يكبر....فحبيبها...أمامها ولا تستطيع...أن تقول له كلمة واحده...أرادت أن
تعيش بنفس الطريقة التي كانت تعيشها معه....نظر إليها...ودموعها تنهمر...أحس أنها سارحه
أحس بالحزن لأجلها.....ما أن أراد أن يقول شيئ...حتى عادت إلى رشدها وغادرت المكان بسرعة
لم تتحمل.....البقاء صامته معه....خرجت من المنزل وهي تبكي....الصبر نفذ...فهي تحملت....
وبالأخير يعزد إليها ولا يتذكر إي شيئ....هذا يقتلها....ألف مرة....كانت واقفه خلف المنزل...
بكت بصوت مرتفع....وقالت...لا أستطيع والمطر انهمر بغزارة....لم تهتم....قالت في نفسها
أرجوك لا تنظر إلى بتلك الطريقة انت تقتلني....أحس بأنني أموت....أريدك أن تعود لي فهد..
الذي أحيه....ظهر أمامها فهد...نظر إليها وتقدم وأمسكها وعانقها بقوة...وقال....ماذا عساي
أن أفعل أنا لا أعرفك ولا أحس بتجهاك....أغمضت عينيها....وبكت...أرجوك لا أحب دموعك
فهذا يضايقني كثيرا....فاليوم التالي....كانت والدته تعد له الغداء...وأكلته المفضلة....كانت
ناديه تساعدها...دخل عليهم...أبتسم...فلقد وعد نادية أن يحاول أن يكون فهد الذي تعرفه..
ولكن لتصبر عليه...نظرت إليه...أبتسمت...جلس بجانب والده وبدأو بتناول الطعام...كان ينظر
إليها إلا أنها لم تهتم....تناولت وغادرت المكان...تبعها فهد وأمسك يدها...أراد ان يفهم لماذا
تصرفت بتلك الطريقة...بعد لحظات طرق الباب ودخل إليهم أنه سليم وما أن رآه حتى عانق
فهد لم يعرفه...أمسكه والده وقال لسليم...أنه لا يتذكر احد ...حقا أبي...جلس معهم...إلا أن
نادية لم تجلس معهم....كان فهد يحرك رجله اليمنى بسرعه....كان متضايق من تصرف
نادية معه....للحظات أستأذنهم وخرج من عندهم وتوجهه بسرعة إلى غرفتها...لم يجدها
خرج بسرعه يبحث عنها...فوجدها تسقي الزهور...وتهتم بها فهي تحباها....ففهد..يحب
الأزهار....تقدم نحوها ووقف بجانبها....وقال لها....أنتي تحبين الزهور...أتعلمين أنها
جميلة....نظرت إليه....حقا....تركته ورحلت عنه....لحق بها...أمسك بذراعها وقال لها...
ما بك لماذا تتصرفين بتلك الطريقة....قالت له..أسمع أنت لا تعرفني...لا أريد أن اتحدث
معك بعد الآن....فكرت نادية بالأمس...فهي لا تريد أن تضغط عليه كي يتذكرها...لذالك
بدأت تفكر بأن تتجاهله قدر المستطاع....نظرت إلى الخلف فهناك أحدا يناديها...فوجدت
انه ماهر....غضبت عندما رأته...توجهت إليه وقالت...لماذا أنت هنا وما الذي أتى بك
إلى هنا...لقد جئت كي أسلم على فهد فأنا سعيد لأنه حي...تقدم نحوه وصافحه...قالت
له أنه لا يتذكر أحد هل تفهم...أعرف ذالك....ما بك لن...آكله....فالبلاد تتحدث عنه...
غادر البيت...سالها فهد من يكون...قالت له انه صديق العائلة...يبدو لطيف...ضحكت
وقالت في نفهسا....لو كنت تتذكره لركلته....