على اصوات تلك المعزوفه , يجلس ليمعن في ذكريات الماضي المؤلم
على تلك الاريكة المفردة في الغرفة الواسعة الموحشه ....
لا احد من حوله ,, فقط هو , وتلك الصور في ذهنه , والانغام الحزينه
يعلم بأن كل من عرفهم ذهبوا ادراج الرياح بلا عوده ..
ليسير هو في طريق الوحدة المظلم والمليء بالوهم..
يسير كـ الهائم من دون اكتراث لنهاية الطريق العثر ...
*يتسائل احيانا ... هل سيجد النور يوما ما , او سيلقى الهاويه ...؟!
البدايَة الفاتِنَة,
أصواتٌ مِن الماضِي همْهَماتٌ موسيقيَّةٌ
اخترقَت رُكام قلبِه!, وزادَت سودوايَّةِ
حيرتهِ فأفضَى بعُمقٍ تسآؤُلاِته .. أنْ
إلى أيَن المصيْرُ بعد كلِّ ما جرَى ؟
ليتعجب جميع الرجال ويذهلوا وقد علموا مافي نية ذاك الشاب اخيرآ ...
توجه عدد منهم نحو جون بسرعة شديدة وهم في نيتهم ان يقضوا عليه
لولا انه قد اطاح كل واحد فيهم بضربة واحدة بقدماهُ الطويلتان وتسديداته القوية التي زينتها طوق حديدي بعدها عاود المسير نحوا الباب مسرعا...
لكن قابله الرجل الذي توعده بحقد شديد وهو يخرج مسدسه ويصوب نحوه لكن جون استمر بالركض نحو البوابة وتفادي الطلقات بخفة وسرعة ومهاره,
واشبح ابتسامة ثقة وغرور تعلوا وجهه البارد..,
كانت البوابة في الربع الاخير وعلى وشك الاغلاق ولكنه قفز على الارض بكل تهور ودار بجسده ليجد نفسه خارج المخزن اخيراً ...
,"وقف و رفع رأسه ليجد فوقه طائرة مروحية و سلم يتدلى منها ، أمسك به ليصعد في الهواء فطارت قبعته
اخرج بعدها جهاز تحكمٍ اسود , بعد ان ابتعد مسافة لابأس بها
ضغط على الزر وهو يقول بسخريه :"تحياتي لسيدكم..في الحياة الاخرى ..""
ليدوي صوت انفجار وتندلع النار في كامل المخزن لينقشع ذاك الظلام ويختلط بلهيب النار والدخان..
نظر نحو الاسفل لتنعكس صورة اللهيب على عيناه الحادتان ليظهر على وجهه شبح ابتسامة تعبر عن لذَة انتصاره ....
-
-
-
- قرابة بزوغ الفجر توقفت سيارة شرطة بسرعة لتصدر اطاراتها صوت احتكاك قوي ..
ثم نزل منها عدة رجال شرطة وهم ينظرون لبقايا المخزن المحترق بغيض ..
قال رئيس الشرطة بعد ان اخذ يلعن ويسب حظه التعيس وهو ينظر الى الأشلاء المتفحمه:" لابد انها نفس تلك المنظمة الخبيثه ...لقد تأخرنآ كثيرآ مجددآ.. "
اردف بحزم وهو ينظر للشرطي المبتدء :"انت ..خذ بعض الرجآل لتفتشوا المنطقة بحثآ عن أي ادلة تثبت وجودهم هنا.."
:"حـ حآضر..."
:"وانت..؟ ضابط جيمس..!"
كان احدهم مستندا على سيارة الشرطة ويدخل يده بين خصلات شعره البنية بينما ينظر للمخزن
لكنه تفاجئ بالمدير ينظر اليه فـ اعتدل واقفا وهو يقول :"نعم سيدي.."
:"اذهب وابحث معه انت ايضا.."
-
--------------------------
سأعرفكم بالشخصية التي راقت لي في هذه الروايه ..
جيمس والكر ..\ 25 سنه, شرطي مجتهد في عمله , طموح , لديه طريقته الخاصه في العمل , وربما يظهر عليه الكسل احيانا ..
وسيم , ذو شعر بني وعينان بلون العسل وبشرة .., لطيف وطيب القلب جدآ
---------------------------
-
-:" جيمس.."
التفت لأحد رفقاءه وهو يخاطبه:"هل وجدت شيئآ ؟"
قال جيمس وهو يرفع بعض الحطام :"لا ليس بعد , لا اعلم لمآ يظن ذاك العجوز بأنه سيجد شيءً هنا...
ان كان هناك أي دليل يدينهم فهو داخل هذا المخزن أي انه قد احترق .."
تنهد كيفن وهو يتبع جيمس بين الحطام ثم قال :"انهم اذكيآء فعلا..
يقومون بعملهم بخفة من دون ان يشعر أي احد وكأنهم اشبآح او ماشآبه...آآآهه نحن لم ننم جيداً منذ يومان بسببهم,, انه الصباح .."
قال جيمس وهو يمسك بمعدته :" , لننهي البحث حتى نستطيع ان نتناول الفطور والا سننتظر الى حتى موعد العشاء.."
اجاب كيفن بأحباط :"حسنا .."
وقف جيمس وهو ينظر لأحد القوارب الواقفة وبجانبها رجل يجلس على احد المقاعد:"هيا ..لنتحقق من ذلك الرجل.."
اقتربوا من الرجل الذي كان ممسكآ بصنارة الصيد ويتأمل البحر بهدوء...
:"مرحبا .."
التفت اليه الرجل ثم اجاب وهو ينظر اليهم بتعجب بسبب زيهم الرسمي :" مرحبآ .. "
قال جيمس بعد ان اخرج شارته:" معك جيمس والكر من مقر شرطة العاصمه.."
اردف بعده كيفن بجديه :"نريد ان نسألك بشأن ذاك الحريق الذي حدث .."
توقف الرجل وقال بجفاف :"انا لا اعلم ماسببه ولم ارى احدآ .."
رد جيمس بحزم طفيف :" ومن قال بأنه من فعل فاعل ,...
وأيضآ وقوفك هنا امر مشبوه فأنت الوحيد بالقرب من موقع الحريق ولم ينقضي عليه سوآ ثلاث ساعات أي مدة قصيره !"
اجاب الرجل بحنق:"قلتلك لا اعلم شيئآ..لقد جئت بصحبة أبنتي على متن قاربنا منذ قليل لنستنشق بعض الهواء النقي ليس ألآ.."
قال كيفن بعد تفكير :" اذن , هل رأيت أي امر غريب عند وصولك , مثلا سيارة مريبه او رجال غريبون ...."
فكر الرجل قليلآ ثم قال :"لالا..كنت منشغلا ولم الحظ شيئآ..وأيضآ صوت القارب لن يجعلني قادرآ على ان اسمع او الحظ أي شيء"
:"أبي..؟"
- تقدمت نحوهم فتاة تبدو مابين التاسعة عشر والعشرون ربمآ ,,,حسنآء بشعر اشقر طويل وعينان زرقآْء تناسقت مع لون البحر خلفها ,,
نظرت لكيفن و الى جيمس ثم قالت مستنكره:"مالذي يحدث..؟"
-التفت على ابنته ليقول :"كاثرين ! , لاشيء...عودي الى الداخل ...,"
قال كيفن ليجيبها :" نحن هنا لنحقق في امر الحريق فقط .. ولفت نظرنا وجودكم هنا في هذا الوقت المبكر "
اقترب جيمس منها وقال بشك:" انه ليس حتى يومآ مشمسا لتأتوا بقاربكم الى هنا في هذا الوقت المبكر ..وبعد هذا الانفجار, الستم خائفين ! ,, "
ردت الفتاة بصوتها الأنثوي وبعفوية لجيمس :" لن يطول بقائنآ , وأيضا ان الحريق يبعد مسافة لابأس بها عنا وقد انتهى مسبقآ وتكفل رجال الاطفاء بالامر ...
الهذه الدرجة هو خطير علينا البقاء هنا !"
ثم وجهة نظرها نحو والدها و اردفت :"...لو كنت اعلم بشأنه لم اكن سأطلب هذه الرحلة منك يا ابي "
قال والدها بأرتباك :"لا لابأس..أليوم اجازتي وسوف نستمتع معآ...كما وعدتكِ"
- تنهد كيفن وسحب ذراع جيمس الذي اطال النظر الييها ويبدوا بأنه لم يقتنع منهم ثم همس له
:"يبدوا ان لاعلاقة بهم بالامر...كيف لشخص تابع للعصابة ان يأتي و معه ابنته.."
تراجع جيمس بأستسلام ثم قال :"حسنآ..شكرآ على افادتك ,سنغادر الان.."
-
-
بعد ان غادرا قال جيمس بتفكير :" قال رجال الأطفاء بأن الحريق حصل بعد منتصف الليل بساعتان...
ومن خلال الهويات التي وجدناها للرجآل الذين قتلوا فهم جميعآ لديهم سوابق والاغلب بأنهم مجرمين خطرين ...,"
جلس على احد المقاعد وهو يحاول ترتيب افكاره ثم قال:
"لنرى ... همممم,,نحن لانعلم سبب قتلهٍم لأولئك الرجال,, هل تظن بأنها خلافات بين العصابات فقط؟ ... ,
لماذا تلك المنظمة تقدم على فعل شيء كهذا , هناك شيء ما لم افهمه بعد..."
اجاب كيفن وهو يرى الحيرة على وجه جيمس :"ربمآ هي عاده ... هناك بعض العصابات تقدم على قتل الأشخاص الذين يتعاونون معهم بعد الانتهاء من عملهم ..
او بعد التعاقد في شيء مخالف للقانون فيعتقدون بأن ذلك أأمن لهم ...فهم لايحبون الاتفاق مع ايٍ كان والخيانة لاتعتبر شيء بالنسبة لهم"
نظر جيمس لكيفن بحماسة ثم قال :"صحيح...يبدوا كلامك معقولا ...خصوصآ بأنهم فعلوها اكثر من مره ....
في القضية السابقه قد قتلوا عصابة كاملة من صانعيِ المنشطات وبعدها صدروا كل الحمولة خارج البلاد داخل سفن ...لازلت اتذكر تلك القضيه,,"
حل الصمت لفترة ثم قال كيفن وكأنه اكتشف شيء ما :" اذا قلنا بأنهم قد عقدوا اتفاقهم في الميناء بالذات .,
فهذا يعني بأنهم قد خططوا مسبقآ لنقل حمولة اخرى بنفس الطريقه و في نفس الوقت كـ المرة السابقة تماما..."
- ابتسم جيمس وهو يحاول التمسك بخيط يوصله أليهم فقآل بحماس :"صحيح ,اجل ...,,
اريد ك ان تبحث عن كل السفن التي غادرت منذ الامس والتي ستغادر في تاريخ الغد ايضآ ... لا بد ان يكون الوقت مقاربا لزمن الحريق ,,,,
انا سأبلغ الشرطة البحرية وخفر السواحل عن ذلك , "
:"عُلم . . "
-
-
-
-
دخل الى مبنى ضخم وهو يسير بكامل هيبته وهالته التي تبعث شيئا يربك كل من حوله
وقد وقف له كل من كان في طريقه بأحترام و الابواب تفتح له بتلقائية قبل وصوله
توقف اخيرآ امام باب ضخم ذهبي اللون ثم فُتح له ليدخل . .
كان مكتباً واسعاً شديد الفخامة وذو اثاث فاخر والوانَ تدرجت ما بين الذهبي والبُني القاتم الذي صبغ الأرائك الكبيره والتحف التي ملأت المكان ..
,توسطته ثريآ كبيرة جدآ تزداد فخامة بنورها الذهبي البراق ..,, وفي نهاية الغرفه
وضعت طاولة مكتب كبير خشبي ومن خلفه نافذة زجاجية كبيرة بستائر حمراء مخمليه
شُرعت لتدخل اشعة الشمس وتجعل من المكتب اكثر لمعانا وبريقاً ..
كانت احد الموظفات واقفة بجانب المكتب تأخذ بعض الاوامر من الرئيس كعادتها ,
انتبهت ان الباب قد فتح ليدخل منه جون بكل هدوء ...
حال ما وقف داخل المكتب انعكس الضوء الذهبي المنبعث من الشرفة على بشرته
ليتخلل داخل خصلات شعره البُني و عيناه الرمادية الناعسه ذات الرموش الكثيفه ليبدوا اكثر وسامة بوقفته الثابته ,
وليخطف قلب تلك الفتاة التي وقفت بشرود لعدة لحظات وهي تنظر اليه حتى اتاها صوت الرئيس وهو يأمرها بالخروج لتسرع للخارج بأرتباك ....
مشى جون بضع خطوات حتى وصل الى منتصف المكتب ثم القى تحيته بأحترام وبعدها قال
:"سيدي ريتشارد..لقد طلبتني.."
سمع صوت الرجل الجالس خلف ذاك المكتب وهو يقول بصوته الخشن ويتأمل منظر الحديقة الواسعه من خلال النافذه..
:"هل انتهيت من انجاز مهمتك..؟"
:"اجل سيدي.."
:"اين الأموال..؟"
:"بأمان في الخزانه.."
:"ماذا عن اتباعهم..؟"
:"انهيت امرهم كليآ سيدي كمآ طلبت.."
:" هل اخذوا القطع..؟"
:"لا سيدي ...انها بأمان,"
:"ماذا عن رئيسهم؟؟"
:"تخلصت منه سابقا .."
كان هذا الحوار خالي من أي ردات فعل مسبقه
فقط سؤآل تتبعه اجابته سريعآ ومباشرة وكأن الشخص الذي يجيب قد علم مسبقآ بنوع هذه الاسئله,, او ربما انه اعتاد عليها
سمع شبه ضحكة قد خرجت من ريتشارد وهو يقول :"كالعاده ..انت دائمآ تحسن عملك .."
اجابه وكأنه رجل أًلي بلا اراده..:"طوع امرك سيدي.."
التف ريتشارد من كرسيه ليتبين شعره الأبيض وتوضح ملامحه التي هرمت مع مرور الزمن
وعيناه التي رغم كبر سنه الا انها تشع خبثً وحبً للحياة والسُلطه ...
وجه نظراته الى ذاك الشاب الواقف بجمود وصلابة امامه ببدلته السوداء الضيقه التي تعكس نحافته وطولهِ واكتافه العريضه...
,, ثم رمق عيناه التي خلت من أي لون للحياة ,و بعدها همس لنفسه بأعجاب:"يبدوا انني احسنت الأختيار بشأنك...:"
بعدها ضحك بخبث,,, ثم اردف :" أسترح ..لقد تعبت بالتأكيد .."
اجابه بشكل اوتوماتيكي كعادته :"لا أبدآ سيدي.."
- سمُع طرق الباب ثم فُتح بعدها ليدخل شآب ذو شعر اشقر مصفف وعينان زرقآء
وبملابسه الانيقة السودآء ليقف امام المكتب وهو يقول :"مرحبآ أبي.."
رد صوت والده وهو يحمل نبرة ساخرة مبطنه :"مرحبآ وليام..هل انجزت عملك؟"
- رد وليام بحمآس :"اجل ..لقد اوصلنا جميع سيارات الشحن الى الميناء وصعدت الى القارب .."
:" سمعت ان الشرطة كانت تحوم حول المكان فكيف استطعت ذلك.."
- اجاب بقليل من الارتباك :" لم ينتبه لنا احد ..لم ارى أي شرطة في المكان..."
- اطلق ريتشارد تنهيدة ثم قال :"كان من المفترض ان تنقلها بالامس مع جون ...اين كنت اذن.."
- شعر وليام بأرتباك من أسئلة والده التي يتضح منها بأنه لايثق به فأجاب بأحباط :" أأ,أنا.."
وقف ريتشارد عن كرسيه وهو يصرخ :"وتقول بأنك انجزت مهمتك,..الم تتعلم بعد...امرتك بأن تذهب مع جون لكنك خالفت أمري وذهبت في الصباح, ...
والان بسببك الشرطة ستكتشف امر تلك السفينه مرة اخرى ... بالله عليك كن بذكاء جون ولو قليلآ "
اطرق وليام برأسه للأسفل والحقد يتغلغل الى قلبه وهو يقول بحنق:"هذا ماتريده؟..تريد مني ان اكون كـ جون ,.."
صرخ فيه وهو يقول :"و مالعيب في ذلك..فهو افضل منك.."
- تجاهل وليام كلامه والتفت نحو الباب ليرى جون بنفس الوقفة والملامح البارده
ليزيد ذلك من غضبه فهمس له قبل ان يخرج :"تبآ لك.."
كان جون سيخرج لكن ريتشارد استوقفه وهو يقول :" لحظه ...ابقى فأنا اريد الحديث معك في امر ما.."
- توقف جون وعاد نحو المكتب بصمت لينتظر ماسيقوله ...
نهض ريتشارد ودار حول مكتبه ليقف امام جون وهو يتفحصه ثم قال وهو يضع يداه خلف ظهره :"هممم لقد كبرت بشكل سريع ..,
وأيضآ لقد اصبحت اكثر نضجآ وحكمة من ذي قبل .."
احنى جون رأسه بأحترام وهو يقول :"شكرآ لك سيدي..اصبحت هكذا بفضلك سيدي.,,
ضحك ريتشارد وهو يقول :" ههه , هل تتذكر الايام التي كنت تهرب فيها العديد من المرات "
اجاب جون بنفس النبره :" كنت جاهلا في تلك الايام سيدي , وآسف عليها .. ارجوا ان تسامحني "
- ابتسم ريتشارد بسخرية وهو يقول :"سيدك...! , مع انني قد تبنيتك لكنك الى الان تخاطبني بهذا اللقب ...,, هممم حسنا لابأس "
اطلق تنهيدة وهو يعود لكرسيه ثم اردف بجديه :"بما انك الان قد بلغت الثلاثة والعشرين منذ مده ,,
فيجب ان يكون لديك طموح تسعى اليه او شيء تود ان تفعله في المستقبل.....فـ قلي لأستطيع تحقيقه لك واعتبرها مكافأة لك"
اجاب جون بسرعه :"لا أريد شيئا سوى ان اخدِمك سيدي ..."
- ابتسم ريتشارد بغرور ثم عاود ليقول :"بالطبع ..لكن انا لا احب ان يكون من حولي قليلو النفع ...أريد ان ارى حماسك في امور اخرى ...
فهكذا ستستطيع خدمتي بشكل جيد ... من يدري قد تخلف هذه المنظمة من بعدي"
رد بأنصياع لرغبة سيده :"اذن ...سأفعل أي شيء تراه مناسبا لي سيدي..."
اجاب وهو ينظر اليه بتعجب:" يآلك من عنيد ...كنت اريد ان اكافئك بهذه الفكره لكن لابأس...فكر بأي شيء تريده واخبرني به فيما بعد , اتفقنا؟"
:"حاضر..."
استأذن منه بأحترام وخرج تحت نظرات ريتشارد المليئة بالاعجاب لولاء هذا الفتى ...
- دخل من بعده احد موظفي الرئيس المخلصين بعد ان ضغط على احد ازرار مكتبه لستدعيه :"سيدي ..."
قال ريتشارد بتفكير :"هنري , اريدك ان تبحث عن افضل الجامعات وافضل الأقسام المتاحة لذاك الفتى ..."
:"هل تقصد جون؟ .."
اجاب ريتشارد :"اجل .....لا اريده ان يبقى لخدمتي فقط فهو يحتاج لأن يتعلم كي يستطيع ان يرئس هذا المكان بعدي.."
بدت الصدمة على وجه هنري وهو يقول :" مـ ماذا عن وليام؟؟"
فكر ريتشارد قليلآ ثم قال :"ذاك الفتى سيضيع مستقبل مابنيته ... صحيح بأنه ابني من عشيقتي لكنني لم احبه كـ جون , ..
فهو يفعل اي شيء في سبيل توسيع ممتلكاتنا وماوصلت اليه الان فهو بسببه.."
في مكآن مختلف عن كل ما جرى ..
في حديقة صغيرة خضراء , كان الهواء يحمل نسيم بارد ,
والغيوم متكدسة وتخرج منها بعض خيوط الشمس لتثير الطيور والفراشات ليلعبوا مع اولئك الاطفال الصغار...,
,,كانت فتاة بيضآء حسنآء ذات شعر غجري كثيف وطويل وجسد ممشوق يُجمله فستانها الزهري
جالسة على كرسي خشبي وامامها لوحة الرسم وببيدها قطعة خشب دائريه قد وضع فيها عدة اللوان
وتنظر بعينيها الخضراء ذات الرموش الكثيفة جمال المكان ثم ترسم كل صغيرة تراها بدقة واحترافيه بفرح وسرور
ابتسمت برضى وهي ترا لوحتهآ قد اكتملت اخيرآ بعد ساعات وجهد كبير..
لتسمع صوتا يناديهآ من بعيد:"انسه رووزالين.."
اقتربت فتاة سمرآء منهآ وهي تلتقط انفاسها بتعب ثم قالت:"هيآ , يجب ان نعود يا أنستي.."
هزت رأسها مجيبة وهي تقف وتغادر بينما همت الفتاة بجمع اغراض روز والركوب في السياره
اخيرآ توقفت السيارة امام منزلهم الذي نستطيع ان نسميه بالقصر
لتنزل روز مسرعة للداخل بفرح وحماسه لتصل اخيرآ امام باب كبير وتدخل من فورهآ
بنفس سرعتها لتستقر في حضن والدها وهي تنادي :" أبــــي .."
اصدر والدها ضحكة خالطها بعض السعال الخفيف وهو يقول
نظرت اليه وهي تتصنع العصبيه :"لا تقل ذلك فأنت لازلت قوي..."
بدلت نبرتها و ابتسمت لتبرز وجنتها اليمنى وهي تقول :"لازلت صغيرة امام حضنك الكبير"
- احاطها بذراعيه بقوة وهو يبتسم بحنان :"ستظلين صغيرة في نظري الى الابد .."
- ابتعدت قليلا وهي تقول :" غدآ سأبدأ بالدراسة في الجامعه ..انا متحمسة جدآ"
قال وهو يقرص خدها بلطف :"يجب ان تجتهدي جيدآ لتتفوقِ على بقية الطلاب.."
ابتسمت له بلطف ثم اخذت نظرة لمكتبه المليء بالاوراق وقالت :"ماذا تفعل؟؟..هل تعمل الان؟"
قال بتوتر حاول اخفاءه :"لاآ..انا فقد القي نظرة على بعض الاوراق.."
نظرت اليه بتأنيب ثم قالت :"اخبرتك ان لاتتعب نفسك بالعمل خارج وداخل المنزل ...
هناك الكثير من الموظفين ,لاداعي لتجهد نفسك يآابي.."
ابتسم الاب ثم قال :" حسنآ اذن , مارأيك ان تساعدينني كي انتهي بسرعه...."
- قالت وهي تتقدم للمكتب :"على الرحب , فقط قلي بماذا ابدأ .."
-------------------------------------
في اليوم التالي ...
كان جون مستلقيِ على سريره بوجه شاحب من دون ملامح
ويشاهد بزوغ نور الفجر من نافذة غرفته الكبيره و قد ابحر في عالم من الافكار والذكريات التي استمرت لساعات من دون ان يشعر ...
رنة ساعة المنبه لتعلن عن وقت استيقاظه في السادسة صباحا لكنه دائما مايسبقها
لذا أطفأها سريعا ثم نهض من سريره واخذ حماما باردا كـ الثلج كـ كل مرة ,
لينعشه او انه يريدها كي تُطفيء شيئا ما مكنونا داخل اعماقه ولتجعله اكثر برودا في كل مره ..
لم تمر دقائق حتى خرج بمنشفته ثم وقف امام المرأة وهو يتأمل كل تلك الجروح والخطوط على صدره وذراعيه ...
لم يطل التفكير فيهآ بل تجاهلها وارتدى بدلته الرسمية السوداء ثم نظر لشعره القصير الكثيف المنسدل براحة حول وجهه والغير مرتب, فكر بأن يرتبه ولكنه قرر اهماله كـ العاده
وقبل ان يهم بالخروج سمع قرعاً منتظماً على الباب فقال بهدوء:" أدخل.."
دخل بعدها رجل عجوز بحلته الرسمية وشعره الابيض المصفف بأناقه ثم قال بأدب...
:"سيدي الشاب... لدي شيء لك.."
نظر اليه جون ليحثه على الدخول فتقدم الخادم ووضع ظرفً اسود اللون على الطاولة ثم اردف :"هذه من الرئيس ..ويبدوا لي بأنها مهمتك القادمه .."
- اطلق جون زفرة ثم حمل الملف ومعطفه وقبل ان يخرج استوقفه الخادم
:"سيدي , لقد انتهيت للتو من اخر مهمه ..ولا اظن بأنك نلت قسطً كافيٍ من الراحه ... هل تريد مني ان اخبر الرئيس بأنك ستأخذ اليوم اجازه ؟!..."
اجابه جون بهدوء ومن دون ان يلتفت :" لاشكرا .."
وقف للحظات وكأنه يفكر والتفت اليه ثم قال بعدها :" ستيف...امم, لو كنت اريد فعل شيء مختلف عن العمل الان , مالذي تتوقع مني فعله عوضاً عن ذلك..."
- تعجب الخادم من سؤال جون وكأنه في حيرة من امره فقال له :" ربما ستركز في امور حياتك الخاصه ..كـ ممارسة هواياتك او الدراسه وربمآ الخروج مع الاصدقاء او المواعدهـ و..."
قاطعه جون بنفس الهدوء وهو يقول :" .. يكفي..شكرآ لك.."
:" على الرحب والسعه.."
-------
كان نائمًا بعمق وتعب فوق الأريكة التي في المكتب وبجانبه صديقه كيفن النائم فوق الكرسي بأنهاك وهو يضع قدماه فوق طاولة مكتبه ...
لدرجة لم ينتبه أحد لصوت الهاتف الذي اخذ يرنرن باستمرار والذي كان بين مئات من الملفات والاوراق وبالكاد يُرى
فُتِحَ باَب المكتب ليدخل الرجلُ العجُوز ليذهل من منظرهم الذي استفزه ثم يصرخ بغضب :" أنــتـــمـآآآ ايها الضابطان..كيف لكمآ ان تناما في ساعات العمل ,هيا انهضآآ حآلا."
فتح جيمس عينيه ليرى مديره ف نهض من فوره بأرتباك ووقف بأحترام وهو يقول :"أسف سيدي...كنت اعمل ولم يكن في نيتي ان انام"
- نظر المدير اليه ثم الى كيفن وقال بغضب :" حنسا اذن , سأحرص على ان لايتم تعيينكما هنا .."
غادر بعدها فجلس جيمس بصدمة و بأحباط شديد وهو يشد شعره بغيض ويفكر في هذه المصيبه..
التفت نحو كيفن المستغرق في النوم فـ ركل كرسيه بقوة ليقع وهو فزع :"مـ مآذا ..!"
- تجاهله وزفر بعدها بقلة حيله وهو يقول :"انتهى امري..."
نظر اليه كيفن وعلامات التعجب حوله ثم عاود اغماض عينيه لينام مجددا ...
وقف جيمس ليخرج لكنه سمع الهاتف يرن مرة اخرى فـ عاد و ازاح الاوراق بإهمال عن الهاتف ثم اجاب بكسل وهو يحك شعره..
-:"نعم .... معك مركز شرطة العاصمهـ~.."
:"مرحبآ .. هنا مركز الشرطة البحريه ..لقد تلقينا بلاغا بالبحث عن سفينة مشبوهة هذا الصباح,,
لذلك اود اخباركم بأننا وجدنا هذه السفينة تحاول عبور الأقليم ولحسن الحظ بأننا اوقفناها قبل ان تغادره ,, وبالفعل وجدنا
مواد ممنوعه وممآ يبدوا بأنها مطابقة لمواصفات المواد من القضية السابقه.,..سنحول هذه القضية اليكم بمآ انها من اختصاصكم ,
ارجو ان تقدموا الينا في اقرب وقت لتستلموا ملف التحقيق والمشتبهِ به..شكرآ ..."
- اغلق المتحدث من فور انهاء حديثه بينمآ فكر جيمس لوهلة في كلام المتصل
..*بالفعل , لم تخب ظنوننا وها قد وجدوها في سفينة اخرى !!! اٌجزم انها من نفس المنظمه ,لكن لما لم يغيروا طريقتهم في النقل هل هم اغبياء لهذه الدرجه ,...*"
قفز فجأة وهو يصرخ :"كيفن ...انهض بسرعه ..انهض ان كنت لاتريد ان تطرد قريبآ .."
نهض كيفن وهو يتسائل:"ماذا هناك..؟"
- اخذ جيمس معطفه وخرج مسرعآ وهو يقول :"سأخبرك في الطريق...هيآ بسرعه.."
لحق به كيفن وهو يتخبط وركبآ السيارة ثم انطلق جيمس بسرعه وبدأ بأخبار كيفن بمآ حدث ...
قال جيمس بحمآس وهو يزيد سرعة السياره
:" لقد اتصل مركز الشرطة البحري واخبروني بأنهم قد وجدوا سفينة بهآ نوع من الممنوعات ... وقد غادرت السفينة بعد الانفجار بـ ست ساعات أي بنفس اليوم بعد ان انتهينا من تحقيقنآ مباشرة ,
لقد صدقت توقعاتنا ,, لم اتوقع انهم بهذا الغباء ليعيدوا نفس العملية مجددآ,, ......"
همهم كيفن ثم قال :" تفسير لابأس به ...لكن لم انت مستعجل هكذا .."
نظر جيمس بحنق نحو كيفن ثم عاود النظر الى الطريق وهو يقول بعصبيه
:" ايها العبقري لقد كنآ نائمين اليوم في المكتب ودخل ذلك العجوز وكان غاضبا ثم قال
"غير نبرة صوته لتشابه صوت المدير الغليظ -:"سأحرص على ان لايتم تعينكمآ "
:"مــــــــــــآآذآآآ ؟!!!!!!!!!"
-
بعد نصف ساعه توقف جيمس امام مبنى بالقرب من الشاطئ ودخل مسرعا ولحق به كيفن الذي لازال يتذمر وغير مصدق ماسيفعله بهم ذاك العجوز...
-
:"مرحبآ ...انا جيمس من مركز شرطة العاصمه.."
قابله احد الموظفين وهو يقول :"اجل اجل...هيآ سنسلمكم المواد والرجل الذي اشتبهنا بأنه المجرم وتكفلوا بالبقيه.."
:"شكرآ.."
- دخل لغرفة كانت تحوي العديد من الصناديق فتقدم وفتح احداها ليجد قنانين تحوي اقراصا بأشكال مختلفه ,
امسك بأحد القنانين بعد ان ارتدى قفازه ثم اخرج منها عدة اقراص واخذ يتفحصها وقال بعد تفكير
:"يجب ان تذهب بها الى المختبر ...لكن مبدئيا يتضح لي بأنها مجموعة منشطات من النوع الخطير ايضآ بالاستناد لهذه الأحرف عليها والرموز والألوان الزاهيه التي يقصدون بها جذب المراهقين ...."
همهم كيفن ثم التفت للموظف الذي قد دخل للتو وسأله :" كيف استطعتم العثور على السفينه ؟!.."
اجاب الموظف :"بعد ان تلقينا بلاغا منكم ..ارسلنا أمرا بأيقاف جميع السفن التي لم تخرج من الاقليم البحري بعد ,ثم تحققنا من كل واحدة منها مع انه كان صعبً ..."
ابتسم جيمس بنصر وقال وهو ينظر لكيفن :" اود ان ارى ردة فعل ذلك العجوز حين اسلمه هذه الصناديق...."
-
-
كان وليام جالسا في غرفته الفخمة المليئة بأشكال التحف والزينات والثرايا التي تدرجت مابين الرمادي والاحمر القاتم
الذي زين السجاد والستائر المغلقة ليسود في المكان الظلام ماعدى من ضوء الشموع التي اعتاد اشعالها ..
كان يحمل بيده كأس النبيذ الاحمر وبجانبه يقف خادمه الخاص وذراعه الايمن , رولف ..
قال وليام وعلامات الحقد تظهر عليه وهو يشد على كأسه ...
:" لا اعلم لماذا يفضله والدي علي ... ذاك الفتى اعلم بأنه يخطط لشيء ما .., أنه يريد سلب والدي مايملكه , "
اجاب رولف وهو يضع صحن الفواكه امامه ,
:" يبدو بأن جون قد نجح في كسب والدك تجاهه .."
وضع وليام كأسه ثم توقف امام احد المرايا وهو يستمع لرولف بينما ينظر لنفسه في المرأة
لقد اكتسب ملامح والده كثيرا , كل شيء فيه يوحي بأنه ابن الرئيس ريتشارد .. بعكس جون ...,
كان وليام يحمل شعر والده الاشقر الناعم وبشرته البيضاء وعيناه بنفس عينا ريتشارد , زرقاء وحاده ..
كان وسيما جدا وفي غاية الاناقة والرفاهية و أي فتاة تقابله ستقع في غرامه من دون اراده ..,
اخيرا التفت لرولف وقال :" سأحاول اقناعه بالمال .. او بأي شيء اخر .. المهم بأن يخرج من حياتي , "
اجاب رولف بخبث :" لكن ماذا وان رفض ذلك .."
صمت وليام قليلا ثم قال :" عندها سيكون لـ شرف لي بأن انتزع حياته ..."
اجابه خادمه :" لكن الرئيس لن يرضى بذلك .. انه لايرى غير جون .."
فكر وليام قليلا ثم قال :" هذا سهل ... سأجعل والدي يتمنى لو انه لم يتعرف اليه قط .."
قصة الروايه جميلة جداآآ
أسلوبك ماشاءالله مثل الكتّاب المشهورين
عجبني تحقيق جيمس مع الاب وأبنته
عجبتني شخصية جيمس وكيفن
جون يحزن صار بلا قلب
أنتظر تكملة البارت لاتطولي
التوقيع
قال تعالى :{ومن يتق الله يجعل له مخرجا(2)ويرزقه
من حيث لايحتسب}سورة الطلاق
ومن الاخيره نزل منها شاب طويل ببدلته الداكنه وقبعته الفرنسية التي اعتاد ارتدائها ليخفي ملامحه تحت ظلها ,, كان ينعكس منه الغرابة والهيبه المختلطة بشيء من القسوه,,, تقدم أليهم بخطواته الواثقه التي يصدر صوتهآ رجفة في قلوب من حوله ... فقد عرف عند الجميع بـ هدوءه المخيف الذي يخُفي مكره ودهائه الذي يعتبره سلاحه ..
بالنَّسبِة لـ " كيَفن " أحسِّ بأنّه سيكُون ثانوياً, لكِن من يدرِي مالّذِي تحملِهُ الحكايَة ^^
وهُناك لمحةٌ بسيطةٌ عن الفتاةِ ووالدِها على الميْنآءِ, فمَن تكُون ؟! أيكُونان طيْفاً عابراً ؟ أمْ لهُما بيَن فصُول الحكايةِ أدوارٌ أخرى ؟
ولكِن وصُولاً إلى الجُزءِ المُستفِّز فِي الحكايَة فهُو التَّالِي :
اقتباس:
..:"طوع امرك سيدي.."
اقتباس:
:"لا أبدآ سيدي.."
اقتباس:
احنى جون رأسه بأحترام وهو يقول :"شكرآ لك سيدي..اصبحت هكذا بفضلك سيدي.,, ضحك ريتشارد وهو يقول :" ههه , هل تتذكر الايام التي كنت تهرب فيها العديد من المرات " اجاب جون بنفس النبره :" كنت جاهلا في تلك الايام سيدي , وآسف عليها .. ارجوا ان تسامحني "
أريُد صَفعَ جُون هُنا, لكنَّني لا أملِك إلا شفقةً وتسآؤُلاً عميْقيَن حُول ما هيِّةِ جُون الجديَد !؟ وكيَف سيكُون مِن الآن فصاعِداً ومالّذِي سيحلُّ بِه ؟!
العرض العادي
