[/url]
“لقد تعرفت على مضرب الغولف…صديق أخي الأكبر أحضره معه عندما جئنا إلى المجمع.” أكمل المراهق شرحه قبل أن يهز البقية رؤوسهم بالإيجاب. شرح ميونغسو لهويا كيفية الوصول إلى منزلهم ثم أخبر بقية منقذيه بالقصة، بدون أن يهمل أي تفاصيل. لكيلا يوقظوا أي من الموتى النائمين حول منزل ميونغسو، قرروا أن يتصرفوا بهدوء قدر استطاعتهم. كانت الخطة تقتضي بأنه على ميونغسو أن يذهب ليفتح لهم الباب ثم يلحقون به إلى الداخل.
أسرع الفتى نحو المنزل وهو متوتر بينما دق على الباب. لم يدق الباب بقوة، خائف من أن يوقظ الكسالى الذين ينامون في أرجاء المنطقة المحيطة بالمنزل. “هيونغ! افتح! إنه أنا ميونغسو!” امتلأت عينا ميونغسو بالدموع وهو يقول بصوت مهتز، يصلي في داخله بأن يكونا الثنائي على قيد الحياة.
الصديقان اللذان كانا يبكيان بمرارة، توقفا عندما سمعا صوت دقات ناعمة على الباب. حبسا أنفاسهما يظنان بأن بكاءهما قد أيقظ الكسالى النائمون. لكن اختفى قلقهما عندما سمعا صوتاً مألوفاً يطلب من أخيه أن يفتح الباب.
لم يصدق سانغيو ما يسمعه وهو يحدق في دونغوو بدون تعبير،دونغوو بادله النظر بنظرة تفاجئ. ذو الشعر البني وقف في الحال وفتح الباب بحرص ليرى وجه أخيه وهو ينظر إليه. أخوه الحبيب كان يقف أمامه، لم يتأذى والأهم: أنه ما زال إنسان.
لوح ميونغسو لبقية الناجين بأن المكان آمن. الأربعة نزلوا من السيارة وعدو بسرعة باتجاه المنزل. لم تسنح لسانغيو الفرصة بأن يصدر أي ردة فعل والباب يُغلق بعد دخول أناس لا يعرفهم إلى منزله.
شعر سانغيو بالراحة وهو يرى أخوه الأصغر بأمان، عانق الفتى ذو الشعر الداكن وبدأ بالبكاء: “ميونغسو-يآ، الهيونغ آسف!” بكى سانغيو وهو يدفن رأسه في صدر ميونغسو. الفتى كان مصدوماً بتصرف أخيه الأكبر كالأطفال وهو يربت على كتفيه، يواسيه.
“هيونغ، أنا بخير…لم يكن خطأك.” طمأن ميونغسو الأكبر بما أن سانغيو لم يتوقف عن النحيب. البقية وقفوا هناك مرتبكين، لا يعلمون كيف يتصرفون اتجاه هذا الموقف المؤثر. شعر دونغوو بوخز في عينيه وهو يرى كيف بكى الأكبر.
“ميونغسو، من هم هؤلاء الأشخاص؟” سأل دونغوو، يحاول أن يكسر حاجز الصمت الغريب الذي ملأ الجو مع صوت بكاء سانغيو. فرك ذو الشعر البني عينيه وقد أحمر وجهه، مدركاً أنه قد بكى أمام العديد من الأشخاص.
الفتى ذو الشعر الأسود ابتسم بابتهاج لمنقذيه، الذين وقفوا أمام الباب مرتبكين. “هيونغ، هؤلاء الأشخاص هم من أنقذوني!” صاح ميونغسو بينما أخوه مسح عيناه ونظر إلى الأوجه الجديدة التي رآها قبل قليل.
“هذا ووهيون، هويا، سانغيول وسانغ جون.” عرفهم ميونغسو لأخيه ببطء. اومأ هويا برأسه، لوح سانغيول بحماس وسانغ جون اكتفى بالابتسامة كترحيب بالأكبر. أعطى ووهيون تحديقه البارد المعتاد وهو ينظر إلى سانغيو، مرسلاً قشعريرة إلى عاموده الفقري. مع ذلك، سانغيو أنحنى وشكر منقذي ميونغسومعترفاً بجميلهم.
أشعل ذو الشعر البني المزيد من الشموع وهو يضعهم في وسط الدائرة التي كونوها. اشتعلت الشموع ساطعة بشدة، شمعها بدأ يحترق وقطراته تتساقط على الأرضية الرخام. لأنهم كلهم جلسوا يحدقون في الشموع بصمت، الأشقر المتحدث قرر أن يكسر حاجز الصمت.
“جاءت عائلتنا في إجازة.” قال الأشقر وظهرت على وجه أخويه تعابير حزينة. “نحن لسنا من هذه البلدة، لقد سمعنا بمطعم مشهور هنا أسمه “باردايس”، أظن بأنك تعرفونه، أليس كذلك؟” الثلاثي الذين نشأوا هنا منذ طفولتهم هزوا رؤوسهم بفخر وهم يسمعون أسم مطعمهم المفضل.
علم سانغيو الآن لما هم يتحدثون بلهجة مختلفة ولم يراهم من قبل، هم لم يكونوا أبناء بلدته. لابد من أنه أمر سيء لكونهم لا يعرفون حالة بلدتهم. “لقد جئنا من “بوسان”، والدنا حصل على علاوة وقد جئنا لنحتفل…لكن…” توقف سانغيول عن الحديث وقد ذرفت دموعه وأرتعش صوته.
“الهجوم حدث عندما كنا في المطعم. هويا، وهو الأكبر، تمكن من اخراجنا سالمين، لكن والدينا لم يتمكنا من النجاة.” أكمل سانغ جون حديث سانغيول لأنه رأى كم يحاول أخاه أن يتمالك نفسه.
كانت هناك نظرة حزن في وجوه الأخوة الثلاثة وهم يتذكرون الحدث المرعب. سماع قصة فقدان الثلاثة والديهم، دونغوو تذكر مأساة موت والده وفقدان والدته. لم يتمالك دونغوو عندما شعر بعينيه تغرقان بالدموع.
“لحسن الحظ، تم انقاذنا من قبل ووهيون، الذي مر هناك بالصدفة عندما كنا نصرخ لطلب المساعدة.” هويا قال وهو يحدق في ووهيون وعلى وجهه علامات الشكر والتي يمكن لذا الشعر البني أن يشعر بها. “أحضرنا إلى السوق واختبأنا في مخرج الطوارئ لأيام، حتى سمعنا صوت صرخة عالية.” أكمل هويا وهو ينقل نظره إلى ميونغسو، الذي ابتسم بخجل.
سانغيو، الذي لم يستطع أن يتحمل الجو الحزين، وقف فجأة “العديد منا قد فقد عائلته هنا.” أعلن ذو الشعر البني والجميع ينظرون إليه، منصتين إلى حديثه. “لكن، من الآن فصاعداً، من هذه اللحظة، نحن عائلة واحدة.” قال لهم ذو الشعر البني وقد أظهر ابتسامة عريضة، و تشكلت عيناه على هيئة هلال.
بعد قول سانغيو، جميع من كان في الغرفة بدا أنهم يشعرون بارتياح أكبر. مع وجود القليل من الناس في الدولة-أو حتى في العالم، يجب أن يضلوا سوياً. هم فقط لديهم بعضهم وليس لهم أحد آخر.