انفجرت به صارخة : ان كنت تهتم بأمرها لهذه الدرجه اذهب ورائها ..
فأنا لا أهتم بـ أمرها أو أمرك حتى ولكن أخبرها بان تلزم حدودها
معي والا فلن اكون مسئوله عما سيحصل في المرة القادمة ..
بقي صامتا ولم يجبني ., فقط نظر الي تلك النظرات التي لم استطع تفسير ماهيتها ..
وفجأة ودون سابق انذار جذبني نحوه
واحتضنني مطبقا ذراعيه حولي ..
حينها توقف دماغي عن العمل - كما يفعل في كل مرة -
ووقفت هنالك كتمثال حجري ..
لكنني لم أشعر بذلك الدفء الذي ينتابني حينما يحتضنني عادة ..
أعتقد لانني كنت غاضبه جدا ليس منه وانما من تلك الغبيه
أعتقد بانه لو بقي يحتضنني لدقيقه اضافيه كان غضبي سيتبخر بلا رجعه ولكن كان يجب ان يتكلم .. همس في اذني قائلاً :
كم أعشقك وانتي غاضبه ومليئه بالغيرة هكذا !!
حينها دفعته وضربت بقبضتي على صدره وقلت له - أو بالاحرى صرخت في وجهه- : لم اكن اعلم انك بالغباء الكافي لتعتقد بانني
قد أغار من شخص مثل تلك المغرورة .. وتركته وانصرفت ..
كم هي سخيفه وكم هو احمق !! دائما ما توصلني تصرفاته لاقصى مراحل الغضب ..
يا الهي .. اعتذر منكم فان حماقته قد جعلتني اغفل عن تعريفكم بنفسي
انا سامانثا .. او كما يدعوني الجميع سام .. فتاه في ال18 من عمري أعيش في بلدتنا الجميلة مع والديَّ
واخي الصغير ادم .. والشخص المزعج الذي جعلني أستشيط غضبا يكون صديقي الاحمق جون .. هو يكبرني بـ3 سنوات فقط..
جون فقد والديه وهو صغير لكنني وهو تربينا مع بعضنا فامي كانت صديقه والدته لذلك هي من تولت رعايته بمساعدة جدته
الكبيرة في السن ..
جون هو صديقي منذ الطفوله وهو كما كنت اناديه ونحن اطفال - ماي سوبر مان- لانه دائما بجانبي عندما احتاجه
أجمل ذكريات طفولتي امضيتها معه .. هو بالنسبه لي صديقي الصدوق ورفيق دربي ونصفي الاجمل ايضا ^^"
لكنه مؤخرا اصبح يحترف اغضابي .. يقتنص الفرص لكي يجعلني استشيط غضبا وغيرة !! مع انني لا احب ان اعترف
له بذلك الا انني اغاار عليه وبششدة !! وهو منذ ان انهى سنه الخدمه العسكريه-والتي كانت من اطول السنين التي مرت علي-
وأصبح طالبا في الجامعه .. بدأت أحس بان هنالك اهتمامات اخرى في حياته تشغله عن امضاء الوقت معي .. وايضا اصبح له اصدقاء جدد
يحتكرون جزءاَ كبيرا من وقته الذي كنا نمضيه سويا .. ومن ضمن هؤلاء الاشخاص تلك المزعجه , الغبيه كريستينا .. انها متملقه جدا
وتلتصق فيه كظله .. آه كم أكرهها فهي تثير غضبي وهي السبب في أني صرخت بوجه جون ووصفته بالغبي ..
دعوني أخبركم مَ الذي حدث لكي تعرفوا بانني محقه بوصفها بالغباء ..
كنا قد اتفقنا انا وجون بانني ساذهب معه عندما يذهب للطبيب .. فحالته الصحيه مؤخرا اصبحت تقلقني جدا .. ولذلك اخبرته
بانني ساخرج من المدرسه واتوجه اليه لكي نذهب سويا .. عندما وصلت للجامعه التي يدرس هو فيها وجدته واقفا يتحدث مع كريستينا
ألقيت التحيه عليهما .. ثم قلت لجون انه يجدر بنا الذهاب حتى لا نتاخر .. عندها نظرت الي كريستينا وقالت لي : ألا ترين باني اتحدث معه
كم انت فظه لتقاطعي حديثنا هكذا !! امتصصت تلك الاهانه واخبرتها : لدينا موعد مهم لدى الطبيب ويجب ان لا نتاخر
ردت علي : لن يقتلك الانتظار قليلا !! كم انت طفله صغيرة .. هل يجب عليه ان يصطحبك لكل مكان ؟!
حينها حاول جون ان يتدخل لكنه لم يستطع ايقاف غضبي .. قلت لها : أولا انا لست بطفله وثانيه ان ما افعله او لا افعله يخصني وحدي
ما دخل غبيه مثلك بالموضوع !! حينها ردت بوجهي قائله : من الذي تصفينه بالغباء ؟! قلت لها : أنتِ طبعا!! حاولت ان ترد علي لكن جون
تدخل قائلا لها بان الموعد لدى الطبيب هو له وليس لي وانه ليس من حقها ان تتدخل فيما يفعله او لا يفعله معي ..
وقال لها بان تتركنا وحدنا حتى لا تتفاقم المشكلة .. لذلك ذهبت وتركتنا
وعندها قال لي جون : لم يكن من اللائق ان تصفيها بالغباء صغيرتي فهي باي حال من الأحوال اكبر منك
سنا .. عندها انفجرت به وتعلمون البقيه ..
أنا أدرك انه لم يجدر بي ان اصرخ بوجهه , أعترف بانني مخطئه وانا عاجلا قبل آجل ساعتذر منه وهو سيصفح لي
فانا أعلم كم هو حنون وانا لحسن حظي احدى نقاط ضعفه ..
عندما وصلت الى البيت وجدت أمي في المطبخ تعد العشاء , خطرت لي فكرة حينها , دخلت الى المطبخ
وقلت :"مساء الخير أمي , ماذا تعدين للعشاء"
ابتسمت امي وقالت : " دجاج محمر في الفرن مع بطاطا مشويه , أكله جون المفضله .. لماذا لم يأتي معك ؟"
عندها لم اعرف ما اقول , أأخبرها بانني صرخت في وجهه أو انني اغير عليه , لذلك بكل بساطه أخبرتها
" جون أحس بانه متعب قليلا فذهب للبيت , وقلت لنفسي ساجلب عشائا لي وله ونتعشى في بيته , اذا لم يكن عندك مانع طبعا ؟!"
قالت امي وقد بدا عليها القلق :" اووه حسنا , سأضع حصتك وحصته من العشاء في حافظه طعام عندما يجهز , ما رايك حتى ذلك الحين
ان تعدي بعض الكيك لتاخذيه معك للجدة ؟"
قلت لها :" فكرة جيدة أمي ,سأفعل الآن .."
وبدأت باعداد كيك الشوكولاته الذي يفضله جون .. وعندما خفقت الخليط وضعته في صينيه على شكل قلب , ووضعتها في الفرن ..
قلت لأمي :" وضعت الكعكه في الفرن أرجوك أخرجيها عندما تنضج , سأذهب لأستحم وأغير ملابسي "
ردت أمي " حسنا ابنتي .. لكن لا تتاخري حتى لا يبرد الطعام .. انه على وشك ان ينضج "
قلت لها حاضر أمي وانطلقت الى غرفتي . .
انتهيت الآن من الاستحمام . . ووقفت انظر الى خزانتي لاقرر ماذا سارتدي !!
أنا من أولئك الاشخاص الذين يحبون ارتداء الملابس العمليه والمريحه . .
كالسترات القطنيه والجينز والالوان الداكنه كالاسود والبني وطبعا لا فساتين أو تلك اي لون
يتبع لدرجات الزهري أو الاحمر !!
امم .. بما أنني أنوي أن تكون هذه الليله جميله لتناسب جو الاعتذار
قررت أن أرتدي فستاني الوحيد - لقد أحضرته لي امي في عيد ميلادي السابق على امل ان ارتديه-
انه فستان قصير حتى الركبه لونه أزرق سماوي ,بسيط جدا بلا زركشات او اي اضافات غير مرغوبه ,
أعترف بانه جميل لكن لم تأتي فرصه مناسبه لأرتديه , حتى الان على اي حال . .
حسنا , ارتديت فستاني وحذاء يناسبه , سرحت شعري , انا جاهزة للذهاب ..
نزلت للاسف واتجهت نحو المطبخ وقبل ان اسال امي عن الطعام . . نظرت هي الي بتعجب وقالت :
" ما أجملك يا ابنتي بالفستان , يبدو رائعا عليك !! "
احمررت خجلا وقلت لها " شكرا امي , هل الطعام جاهز ؟ أريد ان اذهب مبكرا حتى لا اتاخر في العودة "
قالت امي " نعم , لقد وضعت الطعام وكذلك الكعكة في حافظات الطعام , يمكنك أخذها والذهاب الان
ولا تنسي ان توصلي سلامي للجدة .. "
بابتسامه قلت لامي :" سأفعل لا تقلقي " وأخذت السله التي بها حافظات الطعام وانطلقت . .
عندما وصلت لبيت جون , قرعت على الباب وانتظرت قليلا ففتحت لي الجدة الباب وأدخلتني
قلت :" مساء الخير جدتي , كيف حالك ؟ "
قالت :" بخير عزيزتي سام . . كيف حالك انت وكيف امك ؟"
أخبرتها بانني بخير وان امي ترسل لها التحيه والسلام ..
وقلت :" لقد أعددت لك بعض الكيك بالشوكولاته جدتي . .
مغطاه بالشوكولاته كما تحبينها
ابتسمت الجدة وقالت :" سلمت يداك عزيزتي . . تريدين جون طبعا .. لكنه ليس هنا "
باستغراب سألتها :" هلى خرج ؟ ظننت انه سيكون هنا كعادته "
أخبرتني الجدة انه جاء للبيت لكنه خرج ليتمشى قليلاً
سألت الجدة :" هل بامكاني ان انتظره في غرفته حتى يعود ؟
, جلبت له معي طعام العشاء ,أعدت له أمي أكلته المفضله"
ردت علي الجدة "أكييد يا ابنتي بامكانك انتظاره في غرفته
او في اي مكان تريدينه في البيت . ."
واكملت :" أناسأكون في غرفتي ان احتجتي أي شيء,وطبعا لا احتاج لادلك على المطبخ ..أنا متاكدة لن يطيل البقاء في الخارج "
شكرت الجدة وتمنيت لها ليله سعيدة ,واتجهت نحو المطبخ لاعد طاوله الطعام لي وله . .
وبس
التوقيع
أتمنى منكم تعذروني على غيابي الفترة اللي راحت والفترة الجايه كمان . . الين ما تتحسن ظروفي وأقدر أرجع لكم
دمتم في أمان الكريم