رد: رحلة أخي الأكبر إلى النيبال .. تقرير مصور [ متجدد ]
كان الهدف من توجهنا إلى قرية نايبول هو المشي بين الجبال
للإستمتاع بالطبيعة البكر التي لم تداعبها الآلة ولم تعبث بها أيدي البشر كثيراً
كان المخطط أن نمشي قرابة ( 10 ) كم من قرية نايبول إلى قرية كاتادونجا
حيث لا توجد طرق تستطيع أن تستخدمها السيارات أو الدراجات بين تلك القريتين
كنا قد حملنا معنا الأغراض الشخصيه التي نحتاجها لقضاء ليلتنا والمبيت هناك في كاتادونجا
وبدأنا المسير الساعة العاشرة صباحاً
ها أنا ذا أعبر أحد الجسور المعلقة بين ضفتين
( الجسور المعلقة المنتشرة هناك ... كانت سبب من أسباب سفري إلى النيبال )
حيث كنت من طفولتي أحلم بالسير عليها كلما رأيتها في أفلام الكوبوي
هنا نهر ( موديكولا ) والذي يمتد بين الجبال ... مصدراً صوتاً رائعاً لخرير الماء
هنا الدليل ... يخفف سرعته في إنتظاري .. حيث لم أستطع مجاراته في سيره لتعودة على السير في مثل تلك المناطق
ها هو ذا يراجع المكتب المختص برحلات المشي في الجبال والغابات ويسلمه الكرت الخاص بي والموضح به التأمين علي كسائح يقوم برحلة مشي في تلك المنطقة
( كل شخص يقوم بتنظيم رحلة مشي بين الجبال .. يتم التأمين عليه من قبل المكتب السياحي .. حيث لا قدر الله لو تعرض لحادث أو إصابه تمنعه من تكملة المشوار .. يتم الإتصال بشركة التأمين والتي تقوم بدورها بإرسال طائرة هيلوكبتر لنقل المصاب إلى أقرب مستشفى )
طبيعة × طبيعة = راحة نفسية
تذكرت أيام زمان يوم كنا نلعب في تجمعات ماي الامطار
أعتقد النشابة أنقرضت من بلادنا .. بس ما زالت لليوم تستخدم في بلادهم
الأخشاب تجمع في كل مكان إستعداداً لفصل الشتاء البارد
توقفنا بين الحين والآخر لشرب الشاي والراحة
أو لتناول الكوكا كولا
سعر الكوكا كولا تقريبا 14 درهم في الطريق بين القريتين ... نظراً لعدم وجود طريقة لتوصيل البضاعة لهم .. حيث يتم نقلها عن طريق عمال ( حمالية ) يحملون البضاعة على ظهورهم لمسافات طويلة ويتقاضون ما يقارب ( 15 ) دولار تقريبا ، مما رفع سعر الكوكا كولا في تلك القرى المتناثرة في سفوح الجبال
توقفنا في أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء الساعة الواحدة وخمس واربعين دقيقة
وأكملنا المسير بعد ما ترسنا كروشنا
( أكثر ما عكر جو الرحلة رغم جمال الطبيعة هو الجو المائل للحرارة .. ربما لعدم تعودي على المسير في مثل تلك الظروف )
زراعة العيش
جلسنا في إحدى الإستراحات لشرب الماي البارد ... يمكن يبرد على قلبي شوي من تعب المشي ، وقد كانت نيبالية تعمل في الاستراحه وتقوم بنسج تلك الخيوط
الغيوم وهي تداعب أطراف الجبال
لم أستطع أكمال المسير ... حيث خارت قواي ... وطلبت من الدليل أن نتوقف في أقرب أستراحة مسافرين تقابلنا في طريقنا
حيث كانت قرية ( هايلي ) والتي تبعد ( 8 ) كم من قرية نايبول
استأجرنا غرفتين وكان سعر الغرفة ( 200 ) ربية ... ما يعادل ( 11 ) درهم
طبعا الغرفه ما فيها غير سريرين ... بدون مروحه .. بدون مكيف ... بدون تلفزيون .. وبدون حمام الله يعزكم
حيث يوجد حمام مشترك للجميع
منظر من غرفة النوم لي ب ( 11 ) درهم
وهذا منظر من الجهة الأخرى
خذيت لي دش أبرد على جسمي بعد تعب المشوار
وجلسنا تحت مظلة موجودة في إستراحة المسافرين لي سكنا فيها
وطلبنا شاي نعدل به مزاجنا مع بداية سقوط المطر والذي رسم لوحة رائعة مع تلك المناظر الخلابه
تناولنا وجبة العشاء في استراحتنا وخلدنا للنوم الساعة التاسعة تقريبا
إستعداداً ليوم آخر مرهق حيث سنعود أدراجنا من قرية ( هايلي ) إلى قرية ( نايبول )