قرأت هذه القصة بدون مبالغة قبل سبعة وعشرون سنة أي في
الثمانينات من القرن الماضي
وهي من إصدار دار الهلال المصرية سنة 1950م وكانت ضمن مكتبة والدي
وأعجبتني وإلى الآن لم أستطع أن أنساها .فحبيت أن تشاركوني فيها .
وهي قصة من الأدب العالمي بقلم كاتب بريطاني / لا أستطيع أن اتذكر اسمه..
تقول القصة :
أقام أحد اللوردات حفل في قصره الأثري بمناسبة عيد ميلاده
ودعا إلى هذا الحفل كبار القوم من الوزراء ومن الأثرياء بالاضافة إلى ضابط في
الجيش البريطاني وسيم وفي مقتبل العمر وكان
صديقاً لوالد اللورد .
وبعد العشاء أراد هذا اللورد أن يرى ضيوفه ( فخر العائلة )
الماسة التي توارثتها عائلته جيل بعد جيل وكانت
بكبر الكمثرى وفيها لمعة شديدة وكانت لا تقدر بثمن ..
وتداولها الضيوف فيما بينهم وهم في قمة الدهشة والاعجاب بهذه الماسة .
وأثناء تداولهم لها اختفت الماسة فجأة والكل بحث عنها في كل مكان
داخل الغرفة فلم يجدوها وكان اللورد في قمة الانزعاج ،
وكيف لا ؟ فهذه الماسة تتوارثها عائلته منذ مئات السنين وهي لا تقدر بثمن !!
وعندما أعياهم البحث ، قال أحدهم:
لابد أنها قد سرقت و أقترح أن يتم تفتيش الكل وبدون استثناء.
وبالفعل قام كبير خدم القصر بتفتيش الجميع
ولكن عندما حان دور الضابط رفض التفتيش قائلاً:
عليكم أن تصدقوني فأنا لم أسرق الماسة ولكني أرفض التفتيش!!
ونظر الجميع إلى الضابط بإستغراب ودهشة وخصوصاً
أنهم يعرفون أنه من عائلة ليست ثرية مثل الآخرين
المتواجدين في تلك الأمسية ..
وبدأ الآخرون يتهامسون على أنه هو الذي فعلها ،واحتدم النقاش .
والضابط مصر على أنه لم يأخذ الماسة ومصر على عدم التفتيش !!
وفي النهاية أنهى اللورد النقاش قائلا:
أنا مقتنع ومؤمن أن الضابط لم يأخذ الماسة .
وسمح للجميع بالمغادرة ..
وعندما غادر الجميع القصر همس الضابط في أذن اللورد مودعاً وقائلاً :
عليك أن تصدقني ..
فأنا لم أخذ الماسة وستثبت لك الأيام ذلك .
وغادر الجميع الحفلة والماسة مازالت مفقودة
واللورد حزين على اختفاء ماسته .
ومرت السنين وأراد اللورد أن يرمم ويجدد القصر كعادته
كل بضع سنين وأثناء العمل في تجديد القصر وجد العمال الماسة المفقودة
تحت خشب الأرضية !!
وتفاجأ وفرح بها اللورد كثيراً
ولكنه ظل يتساءل
( إذا كان الضابط لم يأخذ الماسة ،
وهي موجودة بالفعل فلماذا رفض التفتيش) ؟؟
لغز في القصة (2/1) بسرد والد أنهار !
العرض الشجري