-
فُتحت النافِذَة:
تكلّم، تحدّث بقلبك، بإحساسك بشعورك المبتور في ليلِ التمام
في الرُدهة السوداء يلفحك الهجير، يكسوك من غيابهم بردًا كبير،
تبدو عيناك محفوفةً بالوَسن، ذابلةً كما تذبل الورداتُ في فصل الخريف،
أنا هُنا لاسمتع لك .
. لأنصِتَ بكُل ما أوتيت من قوّة،
لأكون لك المُسند و المنفى الذي يُريحك، النافذة التي تزوّدك بالأمل و الحيَاة،
سأكون لأجلك بُستانًا يُرخي أعصابك يُريح قلبك،
و وردةً تشتمُّ عبيرها فتنفلِقُ إبتسامةً في مُحيّاك كبسمةِ رضا
، كأنه تفتّق عنكَ الوجَع، تجلّت عنك ظُلمة الليل الكالِحة
، تفشّى في عينيك لون الصباح الزاهيّ،
بدا شعُورُكَ أفضل ممّا كان.
من كان يدري، أنه حينما يأتي هذا اليوم ..
سوف تنتهي بنا الأيام، سوف ترمينا الليالي للامعلوم، للمجهول ولظلمتها الدامية ..
من قال أن البُكاء في حضرة غيابهم يُجدي؟،
أو حتى يردُّ لنا بصيص الأمل الذي نفقِده كلما مضت ليلةٌ بلا همسةٍ منهم تُريحنا؟ أ
نا هنا لأقول أن الغياب مدمٍ لجروحيَ النائِمة،
أنا هنا لأقول أن الغياب شيءٌ سيّء لا تفعلوه يومًا لأحبابِكُم،
لا ترتكبوا جُرمَ قتلٍ في إحساسِهم بكم،
وشعورهم بالقرب الذي يُحيطهم بالدفء والراحة،
أنا هنا لأقول أن الغياب عن المُحبِّ أمرٌ قاسٍ كقسوةِ الحجر لا يُكسر حتى ولو دُست
عليه بكل شعورك وإحساسك وحُبّك وشوقك لهم،
يبقى ألمًا محفورًا في الدياجي يُدمي القلب العليل.
الصمت ماهو إلا لغةٌ تتحدّثُ ببلاغةٍ و فصاحة،
الصمت آيةٌ لا يفقهها سوا من جرّبها،
من عاش في خِضَمِ صومعتها و ضوضاءها،
الصمتُ نافذة للتنفّس بعيدًا عن كل دمعة آذت الحناجِر من تجمُّعِها،
و صرخةٍ دوّت في ظُلمة ليلٍ سجين.
أحسّ دائمًا بؤلائك المسجونين في حديث الحنين،
يرعبني أن أجلس معهم أو حتى أصافحهم،
أحس بإنهم فوّهة الغياب التي ستُسقِطُ من في جُعبتي وهم قليل،
لا أريد لهم أن يكونوا كالقُساة أو حتّى أن تُرددّ أسمائُهم في رُدهةِ الغياب و الحنين،
أريد أن يكون في الصباح هم عنواني وسرّي الذي أؤل إليهِ كُلما تعبت من وحشة لياليّ،
أريدهم أن يبقوا الدفء الذي يحيط بيّ كلما همّت رياح البردِ أن تلفحني.
أخيرًا:
من يُريد أن يحبّ،
فليحُبّ .. دون أن يُسرِق نفسه بعد حينٍ مِن مَن أحبّ،
دون أن يخلِّف وراءه أحزانًا تتفشّى في أيام من أحبّوه،
ودمعاتٍ تُخضِّبُ الوجنَات!
هَذيانٌ فيْ ليْلةٍ سَوآدَهآ حَآلكْ ..
أٌسْتثِيرَ بهآ قَلميْ
# أًثيْر
22 / April 2013
الموضوع الأصلي :
نافذة تؤول للإغلاق || الكاتب :
أَثيْر || المصدر :
منتديات أنيدرا
نافذة تؤول للإغلاق
العرض الشجري