الوداع
بقي أربع أيام حتى مراسيم نهاية العام. يبدو أن الجميع يطوون لي ألف ورقة (من عادة اليابانيين طوي ألف ورقة بفن "أوريجامي" وهو فن طوي الأوراق لتمني الصحة للشخص المريض) .
دائماً سأتذكر من أعماق قلبي أن "جي-جان" و"أي-جان" يطوون هذه الأوراق لي فقط لذا لن أنسى ذلك حتى لو اضطررت لقول وداعاً. تمنياتهم لي بالسعادة تجعلني مبتهجة..... لكنني
تمنيت لو أنهم قالوا :("آيا-جان" أرجوك لا تذهبي !).
إن قلبي مليء بالحقد على أصدقائي اللذين لم يقولوا ذلك لي كما أني أحمل هذا الحقد على نفسي أيضاً لأنني لم أحاول بجهد أكبر لكي أجعل الناس يفكرون بقول ذلك لي. لكن............
.. لأفي بوعدي للسيدة "موتوكو" أنني لن أسيء الظن بأصدقائي .....لم أقل لهم أي شيء.عندما أخبرت أمي بذلك بدأت بالغناء:(انسي أمر الماضي ...فإذا استمريت النظر للوراء ....فإنك لن تتمكن
من التقدم للأمام...امشي ثلاث خطوات للأمام.... ثم خطوتان للوراء...إن الحياة ~~). مما جعلني أبداء بالضحك.أعطاني أحد أصدقائي بعضاً من الرطب وله لون برتقالي رائع.......إني حقاً أحب هذا
اللون فهو لون دافئ جداً.تكلمت مع السيدة "موتوكو" لآخر مرة. استمعت فيها لكل شكواي.(لا تكوني قاسية على نفسك فالحياة لا تقتصر على الدراسة والمدرسة. ماذا ستفعلين لو رُميتي
في مجتمع حيث لا تملكين فيه إلا مهاراتك الأكاديمية؟. فالدراسة بكل بساطة مجرد طريق للهروب بالنسبة إليك. فإنك امتنعت عن حمل حقيبتك الخاصة كما امتنعت عن غسل الصحون وكان
كل تركيزك على الدراسة.... ألست على حق؟ لذلك فإن نظرتك إلى الحياة ضيقة جداً. يجب عليك أن تتغيري. عليك أن تكوني سعيدة على الأقل لأنك تمكنت من الالتحاق بمدرسة طبيعية لسنة
كاملة. في مدرسة المعاقين هناك أطفال عاشوا في المستشفى طوال حياتهم. مقارنة بهم فإنك قد جربت الحياة الاجتماعية الصعبة فلذلك فإنك تعلمين أنك يجب أن لا تعتمدي على الناس.كفتاة
في عمر 16...فإن لديك جانب لم ينضخ وآخر قد نضج.أنت شخص غير متوازن. ذلك لأنك لم تحصلي على الكثير من التجارب في هذه الحياة لأنك مازلت في 16 من عمرك. لم يفت الآوان بعد لذا
لاتستسلمي. إذهبي لتكتسبي العديد من الأشياء التي لم تستطيعي إكتسابها في "هايقاشيكو". فأنت تستطيعين الخسارة أيضاً .نعم تستطيعين فعل ماتريدين..... لكن كان أفضل
لـ"هايقاشيكو" لو أنهم دعوك تبقين فيها).
كم أنا ممتنة لأنني حظيت بمعلمة رائعة.... سو أقول لها "وداعاً" مع إبتسامة كبيرة على وجهي. عندما تنتهي الإمتحانات لن تكون هناك مدرسة حتى مراسيم نهاية العام. عائلتي تخطط لحفلة
صغيرة لأصدقائي ولكل الأشخاص الذين ساعدوني وساندوني طوال هذا العام. لقد تحدثنا ولعبنا البوكر ولعبنا أيضاً "جوموكو نارابي" (اللعبة التي يستعمل فيها لوح وحصى بللونين الأبيض والأسود).
"إس-جان" أعطتني كوب للقهوة."يوكو-جان" أعطني صندوق موسيقى. أما "آكو-جان" فأعطتني أزهار مجففة. أما أمي فأعطت كل منهم قلم حبر مكتوب عليه:(حظاً موفقاً في دراستكم وسأكون
سعيدة لوتذكرتم "آيا" لبعض الوقت فقط عندما تنظرون إلى هذا القلم).
لقد ساد الصمت...... عندما علمت أنه وقت قول "وداعاً" قد جاء أخيراً.....بدأت دموعي بالتساقط .....لكنني حاولت بكل ما أملك أن أمنعها من السقوط..... فلقد وعدت نفسي أن لا أجعل
كلمة الوداع مصحوبة بالدموع.
لقد استمتعت طويلاً لكن عندما رحل الجميع .......أصبحت وحيدة وبدأت بالبكاء كالطفلة الصغيرة.