يحضرها إلى عيادته..هناك أفضل...أعطاه الموعد سيكون غدا....بعد أن عادت
إلى وعيها أخبرها....أنها لديها موعد مع طبيب...لقد رفضت الذهاب....إلا أن
أخاها أصر على أن تذهب إليه....كانت الساعه تشيرللسابعه مساءا....اليوم
موعدها مع الطبيب....غادر معها كي يتأكد من أنها عند الطبيب بعدها سيتركها
ويذهب إلى الشركه....دخل على الطبيب...رحب بها وبه...جلست على الكرسي
وهي تنظر للطبيب...بغرابه...كانت هادئه..بعد ...أن غادر...أخبرت الطبيب...
أسمع أنا لست مجنونه...سأذهب...وقفت....فقال لها...أخبريني...عن الوشاح...
نظرت للوشاح...وإليه...فقالت له....من أنت كي أقول...لك....أبتسم...أنا طبيبك
هيا أجلسي على السرير...وسترتاحين...أعدك...أخبريني عن الأحلام...هيا...
أحست من أنه سيساعدها....نفذت امره..جلست على سرير....أقترب منها
قائلا...أفعلي ما آمرك إياه....حسنا....أغمضي عينيك....جلس على الكرسي...
خذي نفسا عميقا....وأجيبي عن أسألتي...بكل وضوح.....تنفست بعمق....
فسألها...من صاحب الوشاح...إنه...إنه...لشخص أعرفه...ولا أعرفه...
حسنا...ما أسمه....منصور....وأين يعيش...نظر إلى فمها تغيرت ملامحها
كانت تبتسم وهي تتحدث عنه...وحتى نبرت صوتها كانت حنونه وهادئه..
يعيش ببيت بسيط وجميل لديهم أسطبل للخيول وماعزوهناك تله جميلة أحب
النظر إليها....ماذا ترين الآن....أرى تلك التلة وأنا ألعب تحتها مع شاب
لا أرى ملامحه جيدا...وأجهل من يكون....كيف شكله...من هو منصور
بالنسبة لك...صمتت قليلا وتابعت الحديث....لا أعلم...صفق...ففتحت
عينيها...نظرت للطبيب...واقفا يبتسم لها...عادت نظراتها السابقة....
فقالت له...لا تظن من أنني أتيت اليوم سآتي غدا....جلست على الكرسي
فقال لها...لا داعي أن تأتي...أنتي بخير...هناك شيئ....أستغربت ما هو...
فقالت له,,ما هو....لا يجب ان تكتشفيه لوحدك...أسمعي...إذا أردت الراحة
يجب عليك أن تعيشي مع الناس اللذين تحبينهم وتشعرين بسعادة وحب....
ماذا تقصد...فكري بنفسك....إذا عجزتي أخبريني وأنا سأساعدك....لكن لا
تتاخري...قد تندمين...لاحقا.....غادرت العيادة..كانت تمشي...وهي تفكر
بكلماته...أعيش مع أناس أحبهم وأشعر بالسعادة....من يقصد....يا إلهي
لماذا لم يقل ويريحني لا أحب التفكير....نظرت إلى الوشاح...أبتسمت
مع أنه بسيط إلا أنني أحب أرتدائه..بدأت الثلوج بالتساقط.....وقفت بجانب
إحدى المحلات....كانت تثلج...بغزارة...مع ان سيارة تتحرك مع تحركها إلا
انها فضلت المشي على ركوب السيارة....خرج السائق حاملا معه..مضلة
كي تضلها...أخذتها منه وطلبت منه ان يتركها وحدها...مشت...بجانب الشارع
كانت سعيدة وتقفز...نظرت إلى عجوز تعد بعض الحلويات...تقدمت نحوها
وبدأت تختار....وضعت أصبعها على فمها...فهي تفكر...ماذا تختار...هز
كتفها....نظرت إليه...تجمدت مكانها..فقال لها...هيا أنتي تحبينها أكلناها
سابقا ألا تتذكرين....حركت رموش عينيها...ببطئ...حركت رأسها لليمين
واليسار...نظرت للسيدة سألتها عن أختيارها...عاودت النظر إليه...إلا أنه
أختفى...ضحكت لقد كان حلما....أشرت عليها انها تريد تلك الحلوة...فهي
بالأصل لا تتناول حلويات من الشوارع...كانت بالسابق تضحك عليهم
والآن تاكل مثلهم....نظرت للخلف...تذكرت نفسها وهي تمر وترى هؤلاء
الناس وهم يبيعون الأكلات...الآن علمت معنى التعب والعيش....والحب....
أعطتها النقود...وغادرت....كانت الساعه تشير للسابعه مساءا....لم تترك مكان
لم تذهب إليه......أرادت أن تختفي من السائق فهو يتبعها...حتى
دخلت ممر ضيق...ومظلم....جرت بسرعه...ما أن دخلت حتى أمسك يدها
وسحبها إلى الداخل....بدأ الحارس بالبحث عنها ولم يجدها لقد أختفت....
رمت المضلة....لم ترى وجهه...إلا أنها أحست من أنه هو من تراه بأحلامها
كان يمسح دموعها...وضع يده على فمها...كي لا تصدر صوتا...فالحارس
قريب منهما....عانقته بقوة...تجمد بمكانه...لم يستطع ان يتحرك...فهي لا
تدعه يتحرك...فقالت له...أرجوك لا ترحل....لا أستطيع أن أكون بعيدة عنك
أنت من أعادني إلى الحياة...كان يمسح على شعرها ...ويبكي معها....
إلا أنه تركها ورحل....نظرت إليه وهو يجري...جرت خلفه ...تبكي... ...إلا انه
أختفى...نظرت لليمين وإلى اليسار....رآها السائق...امسكها وجرها إلى السيارة
هيا سيدتي عودي إلى البيت....لم تهتم لكلماته...ركبت السيارة وتنظر للخارج
لعلها...تراه...كان واقفا...عند الزقاق...ينظر إليها من بعيد...فهي لا تستطيع
أن تراه ...فالمكان مظلم...ذرفت دموعها...وضعت يدها على النافذة...عضت
أسنانها بقوة والحسرة على قلبها....عادت إلى البيت...نظر إليها محمود بغضب
وامسك ذراعيها...قائلا...ما بك...أين أنتي ...لم تعودي تلك الفتاة القوية...
أصبحت هزيلة وضعيفه...وحمقاء...صرخت عليه...أرجوك أتركني...لا أريد
هذه الحياة التي أعيشها...لم أحس بالفرح ليوم واحد....مع إنني أمرآة غنية
وجميلة...ولدي كل شيئ...لا أعلم....كيف أهدرت حياتي...كلها للعمل والربح
لم أخرج من هذا الروتين...الناس تعيش حياتها...وانا من شركه لشركه ومن
دولة لدولة...ومن بيت لبيت....لم افكر...كيف أبتسم بحق....كنت أجامل وأضحك
على الآخرين...أتعلم اليوم علمت من أن المال ليس كل شيئ...كنت أسخر من
الفقراء...ومن الناس التي تبيع بالشوراع كي تعيش...أحسست من ان طعامهم
لذيذ ويطبخونه من كل قلبهم...لا تتدخل بشؤوني...هل تفهم....تركته ودخلت إلى
غرفتها....وأغلقت الباب بقوة...لم يفهم أي شيئ...هل هذه هي ريم لا يعقل
أنا ....لا أصدق...من المجنون انا أم هي...خرج من البيت...وذهب إلى أنور
ليخبره ما سمعه....جلست تفكر وتفكر....أرادت ان تتذكر ملامحه...إلا أنها
تعبت من التفكير...اخذت دوائها..وغطت في نوم عميق....محمود ...لا
أصدق...انها هي...أتوقع أنها فتاة أخرى...يا إلهي...ماذا قال لك الطبيب...لم
يقل سوى أنها ستكون بخير...مع الأيام وأتركها تفعل ما تريد....غريبه...ألم
يلمح لك بشيئ...عن سبب تصرفاتها....لا...بلى...أسمع قال لي من انها ذكرت
أسم ...شخص...حقا...ومن هو...منصور...وقف أنور..مصدوما..وما دخل هذا
الأحمق...لا أعلم...هل فعل بها شيئ..,هي تتألم....غادرا متوجهان إلى
منزل....منصور...طرقا الباب...كان منصور مع أسرته...يتحدثون...فتح لهم
منصور...تفآجئ...بوجودهم هنا...فقال لهم...مرحبا تفضلا...دفعاه للخلف...
ودخلا...فقال لهم محمود...ماذا فعلتم بريم...فقال منصور...انظر إلي....
نظر محمود إليه وكرر...عليه السؤال....أبتسم....تقدم...أنور ولكمه
لم يعجبه أبتسامته....هيا محمود لنغادر المكان فهم أناس وضيعين....قبل أن
يغادرا قال لهم محمود...إذا حصل لها شيئ...سأدمركم....خرجا من البيت
ضحك منصور وبكى بنفس الوقت....أخي..ما بك....لماذا تضحك وتبكي...هل
هناك شيئ....غادر البيت....نظرت....إلى والدها...
....فقال لها...لا تقلقي...أنها أمور تتعلق بالقلوب...
أرجوك خذيني إلى غرفتي....كان منصور...بالإسطبل...جالس يبكي...
تذكر...عندما راها وهي تمشي بالشارع...وتأكل الحلويات....كأنها من الناس
البسطاء....عندما أسمك ذراعها وعانقته بقوة...ونظر إلى دموعها ....وعناقها
له...أيتها المجنونة...أحبك...كيف لي ان أفكر...بغيرك...كيف لي ان أصبر و
أنتي بعيدة عني..كيف لي...أن أحلم وأنتي لست معي...كيف لي...أن أفرح و
أنتي لست معي....تذكر عندما رآها وهي نائمة تحت التلة...وبرد أكل
جسدها.....بالصباح...خرجت من غرفتها....وذهبت إلى تلك المرأة التي
تبيع الطعام...وبدأت تبحث عنه لعلها تجده....لم تفلح....ذهبت للطبيب...
نظر إليها الطبيب علم من أنها لم تفهم شيئ...فقالها وهو يبتسم....هيا
أجلسي....على السرير,,أخبريني بكل شيئ...أرادت أن تنطق...فبكت...
تركها للحظات....كي تخرج ما بقلبها....فالدموع تغسل هموم الإنسان...
أمسكها ووضعها على الكرسي...وتشرب كوبا من الماء....بعد أن هدأت...
فقال لها...أخبريني هل حدث شيئ..جديد....لا أعلم هل أنا مجنونة....رأيته
بالأمس واقفا معي...وعانقته....لكنه رحل...عني وتركني...وحيده....
...لأول مرة أحس من أنني إنسانه مثل الجميع...وأعاملهم
مثل ما أعامل أي إنسان...كان قلبي مليئ بالكره والحقد...ولا أحب أحداا...إلا نفسي
كيف...أعطاها منديل كي تمسح دموعها...بالمختصر ...نظرت إليه..أنتي تحبين
منصور وهو من تريه فالحلم..هيا أذهبي فهو دوائك...أبتسمت أحست
بالشجااعه..أنه حقا هو من أحبه...وأعشقه...تذكرت عندما دخل عليها..وهي
مريضة..عندما أمسكت يده وقالت له..من أنها تحبه....وقفت وغادرت العيادة
لم تسعها الفرحة...صعدت سيارة أجرى....كانت تفكر ماذا تقول له...
....تتمنى ان تصل بسرعه إليه
وتعترف بحبها له....ممسكة بيديها وقلبها يدق بسرعه..كانت ترتجف...
فرح الطبيب لها...لقد تغيرت إلى الأفضل....حقا الحب يغير الإنسان للأفضل
إذا كان الحب حقيقي...وصادق...من القلب...تمنى لها كل خير...
بعد ساعتين وصلت إلى القرية...نزلت من السيارة....وتوجهت إلى بيته...
كانت تمشي وناس ينظرون إليها...وهي تبكي....مرت بإحدى الازقة...سمعت