عقدتيها يا بنت
طيب ، بكمل
------------------------------------
انقشع الدخان بغتة كما انتشر ...
و عقدت (لوتشيا) حاجبيها و هي تشاهد ذلك و مازالت يداها ممتدتان لحماية طلابها ، ثم اتسعت حدقتا عيناها بشدة و اختنقت صرخة قوية في حلقها ...
فقد كان ما رآته مروعاً .. مروعاً بحق !!
كانت هناك مقصلة ضخمة تتوسط الحافلة و قد عُلق عليها جسد شخص ما يحيط بجسده ملابس سوداء و يخفي وجهه قناعاً أسود أيضاً ...
و تقدم (ميسري) ببطء من المقصلة و رفع غطاء وجه المعدوم من على وجهه ، فظهر وجهه ...
و هنا فقط ، استطاع (دريم) أن يتكلم ، فصاح قائلاً:
- المعلمة لوتشيا !
التفتت إليه (لوتشيا) و عقدت حاجبيها بشدة و قالت:
- ماذا؟! إن ما أراه هو وجه (ميسري) !
ضحكت (ماكي) بقوة و قالت موضحة:
- هذه مقصلة الحقيقة ... تظهر للشخض عدوه اللدود الذي يرغب في شدة بقتله !
ثم صمتت قليلاً لتلحظ ردة فعلهم ثم أضافت بسخرية:
- و أنا هنا أرى وجه مديركِ الوسيم يتوسط منصة الإعدام هذه !
عقدت (لوتشيا) حاجبيها للمرة الثالثة و تمتمت بخفوت:
- مستحيل !
ابتسم (ميسري) بسخرية هذه المرة و قال:
- ليس مستحيلاً يا أختي العزيزة ! إنها الحقيقة ... و لا شيء غير الحقيقة ... فاستعدوا جميعاً للموت !
و فجأة ،
ارتجت الحافلة و توقفت في منتصف الطريق ، ثم شعر الجميع إنهم يهبطون في هوة سحيقة ... سحيقة سحيقة جداً !
و تحولت أشعة الشمس المبهجة إلى أشعة كئيبة غطت على الحافلة بركابها و تحولت الصرخات الفزعة إلى صمت رهيب ... رهيب جداً كالمكان الذي وصلوا إليه بالضبط !
------------
أكملوا