الفصل الثامن :
آللِقَـاءْ .. صُدفَةٌ جمِيْلَة ! ~
نَعُود إِلَى فرجيْنيـآ حيْثُ جآك الجالِس على أريْكَة الجلُوس
والَّذِي كانَ يَسترْجِعُ كلاَم أُمِّه :
" ابتَسِم !! كُن لطيْفاً !! وتعرَّفْ إليْهَا "
وحالِما سمِعَ أُمَّه
تُردِّدْ : تفضَّلِي يا عَزيْزَتِي ! ..
وقَف للاستْقِبَال ولكِن حالمَا دخلَت ساكُورا
صُدِمت وصمَتتْ لِبُرهَة مُندهِشةٍ ثم
قالَت : جــاااكـ !!
أمَّا جاكْ فلَم يتغيَّرْ شَيْءٌ مِن برُودِه سِوى أنّه
قالَ لِنفْسِه : " ياللصُّدفَة !! " ..
التفَتتْ رُوكيا لساكُورا الواقِفة خَلْفها
وقالَت : أتعْرفِين ابْني ؟!
.. ساكُورا كَمن استفاقَ لتَّوِه : آ.. آ نعـَم ! .. إنّه معِي
فِي الصَّفِ ذآتِه ..
رُوكيَا : ياللرَّوعَة لكُنتُ جعَلْتُكما تتقابلَان منذُ الوَهْلَةِ الأُولَى حسناً
هذا سيُسَهِّلُ الكثِير , إجلِسا إلى جانِب بعْضِكُما وسأُحْضِرُ الشّايَ والكَعْك !! .
جَلستْ ساكُورا علَى أريْكَةٍ مُقابِل جاك وقَد ازْداد
ارْتِباكُها وخَوْفُها
أمّا جاك فقَد
قال بِهدُوء : أرْجُوا أن تعْذُريِني لِلحْظَة
وذَهب للِمطْبَخ لدَى أُمِّه
وهمَس : أمييي !!
إنّها مِن ذآتِ الصَّفْ سيَشِيْعُ الخبَرُ فِي المدْرَسة
أرْجُوك أحضِريْ غَيْرهَا ؟! ..
رُوكيَا بِهمْس وحِدَّة : لا لقَد قُلت لها كُلّ شَيْء اِذْهَب
وعامِلْها بِلُطف وإلّا ... !
قاطعها : لَن تذْهِب إلَى إيْطالِيا لقَد حفِظتُ الدّرس !
وذَهب فهُو لا يُرِيدُ افْتِعال الْمَزيِد مِن المشاكِل مَع أُمِّه
فِي وُجود ساكُورا الّتِي كانتْ كما هِي عِنْدمَا دخلَت
السّيْدةُ روُكِيا خلْفهَا جاكْ
وِهي تقُول :
تفضَّلِي ! ..
اسْتلَمت ساكُورا الكعْكَ والشَّآيْ
وقالَت بِابتسَامَة : شُكراً لكِ ! ..
جلَستْ رُوكيِا بجانِب جاك
وقَد قالت : اليَوم لَن نتحدّث عَنِ العمَلْ
وعلَيْكِ أنْ تعْذُرينِي فأنا سأهْتَمُّ بِأمُوركِ وحاجيَّاتِك للحْفلَة !! ..
سآكُورا بِخجَل : لـ .. لا داعِيَ لذَلِك حقّاً !! ..
روُكِيا : لا أنا مُصِرّة والآن
اسْمحَا لِي لديَّ بضْعُ أعمالٍ عليَّ القِيامُ بِها أرْجُوا أَنْ تقْضِيا
وقْتاً جميْلاً معاً !
وأعْطَت روِكيا إشَارةً صغِيرَة لِجاك
تعْنِي " كُن لطيْفاً " دُون أنْ ترآهَا سَآكُورا ..
قال جـآك : أرْجُوا أن لا يكُون أمْرُ الحفْلَة
ومُرآفقَتِي قَد أزْعجَكِ ؟! ..
ساكُورا : لا علَيْك !! ..
صمَت وصمَتتْ وهِي تُحدِّث
نفْسهَا :
" لا أُصدِّق أنَا أتحدَّثُ معَ جاك وفِي مَنْزِله يجبُ ألّا أصْمُت " ..
ساكُورا :حـ .. حسناً يبدُو أننا لَم نعْرِف بعْضَنا جيّداً
رُبمّا بِسَببِ انْتِقالِك الحَديْث للِمَديْنَة !! ..
جاك : صحَيْح ولكِنَّنِي لا أُحّب الرّسميَاتِ كثيْراً
لِذا سأقُولها لكِ بِصراحَة ألا تَريْن أمْر ذهابِك للحَفل
هكذَا وفجْأةً أمْرٌ غَريِبْ , ألَم تُفكِّري بالسّببْ ؟! ..
قالَت ساكُورا : فِي الوآقِعْ بلَى !! ..
جاكْ : إذاً أنْتِ تَعُدّيْنّ ذلِك أمْراً غريْباً ؟! ..
ساكُورا : ليْسَ بقْدر مآهُو مُفاجِيءٌ لِي !! ..
جاك : هكَذا الأمْرُ إذاً معكِ حَق فِي آلواقِع أُمِّي رأتْ
أنك المُناسِبَة للِحفْلَة ولَم أرَ عيْباً فِي ذلِك
صمتَا وسآكُورا تُفكّر :
" يبْدُو أنّه لَم يَخْترنِي بَل وآلدَتهُ !! " ..
جاك : ألديْكِ أيّ سُؤالٍ أو اسْتفْسَار تنْويِن طَرْحَه ؟! ..
ساكُورا : آآ بِخصوُصْ
.. طريْقَةِ الوُصولِ للِحفْل لأنّنِي فِي الواقِعْ ..
لا .. أدْرِي هَل .. !!
وصَمتتْ بإحْراجٍ فهِيَ لَم تعْرف كيْفَ تشْرحُ المَوضوع ..
جآك : آ فهِمت لا بأْس
سأُوصِلًكِ أنا !! ..
بدآ أنه ليْس لِلحِوار المَزيْدُ فقَد وقفا هُنا
بِصمْت حتّى جآءَت رُوكيَا وودّعت ساكُورا المُغادِرة
وآلّتِي كانَتِ العَديْدُ مِن الأفْكار
تمْلأُها والكثيْرُ مِن القَلق قَد انْتابهَا حَوْل الحفْلَة
فهُو أمرٌ مُربِكٌ جدّاً لِفتاةٍ خجُولةٍ مِثْلُها وَ مفاجِيءٌ أيْضاً !! .
مَرّت الأيّام كانت ساكُورا مَع رُوكيا تشْتَرِيان التّجهيِزات للِحفْل .
|~
أمّا بالنّسْبَة لِمايْلِي ووآندِي فقَد كانَتا تسْتعدّان أيْضاً
وقَد خضَعتْ مايْلِي للعَديْدِ مِن النّصاءئِح والدُّروس
خلال إقامتِها فِي نيُويوركْ فلَم تُكنِ
الرّحْلَة للِمَرح بِقدْر ما هِيَ لتجْهِيز مايلِي أمّا كاي
فقَد كان يَخْرُج مَع بَعضِ معارِفْه ويَعُود فِي مُنتصَف اللّيْل
وأحيْاناً يطمَئِنُ حَول الأوْضَاع مِن خلالْ
سُؤال وآنْدِي !! .
|~
فِي فرجيِنيـآ ..
جاءَت اللّحْظةُ الحَاسمة ,لْحظَة حَفل السّيْد رُونالَد سمِيثْ ,
كانَت قاعَة الاسْتقبال كبيْرةً جِدّاً فمَدْخلُها بِه
حديْقَةٌ وشلَّالٌ صَغِيْر رائِع كمَا أنّ منْظَر
البُحيْرَة الّتِي ينْسابُ فِيْها الشّلال مِن تحْتِ الجِسْر
الخَشَبِيّ لهَا رُونَقها الخاَص ومَدْخل تِلك القآعَة
زُيْن بنبآتاتٍ جَميْلَة وزُهُورٍ فِي غآيةِ الجمَال ,
كُلّ مَن يرَى الحديْقَة والمَدْخل سَيُقدّر حَجْم العِنايةِ
والجُهْد الكبيْر المَبْذُول لِتظْهَر بِتلْك الصُّورَة
الرّائِعَة وحالما تدْخُل القاعَة كاَن السّيد
رُونالد يَسْتقبِل بِضْع شخْصيّاتٍ مُهمّة على المَدخْل
كمآ كان هُناك العَديْدُ مِن الضُّيوف والأجانِب مِن
دُولٍ ومناطِقَ مُخْتلِفَة والعَديْدُ مِن التُّجار ورؤساءِ
الشّركات المَشْهُوريْن ومُمثّلاتٍ وعارضات
أزْيَاء مَشْهُورات وَ دُبلوماسّييّن أيْضاً !! .
|~
نَزل كاي ببِذْلَته السّوْداء وقَد سَرّح شَعْرَهُـ
بِشَكْلٍ رَسميّ نزَل بِثقةٍ كعادَتِه ونزلَت خلْفَهُ
مايِلي بِفُستانِها الوَرْدِي الطّويل الّذِي يضِيْقُ مِن الأعْلَى
ويَتّسِع مِن الأسْفَل وقَد زُيّن بِوروُدٍ قُماشيّةٍ صَغيْرَة
وقِطع من قُماشِ الدّانْتِيل زَيّنتْ أسْفَل الفُستان لتكُوّن
طَبقة رائِعَة وشَعْرُها الّذِي انْساب لِيُغطّيَ
ملَامِح وجْهها ببِضْع خِصل شَقْراءْ أضْفَت عليْهَا
لَمْسَةً خاصَّة وسحْريَّة كذلِك عيْنيهَا الزّرقآويْن ,
كانَت تِلك العَدسَات وذلِك الشّعْر المُستعار كُلّه مِن أفْكار
وآنْدِي !! ..
أمْسكَ كايْ بيِدها وبدآ يسيْراَن وُكلٌّ مِنهُما
يَعْرِف تماماً ما سيقُول وكيْف سَيُمثّل ؟! .
دخلا معاً وسلّما علَى بعْض الضُّيوف ولكِن حيْن أوْشكا
علَى الاقْتِراب مِن السّيد رُونالَد ذهبَ كايْ وحْدَهُ لتَحيَّتِه ,
بيْنمَا وقَفتْ مايلِي بعيْداً تنْتظِرُ كاي
وتتأمّل الضُّيوفَ بِشيءٍ مِن الاهْتماَم
وهِي تُفكّر :
" وآو !! تِلْك الفتاةُ جميْلَةٌ جدّا وعِقْدُ الألْماس الّذِي تَضّعهُ أجْمل !! .. "
ابْتسَمت لِتعْليْقها وَ
لكِن سُرعان ما اخْفَت ابْتسامتَها حيْن تقدّم مِنها
شآبٌّ فِي الثّلاثِيْن مِن عُمرِهـ
وقآل : لمـآذا تقفِيْن لوحْدكِ آنسَتِي الصّغيْرَة ؟! ..
مايلِي : فِي
آلواقع أنا انتظِر السّيد كآي ..
آلرَجل : السّيد كاي !! اتعنيْن ابنَ السّيد رُونالَد سميْث ؟! ..
مايلِي : نعَم ! إنّه هُوَ !! ..
ابتسَم الرّجلُ
وقَال : سُررتُ بمَعْرفَتِك .. أنا جِيْم !! ..
مايلِي : وأنا مآيلِي !! .. تشرَّفتُ بمَعْرفَتِك ! ..
جيْم : وأنَا أيْضاً هَل أنتِ صدِيقَةُ كاي أمَ مَخْطُوبتُه ؟!
.. ردّت مايلِي وِهي تتذكّر ما حَفِظَته :
لا أنا صديْقَتهٌ فِي المَدْرسَة !! ..
جيْم : هكذَا الأمْرُ إذاً يبدُو أنّكما صديقانِ حقيقيّتن !!
ابتسَم كُلٌّ مِنهُما للآخَر وجاءَ كاي
قائلاً : مرحباً جيم كيْف حالُك ؟! ..
جيم : بخير وأنتَ يـآ صديقِي ؟! ..
كآي : أنا بِخيْر .. أرَى أنّكِ التقيْتَ
بصديِقَتي مايلِي هل تعارفْتُما ؟! ..
جيم : نَعم والآنِسةُ لطيْفَةٌ جدّاً ..
مايلِي : شُكراً لَك !! ..
جيْم : عَن إذْنِكُما اسْتَمتِعا بوقتِكُما !! ..
كايْ : سنْفَعل إلَى اللّقاءْ ..
التفتَ كاي وقالَ بِهدُوء : هيّا بنـآ !!
أمْسَك بيدِ مايلِي وسآرا معاً وجلسَا فِي طاولةٍ صغيْرَة .
نهاية الفصل الثامن .
لقاءٌ سآخِن سيَحمِلهُ الفَصْلُ القادِم , فَبيْن مَن سيكُون ؟!
وهَل ستنْجَحُ خُطّة كآي آلتِّي لَم تتبيّن لِمايلِي حتّى الآن ؟!