هديتي للعام الجديد 2010 ، سلسلة تحقيقات أشبال - مطاردة
لإزالة كل الأعلانات،
سجل الآن في منتديات أنيدرا
بسم الله الرحمن الرحيم . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . .
مساء الخير على الجميع
كيف حالكم؟
ان شاء الله بخير
قررت مع ميس شيرلي ، ان تكون هديتي هذا العام سلسلة قصص بكتبها
لو لقيت تفاعل بنزل كل قصة كل شهر ^^
و الحين ما بطول عليكم
بس أعطونا آرائكم
1-لنتعارف أولاً...:
كان الانبهار يخيم على الكل و ذلك الفتى الطويل الوسيم و النحيل، أشقر الشعر ، عسلي العينين، أبيض البشرة ، يقوم بتجربته العلمية أمامهم و قد بدا شديد التركيز ، معقود الحاجبين و هو يقوم بالتجربة و مرت ثوانٍ قليلة كالدهر و بعدها... صفق المعلم بقوة و قال بإعجاب شديد:
-مبارك يا بني ... إنك من أفضل من درستهم في حياتي المدرسية حتى الآن...ستون من ستون يا (هاني)!
علت الفرحة وجه (هاني) و قال بهدوء :
-شكراً يا أستاذ (عليّ) ..أنت أيضاً من أفضل من درسوني و شجعوني على حب مادة الكيمياء.
ابتسم الأستاذ (عليّ) و قبل أن يضيف كلمة واحدة ، دق الجرس و اندفع الجميع خارج المعمل، ينتهزون الفرصة للتحدث في مختلف الأمور ، و قد بدت أخت هاني (هدى) سعيدة جداً و هي تسير بجواره خارجة من المعمل ، قائلةً:
-إنك أروع طالب في الكيمياء في هذه المدرسة يا (هاني).
ابتسم (هاني) بهدوء و قال :
-شكراً يا عزيزتي ، أنتِ أيضاً أفضل الطلاب في مجال الموسيقى و الغناء.
ابتسمت (هدى) و نظرت باتجاه الممر ، عندما رأت أحدهم يلوح لهما و يقول في صوت مبتهج سعيد:
-مرحباً ، هل انتهيتما من حصة الملل تلك ؟!
أسرعت نحوه (هدى) وقالت متذمرة:
-إنها أفضل حصص (هاني) ، و إذا سمعك تقول هذا ، فلن يرحمك .
ضحك (هاني) بقوة و قال:
-لا عليكِ يا عزيزتي ، فقد اعتدت ذلك الأسلوب من (يوسف) ، أليس كذلك يا عزيزي؟!
و نظر باتجاهه، و تأمله لحظات..
كان فتى طويل وسيم و نحيل نسبياً، ناعم الشعر أسوده ، ذي عينين زرقاوين بلون السماء و بشرة بيضاء متوردة و يرتدي ملابس المدرسة ، و إن بدت عليه أنيقة ،
توقف (هاني) عن تأملاته و قال :
-هاه؟! يبدو إن معجباتك قد التفوا حولك مجدداً يا عزيزي ، فلتسرع إذن.
ضحكت (هدى) و قالت :
-لقد أصبحوا معجبات (يوسف) و (هاني) الآن ، فقد بهرت الجميع بهدوء أعصابك و وسامتك في معمل العلوم.
ابتسم (يوسف) و قال :
-إنكِ متعصبة لأخيكِ يا (هدى).
قالت بانتصار و زهو مبالغ فيهما :
-بالطبع!
ضحك ثلاثتهم و اتجهوا إلى غرفة الدراسة ، و هم ما يرددون بعض القفشات و الضحكات الممتعة ، حتى وصلوا إلى أدراجهم الخلفية ، و التي يفضلونها لتركيز أكثر في الدراسة، و دخل معلم الجغرافيا إلى الفصل و قال بصوته الجهوري المعتاد :
-انتباه إلى كل طلابي الأعزاء ! اليوم سأقدم لكم إحدى اكتشافات القارة الجديدة...
لم تستمع (هدى) إلى بقية عبارته و قالت :
-إنها المقدمة المعتادة ، لمَ علينا أن نستمع إليها في بداية كل حصة ؟
أجابها (يوسف) ساخراً :
-لقد كان يتمنى أن يكون مستكشفاً لكنه فشل ...ألم تدركي ذلك بعد يا عزيزتي (هدى) ؟!
ضحك ثلاثتهم بصوت خافت و لكن سرعان ما قال (هاني) :
-يا إلهي ! لقد اكتشف معلمنا شيئاً جديداً حقاً !
انتبه ثلاثتهم في هذه اللحظة ، إلى تلك الفتاة التي دخلت إلى الصف ، كانت جديدة تماماً عليهم و وقفت أمامهم وقفة ثابتة و قالت بابتسامة هادئة و نظرة جذابة واضحة :
-مرحباً ، أدعى (رزان) ، أتمنى أن أكون ضيفة خفيفة على قلوبكم ، و أن تستقبلوني كواحدة منكم جميعاً ، و شكراً لكم...
كان الجميع يحدق فيها بانبهار و دهشة ، فلقد كانت فتاة طويلة رشيقة ، ناعمة الشعر أسوده ، و لديها عينان بنيتان متفحصتان و يلمع فيهما بريق ذكاء حاد يشف عن عبقرية مذهلة ، بيضاء البشرة ، و لديها ابتسامة تجمع ما بين السخرية و الثقة على شفتيها..
و لسبب ما ، شعر (يوسف) إن عينيها اخترقته و إنها فحصته من الداخل قبل أن تفحصه من الخارج ، و سمع (هدى) تمتم قائلة :
- يا إلهي ! إن هذه الفتاة صريحة جداً ، عندما التقت عينيّ بعينها ، شعرت بأنها سبرت أغواري كلها في ثانية واحدة..
إذن ، فهذا ليس شعوراً متفرداً ... فهذه الفتاة تمتلك نظرة ثاقبة نحو الأمور و تعرف كيف توجهها جيداً !
انتبه (يوسف) في تلك اللحظة ، إنها تتجه إليه ، و جلست على المقعد الذي أمامه ، بهدوء و حذر شديدين ، و كأنها تدرس ردة فعل الكرسي و من خلفه أيضاً.
و استمر تحديق (يوسف) فيها طوال فترة الحصة و كأنه لا يستطيع أن يفهم من هي بالضبط ؟!
دق الجرس ، و خرج الجميع مندفعين نحو صالة الغداء ، بينما جذبت (هدى) ذراع (رزان) و قالت بتفاؤل و مرح شديدين :
-هيا ! هيا ! سأعرفكِ على أصدقائي ، إنهم كثيرون و لكن سأعرفكِ على أعزهم و أحبهم إلى قلبي.
ابتسمت (رزان) بصعوبة و قالت :
-انتظري قليلاً ! ربما لن يرحبوا بي كما رحبتِ أنتِ بي !
-من قال هذا ؟! إنهم لطفاء جداً ، صدقيني!
ثم اتجهت معها إلى الخزانة و قالت و هي تقدمها :
-أعرفكم بصديقتي الجديدة ، رزان !
رد (هاني) بهدوء شديد :
-مرحباً يا (رزان) ، سعدت جداً بخبر انتقالكِ إلى مدرستنا ، و أتمنى أن تقضي أياماً سعيدة هنا .
شكرته (رزان) بابتسامه هادئة واثقة ، و تنهدت (هدى) في ارتياح ؛ فلقد قبل (هاني) صداقتها بهذه الفتاة بسرعة و لكن رد فعل (يوسف) جاء متناقضاً تماماً مع ردة فعل أخيها ، فقد أغلق الخزانة بعنف و شفت ملامحه عن توتر و غضب شديدين ، ثم لانت ملامحه بسرعة و التفت إليها مرحباً بابتسامة جذابة بدت لثلاثتهم مزيفة و مصطنعة و قال بابتهاج:
-مرحباً بكِ معنا ، أتمنى لكِ حظاً موفقاً في الدراسة هنا .
ظن (هاني) و (هدى) إن هذه الابتسامة ستخدع (رزان) و تدعها تظهر مشاعر حبها لـ(يوسف) كما اعتادا أن يواجها ذلك بعدما يعرفا (يوسف) بأي فتاة ، و لكن (رزان) ابتسمت بهدوء و قالت بلهجة اختلط الود فيها بالسخرية :
-شكراً لك يا (يوسف).
لم يشعر (يوسف) بالتوتر و هو يسألها في لهجة تشف عن المحبة ، قائلاً:
-إذن ، من أين أتيتِ يا (رزان)؟
و قبل أن تفتح (رزان) فمها بالإجابة ، اندفع شيء كالصاروخ ، انتزع (يوسف) من مكانه و جرى به بعيداً ، اندهشت (رزان) و قالت :
- ماذا كان ذلك ؟
تنهدت (هدى) في يأس و قالت :
-رندا ! صديقة (يوسف) و الفتاة التي من المفترض إنه يحبها.
نطقت الكلمات الأخيرة في سخرية لاذعة واضحة تنم عن ضيقها الشديد من تلك الفتاة ، و لكن لم تشأ (رزان) أن تزعجها بأية أسئلة أخرى و اكتفت بالاستماع إليها و هي تجذبها من يدها قائلة:
-هيا بنا إلى المطعم ، فلابد إنكِ تتضورين جوعاً ! كما إنها فرصة جيدة لتتعرفي على المدرسة.
انقادت (رزان) خلف (هدى) و أخيها (هاني) إلى المطعم ، و جلسوا على طاولة في الوسط ، تسمح لهم بمشاهدة القاعة كلها ، و بدأت (هدى) تشير إلى كل طاولة و تشرح من يجلسون عليها ،
كانت هناك طاولة لمحبي موسيقى الروك و البوب ، يجتمع عليها مجموعة من محبيها ...
و طاولة أخرى لفريق ( لا) الرافض لكل شيء في المدرسة ... !
و طاولة أخرى لفتيات عاشقات للموضة بكل صورها...
...باختصار ، كانت طاولات القاعة تعبر عن مختلف الأفكار الموجودة في المدرسة.
الموضوع الأصلي :
هديتي للعام الجديد 2010 ، سلسلة تحقيقات أشبال - مطاردة || الكاتب :
luchia || المصدر :
منتديات أنيدرا