هلْ يبدُو شعُور اللَّيلة الباهته ؟ مشَهُد الغرُوب الحِزين مألُوفاً ؟
هل تستشعرُ لحَظة الخلُود إلى [ النَّهاية ] ؟!
لحَظة العُزلة .. لحظةً تشُبه الخرُوج من النَّفق المُعتِم إلى الهاويَة!
هَكذا يتراءَى لِي مشُهد وَداع الأصدقاء!
لذلِك لن أتخّلى عن أنيدرا -بإذن الله- مَهما بدا المكانُ مُوحشاً
قحلاً وجافاً دُون أن تضيء جنباته أسماءُكم ، أو تغمرَهُ أرواحكم بحضُورها
البرَّاق ، دُون أن تمُحو حرُوفكم ورسائِلكم وكلماتكم وردُودكم غُبار المكان!
لِيس إبخاساً في وجوِدكم لكنَّ الحنين سيغلُب كلَّ غيابٍ فيحيل واقع
الحضُور اليتيم إلى ذِكرياتٍ أتقاسُمها مع كلَّ من ترَك بصمَته الرَّائعة هنا وَ هناك
بتفقَّد زوايا المكان واستشعار جمال تفاصِيل سنينِه العابرَة
الدّراسة
الانترُنت
ضيُق الوقت
الالتزاماتُ الأخرى
تباعُد مسافات الكِتابة وندرة إنتاج ما يمُنحني ما أقاسمكم إيَّاه
... إلخ
بإمكانِي أن أطيل القائِمة إن أنا أمعنتُ في تفاصيل أسبابِ الغيَاب ،
أو تعمَّقت فِي فحواه وطريقة هيَمنته على غيابِي الّذي أرجو أّلا يظَّنه أحدٌ انسحابٌ
صامت!
لديّ الكثيُر من الاعذار ولديَّ أكثرُ من ذلِك من الاعِتذارات ،
المسُابقة الّتي لم أتممه ، القصَّة القصيرة ، الرَّواية الَّتي لم أعقَّب علِيها
النَّشاطُ الّذي خبَا والانقطَاعُ الّذي طال ، وقلقُ الأصدقاء وعدُم السؤال عنهُم وإهمالُ
تفقَّدِ أحوالِهم ، الهدايا الِّتي لم تصل والأخرى الّتي لم أرِي أصحابَها امِتناني لهم علِيها حتَّى
الآن !
هل يُمكن أن تختِزل كلِمة [ آســفــة ] كلَّ ذلِك ؟! هل يُمكن لها أن تمنع
مشاعر الحُزن وتُذهب الحنين بعيداً وتقصَّر مسافات الغياب ؟! ليتها تفعلُ ذلِك!
لنِجعل الحدِيث أكثر شخصيَّةٍ بعيداً عن تنميقه الأدبيَّ البَحت ،
كيَف صار هذا المكان الجميل إلى صمتِ وتباعد حضُور ؟ أرجُو أن تكونوا جميعاً بخير ؟
هل من نيَّةٍ للجميع بالعُودة وإحياءِ نشاط المكان ؟ أرجُو ذلِك فعلاً!
بالنَّسبةِ لِي ، أنتهيت قبل أيَّامٍ قليلة من امتحاناتِي النَّهائية -بحَمد الله-
واختتمت بسلامٍ عاماً جامعيَّاً خريفيَّاً منُهِكاً للغاية ، تجاوُزت عقباتٍ وغصُت بأخرى!
كان عاملاً حافلاً مُزدِحماً متسارعاً لكنَّه باهت ! باهتٌ من أمسياتِ الكِتابة والرّسائل والرَّدود
والقراءة ! فمن يصدَّق أنَّ الكتب -حتى الصغيرة- مِنها تأخُذ منَّي شهراً كاملاً لإنهاءها وربَّما
أكثر ؟!
أريُد الحديث عن الكثير من الأمُور ، لكنَّني سأترُك فِي تدوينتي هذِه مساحةً
واسعةً لحرُوف الحنين والسؤال عنكم ؟ وأحوالكم ورغبتِي العارِمة فِي أن أجدِ أسماءُكم
تعطَّر سماء هذا المكان وتساعدِني فِي رفعِ ومسح الغبار عن أرجاءِه !؟
اعِتذر لهذا الغياب القسرِّي ،
أرجُو أن تكُون عُودتي -غير مُتأخرَّة-