تم تشغيل Ai nante
Tomo & Yamapi
the last part
_________________________________
جلست على الأرض دون حراك وهي تنظر إلى الأمام..
لماذا تنظر إلى الأمام فليس هنالك أي أمل؟
سيرحل وهذا مؤكد.. رغم أنها كانت تعلم ولكن خيل إليها أنه ربما سيعيش..
لقد ألمها قلبها حين تذكرت ضحكاته..
بل إنه أخذ ينزف ندما على صوته الذي سيرحل عن هذه الدنيا..
لقد تحطم قلبها كما تتحطم النجوم ويختفي نورها..
لم تعي ما حصل ولكنها رأت نفسها على سرير أبيض اللون..
" لقد أغمي علي.." هذا ما أدركته..
ولكن لماذا يدها تؤلمها؟
الطبيب ينظر إليها بعطف: لقد أخذنا عينة من دمك لنتأكد من سلامتك..
تومو بصوت خافت و متوتر: أريد ان أراه..
الممرضة تمنعها في حين قال الطبيب: لا تستطيعين فأنتي متعبة..
استلقت مره أخرى بصمت .. ولكن الطبيب احس بكلماتها من السائل الدافئ الذي ينساب من عينيها..
________________________
بعد ساعة من الزمن ..
بدأت تومو تستعيد وعيها ..
وحين وقفت رأت الطبيب يقف أمامها بفرحة لا توصف..
الطبيب:إنك.. إنك..
تومو: ماذا؟
الطبيب يربت على كتفها: تحملين نفس فصيلت الدم..
تومو مندهشة: أتعني أن يامابي..؟
الطبيب يبتسم لها: ابنتي حياته بين يديدك..
كيف له أن يقول هذا ألا يعلم بالإجابة..
" ولكن العملية خطرة وربما ستكون النتيجة..."
لكن تومو قاطعته وهي تشدّ على يديده: دعني أرجع له ..و لو القليل مما أعطاني..
نظراتها الحازمة جعلت الطبيب يناولها ورقة الموافقة...
لقد مر الأمر بسرعة كبيرة..
__________________________________________________ _
في غرفة يامابي..
كان محاطا بين الأجهزة ولكن منذ أن رأها أمامه حتى نسي جميع ما كان يزعجه..
فهي بابتساماتها و صوتها و رقتها تبعث له الحيوية من جديد..
وقفت بجانبه..
يامابي: ماذا قال الطبيب؟
تومو فرحة: لقد وجدو متبرعا..
يامابي ينظر إليها باستغراب وسعادة لا توصف..
يامابي: كيف؟ و من؟
تومو ضغطت على قلبها : لا أعلم من المتبرع ولكن يكفي أن فرصتك للشفاء قد زادت..
لقد أمسك يامابي يديها بسعادة بالغة: أحقا؟ إذا لن نفترق..
لقد قال " لن نفترق".. لقد دمعت عين تومو..
تومو : نعم لن نفترق ..
تومو جلسة بجانبه : يامابي أريد أن أقول لك شيئا قبل إجراء العملية..
فهي و هوي يعلمان بأن العملية ستجرى في الغد..
يامابي فرح: قولي ما شئتي..
تومو أخفضت نظرها حيث يد يامابي ممسكه يدها:
" أتعلم منذ أن أتيت اليابان كنت لا أعلم كيف هي الأمور هنا؟ ولكنك ظهرت فجأة. وقد أريتني كيف تبدو اليابان..
ومع الأيام ازددنا تقربا .. حتى أني عرفت الكثير عنك.."
رغم أنها بجانبه ولكن لماذا أحس أنها تبتعد تدريجيا..
تتابع: أتعلم منذ ذلك اليوم وضحكت لا تفارقني.. كما أن مشاهدتك وأنت تجري أمامي تشعرني بالأمل..
فلا تتوقف عن الجري .. وتذكر دائما بأني خلفك..
ربما يدها كانت ترتجف غلا أنها أحست بيديده تضغط بقوة..
تكمل: الحياة لاتتوقف أبدا , فهي مجرد لعبة كبيرة..والرابح من يلعبها بقوانينها..لذا لا تجعل من أي حادث أن يعكس نظرتك للحياة..
وإن أحسست بالضيق فستجدني أنتظرك عند ذلك الكرسي في الحديقة..
لقد أحس يامابي بقطرة تسقط على يديه ليرفع وجهها حيث وجهه..
"لقد كانت تبكي.. لما؟"
تومو تقف بسرعة: اراك بفي الغد بعد العملية..
نظر إليها وهي تبتسم كعادتها بفرح..ولكن عندما خرجت لماذا أتاه إحساس غريب؟
_______________________________________________
بعد إنتهاء العملية..
وقف الطبيب بجانب يامابي: لقد نجحت العملية..
يامابي بفرح: أين تومو لأخبرها؟
نظر الطبيب إلى الممرضة... مما بعث القلق ليامابي: من كان المتبرع؟
" من كان؟" صرخ يامابي..
الطبيب: لقد كانت تومو..ولقد فقدماها خلال العملية..
لقد سقط يامابي منهارا..
فقد مر شريط الذكريات أمامه حيث كانت تقول..
"تستطيع أن تبكي فأنا..أسمعك.."
" على الاقل لنتحطم معا.."
" لن ننفصل .. فانا هنا بجانبك.."
" ستعيش هنا إلى الأبد"
ولكنها رحلت .. لقد رحلت..
أحس يامابي بيد الطبيب تناوله قلادتها.. ولكن عندما فتحها وجد صورتها وليس صورته..
" لقد كانت تعلم.."
_______________________________________
بعد ثلاثة أيام..
كان يامابي يجلس على الكرسي الذي "اعتادا الجلوس عليه" وبجانبه طفل ينصت إلى يامابي بتأثر..
حيث أنهى يامابي الحوار بقوله:
" هي الوحيدة التي عاشت إلى الأبد.. وإن بكيت فستسمع صوتها .. وإن حزنت ستحس بيديها تربت عليك.. وإن تحطمت فستراها ترفعك.. وكلما جريت ستكون هي خلفك.. هي التي عاشت وستعيش في قلبي.."
The end
وأشكر لكم حسن المتابعة..