تلك الفتاة الخجولة إنقلبت تماما فبسرعة تداركت الوضع وبثقة قالت : مرحباً , إسمي هو كيم نانا أبلغ من العمر 21 عاماً , أرجوكم إعتنوا بي *تنحني*
إبتسمت وسألتها : كيف كنت تعيشين ياآنسة نانا .. ؟
فهمت السؤال وأجابت : توفي والدي وأنا صغيرة في السن , عشت في ملجأ للأيتام , ولم تكن حياتي جيدة هناك ,كانت سيئة للغاية , لم يمض إسبوعين منذ هروبي من الملجأ ..
فتحت عيناي بقوة إذن هاذا هو السبب الذي جعلها تحمل حقيبة الملابس ..كانت هاربة , إنها صريحة للغاية وجريئة أيضاً ..سألتها : ماذا عن دراستك .؟
أجابت : تخرجت من المتوسطة ولأن درجاتي كانت مرتفعة فقد تلقيت منحة للدراسة في مدرسة ******* للفنون والموسيقى وقد كنت أحد أعضاء الفريق الغنائي الرئيسي للمدرسة آنذاك ..
كل شيء جميل : حسناً آنسة نانا ماهي الآلآت التي تعزفين عليها .؟
أجابت بكل ثقة وكأنها معتادة على ذلك : أنا أعزف على القيثار كآلة أساسية وأعزف على الكمان أيضاً
سألتها : بالنسبة لمظهرك هل انت مسترجلة ..
تغير لون وجهها وكأنني ضربت الوتر الحساس قالت بسخرية من نفسها :حسناً , الملجأ خاص للفتيات ..ابن صاحب الملجأ ..كان يأتي كثيراً منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري وهو يأتي .. كان يأتي ليتحرش بالفتيات *وبحقد قالت* ولأنه بن صاحب الملجأ , لاأحد يستطيع أن يقول له شيئاً .. اضطررت لأن أصبح فتاً ..لأحمي الفتيات من ذلك الحقير ..عشت 6 سنوات من عمري وأنا بهذا الشكل وبهذه الطبيعة .. كنت أخطط للهروب منذ سنين لكن يمنعني ذلك الحقير .. كنت خائفة على الفتيات لذا بقيت ..إلى أن تزوج ذلك الحقير..
لكن هذا الأمر لايعني أنني فقدت هويتي كأنثى .. لكن لفتاة أن تضطر للعمل لتجني بعض المال .. لفتاة تغني وتعزف في قارعة الطريق متنكرة خوفاً من أن يعرفها أحد أصدقائها , أن تضطر لأن تحمي الفتيات اللاتي بمثابة إخوتها من ذئب بشري .. ماذا تعتقد أنها ستصبح ,*تضحك بسخرية* هه بحق الإله ..
لم أعلق كنت أنظر بالفراغ ..
ضحكت بروح مرحة : لاتقلق لاأحمل أي ميول نحو النساء ..
ضحكت على تعليقها وقلت : نعم بالطبع , إذن هل تسمعيننا أغنية .؟
قالت لي : حتى وان لم تكن الأغنية بالكورية .؟
أجبتها : لك حرية الإختيار ..
قالت : حسناً سأغني
أمسكت بقيثارها وبدأت : تـوريــانـسي .. تـــوريانسي
"نضع مقطع "
ذلك الصوت .. إخترق قلبي .. وعاد بي لذلك الماضي .. بدأت الشكوك تحوم في ذهني ..لربما كانت .. تلك الفتاة ..
ابتسمت : لقد انتهيت .. هذا مالدي ياسيدي
لم أجبها وضللت أنظر في وجهها النقي ..تنبهت أغلقت آلة التصوير وقلت : أحسنت عملاً ...
قالت وهي تفرك يديها : لاأعتقد أنني سأبلي حسناً .,
نظرت لها وبإسلوب لم أعهده على نفسي : لاتقولي هذا , صوتك بدا..ملائكياً ..
أنزلت رأسها ولم تتكلم كانت خجلة لحد البكاء من الخجل ..تلك الفتاة غريبة , أعتقد أنها لم تختلط بالذكور كثيراً ,
ضحكت في نفسي ولم أبينه على ملامح وجهي ,سألتها : أتجيدين الرقص على الأغاني .؟
قالت بارتباك : لاأجيد إلا القليل ..
فتحت أغنية في هاتفي وأعطيتها الهاتف وقلت لها : هل تعرفين هذه الأغنية .؟
أمسكت هاتفي بكلتا يديها وأخذت تنظر له بتركيز , لم تجب على سؤالي , أعادت المقطع مرة أخرى .. أخذت أتأملها .. لها وجه صغير أبيض نقي .. كانت عيناها جميلتين .. أنف صغيرأحمر
وشفاه وردية , شعرها قصير .. ثيابها واسعة ..إنها لطيفة ! عندما تراها لأول مرة ستظن بأنها فتى ..
قطع حبل أفكاري صوتها وهي تقول مبتسمةً : أنا لاأعرف هذه الأغنية .. لكنني سأرقص .
أعطتني هاتفي ..
ورجعت إلى الوراء خطوتين ..كانت مغمضة عينيها , فتحت عيناها وأشارت لي بيدها بمعنى شغل الأغنية .. وأخذت ترقص .. كان رقصها متقناً .. وكأنها من أحد الفرق المحترفة ..
لم يكن واضحاً على رقصها أنها لاتعرف الأغنية أيضاً ..
إنتهت
رجعت خطوة كانت تنظر للأرض .. خجلة من نفسها ومحرجة وكأنها جارية هاربة أمسكها سيدها فاصبحت خجلة هكذا "يمديكم على التشبيه.؟"
قالت بتوتر وبصوت متقطع : ك ان سسيئاً ..
كنت مصدوماً نوعاً ما , كيف لفتاة .. أن تصبح مثلها ..؟
طلبت مني أن أحضر حقيبتها أعطيتها عنوان الشركة .. لنلتقي غداً صباحاً ..!
.................................................. .................................................. .
كوخز الإبر يؤلم :
بعد ثلاثة أشهر :
أثناء تصوير أحد البرامج :
قال المقدم الذي كان واقفاً : مرحباً بكم , عدنا مرة أخرى مع فرقة الفتيات الجدد 22n
المكونة من أربع فتيات ..
قالت الأولى : أنا القائدة إسمي ني ري .. *تنحني*
قالت التي بجانبها والتي بدت لطيفة جداً : مرحباً إسمي الكسندرا *تنحني*
وصل الدور لي قلت بصوت منخفض فأنا الفتاة الأصغر في الفريق : إسمي هو نانا وأنا العضوة الصغرى في الفريق *تنتحي*
قالت الفتاة التي بجانبي والتي تضع يدها خلف ظهري وهي الماكني الخاص بالفريق : مرحباً إسمي هو ساتو .. *تنحني*
جميع الفتيات كن يتحدثن كثيراً مع المقدم .. بينما أنا كنت ساكتة معظم الوقت , الهدوء صفة طاغية على شخصيتي .. فأنا قليلاً ماأتكلم ..جميع صديقاتي كن فاتنات .. والكثير من الفنانين الذكور كانوا يتحدثون حولهم .. نظرت إلى نفسي ... مظري صبياني جداً .. مصممة الأزياء الخاصة بنا تتعب بسببي فأنا دائماً أرفض ارتداء الفساتين القصيرة ..
قطع حبل أفكاري صوت المقدم وهو يوجه حديثه لي : كيم نانا ..
حركت رأسي لأبعد شعري عن عيني :آه نعم ..
لم أكن مرتاحة جداً لذلك المقدم,سألني : كيم نانا, ماهو شعورك وأنت أصغر عضوات الفريق .؟
إبتسمت وقلت : الأمر غير مريح أبداً ..
ضحك الجميع بما فيهم الفنانين غير فريقنا قال لي المقدم : لم تقولين هذا .؟
قلت بإختصار شديد : أن تكون أصغر عضو بالفريق يعني أن تطهو الطعام وأن ترتب المنزل وأن تذهب لشراء حاجيات المنزل , الأمر هكذا ببساطة ...
قالت ساتو : في الحقيقة الكساندرا وني ري دائماً يكون لديهن أعمال غير الأعمال الرئيسية بالفريق ..ودائماً نبقى أنا ونانا في المنزل وحدنا ..أنا مزعجة جداً وشريرة بينما نانا هادئة جداً ومطيعة .. بالطبع أنا لن أقوم بالأعمال المنزلية لذا نانا هي التي تقوم بها .. وأيضاً هي شخص مرتب للغاية ودقيق
ضحكت على وصف ساتو لي بأني مرتبة جداً ودقيقة ..
أثناء ذلك سأل المقدم سؤالاً : آنسة نانا , تدور حولك الكثير من الشكوك حول طريقة ملابسك وشعرك , أيضاً أنت لم تبيني إن كنت من النوع المسترجل كآمبر مثلاً .. أو إن كانت لديك ميول شاذة .!
في الحقيقة صعقت من الخيار الثاني "ميول شاذة" إنه حقير هذا المقدم ..حقير للغاية
تكلمت بهدوء وتبرير : حسناً , أعتقد أنك سألت في أمر شخصي للغاية .. لكن سأجاوب ولابأس ..
أنا لاأملك أي ميول شاذة .. بالعكس ..يمكنك سؤال الفتيات ..أنا أحب اللون الوردي والأرجواني وأيضاً دائماً ماأقول للفتيات أني أمقتهن على أنوثتهن , لست أنا من اخترت أن أكون هكذا , هل تعتقد أنه من السهل أن تخرج عن فطرتك .. إنه بالطبع أمر صعب , أنا عشت جل حياتي في ملجأ للأيتام , هل جربت يوماً طعم الإنكسار, أنا متأكدة أنك لم تشرب كأس الذل يوماً ,
أن تعمل ليل نهار لخدمة إخوتك في الملجأ , أن تغني في الطرقات لكسب بعض المال لشراء حاجيات الدراسة .. هل تعتقد أنه أمر سهل لفتاة أن تحمي إخوتها من ذئب بشري .. , أن تعامل فتاة على أنها صبي .. هو أمر صعب للغاية .. أمر صعب جداً ..!
وخرجت من استديو التصوير .. لقد عانيت طيلة الأربع أشهر الماضية , من هروبي من الملجأ ..
ذهبت خارج المبنى .. كنت أركض .. أحتاج لأن أصرخ .. أنا متعبة ..متعبة للغاية ..
:نانا ..
إلتفت ورائي..كان مدير أعمالنا "جانغ تي سان " الرجل الذي ساعدني .. الفترة الماضية كان "جانغ تي سان" معانا طوال الوقت , وقد أصبحت علاقتي قوية معه