الحلقة العاشرة... والله لا يؤمن
احترام الجار وعدم ازعاجه كانا من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم...حتى ربطها بالفوز بالآخرة.
طريقة السويسريين في تطبيق هذا الحديث رائعة...
ألا يدعو الى التفكر رؤيتك لكل المطارات الدولية بتلك البلاد تقفل أبوابها على منتصف الليل دون تأخير، فقط من أجل الجيران ولولا في بلادنا لرأيت العجب من جارك بالجنب فكيف تتوقع من مطار أن يراعي حقك؟
إنه احسان كما قال الاستاذ... ولكنه ليس عبثا فهم يهتمون لشعبهم وهذا سبب اهتمام شعبهم به، ما خلق نوعا من التعاون بين الحكومة والشعب.
فالإهتمام دائما ما يكون متبادلا ولو بدأ بالعكس..
رؤية شركة للنقل والتي تعتبر رخيصة نوعا ما تولي كل ذلك الاهتمام بالجوار، الى درجة فرش الارض وتغطية الجدار تجنبا لإتلاف أي شيء بالمكان... ألا يعتبر هذا تطورا كبيرا في مدى الاهتمام بالجوار.
كما تظن أن من حقكـ ألا يزعجك جارك وألا يقوم بأشياء تضايقك فكر أنه هو الآخر قد يظن ذلك، ولو انك قمت بالأمر من جهتكـ وقام بالأمر من جهته أي "أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه" لسادت تلك الأخلاقيات حتى دون أن يشعر المرء بها.
فجديا، هي في ديننا الحنيف من المفترض أن نعيشها يوميا وأنها متأصلة فينا بحيث لا نرى آخرين يتقلدونها فنتذكرها. أمر يدعو للتفكر!؟
الحلقة الحادية عشر...مهن من ذهب..
هذا ما يحتاجه صراحة العالم العربي الذي وكان احدا لم يمتهن منهم قط حتى يحتقروا المهن واصحابها.
ألم يكن الأنباء عليهم السلام مهنيين، ألم يكن أيوب عليه السلام حدادا وزكريا عليه السلام نجارا، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم راعيا؟ لماذا نحتقر المهن؟ أنحن أفضل من خير خلق الله؟
السمكري في انجلترا يعتبر افضل من الدكتور؟ ويحتاج الى دراسة لأربع سنوات ايضا..هذا يشبه لحد كبير ما يحدث مع سائق الاجرة هناك وهذا يدعو للتفكر، كيف أن المهن الحقيرة في أعيننا تعتبر اشرف المهن في دول عظمى مثل بريطانيا.
ولأظن أن هذا هو سبب تطورهم الكبير وهو النظر بعين المساوات للناس بغض النظر عن مهنهم أو عملهم، إعطاءهم حق تعبهم يجعلهم ينجحون ويرتقون فيكون السمكري غنيا شريفا، هذا ليس بالأمر المعجزة ولكنه الأمر الذي من المفترض أن يكون هنا في البلاد العربية قبل باقي البلدان.
كان جميلا ما رأيناه في السعودية وكيف يجعلون الاطفال يتعلمون مهنا كتلك، لربما إن اتقنوا عملهم جازاهم الله فنهضوا كما نهض ذلك السمكري الإنجليزي ليوجدوا شركات خاصة بهم ويجعلوا من كل مهنة عملا شريفا..
أتذكر أيضا في خواطر 5 التي تتحدث عن اليابان، كيف أن عامل النظافة هناك يسمى بمهندس صحة، كيف ان راتبه والله يشهد قد يساوي راتب استاذ في بعض الدول العربيه، وكيف أن لديه كل أسباب العيش الكريم. لا لشيء الا لأنه يوفر لهم النظافة.
صراحة عامل النظافة من المفترض أن يرفع رأسه في بلادنا العربية وأن يحترمه الجميع لسبب غير السابق وإن كان أحد الأسباب، لكن أهم سبب وهو قول الرسول صبى الله عليه وسلم " النظافة من الإيمان"
إذن لماذا نحتقره ولولاه لضاع جزء من إيماننا، لماذا نحتقر العمال البسطاء وهم يبذلون جهدهم في عملهم الذي هو اساس لعمل أعظم. فلولا البناء الذي بنى العيادة لما وجد الطبيب أين يقوم بعمله....؟
مجرد رأي
الموضوع الأصلي :
فعالية {خواطرنا في رمضان }~ || الكاتب :
Yasmine DzJp || المصدر :
منتديات أنيدرا